عشر-نهايات-محتملة-للعالم-قد-تحدث-في-العام-الجديد

عشر نهايات محتملة للعالم قد تحدث في العام الجديد

اخبار اليوم الصحيفة, عشر نهايات محتملة اخبار اليوم الصحيفة, عشر نهايات محتملة

ما بين اصطدام مروع للكويكبات الفضائية وانفجار بركاني عملاق، وضع فريق من ابرز العلماء الدوليين تصوراً للمخاطر الكارثية على مستوى العالم التي تشكل تهديداً للانسانية مع ختام عام 2018، وجاء هذا التصور ضمن التقرير السنوي الصادر عن مؤسسة التحديات الدولية The Global Foundation، الذي اورد تفاصيله موقع Vox» » الاخباري.
ويمكن تلخيص المخاطر التي تهدد البشرية خلال عام 2019 في التالي:
1 – حرب نووية:
وقوع انفجار نووي يعتبر اكثر الاسلحة فتكاً في الزمن الحاضر، وقد يتسبب في معدل وفيات يتراوح بين 80 و95 في المائة بمحيط الانفجار الذي يمتد الى نصف قطر مساحته اربعة كيلومترات، وفي الوقت ذاته معدلات الدمار الشديدة والمترتبة على الانفجار قد تتجاوز ستة اضعاف مساحة الاربعة كيلومترات.
لكن المثير للقلق في سيناريو الانفجار النووي ليس الوفيات الفورية والمترتبة عليه، لكن ظاهرة ما يعرف بـ«الشتاء النووي»، ويحدث عندما تتسبب السحب والادخنة المنبعثة اثر الانفجار في اظلام كوكب الارض وحجب الشمس؛ بما يؤدي بدرجات الحرارة الى الانخفاض، وذلك لسنوات طويلة.
وفي حالة تفجير نحو 4 الاف سلاح نووي، وهي احتمالية قائمة اذا ما قامت مواجهة بين اميركا وروسيا، فان عدداً لا يمكن التنبؤ به من الضحايا سوف يلقى حتفه، كما ان درجات الحرارة سوف تنخفض بمعدل ثماني درجات مئوية عن معدلاتها الطبيعية، وذلك خلال فترة تتراوح بين اربعة الى خمسة اعوام، وسيعجز البشر عن الزراعة؛ ما يعني تفشي الفوضى واعمال العنف.
اميركا وروسيا يملكان سبعة الاف راس نووية لكل منهما، وفي الوقت ذاته، فان المملكة المتحدة، وفرنسا، والصين، والهند، وباكستان، وكوريا الشمالية، واسرائيل يملكون اسلحة نووية.
فحقيقة وجود مئات الاسلحة النووية الجاهزة للاطلاق خلال دقائق تعتبر مسالة مقلقة، وبخاصة مع احتمالية تسبب حادث غير مقصود او سوء تفاهم في تفجير حرب نووية، فقد تراجع مسؤولون روس مرات عدة خلال عقد الستينات، في حين تراجع الرئيس الروسي نفسه عام 1995 عن اطلاق السلاح النووي رداً على ما تم التاكد لاحقاً من انه انذار خاطئ.
2 – حرب بيولوجية:
على خلاف الاسلحة النووية التي تتطلب قدرات هندسية معقدة، فان الاسلحة البيولوجية والكيماوية يمكن تطويرها وفقاً لتكلفة منخفضة، وباستخدام مواد يسهل الوصول لها.
ففي الاعوام الاخيرة، قامت حكومة سوريا باستخدام الاسلحة الكيماوية في الحرب الاهلية التي مزقت البلاد، وقد تضمنت هذه الهجمات الكيماوية استخدام غاز السيرين والكلورين؛ مما اثار فزع المجتمع الدولي، وعكس مدى الاضرار التي يمكن للاسلحة الكيماوية ان تحدثها، فاستخدام المواد الكيماوية السامة اسلحةً يمكن ان تلحق اضراراً هائلة بالهدف، وبخاصة اذا ما تم نشرها عبر الهواء او عبر وسائط نقل المياه.
