اخبار اليوم الصحيفة, احتيال ام «شطارة اخبار اليوم الصحيفة, احتيال ام «شطارة
هل صادفت اثناء تسوقك احد المنتجات التي جعلتك تتساءل عن جدواها، او اذا ما كانت ذات قيمة تستحق المبالغ المطلوبة لشرائها؟ ربما يختلف الناس على القيمة الشرائية للاشياء، بعضهم قد يرى انها قيمة نسبية تتحدد بقرار المشتري نفسه ومدى رغبته في حيازة السلعة، والبعض الاخر يرى ان انسب ما يمكن فعله قبل اتخاذ قرار شراء غرض او سلعة ما، هو مقارنة الاسعار والعلامات التجارية والتقييمات للسلعة المراد شراؤها.
ولكن ماذا عن منتجات اتفق اغلب الناس -ان لم يكن جميعهم- على عدم احتوائها على اي قيمة نفعية، او مادية؟ هل تتخذ القرار بشرائها لمجرد انها منتشرة، او صاعدة مثل صيحة من صيحات الموضة ؟ ماذا لو علمت ان هناك من قرر ابتكار منتج من النوع السالف ذكره، وبعكس ما قد تتوقع؛ جعله هذا المنتج عديم القيمة ثريًّا، وربما اكثر ثراءً مما كان يتوقع هو نفسه.
Pet rock.. حيوانك الاليف هو صخرة
عادةً ما يكون امتلاك حيوان اليف قليل النشاط والتكلفة هو الهدف الاساسي للبعض؛ لذلك قد تجد احد اصدقائك يقتني سمكة، او سلحفاة، ويمكنه ان يخبرك بكل فخر انه يمتلك اكثر الحيوانات الاليفة هدوءًا، لكن ماذا اذا ذهبت الى منزل احدهم ووجدته يمتلك حيوانًا اليفًا هو عبارة عن صخرة، هل تُشك في قواه العقلية ام تتساءل عن الشخص البارع الذي استطاع اقناعه بشراء حيوان اليف هو مجرد صخرة؟
هذا الشخص هو الامريكي جاري داهل المسئول التنفيذي في مجال الاعلانات، عندما جاءته تلك الفكرة عام 1975 بعد محادثة قصيرة مع بعض الاصدقاء الذين كانوا يتسامرون بشان المتاعب التي تخلّفها حيواناتهم الاليفة، وسرعان ما كان داهل يحضّر صخرة ملساء ترقد على حشية من القش ووضعها داخل صندوق، واطلق عليها اسم «بيت روك»؛ اي «الصخرة الاليفة» ، وطرحها في الاسواق مع بطاقة ورقية تشرح كيفية التعامل معها والاوامر التي تستطيع الصخرة ان تقوم بها مثل «التدحرج» و«الاستماتة» او «السكون» وهي جميعها حركات ومهارات تجيدها القطط والكلاب، وروّج لها بوصفها حيوانًا اليفًا «دون متاعب».
الصخرة الاليفة
الاكثر اثارة للدهشة هو طرح داهل الصخرة الاليفة بسعر 3.99 دولار، مما جعل صافي ربحه عن بيع كل قطعة هو ثلاثة دولارات كاملة بعد خصم تكلفة الصندوق الورقي وحَشّية القش، وقُدرت ارباحه من بيع الصخور الاليفة بحوالي 15 مليون دولار في اول ستة اشهر من بيعها، وبينما لم يتوقع داهل ان تنتشر تلك «المزحة» او المنتج الطريف، انتشرت وبقوة على مدى عقود لتصير واحدة من اشهر ايقونات الثقافة الشعبية في فترة السبعينيات، خاصةً في مدينة لوس انجلوس بولاية كاليفورنيا، في عام 2015 توفي جاري داهل عن عمر يناهز 78 عامًا بعدما ترك وراءه علامة تجارية كبرى لا زالت تباع حتى اليوم بسعر 19.95 دولار.
تريد استنشاق هواء نقي؟ اليك عبوة هواء طازج
عندما تواجه بلدك مشاكل في نسب التلوث فانه من السهل الترويج للاماكن السياحية المفتوحة، او الشواطئ المشمسة، ولكن من الصعب الترويج لعبوة معباة بالهواء النقي، لكن يبدو ان هذا لم يقف في طريق رجل الاعمال والمستثمر في مجال اعادة التدوير الصيني شين جوانج بياو الذي استطاع الترويج لعبوات معدنية معباة بهواء نقي بسعر خمسة يوانات صينية، اي ما يعادل 80 سنتًا امريكيًّا، بمثابة منتج يساعد على ايصال فكرة مقاومة معدلات التلوث العالية التي تعاني منها الصين.
