اخبار اليوم الصحيفة, شاشات المونديال في اخبار اليوم الصحيفة, شاشات المونديال في
وجد اليمنيون في الشاشات المجانية العملاقة الخاصة بعرض مونديال روسيا، السلوى والملاذ للهروب، وان لسويعات، من معاناة الحرب.
ووفرت الشاشات فرصة مشاهدة مباريات المونديال “والتسلل” من شباك الحرب، في الوقت والتاريخ الضائع، في بلد عرف بعشقه الكبير لكرة القدم على نحو ملحوظ.
ويتعطش اليمنيون للمتعة الكروية، لا سيما في ظل التوقف التام لدوران الكرة في كافة المسابقات المحلية، جراء الظروف السياسية التي لم تستقر.
وكانت الحكومة الشرعية قد وجّهت بنصب شاشات عملاقة في الساحات العامة والاندية الرياضية، بدعم منها، في العاصمة المؤقتة عدن وباقي المحافظات، لاتاحة الفرصة لمتابعة مباريات المونديال.
وهو ما تم فعلاً، حيث نجحت الحكومة، في نصب شاشات عملاقة في كافة مدن وارياف البلاد بالمناطق الخاضعة لسيطرتها (85%من مساحة اليمن).
فيما تكفل رجال الاعمال بالقيام بذات الخطوة في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة انصار الله (الحوثيون) وفي مقدمتها العاصمة صنعاء.
وتعرض هذه الشاشات جميع المباريات بشكل مجاني ومتاح للجميع، ومنحت الاف اليمنيين فرصة الاستمتاع بالمونديال بعد ان تعذر على اغلبهم مشاهدتها من المنازل.
ويتكلف الاشتراك في متابعة المونديال من المنازل نحو 250 دولارً، وهو ما يجعل من الصعب على القطاع الاكبر في البلاد من سداده، جراء الظروف الاقتصادية وتوقف الرواتب منذ نحو عامين.
كما يعقد الامر كذلك انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، وتوقف معظم القطاعات العاملة في البلاد جراء الحرب.
ووجد اليمنيون في هذه الشاشات المجانية، التي تزينت بها واجهات الاندية والساحات العامة، الملاذ الوحيد لمتابعة منتخباتهم ونجومهم العالميين المفضلين.
احدى هذه الشاشات تتزين بها واجهة ملعب نادي الوحدة بصنعاء حيث تملا الجماهير مدرجاته ومن بينهم لاعبين ومدربين وحكام واداريين جاءوا لمشاهدة المونديال.
يقول المعلق الرياضي اليمني، احمد علاو، انه يحرص على التواجد في نادي الوحدة بصنعاء يوميا لمتابعة مباريات المونديال من خلال الشاشة العملاقة المعلقة في واجهة الملعب.
ويشير الى انه تعذر عليه تجديد جهاز التشغيل الخاص بالقناة الناقلة للمونديال الروسي نظرًا لتوقف الاعمال وانقطاع الرواتب.
واضاف علو، خلال حديثه للاناضول،: “المشاهدة مع جموع الناس في الهواء الطلق، منحتني متعة وفعالية شيقة شبيهة بالمشاهدة من مدرجات ملاعب المونديال”.
وقال وليد عبدالله، وكيل معتمد لبيع اجهزة بث مباريات المونديال، ان “الاقبال على شراء الاجهزة تراجع كثيراً مقارنة بالمونديالات السابقة”.
واوضح، للاناضول، ان الارتفاع الكبير لاسعار الدولار امام الريال اليمني، اضطرتهم لرفع قيمة الجهاز الذي يصل لنحو 100,000 ريال يمني، ما يعادل 250 دولاراً امريكياً.
عباد الجرادي، المسؤول الاعلامي بنادي الوحدة، يقول انهم حرصوا في ناديهم على توفير هذه الشاشات، بتمويل من ادارة النادي.
ويضيف ان الهدف من الخطوة اتاحة الفرصة للالاف من الجماهير الرياضية للاستمتاع بمباريات المونديال بعد ان تعذر على معظمهم شراء او تجديد اجهزة البث.
وتابع، في حديث للاناضول، انهم فوجئوا بالحضور الجماهيري الكبير الذي يؤكد مدى عشق اليمنيين لكرة القدم رغم الظروف الصعبة التي تحيط بهم وهموم الحرب.
كما يعبر مشتاق علي عن سعادته بوجود هذه الشاشات العملاقة التي اتاحت له ولاقرانه، مشاهدة مباريات المونديال بدون عناء او كلفة مالية لا يقدر عليها كونه ما يزال طالبًا جامعيًا.
ومنذ 26 مارس/اذار 2015، تقود السعودية تحالفاً عسكرياً يدعم القوات الحكومية اليمنية في مواجهة مسلحي “الحوثي”، الذين يسيطرون على عدة محافظات بينها صنعاء منذ 21 سبتمبر/ايلول 2014.
وخلفت الحرب اوضاعا معيشية وصحية متردية للغاية، وبات معظم السكان بحاجة الى مساعدات انسانية.شاشات المونديال في اليمن.. “تسلل” في وقت الحرب الضائع