لكن تظل الاسلحة البيولوجية صاحبة تهديد كارثي اكبر؛ فالتقدم في مجال المواد البيولوجية المصنعة زاد من احتمالية قيام عناصر خبيثة بتصنيع مواد مسببة للامراض واستخدامها اسلحةً، او قيام باحثين محايدين، وعن طريق الخطا، باطلاق حشرة حاملة لعدوى بيولوجية قاتلة، وفي حال وجود عدوى سريعة الانتقال، فان العالم سيكون اكثر هشاشة.
3 – التغيرات المناخية الكارثية:
اصدر مجلس العلماء التابع لمنظمة الامم المتحدة تقريراً يؤكد ان العالم ليس امامه سوى 12 عاماً حتى يتمكن من السيطرة على درجات الحرارة عند مستويات معتدلة، وتختلف التوقعات الخاصة بتاثير التغيرات المناخية وفقاً لمدى ارتفاع درجات حرارة الارض؛ ففي العادة ما تكون السيناريوهات سلبية، اذا ما تراوحت الزيادة ما بين درجة الى ثلاث درجات مئوية.
ففي افضل الاحوال، ستقع اعاصير استوائية بشكل متكرر واكثر عنفاً، وتتضمن التوقعات المعتدلة خسارة اغلبية الاراضي الزراعية على المستوى العالمي، بالاضافة الى القسم الاكبر من موارد المياه العذبة، في حين ستغرق كبرى المدن الساحلية مثل نيويورك ومومباي تحت المياه، وفي اسوا الاحوال، ستصل الحضارة البشرية الى نهايتها.
وحتى وان تم تنفيذ التعهدات الحالية بخفض مستوى الانبعاثات الكربونية، فهناك فرصة تقدر بالثلث ان تزيد درجات حرارة الارض بمعدل ثلاث درجات مئوية؛ مما سيتسبب في غرق القسم الاكبر من اراضي فلوريدا وبنغلاديش.
4 – الانهيار البيئي:
الانظمة البيئية عبارة عن مجتمعات دقيقة تضم الكائنات الحية مثل الانسان والحيوان، والتي تتفاعل مع العناصر غير الحية في البيئة المحيطة مثل الهواء والماء، ويمكن للانظمة البيئية تجاوز قدر معين من التاثيرات المترتبة على سلوكيات البشر مثل ارتفاع درجات الحرارة، وفقدان محيط الاعاشة الطبيعي لبعض الكائنات، لكن هناك نقطة ذروة لا يمكن معها ان تتكيف هذه الانظمة، ووفقاً للتقرير، فان العالم قد يكون اوشك على بلوغ هذه النقطة.
فبحيرة تشاد في غرب افريقيا يمكن ان تكون مثالاً على حالة الانهيار البيئي، فقد ساهمت ستة اعوام من الجفاف، بالاضافة الى الاستهلاك المفرط لمياه البحيرة، مع تاثيرات التغييرات المناخية في خفض منسوب المياه بها بمعدل 90 في المائة، وذلك ادى الى التاثير سلباً على حياة اكثر من 40 مليون نسمة موزعين بين دول تشاد، ونيجيريا، والنيجر، والكاميرون، والذين كانوا يعتمدون في الماضي على البحيرة.
5 – الاوبئة:
يشهد التاريخ على واقعتين لاجتياح الاوبئة العالم وقتلهما 15 في المائة من اجمالي تعداد السكان العالمي خلال بضعة عقود، وظهرت هذه الاوبئة القاتلة خلال القرنين الخامس والرابع عشر بالترتيب، لكن هناك مخاطرة ان يتسبب مرض معدٍ جديد في وقوع اجتياح وبائي جديد، وبخاصة مع سمات الحياة الحاضرة من زيادة معدلات السكن بالمدن والحركة الدائمة لسكان العالم.
لكن من حسن الحظ، ان فرصة انتشار مرض قاتل على مستوى دولي محدودة، وان كانت وقعت قبل قرن كامل، عندما تسببت الانفلونزا الاسبانية في مقتل اكثر من 50 مليون شخص، ويعتبر انتشار فيروسات السارس والايبولا في السنوات الاخيرة بمثابة جرس انذار.
