اخبار اليوم الصحيفة, تحت المجهر: “جُبن” اخبار اليوم الصحيفة, تحت المجهر: “جُبن”
انتهت مباراة فريق تشيلسي مع فريق مانشستر سيتي، بفوز الفريق الضيف بنتيجة (1-0) ، وذلك ضمن مباريات الجولة السابعة من بطولة الدوري الانجليزي الممتاز، والتي جرت بينهما على ملعب ستامفورد بريدج.
المباراة خرجت كما توقعناها.. قوية ولكن معظمها كان في اتجاه مرمى اصحاب الارض.. جاء الرسم التكتيكي للبلوز بشكل 3-5-1-1، بتواجد هازارد خلف موراتا، بينما في المقابل، لعب السيتي بشكل 4-1-4-1، ومن اسلوب لعب الفريقين يتضح لنا ان هاجس المدربان كان واحدًا وواضحًا.. الاستحواذ على منطقة العمليات في وسط الملعب.
لعب كل مدرب على ضرب نقاط قوة منافسه، وهو ما جعل التشكيل يختلف عن التشكيل السابق شبه الثابت لكلاهما، حيث دفع غوارديولا بالجناح الانجليزي في الرواق الايمن من اجل ايقاف قوة الجبهة اليسرى في البلوز بقيادة الونسو وهازرد، بينما عمد كونتي الى وضع ايزبييكويتا في مركز الظهير الايمن، من اجل الحد من انطلاقات ساني، لان موسيس ليس قويا دفاعيا.
السيتي اعتمد على جناحين سريعين وموزع مايسترو هو دي بروين، في الضغط على مضيفه، والاهم اتباع سياسة “استمرار الطرق على الجدار الازرق” بلا كلل، حيث استمر في محاصرة البلوز، بتؤدة وبلا تسرع او غياب التركيز، وهو ما نجح اخيرا في تسجيل دي بروين هدفه.
البلوز اضطر الى اللعب بدون مهاجم وذلك قبل نهاية الشوط الاول، بعد تعرض موراتا الى اصابة غيبته قسريًا عن المباراة، وكان الغريب في الامر، ان كونتي فضل الدفع بـ هازارد كمهاجم وهمي، عوضًا عن اقحام باتشواي، وهو ما يعضد فكرة ان كونتي كان يرغب في الفوز بمنطقة المناورات، وحرمان السيتي من التفوق كعادتهم في هذا الامر، اكثر من رغبته بالفوز بالمباراة!
كونتي اخطا في الدفع بـ هازارد في المباراة من بدايتها، خاصة بعد مشاركة البلجيكي في مباراة كبرى امام الروخي بلانكوس في التشامبيونز، ثم يشارك بعد 72 ساعة في مباراة كبرى اخرى امام السيتيزنز؟ امر منافي للمنطق..خاصة وانه لم يستكمل جاهزيته الفنية والبدنية بعد عودته من اصابة طويلة امتدت لنحو 3 اشهر.
امر اختزال هزيمة البلوز في خروج موراتا هو “قصر نظر” .. فماذا كان سيفعل الماتادور الاسباني، وسط استحواذ تام للفريق السماوي، كان سيصبح مثل الشخص المتواجد في جزيرة معزولة عن رفاقه في لندن، ما هزم البلوز هو سياسة وفكر كونتي المتحفظ لدرجة “الجُبن” بلا داعي وهو يمتلك تشكيلة مميزة من اللاعبين.
وبالرغم من هذه الهزيمة.. الا ان الفريق اللندني مازال مدافعًا شرسًا عن لقبه..
الشوط الاول : شوط يتمحور حول حرب الاستيلاء على منطقة وسط الملعب، التي كانت المسيطرة على مجريات هذا الشوط، حيث حشد كلا المدربان كل اسلحتهم باكبر عدد ممكن من اللاعبين، مما خلق ازدحام وخنق للاعبين بسبب الضغط الممارس من كلا الفريقين، وهو ما حد من مشاهدة الفرص، لان الحرية والاريحية للاعبين خاصة اصحاب المهام الهجومية كانت مفتقدة.
الشوط الثاني : شوط التقهقر لدى البلوز، واعلان صراحة ان الدفاع هو سبيلنا وغايتنا، وواجهه في المقابل هجوم بلا هوادة حتى اخر دقيقة من السيتي، واللعب على مصيدة التسلل، من اجل ضغط البلوز في منتصف ملعبهم، وجعل البلوز بلا هدف سوى عدم استقبال المزيد من الاهداف في عقر دارهم.
افضل ما في المباراة : ان الكرة اعطت الفيلسوف الاسباني اخيرا ما يستحقه، وكافئته على جهده ومثابرته واصراره على تطبيق فكره، بالرغم من كل الضغوطات التي تحيق وتحيط به بعد موسمه الاول الفاشل.
اسوا ما في المباراة : خروج موراتا مصابا، وهو امر سيجعله يبتعد لفترة عن الفريق، لكن لحسن حظه نوعًا ما، ان الاصابة ستتوافق مع اجندة الفيفا.
افضل لاعب : مناصفة بين.. دي بروين، كانتي، الونسو، فيرناندينهو.
اسوا لاعب : مناصفة بين.. هازرد، فابريغاس، سيلفا.
ايجابيات وسلبيات المدربان..
– غوارديولا : نجح اخيرًا في رد اعتباره امام كونتي، والثار من خسارته في مباراتيّ الموسم الفائت، ويحسب له مثابرته في الايمان بنجاح فكره الهجومي، خاصة ام عقلية الكاتيناتشو الدفاعية، متمثلة في منافسه كونتي، لكن يؤخذ عليه ضعف الجناحين، حيث لم نشاهد عرضيات من ساني وستيرلينج لزميلهما خيسوس.
– كونتي : يؤخذ على الثعلب الايطالي في هذه المباراة، انه يلعب على ارضه ووسط جماهيره، وامام منافس قوي على اللقب الذي يدافع عنه، ويفترض ان يفوز عليه ليزيحه ولو مؤقتا ويدفعه للامام، ولكنه ارتكن الى اللعب بواقعية، وعمد الى الدفاع، واللعب على اخطاء المنافس، وهو امر لا يليق بحامل اللقب، وبفريق بامكانيات البلوز، فالواقعية قد تكون جُبنًا في وقتٍ ما.تحت المجهر: “جُبن” كونتي امام “عنفوان” غوارديولا منح الفوز للسيتي
