خسرت-وظيفتك؟.-انها-فرصتك-لبناء-مشروعك-الخاص-والاستقلال-للابد

خسرت وظيفتك؟.. انها فرصتك لبناء مشروعك الخاص والاستقلال للابد

اخبار اليوم الصحيفة, خسرت وظيفتك؟.. انها اخبار اليوم الصحيفة, خسرت وظيفتك؟.. انها

بالنسبة للبعض، لحظة الطرد من الوظيفة هي لحظة النهاية. اللحظة التي تتداعى فيها الامال وتظهر فيها المخاوف الكامنة من المستقبل المظلم، بكـل ما تحمله هذه المخاوف من مسؤوليات مادية واجتماعية ووظيفية. وفي الغالب تكون هذه اللحظة مقدّمة لازمات نفسية واجتماعية عديدة.
ومع ذلك، هذه اللحظة تحديدا -الطرد من الوظيفة- بالنسبة للبعض هي الخطوة الاولى لنجاح مذهل لم يكن ليتحقق جزء يسير منه اذا استمرّ في نفس الطريق الوظيفي المعتاد. القلق والتوتر والعصبية -وربما الغضب ايضا- كان دافعا اساسيا لهم ليس فقط لتجاوز الاخفاق، وانما ايضا لبناء نجـاح لم يكن يتوقع مَن اتخذ قرار طردهم ان يحققوه. في هذا التقرير نستعرض مجموعة من انجح روّاد الاعمال الذين لم يحققوا نجاحاتهم وثرواتهم الا بعد ان جاءهم قرار الطرد من الوظيفة.
الطـرد من الوظيفة كان سببا في ثروة بالمليارات
عندما تقابل بيرنارد ماركوس وارثر بلانك في العمل لدى شركة “هاندي دان” لبيع المنتجـات المنزلية، والتي كانت تعتبر من اكبر سلاسل المتاجـر في الولايات المتحدة في السبعينيات، تكوّنت بينهما صداقة متينة على الرغم من فارق السن بينهما. كان كل منهما صديقا حقيقيا للاخر في رحلتهما الوظيفيـة التي كانت تبدو حينئذ روتينية للغـاية.
لكن بقدوم عام 1978 تعرّض الصديقان لاكبر ضربة في حياتهما الوظيفية، حيث تم طردهما من الخدمة في سلسلة محال “هاندي دان”. كانت ضربة كبيـرة للصديقين اللذين عملا معا في هذه المتاجر سنوات طويلة، وكان من المفترض ان يخرجا من العمل للبحث عن وظيفة اخرى لاكمال حياتهما الوظيفية، لكنّ الصديقين خرجا من “هاندي دان” بمـا هو اكبر بكثير من صفعـة الطرد. خرجا بافكـار يمكن تطبيقها بشكل افضل.
قرر كل من ماركوس وبلانك البدء في اطـلاق متجر خاص بهما يحمل نفس فكـرة متجر “هاندي دان” بالضبط، مع تطبيق كافة الافكـار التسويقية التي ارادوا تطبيقها اثناء عملهما في الشركة ولم يكن لديهما القدرة على تطبيقها. اطلق الصديقان على المتجر الجديد اسم “هوم ديبوت” (Home Depote) الذي ظهر في اواخر السبعينيات، وكان مسؤولا عن بيع كافة الادوات المنزلية بخصومات هائلة وبسعر الجملة.
خلال عقد واحد، وبقدوم نهاية الثمانينيات، كان “هوم ديبوت” (Home Depote) الذي اسسه الصديقان المطـرودان قد توسّع ليشمل 100 متجر حول الولايات المتحدة، وحقق مبيعـات تجاوزت 2.7 مليار دولار، واعتُبر اكبر متجر بيع ادوات منزلية في الولايات المتحدة. وفي عام 1989، تم اغلاق شركة “هاندي دان” -الشركة التي طردتهمـا- بسبب الخسائر!
اليوم تبلغ ثروة بيرنارد ماركوس حوالي 5 مليارات دولار، وتبلغ ثروة صديقه ارثر بلانك حوالي 4 مليارات دولار، ويعتبر متجرهما اكبر متجر لبيع الادوات المنزلية في الولايات المتحدة باكثر من 2200 موقع، واكثر من 400 الف موظف.
رحلة طويلة من الطرد قادت الى الخلطة السرية
غالبا ما يفتخر الناس برحلتهم الوظيفية المليئة بالترقيات او التنقلات المميزة التي تثبت كفاءتهم، ولكن يبدو ان الكولونيل ساندرز -مؤسس كنتـاكي الذي تملا صوره شعـار “KFC” حول العالم- لم يحمل في سجلّه الوظيفي سوى عدد هائل من وقائع الطرد من مختلف الوظائف التي عمل بها. الواقع ان السبب في تعرّضه للطرد من الوظائف لم يكن بسبب نقص كفاءاته او مهـاراته بقدر ما كان بسبب عصبيته الشديدة.
