دراسة-علمية-تكشف-التشابه-بين-مرض-انفصام-الشخصية-والخرف-لاول-مرة-

دراسة علمية تكشف التشابه بين مرض انفصام الشخصية والخرف لاول مرة

اخبار اليوم الصحيفة, دراسة علمية تكشف اخبار اليوم الصحيفة, دراسة علمية تكشف

كشف تصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ عن وجود روابط بيولوجية عصبية بين الخرف والذهان، وفقا لدراسة نُشرت في 3 اغسطس في مجلة JAMA Psychiatry.
واجرى الباحثون، لاول مرة، مقارنة بين الفصام والخرف الجبهي الصدغي، وهما اضطرابان يقعان في منطقتي الفص الجبهي والصدغي من الدماغ.
وتستند هذه الدراسة الى المفهوم الذي صاغه عالم النفس الالماني اميل كريبيلن في عام 1899، والمعروف باسم “الخرف المبكر” او “الجنون المبكر” (dementia praecox)، الذي يصف التدهور العقلي والعاطفي التدريجي للمرضى، والذي يبدا في مرحلة المراهقة المتاخرة او في فترة البلوغ المبكر.
وسرعان ما تجاهل العلماء هذا التشخيص. ومع بداية القرن العشرين، بدا العلماء في استخدام مصطلح “انفصام الشخصية” لهؤلاء المرضى، لان المرض لا ياخذ مسارا سيئا في جميع الاشخاص المعنيين.
ولكن الان، بمساعدة التصوير والتعلم الالي، وجد العلماء المؤشرات الاولى الصالحة للانماط التشريحية العصبية في الدماغ، التي تشبه توقيع المرضى المصابين بالخرف الجبهي الصدغي.
ومن النادر ان يعود العلماء في الابحاث الاساسية الى النتائج التي تبدو انه عفا عليها الزمن، والتي يزيد عمرها عن 120 عاما.
وفي حالة نيكولاوس كوتسوليريس، من جامعة لودفيج ماكسيميليان في ميونخ، وماتياس شروتر، من معهد ماكس بلانك لعلوم الادراك البشري والدماغ، وهما باحثان وطبيبان، كان هذا بمثابة حافز لهما.
وافترض كريبيلن ان سبب المسار المنهك احيانا للمرضى يقع في مناطق الفص الامامي والصدغي من الدماغ، وهو المكان الذي يتم فيه التحكم في الشخصية والسلوك الاجتماعي والتعاطف، لكن هذه الفكرة، بحسب كوتسوليريس، “ضاعت لانه لم يقع العثور على اي دليل لعمليات التنكس العصبي التي لوحظت في مرض الزهايمر في ادمغة هؤلاء المرضى”.
وبعد خمسة عشر عاما، ومع وجود مجموعات كبيرة من البيانات وتقنيات التصوير وخوارزميات التعلم الالي، كان لدى كوتسوليريس الادوات المتاحة للعثور على اجابات محتملة، بالتعاون مع شروتر، الذي يدرس الامراض التنكسية العصبية، وخاصة الخرف الجبهي الصدغي.
اوجه التشابه بين الفصام والخرف الجبهي الصدغي
يصعب التعرف على الخرف الجبهي الصدغي (FTD)، وخاصة المتغير السلوكي (bvFTD)، في مراحله المبكرة لانه غالبا ما يتم الخلط بينه وبين الفصام. وبالتالي، فان اوجه التشابه واضحة: في الاشخاص الذين يعانون من كلا المجموعتين، تحدث تغيرات شخصية وكذلك سلوكية.
ونظرا لان كلا الاضطرابين يقعان في المناطق الامامية والزمنية والجزرية للدماغ، كان من الممكن مقارنتها بشكل مباشر.
