اخبار اليوم الصحيفة, الطريقة الخاطئة لمساعدة اخبار اليوم الصحيفة, الطريقة الخاطئة لمساعدة
يحمل الانسان بداخله رغبات كثيرة واحياناً تكون طبيعية لها دوافع منطقية واسباب معقولة، ورغبات غريبة لا منطق لها ولا سبب يجعل الانسان يقوم بها، وهي تكثر وتزداد في هذا العصر الذي لم يعد فيه اي شيء معقول حتى الان.
مساعدة الاخرين تبدو رغبة منطقية، ولها اسبابها التي قد تكون انسانية بحتة، او من باب المصالح الشخصية، والمنفعة التي يتامل الحصول عليها فيما بعد، وقد تكون بدافع الحب دون اي هدف مادي ملموس، لكنها في الحقيقة تحمل هدفاً داخليًا هو الشعور بالرضى عن النفس.. لكن هذه لا يملك احد ان يحاسب صاحبه عنه او يتهمه بانه اناني، فاذا كنتَ ممن يملك هذه الرغبة في داخله بغض النظر عن السبب الخفي وراءها، فان هذا المقال موجه لك كي نتحدث عن الطريقة الافضل من الناحية النفسية والاجتماعية التي يمكن مساعدة من حولك من خلالها، دون ان تنقلب الحكاية عليك وتصبح انت بحاجة الى المساعدة للخروج من الورطة التي اوقعت نفسك بها.
ساعدهم دون ان يطلبوا منك ذلك
صدقني، في هذا العصر المنفتح للغاية من النادر ان ترى احداً لا يعرف انه واقع في مشكلة خصوصاً لو كنا نتحدث عن شخص بالغ تجاوز سن المدرسة، لكنك لا تستطيع ان تساعد الجميع او تنصحهم.
زميلك المدخّن يعرف انه يؤذي نفسه بدخانه ولكنه اختار الاستمرار في التدخين، اضرار التدخين صارت مكتوبة على علب السجائر، فسيكون من الغباء انه لا يعرف انه يقوم بامر مضر بصحته، لكنه مسؤول عن نفسه، بامكانك ان تنصحه بكل تاكيد، ولكن.. ان قرر الاخذ بنصيحتك او لا فهذا ليس من شانك على الاطلاق.
رؤيتك دائماً صحيحة
يمكنك ان تحاول مساعدة اي شخص تعرفه لو كنت فقط موقناً انه يرى انه واقع في مشكلة، ماذا لو كان لا يرى هذا؟ ماذا لو كان يجد ان حياته تسير على ما يرام، وانه سعيد بها ولا يحتاج اي نوع من التغيير. اعتقد انه عليك ان تسال نفسك هذا السؤال في البداية.. اذا كانت الاجابة نعم، فعد الى النقطة الاولى.
نصّب نفسك قاضيًا عليهم
صديقك الذي وقع في مشكلة عويصة او عرض نفسه لموقف محرج، قد وثق بك واتى ليتحدث اليك ويحكي ما حدث معه فهذا يعني امراً واحدًا فقط: انه يريد من يستمع له..فقط..
اذا جاءك من يحكي لك اي مصيبة وقع بها، فكن على قدر المسؤولية، وانصت كثيرًا، ومن الافضل الا تتكلم على الاطلاق، فهو لا ينتظر اي كلام.. حاول ان تتخلص من تلك الرغبة المقيتة في تشكيل محكمة للاخرين والقيام بدور القاضي الذي يحكم عليهم بالصواب او عدمه.. فهذا اخر ما يحتاجه اي شخص منا، حتى انت لن ترغب ان تكون المتهم في اي يوم من الايام.
انت تملك الطريقة الانسب لكل المشاكل
عند الوصول لهذه النقطة فانك تجاوزت النقاط السابقة، ويبدو ان هذا الشخص قد لجا اليك فعلا لتساعده، هذا جيد بالنسبة لك.. الان لديك الفرصة كي تفرض اراءك والطرق التي تحل فيها المشاكل على غيرك، حاول ان تقاوم هذه الرغبة الغريبة ايضاً في جعل الاخرين يتصرفون بالطريقة التي تعتقد انها صحيحة، ضع نفسك مكان الاخر بكل الظروف التي وقع فيها وكل المعطيات التي عاشها وفكر لو كنت مكانه ما هي الطريقة المثلى للتصرف؟ وعلى هذا الاساس ساعده.
اصلاح الكون مسؤوليتك
مالم يكن المعنى بالامر احد اولادك الصغار، فانت بالتاكيد لستَ وصيّاً عليه ولا تحتاج ان تحمل همه وتشعر بالذنب تجاهه، كل ما عليك هو النصح فقط، لو كانت علاقتكما تسمح بالنصح اصلاً..فلا يمكنك ان توقف اي شخص في الشارع تراه يقوم بفعل ما خاطئ وتنبهه على ما يقوم به، اعذرني لكن هذا ليس من شانك.
يمكنك اصلاح الكون فعلاً كما تحلم..لكن ابدا بنفسك اولاً وكن مثاليًا، هذا ليس كلاماً نظرياً، بالفعل لو اصلح كل منا نفسه واهتم بها كما يجب فلن نكون بحاجة لننصح احدهم..ومع ذلك ان سنحت لك الفرصة لنصح احدهم فلا تتردد في ذلك، فقط لا يكن همك استخراج الاخطاء من حياة الاخرين وتنبيههم اليها.
لك الحق بتجاوز الحدود التي وضعها الاخرون لانفسهم
كما ان القلب يوجد ضمن قفص صدري مخبَّا عن الاخرين بحيث لا يطلع احد على خباياه، كذلك لكل شخص منا دائرته الخاصة التي لا يحب لاحد ان يتجاوزها، يتمثل هذا الامر بشكل مادي في الرغبة في القرب والتلامس مع الاشخاص، فكلما كان الشخص قريباً منك كان من الممكن ان تسمح له بالاقتراب منك ومعانقتك دون ان تشعر بالانزعاج، لكن ذاك الغريب الذي يمد يده ويصافحك ثم ينهال عليك بالقبلات المبللة بطريقة لزجة ومزعجة تحمل الكثير من التجاوز للحدود التي وضعتها لنفسك والتي ينبغي على كل شخص ان يراعيها ويحترمها..كذلك هي الحدود المعنوية والاختراق للخصوصية الشخصية، يوجد دائرة حمراء تتعلق بالمعتقدات والمشاعر لا يحب احد ان يتم تجاوزها الا باذنه..
اذا اخذت هذه النصائح بعين الاعتبار، فعُد الى النقطة الرابعة واقراها جيداً، فهذه في النهاية ارائي الشخصية والتي لستَ ملزماً بالاخذ بها.الطريقة الخاطئة لمساعدة من حولك..اقصر طريق لتكون منبوذًا