اخبار اليوم الصحيفة, متى يتحول الاهتمام اخبار اليوم الصحيفة, متى يتحول الاهتمام
ما الاهتمام بالمظاهر؟ وما الحد الطبيعي منه؟ ومتى يتحول الى افراط؟ وما اسبابه؟ وكيف يكون التعامل مع هذه المشكلة؟
مع دخول مواقع التواصل الاجتماعي الى حياتنا والتي تتيح نقل كل صغيرة وكبيرة لحظيا، شاعت ظاهرة الاهتمام بالمظاهر، والتي وان كانت موجودة من قبل في حياة الناس، فان مواقع التواصل الاجتماعي اتاحت لها الفرصة للظهور اكثر فاقعة وبشكل يراه البعض دليلا على اضطراب لدى الشخص.
يقول استشاري الطب النفسي الدكتور وليد سرحان -في حديث خاص للجزيرة نت- ان الاهتمام بالمظهر امر طبيعي ومطلوب، ولكن هذا الامر قد يتخطى المنطق ويصبح هاجس الانسان على حساب اساسيات الحياة اليومية.
ويضيف سرحان انه مع الاسف يلاحظ تزايد هذا الاهتمام عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تنشر عدوى المظاهر.
واوضح ان اسباب هذه الظاهرة عادة تكمن في سمات الشخصية والظروف الحياتية التي تدفع الانسان لاستعمال المظهر لتحسين مكانته الاجتماعية والمهنية كما يعتقد، ولفت الى ان “المراة اكثر اهتماما من الرجل، وان الثراء يلعب دورا”.
وحول ما اذا كان الاهتمام المفرط بالمظاهر يرتبط بمشاكل نفسية اخرى مثل الاكتئاب والقلق وغيرها، قال سرحان “لا ترتبط بالامراض الا ما ندر ولكن ترتبط بالشخصية”.
وتابع ان الاثار السلبية لهذه الظاهرة كثيرة على الفرد والاسرة والمجتمع، وخصوصا في البعدين الاقتصادي والاجتماعي، بجانب النظرة الى الذات التي تهتز اذا لم يتمكن من اعتاد هذه المظاهر ان يستمر فيها مع تغير ظروفه.
واكد الدكتور سرحان ان علاج هذه الظاهرة هو اجتماعي اكثر من كونه طبيا، وعلى الذين يمكن ان يكونوا قدوة للاخرين الالتفات لهذه الظاهرة والتركيز على الاعتدال والبساطة في الحياة والمناسبات.
انواع الشخصيات
وكان الدكتور سرحان قال على صفحته في فيسبوك ان الاهتمام بالمظاهر وحب الظهور بين الناس من الامور الشائعة التي لا تصنف عادة كامراض نفسية، وانما هي انماط في الشخصية قد تكون في حدود ولا تؤثر كثيرا على حياة الناس، وقد تكون شديدة وتشكل جزءا من اضطراب الشخصية النرجسية او الهستيرية.
ولفت الى ان هناك اشكالا فردية وجماعية للظاهرة، منها:
– المهتمون بالملابس وعلاماتها التجارية والساعات والكماليات، لدرجة ان ما يتم انفاقه على هذه الامور يفوق الانفاق على اساسيات الحياة، ومثل هؤلاء يكونون مهزوزي الشخصية.
– المهتمون بالظهور بشخصهم، فلا يتركون مناسبة الا اكدوا فيها على قدراتهم ومعرفتهم ومكانتهم واتصالاتهم وعلاقاتهم، لدرجة ان الناس يملونهم وينفرون منهم.
– الذين يحاولون ان يغطوا على نقص معين في المظهر والشخصية والامكانات، بكل الوسائل والطرق المقبولة وغير المقبولة والمشروعة وغير المشروعة، وهؤلاء قد يكونون عرضة للوقوع في الديون والاخطاء او استغلال المجتمع لهم.
– الشخصية الهستيرية، فقد تكون الفتاة من مستوى اجتماعي معين لكنها تصر على الظهور بمستوى اخر، وتحاول لفت النظر بسلوكها ومظهرها وملابسها، وتقضي الليل والنهار تعد المعجبين، وتغضب ممن لا يبدي اعجابه ولا يلتفت اليها، وتنقطع علاقاتها بسهولة.
ويعيش هؤلاء الافراد في حياة كلها احداث ومشاكل وعلاقات تبدا ولا تكتمل، ولا يستجيبون لمتطلبات الواقع والحياة والبيئة المحيطة.
– اصحاب الشخصية النرجسية، وهؤلاء تبدو عليهم مظاهر العظمة وعدم التعاطف مع الاخرين والحاجة الملحة للاعجاب والاطراء، ويراهم الناس متعجرفين ومتمركزين حول ذواتهم ومتلاعبين، كما انهم كثيرو الطلبات، ويعتقدون انهم متفوقون وموهوبون، في حين ان داخلهم هشّا.
وهؤلاء لا يتحملون النقد او الهزيمة والرفض، ويريدون فرض عظمتهم باي ثمن، وتقديرهم للناس يكون بقدر ما يعطونهم من اعجاب واطراء، وهذا يوقعهم فريسة المحتالين بسهولة.
– الاسر التي يسود فيها جو من الرغبة في التميز، ويكون افرادها اكثر تعليما وثراء، ولا بد من اثبات هذا في كل مناسبة سواء اكان حقيقة او مبالغة. وتكون المناسبات الاجتماعية من افراح واتراح اوقاتا يظهر فيها هذا السلوك وربما بصورة قد يكون فيها شيء من المنافسة مع الاسر الاخرى.
بمعنى ان الحفلة التي تقيمها الاسرة لن يصلها احد في المستوى، لانهم فوق الجميع. وقد يقع هؤلاء في الديون والمشاكل نتيجة هذا التطرف، اضافة لابتعاد الكثير من الناس عنهم وتقرب المنتفعين والطفيليين منهم.
*المصدر: الجزيرةمتى يتحول الاهتمام بالمظهر لمشكلة نفسية؟