هارلاندر ساندرز عمل في كل الوظائف التي يمكن ان تخطر ببال اي حد، ففي العشـرينيات من القرن العشـرين كان يبيع اطارات السيارات، واستطـاع ان يحقق مبيعات هائلة جعلته افضل رجل مبيعات في كنتـاكي بالكامل، الا انه -مع ذلك- طُرد من وظيفته بسبب عصبيته وتقلبه المزاجي. لاحقا، تعرّض ساندرز للطرد من عدد كبير من الوظائف اما بسبب عدم طاعة اوامر المدير، او بسبب افتعال المشـاكل مع الزملاء. حتى عندما درس القانون وحصل على وظيفـة قانونية -الوظائف القانونية كانت ممتازة في تلك الفتـرة في اميـركا- تم طرده من وظيفته ايضا بسبب قيـامه باهانة احد موكّليه، الذي من المفترض انه يعمل لصالحه، في واحدة من فوراته.
رغم موهبته، خسر ساندرز كل وظائفه، حتى مطعمه الذي اسسه في محطة وقود على احدى الطرق السريعة في ولاية كنتاكي وادى الى استقراره الاجتماعي لفترة لا باس بها، حدثت مشاكل ادّت الى طرده واغلاق المطعم. مما اضطـره في النهاية ان يسافر بنفسه -وهو في الستينيات من العمـر- عبر الولايات الاميـركية لبيـع خلطته السرية للدجـاج للمطاعم بنفسـه، والذي نجح في بيعها اخيرا بعد ان تجاوز السبعين، حيث حصل على حقوق امتياز تجاري (فرانشايز) لوجبات الدجاج التي يقدمها تزيد عن 600 عقد، ثم قام ببيع حصته في شركته مقابل مليوني دولار لمجموعة من المستثمرين. (6، 7، 8)
طردوه لانه “ينقصه الخيال والموهبة”.. فغزا العالم بخياله وموهبته
في عام 1919، قرر رئيس التحرير في صحيفـة كانساس سيتي ستار، احدى الصحف المحلية التي تصدر في كانسـاس الاميـركية، طرد احد الرسّامين الذين انضموا الى الصحيفة. كان سبب هذا القرار ما اعتبره رئيس التحرير ان هذا الرسّام تنقصه الكفاءة والموهبـة والخيال، كما انه لا يحمل اي افكـار جيّدة للرسم، وبالتالي لا مبرر لاستمراره في العمل في الصحيفة.
مَن هو هذا الرسّام عديم الموهبة والخيال الذي طُرد من الصحيفة؟ انه والت ديزني، الشخص الذي يعرف اسمه الجميع حول العالم الان كمؤسس شركة “ديزني” التي تعتبر من اكبر عمـالقة الترفيه حول العالم، سواء كشركة انتاج سينمائي او اعلامي او مدن ترفيهيـة او شخصيـات كرتونيـة ارتبطت باذهان الاطفال على مر العقود.
الواقع ان الحياة الوظيفية لديزني لم تشهد حالة طرد واحدة، وانما شهدت اخفاقات عديدة. بعد طـرده من الصحيفة، عمل ديزني في استوديو لانتـاج الرسوم المتحركة، لكن الاستوديو افلس في النهاية مما ادى الى طرده ايضا. كانت مراحل عمله شديدة التقلب، حتى قرر ان يولّي وجهه شطـر العمل الاعلامي العالمي: هوليوود، فتوجّه الى كاليفـورنيا ليبدا في تاسيس استوديو “ديزني” الذي قام في النهاية بانتـاج اهم شخصية كارتونية للاطفال على الاطلاق: ميكـي ماوس.
كانت هذه هي المحطة الاساسية في الانفجـار الكبير لاسم “استوديوهات والت ديزني” التي تحوّلت الى احد اهم واضخم شركات السينما في العالم، والتي ربما لم تكن لتظهـر في الوجود اذا لم يُطـرد “والت ديزني” من العمل في الصحيفة المحلية الاولى التي التحق بها شابا.
الروتينية دائما تطرد افضل المواهب
مارك كوبان يعتبر واحدا من اشهر والمع الاسماء في العالم الريادي الغربي، خصوصا في الولايات المتحدة. رجل اعمال، مؤلف، سينمائي، نجم تلفزيوني، مالك لعدد كبير من الشركات، احد ابرز الضيوف في برنامج “شارك تانك” (Shark Tank) لدعم المشروعات الناشئة، وواحد من اهم المستثمـرين المخاطرين الداعمين للمشروعات الناشئة في اميـركا.
بالعودة الى مطلع الثمـانينيات، كان مارك كوبان قد انهى دراسته الجامعية والتحق بوظيفـة رجل مبيعـات في متجـر لبيع اجهزة ومستلزمات الكمبيـوتر. كانت هذه الوظيفة هي اول وظيفـة يعمل فيها لدى الاخرين، وكانت ايضا اخر وظيفـة. ومن وقتها قرر مارك كوبان ان يعمـل بنفسه لنفسـه، ولصالح نفسه، دون ان يفكر مجرد تفكيـر ان يعمل لدى الاخرين.
