اخبار اليوم الصحيفة, لاغاثة النازحين.. طبيب اخبار اليوم الصحيفة, لاغاثة النازحين.. طبيب
بعد ان وسعت اسرائيل الابادة التي ترتكبها بغزة الى لبنان، تتوالى مبادرات انسانية فردية يقدمها لبنانيون بالمناطق التي استقبلت نازحين من المدن التي تتعرض لغارات اسرائيلية، ومنها مبادرة لطبيب اسنان حوّل عيادته الى مطبخ لاطعام النازحين.
في مدينة صيدا بمحافظة الجنوب، قام الطبيب علي جرادي المختص بتقويم وتجميل الاسنان، بتحويل عيادته الى مطبخ لطهي الطعام وتوزيعه على النازحين في المدينة التي يطلق عليها تسمية “بوابة الجنوب”.
ومنذ 23 سبتمبر/ ايلول الماضي وسّعت اسرائيل نطاق الابادة الجماعية التي ترتكبها في غزة منذ 7 اكتوبر/ تشرين الاول 2023، لتشمل لبنان والعاصمة بيروت، حيث تشن غارات جوية غير مسبوقة وبدات توغلا بريا في جنوبه متجاهلةً التحذيرات الدولية والقرارات الاممية.
وقتلت اسرائيل في لبنان وفق الارقام الرسمية، 2083 شخصا واصابت 9869 منذ بداية القصف المتبادل مع “حزب الله” في 8 اكتوبر 2023، بينهم 1251 قتيلا و3618 جريحا (عدد كبير من الاطفال والنساء) منذ 23 سبتمبر وحتى عصر الاثنين.
ووفق تقديرات رسمية غير نهائية، بلغ عدد النازحين من الضاحية الجنوبية لبيروت ومن جنوب وشرق لبنان اكثر من مليون و200 الف نازح، منهم 173 الفاً مسجلون في مراكز الايواء، اما الاخرين نزحوا الى اماكن سكن اخرى او في الاماكن العامة.
سندويشات ثم وجبات
يقول جرادي للاناضول انه اتخذ القرار بعد التشاور مع جيرانه الذين ابدوا رغبة كبيرة بمساعدة النازحين القادمين من المدن الاخرى، وذلك باقامة المطبخ داخل العيادة.
كان الطبيب اللبناني يفكر في البداية باقتصار مساهمته على عون النازحين بتقديم مساعدة مالية، لكنه وجد ان فكرة الطعام اكثر الحاحا ونفعا.
في البداية بدا المطبخ بتقديم سندويشات، ومن ثم تطور العمل الى تقديم وجبات يومية لاكثر من 300 نازح من كافة الاعمار والمناطق، وفق جرادي.
مطبخ خيري
ويلفت جرادي الى انه اطلق حملة تبرعات لجمع المساعدات العينية سواء من داخل لبنان او من خارجه.
ويوضح ان المساعدات بدات تصل تباعا الى المطبخ الخيري وصارت جزءا مهما من عملية اعداد الطعام المستمرة.
ويقول ان “هذا العمل يجعلنا نشعر بالفخر والاعتزاز من اجل مساعدة شعبنا في ظل الوضع الاقتصادي السيء وغياب الدولة وعجزها عن القيام بدورها في مساعدة مئات الاف النازحين”.
وتتحدث تقارير صحفية عن صعوبة تلبية الجهات الحكومية لحاجات النازحين المتزايدة، لا سيما لتامين المساكن الكافية لهم، ما دفع بكثيرين الى افتراش الارض في الساحات العامة او اللجوء الى منازل اقاربهم.
ماساة كبيرة
ويعتبر جرادي ان “حجم الماساة كبير وعدد النازحين اكبر بكثير مما نقدمه”.
ويشير الى ان عمله يقتصر على النازحين داخل المنازل، اما في مراكز الايواء فهناك جمعيات وبلديات تقوم بتقديم الوجبات والخدمات لهم.
ودفعت الابادة الاسرائيلية التي تزامنت مع سوء الاوضاع الاقتصادية الاف اللبنانيين الى اللجوء الى سوريا، واعلن المفوض الاممي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، الاثنين، ان عدد النازحين من لبنان الى سوريا اثر التصعيد الاسرائيلي الاخير، بلغ 250 الف شخص.
وقبل اسبوع، حذرت دراسة اصدرتها لجنة الامم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي اسيا (الاسكوا) من ان لبنان “على حافة الهاوية ومعرض لانهيار كارثي” جراء الاعتداءات الاسرائيليّة الاخيرة عليه، ودعت الى تدخل دولي “عاجل” لانهاء النزاع ومعالجة اسبابه الجذرية.لاغاثة النازحين.. طبيب لبناني يحول عيادته الى مطبخ