اخبار اليوم الصحيفة, مسرح عرائس بادلب.. اخبار اليوم الصحيفة, مسرح عرائس بادلب..
يركب احمد دراجته النارية وخلفه صندوق خشبي ثم ينطلق برفقة عرفان وحمرون الكسلان، انهم على موعد مع جمهور خاص، تحضر نفسيا وذهنيا، اغلبه تمترس خلف مواقفه المتشددة حيال تاييد اراء عرفان وتصرفاته، لا بل بعض الجمهور قرروا مهاجمة حمرون الكسلان، في حين لو استمر باتخاذ مواقف يصفونها بالمتطرفة.
احمد ورفاقه باتوا معروفين في سراقب بريف ادلب بانهم مثيرو شغب في اوساط الاطفال، كما انهم باتوا معروفين بانهم وراء مواقف مئات الاطفال المتشددة، التي يلقنهم اياها عرفان تجاه التمسك بقيم النظافة والصدق والاخلاق وبذل الجهد والصبر والوفاء ومساعدة المحتاجين.
حالة الهيجان والتفاعل التي يصنعها عرفان وحمرون الكسلان في اوساط اطفال ادلب يصفها احمد خطاب، خريج معهد موسيقى، في حديث للجزيرة نت بانها محاولة لمساعدة الاطفال ان يعيشوا طفولتهم الطبيعية التي سلبتهم اياها الحرب على مدار سبع سنوات.
قيم ايجابية
ويضيف خطاب، “قررنا تقديم حالة فنية للاطفال وهي الاولى من نوعها في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، وهي “مسرح العرائس”، وقد وقع اختيارنا على هذا اللون الفني الصعب لجهة سماحه في خلق حالة تفاعل مباشرة مع جمهوره من الاطفال، كما انه يساعدنا في تلمس رجع الصدى المباشر تجاه القيم التي نحاول ايصالها للطفل، ونعتقد ان هذا النوع من المسرح يصدقه الاطفال اكثر كونه حيا ومباشرا”.
يقول احمد، صاحب شخصية حمرون الكسلان، “احاول دائما استفزاز مشاعر الاطفال بمواقف غريبة عن كثير من القيم، واشاهد الكثيرين من خلف خشبة مسرح العرائس وعليهم مشاعر الغضب، لا بل كثير منهم يتحرك من مكانه ويحاول مهاجمة الدمية حمرون الكسلان، كردة فعل تعبر عن استنكاره لافعال حمرون وتاييده لموقف الدمية عرفان الذي يمثل القيم الايجابية التي ندفع الطفل لتبنيها”.
يقول خالد ابو راشد، صاحب شخصية عرفان، انه يمثل دور الخير والمثل العليا، ويلقى دوما الترحيب من الاطفال قبل ان يبدا العرض، وهذه اشارة الى انهم يصدقون تلك القيم والمثل ويحبونها، في حين يهاجمون صديقه الذي يقف على النقيض منه.
بديل مؤثر
ويرى ابو راشد خلال حديث للجزيرة نت ان “مسرح الدمى” فضلا عن اتصاله المباشر مع جمهوره يلبي حاجة ماسة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، فغياب الكهرباء وعدم قدرة الاطفال على متابعة برامجهم جعل من مسرح العرائس بديلا مؤثرا، كما ان مسرح العرائس يسمح بتنقية ما لا يمكن تنقيته في البرامج التي تستهدف الاطفال على الفضائيات وتحمل قيما سلبية.
يعتمد مسرح العرائس الذي يقدمه احمد خطاب وسعد ابو راشد على القصص والحكايات العالمية وعلى امهات الكتب القصصية العربية مرجعا يستلهمون منه مادتهم الفنية، وفي هذا السياق ايضا يقولان ان ما يقدمانه غني بالشخصيات، وهي اضافة الى عرفان وحمرون الكسلان، الاسد والارنب والغزال والذئب والفارة والخروف والفيل، وهناك عروض متنوعة تعتمد على تلك الشخصيات التي يجعلونها تحمل قيما تتناسب وطبيعتها.
مسرح الدمى الذي ينطلق من مدينة سراقب باتجاه القرى والبلدات والمدن الاخرى في ادلب يصور عروضه ايضا من اجل اتاحتها لمن يفوته العرض، ويقول مصور المسرح حسين حسان، ان لديهم صفحة على الفيسبوك ينشرون عليها اعمالهم الفنية.
وتقول فرقة مسرح العرائس انهم جزء من “تجمع شباب سراقب”، الذي يقدم اعمالا فنية ليس للطفل فقط، بل تتناول قصص اجتماعية ودراما تستهدف بقية فئات المجتمع من الكبار والشباب، ويقدم عروضا فنية وتعليمية وترفيهية ونقدية.مسرح عرائس بادلب.. فرجة خارج سيطرة النظام