السبب انه عندما التحق مارك بهذه الوظيفة، كرجل مبيعـات لاجهزة الكمبيوتر، استطـاع في احدى المرات بقدرته المميزة على التسويق الوصول الى صفقة بيعيـة تتيح له تحقيق مبيعات تقدر قيمتها بـ 15 الف دولار، فقط كل ما كان يحتاجه في هذا اليوم هو ان يقوم احد زملائه بتولي مكـانه ومهامه في مكتبه هذا اليوم فقط، لينطلق هو سعيا وراء تحقيق هذه الصفقة الخارجية، ويخبر المديــر العام بان مارك قد ذهب لاتمام الصفقة.
عند قدوم المدير، كان قـراره ان يتصل بمارك كوبان امرا ايـاه الا يعقد هذه الصفقة، رغم الارباح الكبيرة التي ستاتي من ورائها. ومع ذلك، خالف كوبان قرار المدير وقرر ان يكمـل اجراءات الصفقة رغم كل شيء، وعندما انهاها عاد الى مقر الشركة حاملا معه شيكا بقيمة 15 الف دولار، ليفاجا بان المدير قد وقّع على قرار طرده بالفعل!
كانت هذه اللحظة هي اللحظة الاساسية في حياة مارك كوبان التي ادرك انه من المستحيل ان يستمر في العمل لدى الاخرين، حيث الروتين والغباء الاداري والالتزام النمطي والبطء في اتخاذ القرارات. فقرر ان يركز مجهوده بالكامل للعمـل لصالح نفسه والبدء في بناء شركته الخاصة، فاطلق شركته الاولى “مايكرو سوليوشنز” (Micro Solutions) بعد فترة قصيرة من طرده من العمل، وبدا مسيرته في عالم التجارة والاعمال بتاسيس وتشغيل عدد كبير من الشركات. مارك كوبان اليوم ثروته تقدر باكثر من ثلاثة مليـارات ونصف. (11، 12، 13)
عندما تُطـرد من شركة انت مؤسسها
بشكل ما، كانت حياة رائد الاعمال الاميـركي الاشهر ستيف جوبز سلسلة من المواقف والاحداث التي من النادر ان يمرّ بها رائد اعمال اخر. ستيف جوبز مؤسس شركة ابل، اقوى شركة تقنية في العالم التي تعتبر حاليا عرّاب التقنية العالمية، كان له تجـارب ايضا في الطرد من وظيفته، ولكنها تجارب خاصة ومدهشة كاي شيء في حياته. فعندما بلغ الثلاثينيات من عمـره، ولاسباب عديدة، قررت ادارة شـركته ابل ان تطـرده من وظيفته كمدير تنفيذي.
كان قرار طرد جوبز من الشركة التي اسسها بنفسه يحمل اهانة كبيـرة له بلا شك، كما ان قرار طـرده كان علنيا واخذ مساحة اعلامية كبيـرة لدرجة التعامل معه كفضيحة كبـرى، حيث تناولت كل الصحف خبر طرده بشكل مكثف. بحسب محاضـرته التي القاها في جامعة ستانفورد، ذكـر انه في تلك المرحلة -بعد طرده- وجد ان كل ما حارب من اجله لسنوات طويلة اختفى فجاة، واختفى بطريقة مهينة ومؤلمة ومدمّرة ايضا.
في منتصف عام 1985، بعد شهور من طرده مرّ ستيف جوبز باوقات عصيبة جعلته يفكـر في العديد من المجالات، بدءا من اقتحام عالم السياسة وليس انتهاء بالتحوّل الى رائد فضاء! كانت مرحلة يتخبّط فيها الرجل تماما بين مختلف الافكار، حتى قرر العودة مرة اخرى الى عالم العمل بتاسيس شركة جديدة اسماها “نيكست” (NEXT) ابلت بلاء حسنا في السوق لدرجة الاستحواذ عليها بواسطة ابل لاحقا، ثم المشاركة في تاسيس استوديوهات بيكسار التي حققت نجاحا ضخما لاحقا ايضا.
في النهاية، عاد ستيف جوبز الى ابل بعد 10 سنوات تقريبا من طـرده منها، وقادها الى تطوير اكبر وافضل ابتكـاراتها على الاطلاق باجهزتها الاشهر مثل ايبود وايفون وايبـاد، لتصبح اقوى واكبر شركة تقنية على الاطلاق في الالفية الجديدة.
هذه النماذج وغيرها من الرواد والعظماء والناجحين في شتى المجالات، الذين مرّوا بمرحلة من الاخفاق في حيـاتهم الوظيفية قادت الى طردهم -مهما كانت الاسباب-، يقدمون في النهاية معنى شديد الوضوح: ما يبدو انه النهـاية بالنسبة للكثيرين هو في الواقع “البداية” لبعض الذين يستغلون موقف طردهم من الوظيفة كدافع حقيقي لبدء عملهم الخاص، وتحقيق نجاح هائل لا يمكن مقارنته بنجاح في وظيفة عادية.خسرت وظيفتك؟.. انها فرصتك لبناء مشروعك الخاص والاستقلال للابد

Scroll to Top