اخبار اليوم الصحيفة, كيف اصبح البطيخ اخبار اليوم الصحيفة, كيف اصبح البطيخ
كشفت مجلة «تايم الامريكية» في تقرير لها ان البطيخ الاحمر، اصبح رمزا للقضية الفلسطينية، بسبب التضييق على المتضامنين معها. ومنعهم من رفع الاعلام الفلسطينية.
وتشرح المجلة كيف حمل متظاهرون لافتات بالوان العلم الفلسطيني وعليها بطيخة او كلمة «حرية» لان وزير الامن الاسرائيلي، ايتمار بن غفير، منع رفع الاعلام الفلسطينية.
وظهرت هذه الفاكهة مرة اخرى على عدد لا يحصى من منشورات وسائل التواصل الاجتماعي، في اعقاب الحرب. وقال التقرير ان هذه الفاكهة المنعشة اصبحت رمزا خفيا للتضامن مع الشعب الفلسطيني، من خلال التحايل على كل اشكال المنع، وبخاصة خوارزميات فيسبوك.
واستخدام البطيخ كرمز للقضية الفلسطينية ليس جديدا، فقد بدا استخدامه لاول مرة بعد حرب الايام الستة عام 1967، عندما سيطر جيش الاحتلال على الضفة الغربية وقطاع غزة، وضم القدس الشرقية.
وفي ذلك الوقت، جعلت حكومة الاحتلال الاسرائيلي عرض العلم الفلسطيني علنًا بمثابة جريمة جنائية في غزة والضفة الغربية، وللتحايل على الحظر، بدا الفلسطينيون في استخدام البطيخ لانه عند تقطيعه، يحمل الالوان الوطنية للعلم الفلسطيني، الاحمر والاسود والابيض والاخضر.
لم تقم الحكومة الاسرائيلية باتخاذ اجراءات صارمة ضد العلم فحسب. قال الفنان سليمان منصور لصحيفة «ذا ناشيونال» في عام 2021 ان المسؤولين الاسرائيليين اغلقوا في عام 1980 معرضًا في غاليري 79 في رام الله يضم اعماله واخرين. «اخبرونا ان رسم العلم الفلسطيني ممنوع، لكن الالوان ممنوعة ايضًا. فقال عصام: ماذا لو صنعت زهرة حمراء، وخضراء وسوداء وبيضاء؟ فاجابه الضابط بغضب: ستتم مصادرتها. وقال منصور للمنفذ: «حتى لو رسمت بطيخة فسوف تتم مصادرتها»!
وفي اعقاب اتفاقيات اوسلو اشارت صحيفة «نيويورك تايمز» الى دور البطيخ كرمز احتياطي اثناء حظر العلم، قائلة: «في قطاع غزة، تم القبض على الشباب ذات مرة لحملهم شرائح البطيخ، وبالتالي عرض الوان العلم الفلسطيني، يقف الجنود متفرجين، بلا مبالاة، بينما تسير المواكب ملوحين بالعلم الذي كان محظورًا ذات يوم».
في عام 2007، بعد الانتفاضة الثانية مباشرة، انشا الفنان خالد حوراني «قصة البطيخ» لكتاب بعنوان «الاطلس الذاتي لفلسطين». وفي عام 2013، قام بعزل طبعة واحدة واطلق عليها اسم الوان العلم الفلسطيني، والتي شاهدها الناس في جميع انحاء العالم منذ ذلك الحين.
عاد استخدام البطيخ كرمز الى الظهور مرة اخرى في عام 2021، بعد حكم محكمة اسرائيلية يقضي بطرد العائلات الفلسطينية المقيمة في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية من منازلها لافساح المجال امام المستوطنين.
ثم اطلقت منظمة ززيم، وهي منظمة مجتمعية عربية اسرائيلية، حملة للاحتجاج على الاعتقالات ومصادرة الاعلام التي تلت ذلك. وتم لصق صور البطيخ على 16 سيارة اجرة تعمل في تل ابيب، مع النص المصاحب لها: «هذا ليس العلم الفلسطيني».
وحمل متظاهرون رسومًا توضيحية للبطيخ ترمز الى العلم الفلسطيني، في تل ابيب، يوم 12 اغسطس 2023، وقال رالوكا جانيا، مدير ززيم: «رسالتنا الى الحكومة واضحة: سنجد دائمًا طريقة للتحايل على اي حظر سخيف ولن نتوقف عن النضال من اجل حرية التعبير والديمقراطية».
وتقول الفلسطينية امل سعد، من حيفا ان لديهم رسالة واضحة: «اذا كنتم تريدون ايقافنا، فسنجد طريقة اخرى للتعبير عن انفسنا».
المصدر: تايم الامريكيةكيف اصبح البطيخ الاحمر رمزا للقضية الفلسطينية؟