queenarwauni

لماذا يجب علينا غسل الملابس الجديدة قبل ارتدائها؟

اخبار اليوم الصحيفة, لماذا يجب علينا اخبار اليوم الصحيفة, لماذا يجب علينا

اذا كنت من الاشخاص الذين يرتدون الملابس الجديدة فور شرائها دون غسلها، فثمة احتمالية انك ستدفع ثمن ذلك بعد بضعة ايام، وهو ثمن احمر مليء بالحكة والالم.
فقد ذكر تقرير نشرته جريدة تايم الاميركية ان التهاب الجلد التماسي التحسسي هو تاثير متعلق بالنظام المناعي ناتج عن احتكاك مسببات للحساسية بجلدك، مما ينتج عنه رد فعل متاخر، مثل ظهور الطفح الجلدي بعد بضعة ايام من ارتداء الملابس الجديدة، ومن الممكن ان يستمر اسابيع.
الاصباغ المتشتتة
تقول الدكتورة سوزان نيودورست استاذة طب الامراض الجلدية في جامعة كيس وسترن ريسرف الاميركية ومديرة برنامج التهاب الجلد التحسسي في مجمع مستشفيات جامعة كليفلاند الطبي؛ انه عندما يحدث التهاب الجلد التماسي التحسسي اثر ارتداء الملابس، فانه غالبا ناتج عن احتوائها على الاصباغ المتشتتة غير القابلة للذوبان في الماء.
وتضيف ان الاصباغ المشتتة هي احدى المواد الاصطناعية الاساسية المستخدمة في صناعة الملابس مثل البوليستر والنايلون، ومن الممكن ان تتواجد بمستويات عالية في الملابس الجديدة وغير المغسولة.
ويمكن لهذه الاصباغ المتشتتة ان تخرج من الملابس عبر التعرق والاحتكاك مع الجلد، وغالبا تكون الملابس الرياضية الاصطناعية -التي تحتوي على مواد لامعة ومطاطية وطاردة للماء، والتي تحظى بشعبية كبيرة في الوقت الحاضر- هي المذنب عندما يرتديها الاشخاص الذين يعانون من التهاب الجلد التماسي التحسسي.
وتضيف “اذا اتى مريض يعاني من طفح جلدي حول الجزء الخلفي من رقبته وعلى طول الاطراف حول الابطين، فان السؤال الاول الذي اطرحه هو ما الذي قام بارتدائه عند ادائه التمرين”.
كما انه ليس واضحا مدى انتشار الحساسية الناتجة عن الاصباغ المتشتتة لدى العامة، ولكن توجد طريقة وحيدة للحد من خطر ردات الفعل السيئة الناتجة عنها، وهي غسل الملابس الجديدة، حيث يمكنك ازالة القليل من الاصباغ الزائدة، وهذا سيخفض من تعرضك لهذا الالتهاب، وان القيام بهذه الخطوة ممكن ان تمنع ظهور حساسية جديدة، وذلك في حالات قليلة جدا.
وتقول انه اذا تسربت كمية كافية من الصبغ الى جلد الركبة او اي جرح اخر مفتوح، فذلك قد ينشط جهاز المناعة ويخلق حساسية دائمة.
مركبات كيميائية
وتضيف المجلة ان حساسية الطفح الجلدي هي ليست المشكلة الصحية الوحيدة الناتجة عن المواد الكيميائية في الملابس، ففي عام 2014، قامت مجموعة من الباحثين في جامعة ستكهولم في السويد باختبار 31 عينة من الملابس تم شراؤها من متاجر البيع بالتجزئة، وكانت العينات متنوعة في اللون، والمادة، والعلامة التجارية، وبلد الصنع، والسعر، وكانت مخصصة للاسواق الكبرى.
ووجدوا داخل 29 عينة من اصل 31 نوعا من مركب كيميائي يسمى “الكينولين”، ومستويات هذا المركب تميل لان تكون عالية في الملابس المصنوعة من البوليستر بشكل خاص، ويستخدم الكينولين في اصباغ الملابس، وقد صنفته وكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة “كمسرطن بشري محتمل”، وذلك استنادا الى بعض الدراسات على الفئران، والتي تربطه “بنشاط بدء الورم”، رغم ان الوكالة ذكرت ايضا انه لم يتم اجراء دراسات بشرية لتقييم امكانية تسبب الكينولين في السرطان.
وتقول اولريكا نيلسون، عضوة في مجموعة جامعة ستكهولم واستاذة الكيمياء التحليلية، انه يوجد دليل مختبري وحيواني مرتبط بالاثار المضرة بالصحة ومنها السرطان لمركبين كيميائيين اخرين يستخدمان في صناعة الملابس، وهما النيتروانيلين والبنزوثيازول.
في حين ان بعضا من هذه المواد الكيميائية ممكن ان تبقى محبوسة في الياف ملابسك، وبعضها قد تشق طريقها ببطء الى جلدك او الهواء الذي تتنفسه كلما قدمت ملابسك وتدهورت، لكن مع الاسف لم يتم دراسة هذه المواد الكيميائية بشكل جيد الى الان، لذلك ليس واضحا اذا كان التعرض لهذه المواد الموجودة في ملابسك ان يجعلك مريضا.
مواد التصنيع
ويقول دافيد اندروز، كبير العلماء في منظمة “العامل البيئي” الاميركية، والذي اجرى بحثا عن استخدام المواء الكيميائية في صناعة المنسوجات؛ انه تتم غالبا معالجة الملابس باستخدام مواد طاردة للبقع ومثبتات الالوان وعناصر مضادة للتجعد ومواد معززة للنعومة وعدد من المعالجات الكيميائية الاخرى.
ولا يتعين على الشركات المصنعة للملابس الكشف عن اي من هذه المواد للعملاء، وتقل البحوث الداعمة لسلامة العديد من المواد الكيميائية، بما فيها النوع الكيميائي الشائع المقاوم للماء المسمى “فاعل بالسطح الفلوري” (يشار اليه في كثير من الاحيان باسم بي اف اي ايس).
ويضيف ان هذه المواد الكيميائية لا تسبب مشاكل صحية فحسب، بل يمكنها التسرب الى الهواء وامدادات المياه في نهاية المطاف، حيث يمكنها ان تحدث المزيد من الضرر.
ويقول اندروز ان من صالحك غسل الملابس قبل ارتدائها. وتوافقه نيلسون بقولها ان غسل الملابس الجديدة يقلل من احتوائها على مواد كيميائية، خاصة الكيميائيات المتبقية من عملية التصنيع.
واضاف انه لا توجد طريقة سهلة لارشاد الناس الى انواع الملابس الاكثر امانا لهم، وتقترح بعض الدراسات المتعلقة بالملابس ان المواد الاصطناعية ممكن ان تحتوي على كيميائيات اكثر من الالياف الطبيعية كالقطن، ولكن لا يوجد في الواقع مؤشر او شهادة تفيد بان الملابس خالية من المواد الكيميائية.
ويقول اندروز “الشيء المزعج للمستهلك انه يشتري قميصا كتب عليه (قطن 100%)، ولكن لا يحصل على معلومات حول المواد الكيميائية او المضافات التي استخدمت في صناعته”.لماذا يجب علينا غسل الملابس الجديدة قبل ارتدائها؟

Scroll to Top