اخبار اليوم الصحيفة, لست وحد عالم اخبار اليوم الصحيفة, لست وحد عالم
تقول القصة ان العالم اليوناني ارخميدس، كان مسترخياً في حوض الاستحمام، عندما اكتشف “قانون الازاحة”، ولشدة فرحته خرج يركض عارياً وهو يصرخ “وجدتها وجدتها”، وعلى الرغم من تداول الحادثة بشكل كبير، لكنها ليست حقيقية، ولكن هناك جزء من الحقيقة وراءها، وهي ان الافكار الابداعية يمكن ان تاتي اثناء الاستحمام.
في دراسة اجريت عام 2019، سجل 98 كاتباً محترفاً و87 فيزيائياً، افكارهم الاكثر ابداعاً كل يوم، بالاضافة الى ما كانوا يفعلونه ويفكرون فيه عندما جاءتهم هذه الافكار. وكانت النتيجة ان 20% من اكثر الافكار الابداعية التي توصلوا اليها، كانت اثناء الاستحمام او القيام بعمل روتيني اخر، مثل غسل الاطباق او كانوا في طريق العودة للمنزل.
تُظهر الابحاث ان ما يُعرف باسم “تاثير الاستحمام”، له دور كبير في تدفق الافكار الابداعية والحلول لبعض المسائل المعقدة، والسبب في ذلك بحسب دراسة في مجلة “علم النفس الجماليات والابداع والفنون” نُشرت عام 2022، ان الناس يُولّدون افكاراً ابداعية اكثر اثناء اداء الانشطة الروتينية مثل الاستحمام او المشي.
وبحسب تلك الدراسة، فان الدماغ حتى يولد الافكار الابداعية، يحتاج بعض التوازن والسماح له بالشرود ذهنيا قليلاً، ما يؤدي الى مزيد من الافكار الابداعية، وذلك لان الانشطة المملة، لا تحتاج الكثير من الجهد من الدماغ، لذا يتوفر له الوقت لحل المشكلات الاكثر تعقيداً.
في دراسة قام بها “سكوت باري كوفمان” العالم المعرفي، وجد ان 72% من الاشخاص يحصلون على افكار ابداعية اثناء الاستحمام، ويقول كوفمان ان الدراسة “تسلط الضوء على اهمية الاسترخاء للتفكير الابداعي”.
وقال: ان بيئة الاستحمام المريحة والانفرادية، قد تتيح التفكير الابداعي من خلال السماح للعقل بـ”التجول بحرية”، وجعل الناس اكثر انفتاحاً على وعيهم الداخلي واحلامهم.
الاستحمام بالمياه الدافئة يساعد على تدفق الافكار الابداعية
بالاضافة لما سبق من توفير الوقت والطاقة للدماغ اثناء النشاطات الروتينية، والتي تسمح له بالتركيز على انتاج الافكار الابداعية، فان دراسة نُشرت عام 2018، كشفت عن تاثير مباشر للاستحمام بالماء الدافئ على نشاط الدماغ والافكار الابداعية.
تمت الدراسة بمشاركة 38 شخصاً، قاموا بالاستحمام بالماء الدافئ، بمتوسط درجة حرارة 40 مئوية، لمدة 10 دقائق في كل مرة، وعلى مدار اسبوعين، توصلت الدراسة الى ان الاستحمام بالماء الدافئ يساعد على توسع الاوعية الدموية، وزيادة تدفق الدم، ما يوفر مزيداً من الاكسجين والمواد المغذية في الجسم والدماغ.
كما كان له تاثير ايجابي للتخلص من الارهاق والتوتر، وكانت النتائج بما يتعلق بالحالة المزاجية افضل من حيث التوتر والقلق والغضب والعداء والاكتئاب، وبالتالي تزداد احتمالية ان يعمل الدماغ بشكل افضل.
اليس فلاهيرتي، من اشهر علماء الاعصاب، لديها اجابة اضافية، اشارت لوجود عنصر اخر مهم جداً وهو الدوبامين، وتقول فلاهيرتي: “كلما زاد افراز الدوبامين، كنا اكثر ابداعاً. يتم امتصاص الدوبامين من قبل مناطق معينة من الدماغ، والتي تزداد نشاطاً بعد ذلك وتؤدي الى مزيد من التفكير الابداعي”.
واخذ حمام دافئ او ممارسة المشي، او غسيل الصحون والنشاطات الروتينية التي تمنحنا بعض الراحة والاسترخاء، تعتبر من المحفزات النموذجية لتدفق الدوبامين، فتكون فرص الحصول على افكار رائعة اعلى بكثير.
كيف يمكنك استخدام “تاثير الاستحمام” للحصول على افكار ابداعية؟
1- امنح نفسك فترات راحة
تاكد من انك تخصص وقتاً ومساحة للعزلة، ويمكن ان ياخذ ذلك العديد من الاشكال، مثل القيام بنزهة يومية لاعادة ترتيب افكارك، او الخروج عن المسار الذي كنت تعمل فيه، والمشكلة التي تبحث عن حل لها.
2- ابحث عن التغيير
قد يقودنا تغيير بيئتنا الى رؤى جديدة، من خلال تعريض ادمغتنا لمحفزات جديدة، لكن تاكد انها تجربة شيء جذاب وروتيني بشكل معتدل. ولا يتطلب الكثير من التركيز، ولا مجهود عقلي كبير.
3- تعرّف على ما يحفز تفكيرك الابداعي
يختلف الاشخاص بحسب طبيعتهم وبحسب ما يحفز ادمغتهم، فحاول اكتشاف طرق تجعل دماغك في معزل عن الضوضاء ويمكن ان تجعلك في حالة اكثر ابداعاً.
(عربي بوست)لست وحد عالم يوناني ابتكر قانوناً.. لماذا تاتيك الافكار الجديدة اثناء الاستحمام؟