اخبار اليوم الصحيفة, جائزة كتارا للرواية اخبار اليوم الصحيفة, جائزة كتارا للرواية
تحتفي الجوائز الادبية بابداعات الكتاب وتصدرهم للقراء، في مسعى للارتقاء بالجنس الادبي الذي تكرمه. وتعد جائزة كتارا للرواية العربية ذات دور فعال في الاحتفاء بالفن الروائي، ابداعا ونقدا، وذلك من خلال تكريم خمس روايات منشورة، وخمس غير منشورة، وخمسة كتب في النقد الروائي، بالاضافة الى خمس روايات للفتيان سنويا.
كلّ جائزة هي مسؤولية بمعنى ما، لانّها تفرض على المتوج بها واجب العمل للحفاظ على المستوى وتطويره دائما، وامام العدد الكبير الذي تكرمه جائزة كتارا تكون المسؤولية مضاعفة، لان القراء والادباء والنقاد بانتظار عشرين اسما كل سنة لرفد ميدان الرواية العربية بالجديد.
عن تاثير الجائزة وتشكيلها منعطفا للفائزين، عبرت الروائية الاردنية سميحة خريس عن اعتزازها بحصولها هذا العام على الجائزة في فئة الروايات المنشورة، مشيرة الى ان الجوائز وان كانت بالنسبة لها اعترافا بمجهود وانجاز، ولكنها تحملها خوفا من القادم من اعمالها، ومسؤولية الا يخيب ظن القارئ بهذه المسيرة، وان كانت في نفس الوقت تمنحها ثقة تجعلها تستمر، وترى ان من هذين النقيضين يخرج اي عمل جديد لها.
تقول خريس “من المبكر جدا الحديث عن اثر الجائزة في نجاح روايتي، لان عوامل كثيرة تلعب دورا في ذلك اهمها التوزيع والنشر، والنقاد”. وتذكر كذلك انها لاحظت اقبال القراء على الروايات التي تحظى بالجوائز، وانها حريصة على اقتناء تلك الروايات بحثا عما اعتمده النقاد ولجان التحكيم في رفع شان رواية ما.
مسؤولية مضاعفة
وتضيف: احيانا يصاب القراء بخيبة امل، واتمنى الا يكون هذا نصيب روايتي “فستق عبيد” فقد كتبتها بمجمع روحي ووعيي للقضية التي تناقشها، ولم انظر اليها على انها رواية منفصلة عما يدور حولنا من صراع واشتباك في الوقت الراهن، وما زلت ارى ان الحرية والعبودية وجهان لصراع ياخذ اشكالا وانماطا ومسميات مختلفة، لكنه جوهر كل الحروب والموت الذي يحيط بنا”.
الناقد والروائي المغربي ابراهيم الحجري الذي فاز عمله النقدي “صورة الشخصية الرئيسة في الرواية العربية” فئة الدراسات النقدية عام 2016، يقول “انا مدين لكتارا بكثير من الفرح، وكثير من المسؤولية، فالتتويج بجائزة رفيعة من هذا النوع يضعك امام مهمة صعبة، وهي ان تقدم الافضل في المستقبل، وتكون عند حسن ظن المحكمين والهيئة المحتضنة (الحي الثقافي كتارا)”.
كما يعبر الحجري عن امله في ان تخصم كثير من المؤسسات الاقتصادية والتجارية والمالية بالبلدان العربية الاخرى قليلا من ميزانيتها، وتخصصها لجائزة تحفيزية للكتابة والابداع اقتداء بالحي الثقافي كتارا.
اما الشاعر والروائي السوري هوشنك اوسي فيصف تجربته مع جائزة كتارا بانها تجربة اللحظات الاخيرة، وان حكايتها تصلح لان تصبح رواية. ويقول انه يعتبر فوزا للرواية السورية المكتوبة بعد 2011، والتي وقفت مع ثورة الحرية والكرامة، وناهضت نظام الاستبداد والفساد والتوحّش الاسدي. كما يعتبر هذا الفوز انصافا للمبدعين والمبدعات الكرد الذين يكتبون بالعربيّة.
ويضيف اوسي “مشاركتي في المسابقة والنتيجة الايجابية التي حققتها، كانت وستبقى علامة فارقة ومنعطفا في تجربتي وعلاقتي مع الكلمة. روايتي بما حققته من اهتمام ونجاح، بكل تاكيد فيها ما فيها من الاخطاء والهنّات والعثرات. وبالنسبة لي صارت من الماضي. ونجاحها وضعني تحت مسؤوليّة تجاوز هذه الرواية الى ما هو افضل منها”.
انجاز وامال
الروائي المغربي مصطفى الحمداوي المقيم في هولندا، يشير للدور الهام الذي لعبته جائزة كتارا في تصديره وتقديمه للقارئ العربي، ويقول “قبل حصولي على جائزة كتارا للرواية المخطوطة، كنت قد نشرت عدة روايات من قبل، ولكن هذه الروايات لم تجد الاهتمام المرجو من قبل النقاد والاعلام”.
واضاف ان “الامر تغير جذريا بعد حصولي على جائزة كتارا، ويمكن اعتبار هذا الانجاز بمثابة مرحلة مفصلية في مسيرتي الروائية، لان الجائزة اعطت لاسمي زخما كان مفقودا في المغرب وفي الوطن العربي، وجعلتني في واجهة الرواية العربية على مستويات متعددة”.
وينوه الحمداوي الى انه بغض النظر عن المكاسب الشخصية الكثيرة المتمثلة في طبع ونشر روايته “ظل الاميرة” الفائزة بالجائزة بلغتها الاصلية، وترجمتها للفرنسية والانجليزية، فان اهم شيء يمكنه ان يشعر حياله بكثير من الزهو هو كون الجائزة وضعته -كما ينبغي ان يفترض- ضمن قائمة الكُتاب الذين يمكن ان ننتظر منهم اشياء اكثر في المستقبل.
واضاف “هذا حافز قوي يجعلني اشعر بمسؤولية مضاعفة تجاه عملي الروائي ومحاولة الاشتغال على مشروعي بكل الجدية والدقة المطلوبة. لان كتارا ليست مجرد جائزة موسمية، بل هي تصور شامل لتنمية الوعي العربي والثقافة العربية، ومحاولة ايصال الرواية العربية الى العالمية، وجعلها مقروءة على اوسع نطاق”.
الروائي الاردني جلال برجس الذي كانت روايته “افاعي النار.. حكاية العاشق علي بن محمود القصاد” قد فازت بفئة الروايات غير المنشورة في دورتها الاولى عام 2015، يشير الى ان كتارا احدى الجوائز التي باتت تحصد شعبية لافتة لدى الروائي والقارئ العربيين على حد سواء.
لكن برجس ياخذ على الجائزة عدم اتخاذها خطوات بان تصل الروايات للقراء خارج قطر، ويتمنى ان تتخذ ادارة الجائزة ما هو مناسب بهذا الشان وان تعجل بان ترضي تشوق القارئ العربي لمخرجات هذه الجائزة المحترمة، وان تدفع بالترجمات الى ان تخرج من فضائها العربي الى الغربي حتى يتحقق ما هو مامول من الترجمة.جائزة كتارا للرواية العربية.. احتفاء فعال بالسرد