اخبار اليوم الصحيفة, العراق.. فنانتان حولتا اخبار اليوم الصحيفة, العراق.. فنانتان حولتا
في مدينة خانقين (شرقي العراق) اطلقت لجنة العمل التعاونية حملة للرسم على الجدران وواجهات المباني، وافسحت مجالا لمشاركة الشباب والشابات في تجميل الجدران.
وشاركت في هذه المبادرة الفنانتان ديانة ماهر طاهر وهدى سعد حسين، حيث اسهمتا بالرسم في الشوارع والميادين العامة، وعلى واجهات المباني او البيوت في القرى والاحياء.
وترى الفنانتان ان تحويل الجدران الى لوحات فنية يضيف جمالاً للمدينة والشوارع، وتؤكدان اهمية ان تستغل تلك الجدران في اعمال مفيدة مثل الرسم، لاضافة قيمة جمالية الى الاماكن العامة، وايصال رسالة مضمونها السلام والتعايش السلمي.
استغلال الجدران بالرسم عليها يضيف قيمة جمالية الى الاماكن العامة (الجزيرة)
عشق العمل التطوعي
رغم تخرجها في معهد الفنون الجميلة، فان ديانة ماهر لم تستطع تجاهل الموهبة التي حباها الله بها، فظلت على مبدئها بتنمية موهبتها بالرسم، وسعيها لتحقيق حلمها ان تكون ناشطة مدنية.
تقول ديانة ماهر للجزيرة نت “حبي للعمل التطوعي، وحلمي ان اكون ناشطة وفنانة معروفة؛ كانا سببا لانخراطي في الفرق التطوعية، ومنها انضمامي للجنة العمل التعاوني، وكنت اول فتاة تنضم للجنة كناشطة مدنية متطوعة”.
العمل التطوعي والفن اتحدا لتجميل مدينة خانقين شرقي العراق (الجزيرة)
لوحات فنية
تضيف ديانة “بدات الرسم على الجدران انا وصديقتي من غير مقابل، وكان هدفي تحويل الجدران الى لوحات ورسوم فنية جمالية هادفة، تضفي الجمال على مدينتي، فشاركت في الرسم على جدران المؤسسات والمدارس، وايضا ارسم في اي مكان لاجل مدينتي”.
واكدت ماهر انه خلال حملة تجميل شوارع مدينة خانقين “مررنا بمواقف عديدة”، واوضحت انه “عندما كنا نرسم في الاماكن المزدحمة والطرقات لاحظت اعجاب المارة بتلك الرسوم، يقفون امامها باندهاش، وفي بعض الاحيان نلمس بعض المضايقات من بعض المارة، الا اننا فضلنا الا نلتفت، وان نستمر في عملنا، وتوصيل رسالتنا”.
الرسم على جدران المدينة ترك بصمة فنية في الحياة (الجزيرة)
بصمة الفن في الحياة
تقول هدى سعد حسين (الفنانة الشابة التي شاركت مع صديقتها في الرسم على الجدران) “اشعر بالفخر والسعادة لانني اشارك في ترك رسوم على جدران مدينتي الحبيبة؛ فهي بالنسبة لي تعني بصمة، والفن حياة”.
وتضيف ان “بعض العادات والتقاليد لا تزال تؤثر على بعض النساء، الا انهن استطعن كسر هذه الحواجز، مثل ان الفتاة مكانها البيت، وانه من العيب ان تمسك فرشاة وترسم على الجدران في الطرقات، كما انهن تلقين عبارات التشجيع اكثر من الانتقادات”.
الفناتان ديانة ماهر وهدى سعيد ترسمان على جدران المدينة (الجزيرة)
اعادة الامل
سلام عبد الله (الناشط المدني والكاتب) قال للجزيرة نت “بادرت الى تشكيل لجنة العمل التعاوني، ولاول مرة في تاريخ مدينة خانقين تعمل لجنتنا على تطوير العمل في كل مجالات العمل التعاوني والابداعي، ومنها الجداريات والموسيقى ودورات تقوية اللغة الانجليزية، ورياضة المشي، وبناء البيوت، وتبليط الشوارع، والمجاري، وغيرها”.
وحسب عبد الله، فقد انجزت اعمال باهرة في كلا المجالين، فمثلا تم تحويل شارع احدى القرى في خانقين لاول شارع للجداريات على مستوى العالم، وللفنانتين الشابتين ديانة ماهر وهدى سعد دور بارز في انجاز العديد من الجداريات، وهما تتميزان بالطموح والارادة والتحدي، اضافة الى انخراط فنانين اخرين في هذه الحملة.
“نطمح من خلال العمل التعاوني الى اعادة الامل والتركيز على الابداع والقيم الجمالية عبر ثقافة الرسم على الابنية والجدران، وهذه التعاونيات الحرة هي ارقى وعي، ونحن بحاجة الى توسيع ثقافة التعاونيات في كل المجالات؛ من الفن الى الموسيقى، ثم البناء والحرف المختلفة والتعليم”، حسب عبد الله.
تحويل شارع احدى القرى في خانقين لاول شارع للجداريات على مستوى العالم بحسب الناشط المدني سلام عبد الله (الجزيرة)
رسالة ثقافية وجمالية
يقول رئيس تجمع فناني خانقين التشكيليين عباس محي الزهاوي للجزيرة نت ان “دور الفنان في تجميل مدينته عامل اساسي لتطوير الذات والابداع، ودور تجمع فناني خانقين التشكيليين ترْك بصمة في تجميل المدينة، وتشجيع الشباب على اخذ دورهم واثبات قدرتهم على الساحة الفنية”.
ويضيف ان الجداريات تحمل رسالة ثقافية وجمالية تتزين بها دروب وشوارع ومباني المدينة، بالتعاون مع فرق ولجان اخرى تعمل في هذا المجال؛ بهدف تشجيع الشباب على اضفاء القيم الجمالية من خلال الفن لمدنهم وقراهم.
الزهاوي: دور الفنان في تجميل مدينته عامل اساسي لتطوير الذات (الجزيرة)العراق.. فنانتان حولتا شوارع وجدران مدينتهما للوحات فنية