اما المضادات الحيوية التي تعد خط دفاع الانسانية الاساسي امام المرض، بدات تصبح اقل تاثيراً بعد ان طورت بعض انواع البكتريا من قدراتها على مقاومتها. وتعد البكتريا المقاومة للمضادات الحيوية مسؤولة عن نحو 700 الف حالة وفاة سنوياً، واذا لم يتم التوصل لحل بشان مقاومة المضادات الحيوية، فان الوفيات قد تصل الى 10 ملايين بحلول عام 2050.
6 – اثر الكويكب:
الكويكبات عبارة عن صخور تدور حول الشمس وتصطدم من حين الى اخر بكوكب الارض، ويقدر العلماء ان كويكباً بالضخامة الكافية لاحداث كارثة دولية قد يصطدم بالارض كل 120 الف عام، وفي الاغلب، ان مثل هذا التصادم كان وراء انقراض الديناصورات، وفي حالة ما اصطدم كويكب لا يزيد حجمه على واحد من عشرة بالمقارنة بحجم الكويكب الذي قضى على الديناصورات قديماً، فان النتائج ستكون مدمرة، ويتوقع العلماء ان يتسبب هذا الاصطدام في انتشار كتل تعزل نور الشمس عن الارض لشهور وفي التسبب في مجاعة ستقضي على مئات الملايين من البشر.
وكانت وكالة «ناسا» قد اعلنت عام 2011 انها رصدت وحددت مواقع اكثر من نحو 90 في المائة من الاجسام المنتشرة بالفضاء التي يبلغ قطرها اكثر من كيلومتر كامل، وذكرت انها لن تصطدم بالارض في الاغلب، لكن لم يصل الينا الا معلومات محدودة حول الاجسام الاصغر حجماً، التي في الاغلب لن تتسبب في كارثة اذا ما اصطدمت بالارض، لكن سيكون لها تاثير من شانه الاضرار بالانظمة الاقتصادية والاجتماعية.
7 – انفجار بركاني عملاق:
يعتقد العلماء ان انفجاراً بركانياً ضخماً وقع قبل 74 الف عام ونتج منه اطلاق كميات كبيرة من الحمم البركانية الى المحيط الجوي؛ ما جعل الارض تحتاج الى تبريد ذاتها بخفض حرارتها درجات مئوية عدة، ووفقاً لبعض الخبراء، ادى ذلك الى موجة الانقراض العظيم والتي شهدت اختفاء عدد من الفصائل الحيوانية والنباتية والدفع بها الى حافة الانقراض.
هل يمكن ان يتكرر ذلك اليوم؟ يصعب الحكم مع عدم توفر معلومات وافية حول الحقبة السحيقة لعقد مقارنة، لكن المتوافر من المعلومات يرجّح ان وقوع انفجار بركاني ضخم يحدث في المتوسط كل 17 الف عام، فاذا ما كان ذلك صحيحاً؛ فهذا يعني ان الانفجار التالي قد تاخر عن موعده، فاخر انفجار بركاني واسع المجال تم تسجيله قبل 26.500 عام في نيوزيلاندا.
ولا تتوافر وسائل لتوقع حدوث انفجار بركاني الا قبل وقوعه فعلياً ببضعة اشهر او اسابيع، كما ان الوسائل تنعدم فيما يتعلق بالسيطرة على الانفجار والحد منه، لكن العلماء يراقبون مناطق عدة تشكل خطراً، منها منطقة «الصخور الصفراء» في الولايات المتحدة.
8 – هندسة الجيولوجيا الشمسية:
هناك خيار درامي يتيح امكانية وقف او حتى عكس الارتفاع في درجات الحرارة، لكنه ياتي مصاحباً لمخاطرة كبرى.
فيمكن توظيف هندسة الجيولوجيا الشمسية في انعكاس الضوء والحرارة بعيداً عن كوكب الارض وفي اتجاه الفضاء عبر جزيئات الدفع بالهواء التي سيتم حقنها بطبقة الستراتوسفير، الطبقة الثانية من الغلاف الجوي المحيط بالارض. حتى الان لم يتم تطبيق هذه التقنية الا عبر نماذج الكومبيوتر، لكن اول تجربة عملية ستبدا على ايدي باحثين في جامعة هارفارد.
