اخبار اليوم الصحيفة, شاهد – اطلاق اخبار اليوم الصحيفة, شاهد – اطلاق
انطلق الصاروخ «اريان 5» السبت عند الساعة 12.20 بتوقيت غرينيتش من مركز الفضاء في غويانا الفرنسية حاملا الى الفضاء التلسكوب «جيمس ويب»، وهي اداة من شانها احداث ثورة في مجال مراقبة الكون، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
وسيستقر «جيمس ويب» على بُعد 1.5 مليون كيلومتر من الارض، لسبر اغوار الكون بتقنيات هي الاعلى دقّة على الاطلاق.
وبعد 27 دقيقة من الاطلاق انفصل التلسكوب «جيمس ويب» عن الصاروخ «اريان 5»، ايذانا بوضع التلسكوب في مساره نحو المدار على بعد 1.5 مليون كيلومتر.
وقد اُرجئ اطلاق «جيمس ويب» ثلاث مرات، كان اخرها الثلاثاء. واعلنت «وكالة الفضاء الاميركية» (ناسا) ان سبب التاجيل هو «سوء الاحوال الجوية» في مدينة كورو، مشيرة الى ان «تاريخ الاطلاق الجديد هو 25 ديسمبر (كانون الاول)».
والهدف المنشود من اداة المراقبة الفضائية هذه الاكثر دقّة في التاريخ الاضاءة على سؤالين يشغلان البشرية: «من اين ناتي؟» و«هل نحن لوحدنا في هذا الكون؟».
وتقضي الغاية منه ايضاً بسبر اغوار ما يُعرف بـ«الفجر الكوني»، عندما بدات اولى المجرّات تضيء الكون منذ الانفجار العظيم قبل 13.8 مليار سنة.
وهو سيتيح التعمّق في فهم كيفية تشكّل النجوم والمجرّات ومراقبة الكواكب خارج المنظومة الشمسية التي ما انفكّ العلماء يكتشفون المزيد منها، على امل العثور على كواكب اخرى مواتية للحياة.
وسيكون «جيمس ويب» على منوال التلسكوب «هابل» الذي احدث ثورة في تقنيات مراقبة الفضاء، واكتشف العلماء بفضله وجود ثقب اسود في قلب كلّ المجرّات او بخار ماء حول الكواكب الخارجية، على سبيل التعداد.
وضعت وكالة الفضاء الاميركية التصاميم الاولى للتلسكوب المعروف اختصاراً بـ«جي دبليو اس تي» بعيد اطلاق «هابل» سنة 1990، وبدا تشييده في 2004 بالتعاون مع وكالة الفضاء الاوروبية وتلك الكندية. ويتميّز هذا الجهاز على اكثر من صعيد.
فمراته البالغ طول باعها 6.5 متر تجعله اكثر قدرة على الاستشعار بسبع مرّات، ما يتيح له مثلاً رصد الاثر الحراري لنحلة على القمر.
ويتميز «جيمس ويب» ايضا بتقنيته للمراقبة، فتلسكوب «هابل» يجري عمليات المراقبة في ميادين يكون فيها الضوء مرئياً. اما «جيمس ويب»، فهو يسبر موجات غير مرئية للعين المجرّدة من اشعة تحت حمراء متوسطة المدى وقريبة، وهو شعاع يصدر عن كلّ جسم فلكي او نجم او انسان او زهرة.
والشرط الاساسي لحسن سير عمليات المراقبة في التلسكوب هو انخفاض الحرارة المحيطة به لدرجة لا تؤثّر على تتبّع الضوء.
وقد وُضع التلسكوب «هابل» في المدار على علو يقرب من 600 كيلومتر فوق الارض. لكن عند هذه المسافة، سيكون «جيمس ويب» غير صالح للاستخدام مع تسخينه من الشمس وانعكاسه على الارض والقمر.
وسيوضع التلسكوب في مكانه المحدد اثر رحلة تمتد شهراً لمسافة 1.5 مليون كيلومتر من الارض. وسيحظى بحماية من الاشعاع الشمسي بفضل درع حرارية مكونة من خمسة اشرعة مرنة تبدد الحرارة وتخفض درجتها (وهي 80 درجة مئوية) الى 233 درجة مئوية دون الصفر عند جهة التلسكوب.
وقد اتخذت وكالة «ناسا» تدابير مشددة لتفادي اي اضرار قد تلحق بالتلسكوب الذي كلّف تطويره ما يقرب من عشرة مليارات دولار على مدى سنوات طويلة.
ومن شان نجاح العملية ان يوطّد الشراكات القائمة بين «ناسا» وشركائها الاوروبيين.
وشدّد مسؤولون من «ناسا» ووكالة الفضاء الاوروبية في مركز كورو الفضائي في غويانا الفرنسية على اهمية «التعاون الوطيد في مجال الفضاء لتحقيق انجازات كبيرة».
لكن لا بدّ من الانتظار اسابيع عدّة لمعرفة ان كان التلسكوب قابلاً للتشغيل، ومن المزمع وضعه في الخدمة في يونيو (حزيران).شاهد – اطلاق ناجح للتلسكوب الفضائي “جيمس ويب”