اخبار اليوم الصحيفة, امل فضل .. اخبار اليوم الصحيفة, امل فضل ..
منذ طفولتها، عشقت الشابة اليمنية امل فضل فنون الرسم، وما زالت حتى اليوم تمارس هوايتها الفنية الجمالية رغم اوجاع الحرب والام الصراع في بلد يشهد واحدة من اسوا الازمات الانسانية في العالم.
تمارس امل الرسم والفن التشكيلي بصور متعددة، بينها النحت، لتضفي على الواقع فنًا بديعًا يروي حكايات وقضايا اليمن الجريح.
تقوم امل بترويج فنها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا فيسبوك وانستجرام، وتحظى باهتمام الجمهور.
حصلت امل على شهادة البكالوريوس في علوم الاحياء من جامعة صنعاء، اكبر جامعات اليمن، وحاليًا تعمل على تحضير رسالة الماجستير في التنمية الدولية والنوع الاجتماعي.
تقول امل: ان”الرسم كان مرافقًا لي من طفولتي، حيث بداته كاي طفل يحب الرسم والتلوين”.
وقد ظهرت علامات تميز امل في مادة التربية الفنية وهي في الصف الخامس ابتدائي.
وهناك من ساعد امل على مواصلة مشوارها في الفن التشكيلي، حيث كان والدها اول مشجع له.
تضيف امل: “زرع في والدي حب الرسم، ووفر لي كل متطلباته من ادوات ومراجع… قال لي: ذات يوم ارى مستقبلك مزهرًا في هذا المجال، وكان مؤمنًا بموهبتي اكثر مني”.
كانت امل تكبر في عمرها وتكبر معها احلام متعددة كفتاة يمنية تعشق التغيير الايجابي والرقي في حياتها.
تتابع امل: “عندما كبرت لم يكن الرسم ضمن مخططاتي، ولم اكن انوي ان امتهنه؛ لكن الاقدار قادتني في 2005 لزيارة كلية المجتمع في العاصمة صنعاء، لكي اتعرف على استاذة الرسم الحر في قسم الجرافيكس، التي كانت حينها الدكتورة الفنانة التشكيلية البارزة امنة النصيري، التي اشادت بموهبتي ويسرت لي البداية في هذا المجال”.
تشير امل الى ان “النصيري كانت اول من دعمها بعد والدها، حيث كانت بمثابة استاذة وموجهة في بدايتها”.
واضافت”بعدها قمت بزيارة الى صنعاء وهناك تعرفت على الفنانين التشكيليين طلال النجار ومظهر نزار اللذين اشادًا بموهبتي واختياري لموضوعات لوحاتي وعملا ايضًا على نصحي وتوجيهي”.
واضافة الى تشجيعها من قبل اسرتها ومن شخصيات اخرى كالفنانة امنة النصيري، كان لدى امل دوافع جعلتها تستمر وتحرص على مواصلة مشوار الفن.
” كانت مشاركاتي في المعارض والمسابقات المقامة من قبل وزارة الثقافة والسياحة خلال الفترة الماضية من اهم الدوافع التي شجعتني على الاستمرار”.
الرسم عبر الطين
تميزت امل خلال السنوات الماضية، بالتشكيل الفني عبر استخدام ادوات مثل الطين، وصنع لوحات فنية جمالية عبر النحت على الطين وبعض المواد وتكوين لوحات لها دلالات حقيقية عن قضايا محددة.
تفيد امل انه “في عام 2010 اقامت وزارة الثقافة دورة تدريبية عن السيراميك وكنت احد المتدربين فيها، ومن خلال هذه الدورة تعرفت على كيفية تجهيز التراب وتحويله الى مادة طينية ذات قوام صلصالي”.
وزادت “كانت هذه الدورة تتمحور حول كيفية صناعة الفخاريات، وخرجت عن المطلوب والمالوف للدورة، فكنت اقوم بنحت بعض الوجوه و الايادي، ثم توقفت عندما اكملنا الدورة ولم افكر بالنحت”.
صعوبات تعلق العمل
مرت امل ببعض الصعوبات والعوائق ببعض مراحل حياتها، ما ادى الى تعليق النشاط الفني بشكل مؤقت.
وتشير الى انه في عام 2015 توقفت عن نشاطها الفني مع اشتعال الحرب في البلاد، وفي 2020 بسبب جائحة كورونا والحجر الصحي.
وتشكو من انها مرت بحالة من الفراغ والخوف التي جعلتها تعيد حساباتها، فقررت العودة للرسم والنحت واكتشفت شغفها للنحت بشكل اكبر.
واللافت ان امل تعاملت خلال الرسم مع جميع الخامات تقريبًا من الوان مائية، زيتية اكريلك، باستيل وبوستر.
اما النحت، فقد تعاملت مع خامة الطين، وحاولت العمل على خامات اخرى مثل الجبس والخشب؛ لكن لم تتقنها تمامًا، اما الطين فقد كان اكثرها طواعية وسلاسة، حيث قامت ببنائه وتشكيله بسهولة واتقان.
مناقشة هموم الشعب
استطاعت امل التطرق الى كثير من القضايا المجتمعية في اعمالها الفنية التشكيلية والنحتية، منها قضايا المراة مثل التحرش وتغييب دور وعقل المراة.
وقامت بعمل منحوتة ضمن مجموعة فنية عن العقل والروح اسمتها حواء التي تحكي عن تكوينات المراة الفكرية والروحية.
كما ناقشت قضايا مجتمعية متعددة تتحدث عن المحسوبية، والرشوة، والامان، والثروة الشبابية وتفعيلها، والكثير من المواضيع الاخرى.
وحول اختيار اعمالها الفنية تقول: “لم يكن اختيار موضوعات اعمالي الفنية ينبع من فراغ.. كنت اجسد ما اراه واسمعه واعيشه، فهناك موضوعات انسانية واجتماعية وسياسية موجودة في مجتمعنا اليمني وكل المجتمعات العربية والعالمية”.
وحول مدى تفاعل الجمهور مع فنها قالت: “لا استطيع الحكم وتقييم مستوى الرضا لدى الجمهور؛ لان اعمالي لم تصل الا للمضافين عندي بمواقع التواصل الاجتماعي ولاصدقائي وطلابي.. تقريبًا اغلبهم استحسنوا ما اقدمه من فن”.امل فضل .. فنانة تشكل من الطين لوحات جمالية عن قضايا اليمن