اخبار اليوم الصحيفة, حضور مخيب للامال اخبار اليوم الصحيفة, حضور مخيب للامال
حلق ستة نجوم في سماء الشعر العربي ضمن اول ايام برنامج مهرجان جرش للشعر العربي في دورة الشاعر الراحل خالد محادين، واقيمت الفعالية الافتتاحية في مركز الحسين الثقافي بالعاصمة الاردنية عمّان، بمشاركة شعراء عرب من تونس والعراق وسوريا، لكن كان من الواضح ان الشعر حضر، ولم يحضر الجمهور.
فقد افتتح الفعالية رئيس رابطة الكتاب الاردنيين محمود الضمور بكلمات عذبة، رحب فيها بالمشاركين من الشعراء العرب والحضور، واثنى على الشاعر والصحفي الراحل خالد محادين، الذي كان عضوا في رابطة الكتاب الاردنيين واتحاد الكتاب العرب، وحملت الدورة الشعرية الحالية اسمه تكريما له بعد وفاته عام 2015م.
واعلن في جلسة الافتتاح فوز الشاعر الاردني عمر ابو الهيجاء بجائزة الاديب والشاعر خالد محادين السنوية للشعر لعام 2019، عن ديوانه الشعري “واقبّل التراب”، التي خصصها مهرجان جرش بالتعاون مع رابط الكتاب الاردنيين.
الام العراق وفلسطين
انطلقت القصائد الشعرية على وقع الحان العود العربي، وكان لفلسطين والعراق نصيب كبير منها، فالشعر كما الواقع مراة تكشف وجع الامة وماضيها وحاضرها، ولم يبخل الشاعر التونسي المنصف الوهايبي بقراءة قصائد يستذكر بها الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، وكذلك الشاعرة العراقية ساجدة الموسوي التي صدحت باسم العراق، وعبرت عن المها، وقبلها تغزلت في عمّان شقيقة بغداد.
وعلى اللحن ذاته انشد الشاعر العراقي محمد نصيف قصائده، مُلهما الحضور، وسط تصفيق وحفاوة استذكر فيها ماضي العراق واستبشر بمستقبله.
والقت الشاعرة السورية بهجة ادلبي قصائدها التي تشبه عمان كما تشبه بغداد بالامها، وتونس بهمومها، ودمشق بنبضها العربي.
وقال الشاعر العراقي محمد نصيف ان قصيدته التي قراها هي ترجمة لجراح العراق من خلال الشعر، ويامل من خلالها ان يعود العراق كما كان حاضرا بعلمه وثقافته وقوته، في حين تناولت قصيدته الثانية مشاعره لعمّان، وبداها قائلا ” يتقاسم قلبي حبانِ لشذا بغداد وعمان”.
من جانبها، عبرت الشاعرة العراقية ساجدة الموسوي في حديثها للجزيرة نت عن حبها للمدن والعواصم العربية، وعلاقة الشعر بتلك المدن، واضافت ان رسالة الشعر انعاش هذه المدن وابراز قيمتها ورسالتها للاخرين، والقت ابيات من قصيدتها:
” مفتاح دارَ بدارِ القلبِ فلم يفتح.. مفتاح اخر دار فلم يفتح”
“دارت كُل مفاتيحِ الدنيا لن يفتح!.. لكن يدا حانيةً طرقت! سقط الباب. ودارت حبات القلب”
وشهد اللقاء الشعري كذلك مشاركة الشاعرة السورية بهيجة ادلبي والاردنيتين مها العتوم ومريم الشريف.
خيبة امل
وليس بعيدا عن اجواء برنامج المهرجان الشعري الممتد لستة ايام في مختلف محافظات الاردن، بدا عدد الحضور مخيبا للامال واضعف مما توقع القائمون على الفعالية، رغم انه اليوم الاول للافتتاح، اضافة الى اقامته وسط العاصمة.
ويعزو الممثل والشاعر حابس حسين ضعف الاقبال على الفعالية الى انصراف الجمهور لفعاليات المهرجان ذات الايقاع “الديناميكي” كالرقص والغناء، حسب توصيفه؛ منتقدا في الوقت ذاته دور ادارة مهرجان جرش في ضعف الترويج اعلاميا لفعاليات الشعر كما تروج لغيرها من فعاليات المهرجان، مضيفا ان وسائل الاعلام المحلية لا تولي اهمية لهذه الفعاليات رغم اهميتها.
وكانت اللجنة الاعلامية المنظمة للدورة 34 من مهرجان جرش للثقافة والفنون اعلنت ان نسبة الحضور الجماهيري لحفل الفنانين الاردني عمر العبداللات واللبناني وائل كفوري بلغت 100%.
بدوره، قال رئيس رابطة الكتاب الاردنيين للجزيرة نت محمود الضمور ان اكتظاظ وسائل النقل في العاصمة وازمات السير احد الاسباب التي تحول بين وصول جمهور الشعر الى هذه الفعاليات، واكد ان قيمة الشعر ما زالت حاضرة في النفوس، لكن التحضيرات ربما لم تكن كافية، على حد وصفه.
وختم حديثه بان ما يميز فعاليات الشعر لهذا العام ان الرابطة ارادت توزيع الامسيات الشعرية على معظم المحافظات الاردنية، ليتسنى لجميع الاردنيين المشاركة والاستمتاع بقصائد الشعر، فبدل ان ياتوا لمدينة المهرجان “جرش”، ذهبت فعاليات المهرجان اليهم.
ويقام المهرجان -الذي تاسس عام 1983- في مدينة جرش الاثرية (شمال غربي المملكة)، ويشتهر بالفنون الفلكلورية الاردنية، ويشهد مشاركة مثقفين وشعراء وفنانين في فعالياته الثقافية والترفيهية والفنية.حضور مخيب للامال بمهرجان جرش للشعر العربي