اخبار اليوم الصحيفة, النهائي اللاتيني في اخبار اليوم الصحيفة, النهائي اللاتيني في
في اجواءٍ كبيرة تترقب جماهير كرة القدم في العالم، نهائي كاس كوبا ليبرتادوريس، بين فريقي ريفر بليت وبوكا جونيورز الارجنتينيين على ملعب “سانتياغو برنابيو” في العاصمة مدريد الاسبانية.
وقرر اتحاد اميركا الجنوبية نقل مباراة الاياب من ملعب “المونيمونتال” الخاص بنادي ريفر بليت الى برنابيو، عقب احداث الشغب التي سبقت المواجهة الثانية، بعد الاعتداء على حافلة لاعبي بوكا، ما ادى الى اصابة بعض اللاعبين بجروحٍ طفيفة، مع العلم ان لقاء الذهاب انتهى بنتيجة 2-2.
حسابات الفريقين
يحلم بوكا في تحقيق لقبه السابع، والعودة الى مسابقة كاس العالم للاندية بعد غيابٍ طويل، اذ كان الفوز الاخير في عام 2007، اما ريفر فكلّه امل بالظفر باللقب الرابع بتاريخه، بعدما كان التتويج الاخير في عام 2015.
وسيكون طموح بوكا كبيراً لانه في حال الفوز سيعادل رقم اندبندييتي التاريخي، الذي يعتبر اكثر من حقق لقب ليبرتادوريس على الصعيد الارجنتيني.
ويرى البعض قبل المواجهة الكبيرة، ان مبدا تكافؤ الفرص ليس موجوداً، باعتبار ان بوكا جونيورز خاض لقاء الذهاب على ارضه بحضور جماهيره التي غصّت بها المدرجات، فيما حُرمت جماهير ريفر من ذلك، بسبب رفض الاتحاد الاميركي الجنوبي للعبة وجود عشاق الطرف الاخر في ملعب المضيف يومها، وهذا الامر لا ينطبق على مباراة سانتياغو برنابيو، اذ ستتمكن جماهير بوكا من الحضور على غرار ريفر بليت، والعديد من المشجعين المحبين لمشاهدة السوبر، وهذا الامر سيخفف الضغط عن ابناء المدرب غييرمو باروس، مع العلم ان الطرف الاخر يرى نفسه مظلوماً، وحُرم من اللعب بين جماهيره، من ثم فانه سيسعى للردّ بقوة على اتحاد الكرة القارّي.
وباختلاف الاجواء بين الارجنتين واسبانيا، وبين القارّة الاميركية الجنوبية واوروبا، قد يدفع مدرب بوكا جونيورز، بنجمه المخضرم كارلو تيفيز الملقب بالاباتشي، الذي سبق له زيارة العاصمة مدريد وملعب سانتياغو برنابيو حين كان لاعباً في فريق يوفنتوس خلال مسابقة دوري ابطال اوروبا، اما فرناندو غاغو، فهو على دراية واسعة باجواء المدينة ومسرح اللقاء، بعدما كان قد لعب سنواتٍ طويلة في صفوف ريال مدريد “صاحب الملعب”، اذ قضى 5 اعوام وتوج بالعديد من الالقاب.
ويرغب بوكا في عدم السقوط مجدداً امام غريمه في نهائيٍ اخر، بعدما كان قد فقد لقب السوبر الارجنتيني في شهر مارس/ اذار الماضي، مع العلم ان التاريخ يُرجح كفته، فدائماً ما كانت الاحتفالات في النهائيات بينهما اكثر في الحيّ الازرق والذهبي.
ومن حسن حظ بوكا جونيورز، فان التسجيل خارج الديار لا مكان له في نهائي ليبرتادوريس، اذاً فان التعادل 1-1 لا يعني خسارته اللقب.
وتعلم جماهير ريفر بليت ان فرصة التتويج بالكاس الكبيرة في القارّة اللاتينية، ستعني التاهل للنسخة عينها الموسم المقبل، في ظل المعاناة على مستوى الدوري الاسباني واحتلال المركز الثامن في سلم الترتيب، والخروج قبل ايام امام فريق خيمناسبا لا بلاتا من نصف نهائي كاس الارجنتين.
مكاسب وخسائر
لم يخسر ريفر بليت وحده من عدم اقامة النهائي على ارضه في العاصمة الارجنتينية بوينس ايرس. صحيحٌ ان الفريق العريق “الاحمر والابيض” اضطر لاعادة ثمن التذاكر للجماهير التي اشترت البطاقات، الا ان بلاد الفضة تلقت ضربة موجعة بعد الذي حصل، وهي التي تامل استضافة بطولة كاس العالم 2030 مع مجموعة من دول الجوار، لكن سوء تنظيم نهائي كاس ليبرتادوريس، وحضور رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، السويسري جياني انفانتينو، كان لهما تاثير سلبي على ذلك.
من جانب اخر، تبدو مدريد عاصمة اسبانيا، المستفيد الاكبر من هذا اللقاء، اذ ستحقق ايرادات مالية ضخمة تصل الى 47,7 مليون دولار اميركي مباشرة ضمن مبلغ 110 ملايين دولار بشكل عام، وذلك بحسب مندوب الحكومة في مدريد، خوسيه مانويل رودريغيز اوريبي. وانتعش العمل في الفنادق خلال هذه الفترة وارتفعت نسبة طلب الحجوزات بين 8 و10% عن الفترة السابقة.
تحضيرات امنية
وكانت السلطات الاسبانية قد رحّلت قبل ايام احد قادة الاولتراس في نادي بوكا جونيورز، نظراً للتخوف من تحريضه والقيام باعمال شغب في العاصمة مدريد، لكن ذلك لن يكون كافياً بنظر قوات حفظ الامن هناك، اذ قد يحضر من 400 الى 500 مشجع من فئة المشاغبين، ومن ثم قد يحصل اصطدام بين جماهير بوكا وريفر، ولا سيما ان الجميع عاش في الفترة الماضية على صفيح ساخن، بسبب ما حصل من اعمال شغب في بوينس ايرس.
ومن المتوقع ان تتعامل السلطة الاسبانية مع المباراة كحدثٍ مهم للغاية، وتحظى بتغطية امنية عالية المستوى وربما تكون الكبرى في تاريخ عالم كرة القدم.
وخلال حديث كارلو تيفيز للصحافيين في مدريد، اكد ان تطبيق اسبانيا لسياسة عدم التسامح مع اعمال الشغب والعنف امرٌ صائب ومحق، موجهاً رسالة غير مباشرة للجماهير بضرورة الالتزام بقوانين البلد، والظهور بصورة حسنة وطيبة، وخاصة ان الجميع انتقد الارجنتين، وطريقة لعب كرة القدم هناك، اذ طالب العديد من اللاعبين بالاستفادة من التجارب الخارجية، والبناء عليها في المستقبل.
وستحاول الشرطة الاسبانية فصل جماهير الفريقين في الشوارع قد المستطاع، لتخفيف الاحتقان الحاصل بينهما، اذ منحت 25 الف تذكرة لكلّ طرف مقابل 20 الف تذكرة للجماهير الحاضرة في اوروبا.النهائي اللاتيني في مدريد…خطوةٌ على الحلم