وبعد تدريب نموذج التعلم الالي للتمييز بين الضوابط الصحية والمرضى الذين يعانون من اضطرابات الذهان الشديدة او الخرف، حددت المجموعة البحثية تداخلات محددة بين “بصمات” الدماغ على التصوير بالرنين المغناطيسي لمرض انفصام الشخصية والخرف الجبهي الصدغي المتغير السلوكي (bvFTD).
على الرغم من ان الاضطرابات الذهانية الشديدة والخرف لها اعراض سلوكية وادراكية متداخلة، الا انه من غير المعروف ما اذا كانت تُغير الدماغ بالفعل بنفس الطريقة. بالاضافة الى ذلك، لم يستكشف الباحثون بعد اهمية اي تغييرات دماغية مشتركة للمرضى في مراحل المرض المعرضة للخطر، وفقا للمؤلفين.
وفي محاولة لتحديد ما اذا كان الذهان والخرف يشتركان في التغيرات السلوكية في الدماغ، جمع الباحثون بيانات من 1870 فردا، من يناير 1996 الى يوليو 2019، وتم تحليلها بين ابريل 2020 وابريل 2022.
ومن بين المرضى المشمولين في الدراسة، كان 157 مصابا بالفصام، و108 كان لديهم bvFTD، و102 يعانون من اكتئاب شديد، و96 لديهم ضعف ادراكي خفيف او مرض الزهايمر في مراحله المبكرة، و44 اصيبوا بمرض الزهايمر.
واستخدم الباحثون بعد ذلك خوارزميات التعلم الالي للتمييز بين مجموعات المرضى هذه عن طريق تحليل خرائط حجم المادة الرمادية في اختبارات التصوير بالرنين المغناطيسي.
وبعد اشتقاق ومقارنة انماط التشخيص لهذه الاضطرابات، استخدموا خوارزمية اخرى لتقييم مدى ملاءمة الانذار وتطور هذه الانماط التشخيصية في 160 مريضا يعانون من مخاطر اكلينيكية عالية للذهان و161 مريضا يعانون من اكتئاب حديث الظهور، ومقارنة اختبارات التصوير بالرنين المغناطيسي الاساسية مع اجراء اختبار التصوير بالرنين المغناطيسي بعد عام واحد.
ووجد الباحثون ان النمط التشخيصي للمتغير السلوكي للخرف الجبهي الصدغي (bvFTD)، انخفاض في حجم الفص الجبهي، تم التعبير عنه في 41.2% من مرضى الفصام.
وفي غضون ذلك، تم التعبير عن النمط التشخيصي لمرض الفصام لدى 85.5% من المرضى الذين يعانون من bvFTD.
وتوصل فريق البحث الى انه كلما زادت درجة bvFTD لدى المرضى، والتي تقيس التشابه بين الاضطرابين، زاد احتمال ان يكون لديهم نمط ظاهري “شبيه بـ bvFTD” ويقل احتمال تحسن اعراضهم على مدى عامين.
وكتب المؤلفون: “تدعم نتائجنا المعاملة بالمثل بين بصمات الدماغ للامراض الوظيفية المبكرة التي لم يتم التعافي منها والامراض العصبية والنفسية”.
واضافوا: “اخيرا، كشفت دراستنا ان المرضى الشباب الذين يعانون من نتائج وظيفية ضعيفة اظهروا بشكل مفرط انماط الدماغ هذه بمرور الوقت، بما يتماشى مع مفهوم الجنون المبكر لكريبيلن باعتباره اضطرابا تدريجيا في الجبهي الصدغي. وهناك حاجة الى مزيد من الدراسات حول مسارات الامراض الجزيئية لتوضيح كيفية تنفيذ العمليات الفيزيولوجية المرضية المختلفة على التغيرات العصبية المتداخلة في اضطرابات bvFTD واضطرابات طيف الفصام”.
المصدر: ميديكال اكسبريسدراسة علمية تكشف التشابه بين مرض انفصام الشخصية والخرف لاول مرة

Scroll to Top