في احد لقاءات جوانج بياو مع وكالة رويترز وجريدة «ديلي ميل» البريطانية عام 2013 قال المليونير الصيني الذي تبلغ ثروته 740 مليون دولار: «لا استطيع السير في شوارع بكين لمدة 20 دقيقة دون ان يحتقن حلقي واشعر بالدوار، انا اريد ان اقول للمسؤولين، والمحافظين في المقاطعات المختلفة، ورجال الاعمال لا تهرولوا خلف نمو ارباحكم السنوية والتجارية على حساب ابنائكم واحفادكم، وحساب تدمير نظامكم البيئي».
شين جوانج بياو مع عبوات الهواء النقي
وصرح رجل الاعمال الصيني ان مجهوداته ومنتجه ما هو الا سخرية من الاوضاع البيئية المتردية في الصين، وانه يهدف الى ايقاظ الوعي بين الناس لمدى اهمية قضية التلوث البيئي، لكن رغم هذا التصريح الذي يشرح الهدف من وراء الفكرة الساخرة؛ فانه بحسب تصريحه قد باع ما يقرب من 8 ملايين عبوة هواء نقي خلال 10 ايام، وهو ما يصل الى 40 مليون يوان صيني.
«الوجه المبتسم».. عندما تُدر رسمتك الملايين ولا تطال منها الا 45 دولارًا
في عام 1963، ابتكر رسام الاعلانات الامريكي هارفي بول الرسمة الشهيرة للوجه المستدير الاصفر المبتسم لصالح احد عملاء الشركة التي يعمل بها في مجال الدعاية والعلاقات العامة، وحصل على مبلغ 45 دولارًا مقابل الرسمة الطريفة، ولكن بعد ذلك استرعت الرسمة الودودة الاخوين برنارد سبين وموراي سبين اللذين كانا يفكران في انشاء متجر للعاديات والخردوات وقتها، ورايا ان تلك الرسمة سوف تكون بمثابة «الطابع» المميز للمتجر، وقاما بشراء حقوق استغلال الرسمة من العميل الذي اشتراها من «بول» مع عبارة «نتمنى لك يومًا سعيدًا» وبدا في وضعها على كل ما يمكنهما وضعها عليه من بضائع وحقائب وغير ذلك، حتى اخذ الوجه الاصفر المبتسم العالم بعاصفة من الشهرة.
الرسمة الشهيرة التي ابتكرها «هارفي بول»
ورغم ان الازرار التي تحمل الرسمة المبتسمة لا تزال مجرد «ازرار»؛ الا انه بحلول عام 1972 كان قد حصد ارباحًا تقترب من 50 مليون دولار امريكي، اذ زادت بعدها ثروة الاخوين حتى افتتاح اول فروع «سلسلة متاجر دولار» –كل البضائع فيها بقيمة دولار واحد- في الثمانينات، وبحلول الالفينات باع الاخوان سبين سلسلة متاجرهما بمبلغ 500 مليون دولار، اما هارفي بول المُبتكر الاصلي لم يستطع الحصول على اية ارباح من تلك الرسمة الايقونية الشهيرة؛ لانه ببساطة لم يقم بتسجيل حقوق استغلال الرسمة تجاريًّا.
Slinky.. اللعبة الاشهر وليدة الصدفة
ربما يتذكر تلك اللعبة الشهيرة مواليد ما قبل التسعينات، الحلزون الزنبركي المعدني الشهير الذي يتدحرج على الدرج، او يستطيل الى مسافة كبيرة، واحد من اكثر الالعاب الايقونية شهرة في العصر الحديث، ولدت فكرته مصادفة عندما كان الضابط البحري الامريكي ريتشارد جيمس يقوم باحد اعمال الصيانة التي يستخدم فيها احد قطع الزنبرك اللولبي المتواتر، ثم سقطت منه تلك القطعة على الارض، ثم تدحرجت اسفل الدرج بشكل مرح، وقتها لم ينتظر جيمس كثيرًا حتى استقطب الفكرة، وصنع ما يزيد على 500 قطعة وفكر في بيعها بمثابة لعبة للاطفال، بعدها قدمها الى احد المتاجر الكبرى متعددة الاقسام في ولاية بنسلفانيا.
لعبة «سلينكي» الاصلية الشهيرة
ورغم توتر جيمس حيال فشل «اللعبة» الا انه هو وصاحب المتجر الشهير لم يصدقا نفسيهما عندما تم بيع اكثر من 400 قطعة خلال 90 دقيقة بمبلغ دولار واحد للقطعة، حصدت اللعبة بعدها ما يقرب من 250 الف دولار في فترة قصيرة؛ مما جعل جيمس ينشئ شركة خاصة به تحمل العلامة التجارية للعبة Slinky، ورغم مرور جيمس بازمات شخصية الا ان هذا لم يمنع زوجته من حمل مسئولية تنمية العلامة التجارية حتى العالم 1998 عندما بيعت الشركة بمبلغ 200 مليون دولار لصالح شركة «بوف تويز» التي استمرت في تصنيع اللعبة الشهيرة وبيعها بالاسم نفسه حتى يومنا هذا.احتيال ام «شطارة تجار»؟ منتجات بلا قيمة جعلت مبتكريها من اصحاب الملايين