اخبار اليوم الصحيفة, بروس لي يمنع اخبار اليوم الصحيفة, بروس لي يمنع
يبدو ان سوق السينما الصينية الضخم سيؤثر بشكل كبير على الانتاج السينمائي العالمي في الفترة القادمة، ولا دليل على ذلك اكثر مما يحدث الان مع الفيلم الاميركي “حدث ذات مرة في هوليوود” من اخراج كوينتين تارانتينو، وبطولة كل من ليوناردو ديكابريو وبراد بيت، حيث تم منع الفيلم من العرض سينمائيا في الصين، مما يحرمه من ملايين الايرادات التي كان يمني صناع الفيلم انفسهم بها، والسبب وبشكل غرائبي هو بروس لي.
لا للسخرية من بروس لي
بدا الامر مع عرض الفيلم للمرة الاولى في صالات السينما الاميركية، حيث رفض العديد من المشاهير الاميركيين تصوير بروس لي داخل احداث الفيلم بطريقة ساخرة، من بين هؤلاء كتب نجم كرة السلة الاميركي الشهير “كريم عبد الجبار” مقالاً كاملاً عبر موقع “هوليود ريبورتر” (Hollywood reporter)، يوضح فيه موقفه، وانه كصديق شخصي لبروس لي واحد تلاميذه -حسب وصفه- يمكنه التاكيد ان بروس لي كان في الحقيقة رجلا متواضعا وحكيما وهادئ الطباع، على عكس الصورة التي نقلها عنها تارانتينو في فيلمه.
استمرت الاحداث في التسارع حتى نشرت “شانون لي” ابنة “بروس لي” -عبر الحساب الرسمي الخاص بالنجم الراحل على تويتر- تعليقها على الفيلم، وما تم تقديمه فيه عن والدها، حيث ذكرت “لي” انها “شعرت بعدم الراحة والحزن وهي جالسة في دار العرض والجمهور يطلق الضحكات سخريةً من والدها”.
غضب شانون لي دفعها في النهاية طبقا لمصادر عديدة للتواصل بشكل رسمي ومباشر مع “مؤسسة السينما الصينية الوطنية” والمسؤولة بشكل مباشر عن العروض السينمائية داخل الصين؛ لتستجيب المؤسسة بمنع عرض الفيلم، الذي كان مقررًا عرضه منتصف اكتوبر/تشرين الاول الجاري. هذا المنع بالطبع سبقه طلب واضح لتارانتينو لاعادة مونتاج هذه المشاهد، لكن الرد لم يكن متوقعا.
تارانتينو يرفض الرضوخ
في حقيقة الامر، فان كوينتين تارانتينو لم يصرح حتى الان بشكل مباشر عن رايه بشان كل ما اثير عن تلك الازمة، التي وصل فيها البعض لهجوم عنيف على تارانتينو، وتضمن وصفه بالتعصب العرقي والعنصرية، لكن تارنتينو في حقيقة الامر يفعل هنا كما يفعل بشكل معتاد، حيث يتلاعب ويسخر من كل الخطوط الحمراء، في السينما وفي الواقع ايضا، وهو ما فعله تارانتينو من قبل في فيلم “اوغاد مجهولون” (Inglourious Basterds)، الذي تضمن التلاعب ايضا بمصير ومظهر شخصيات حقيقية عاشت في فترة اجتياح النازية لاوروبا.
الغريب ايضا في هذه الحالة بالتحديد ان تارانتينو رسم احد اشهر افلامه من قبل لتمجيد اسلوب افلام “بروس لي” الشهيرة بالمطاردات والقتال بالايدي والاسلحة البيضاء، ونقصد هنا بالطبع فيلمي “اقتل بل” (Kill Bill).
في النهاية لم يستجب تارانتينو للمطالب الخاصة باعادة مونتاج وحذف المشاهد التي تظهر فيها شخصية بروس لي بشكل ساخر، واخبر المؤسسة الصينية انها اما توافق على عرض فيلمه بشكل مكتمل او فلا.
وبشكل مثير للجدل، اتخذ كوينتين تارانتينو قراراً اخر؛ هو ان يضيف عشر دقائق لفيلمه، وان يعيده مرة اخرى لصالات السينما خلال الاسبوع الاخير من الشهر الجاري، بالاضافة الى نوفمبر/تشرين الثاني القادم، وهي الحيلة التي فعلها من قبل صناع فيلم “افينجرز نهاية اللعبة” (Endgame)، حيث تمت اعادة الفيلم الى السينما بعد اضافة بعض الدقائق الاضافية، مما ضمن للفيلم في النهاية الوصول اخيراً الى المرتبة الاولى في الايرادات العالمية طوال التاريخ، متفوقًا على فيلم “افاتار” (Avatar) الذي تصدر القائمة منذ عام 2009.
عودة الفيلم مرة اخرى ليست فقط لعبة من اجل زيادة الايرادات، ولكنها ايضا تمتلك اهميتها الخاصة من قرب الاعلان عن الافلام المرشحة لجوائز الاوسكار هذا العام، التي عادةً يتم عرضها في موسم نهاية العام، حيث يهتم صناع السينما بان يتذكر اعضاء الاكاديمية افلامهم عند بدء فترة التصويت.بروس لي يمنع فيلما اميركيا من العرض في الصين