وتعتبر هندسة الجيولوجيا الشمسية احدى مدرستين حديثتين في مجال التكنولوجيا، ويمكن لكلتيهما التلاعب بالاحوال الجوية والحد من مخاطر التغييرات المناخية. اما المدرسة الاخرى، فتقوم على ازالة انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون بشكل مباشر من الغلاف الجوي، لكن لم يبدا تطبيق هذه التقنية الا على نطاق محدود.
اذا ما تم العمل وفقاً لتقنية هندسة الجيولوجيا الشمسية، فستشمل النتائج الغلاف الجوي ككل، وستكون اكبر محاولة من جانب البشرية للتعامل مع مخاطر التغييرات المناخية. وفي حين انها تعتبر التقنية الوحيدة المعروفة والقادرة على الحد من ارتفاع درجات الحرارة، الا انه ما زال هناك الكثير غير المعروف بشانها، مثل ما اذا كان لها تاثير سلبي على الانظمة البيئية على المستوى المحلي من دولة الى اخرى وعلى المستوى العالمي. فالتدخل التقني على هذا المستوى من دون الالمام التام بالاثار المترتبة قد يكون كارثي بالنسبة للجنس البشري. وان يلاحظ ان هذه التقنية تعتبر زهيدة السعر، اذا لا يتوقع ان تزيد تكلفتها على 10 مليارات دولار سنوياً، ما يمكن تدبيره عن طريق دولة منفردة او احد الاثرياء، اذا ما تم التطبيق دون اهدار.
9 – الذكاء الاصطناعي:
يعتبر الذكاء الاصطناعي من المجالات التي شهدت تطوراً سريعاً في الاونة الاخيرة. فقد رجّح جميع العلماء الذين تم استطلاع رايهم ان هناك فرصة بنسبة 50 في المائة في المتوسط ان يقوم الذكاء الاصطناعي باغلبية المهام التي يقوم بها الانسان بالمستوى نفسه او بشكل افضل منه، وذلك بحلول عام 2050، مع وجود فرصة لا تقل عن 5 في المائة ان يتفوق الذكاء الاصطناعي وبشكل مطلق على الانسان بعد عامين فقط وذلك بحلول 2052.
هناك خطا شائع بالاعتقاد بان المخاطر التي تنطوي على تقدم مجال الذكاء الاصطناعي هو تحلي الوحدات التابعة له بسلوك خبيث وشرير يشبه ما يجري في افلام الخيال العلمي. لكن القلق الحقيقي والمرتبط بمسالة تطور الذكاء الاصطناعي هو ان تجيد هذه الوحدات عملها بشكل يفوق التصور. فالتقرير يقول: «اذا طلبت من سيارة ذكية ان تاخذك الى المطار باقصى سرعة ممكنة، فهي قد تنفذ الامر الموجه لها بحذافيره فتصل بك الى المطار وانت مطارد من جانب الشرطة وفي حالة اعياء شديدة من فرط السرعة. فتنفذ ليس ما تريده انت، لكن ما طلبته حرفياً».
وتكون المخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي اكثر اثارة للمخاوف اذا ما فكرت في وجود اسلحة بايدي الشخص الخطا، او تفجر سباق للتزود بالاسلحة ذات الذكاء الاصطناعي ينتهي بحرب تهيمن عليها انظمة الذكاء الاصطناعي.
10 – مخاطر غير معروفة:
لم يمر وقت طويل على العهد الذي كانت امور مثل التغييرات المناخية او الاسلحة النووية مجهولة بالنسبة للاغلبية. لكن اليوم، تشكل هذه الامور مخاطر ماثلة اصبح لها تبعات يمكن رصدها وتثير القلق حول تطورها الى مستويات اسواء. ولذلك؛ فهناك احتمال الا تكون البشرية قد ادركت بعد التهديدات التي يمكن ان تقضي عليها.
المصدر: الشرق الاوسطعشر نهايات محتملة للعالم قد تحدث في العام الجديد

Scroll to Top