اخبار اليوم الصحيفة, كتاب عُماني يستحضر اخبار اليوم الصحيفة, كتاب عُماني يستحضر
تستحضر صفحات وفصول كتاب “اضاءات على اسهامات العُمانيين الاجتماعية والعلمية والفكرية”، للباحث والكاتب العماني، سعود بن علي الحارثي، الكثير من مظاهر الثقافة والحضارة والتراث العماني.
ويتناول الكتاب العديد من الموضوعات والعناوين ذات الصلة بالماضي، مثل القرية العمانية، والتراث، والهندسة المعمارية التراثية، والمخطوطات والرسائل، والاداب والفنون والصناعات التقليدية، والاودية، والافلاج، والعماني وعلاقته بالنخلة، والمساجد ودور العبادة وحلقات العلم، و”العمانيون ربابنة البحار”، و”نماذج لشخصيات لمواقف وشخصيات من التاريخ”.
كما يتناول المؤلف موضوع الشخصية العمانية وتمسكها بالقيم، وتحملها للمسؤوليات، وما تتمتع به من تسامح، وغير ذلك من موضوعات.
ويُسلط الكتاب الضوء على الكثير من الصفحات المضيئة في تاريخ السلطنة، ويتوقف عند المنجزات التي شهدتها السلطنة على المستويات الثقافية والعلمية والفكرية والاجتماعية عبر الحقب التاريخية المتعاقبة.
كما يبرز الاسهامات الاجتماعية والعلمية والفكرية للعمانيين، محاولاً استحضار امجاد الماضي الراسخة، والمنجزات المعاصرة التي يشهدها المجتمع العماني.
وفي تقديمه للكتاب، قال الكاتب والاديب العماني، حمود بن سالم السيابي، ان صفحات الكتاب تنقل اصوات الماذن والقباب والمنابر والمحاريب بداية من مسجد مازن بن غضوبة في سمائل الى افتتاح مسجد في الجزيرة الخضراء.
ويشير الى ان “المؤلف يدخلنا عبر سطور كتابه لمدرسة القران لنتهجى معه البسملة، ونمشي في دروب الحارات لنردد التويمينة في اليوم الختامي مع الصغار”.
ويؤكد في مشهد اخر ان القيم الابوية للسبلة تتكرر الابوة نفسها في قصور السلاطين فينقل المؤلف ما سجله الدكتور هلال الحجري من انطباعات الكابتن جورج كيبل الذي التقى سعيد بن سلطان في قصره بمسقط عام 1834 وما لمسه من بساطة ابوية بين الحاكم والمحكوم، وهي ذات انطباعات الرحالة البريطاني مالكولم وهو ينقل روح هذه المجالس التي يرتادها الكل من اعيان وبسطاء اذ تكفل لهم قيم هذه المجالس حق المثول بين يدي الاب الحاكم.
ولان النخلة عطر المكان وشخصيته فقد سمقت في صفحات الكتاب بحنين عبد الرحمن الداخل وهو يرى نخلة في رصافة الاندلس فابكته غربتها وغربته.
ووفقا للتقديم، الذي كتبه الكاتب والاديب العماني، حمود بن سالم السيابي، وتصدر صفحات كتاب “اضاءات على اسهامات العُمانيين الاجتماعية والعلمية والفكرية”، للباحث والكاتب العماني، سعود بن علي الحارثي، يكشف احد المشاهد عن بانوراما التبسيل كموسم ومهرجان وفرح، حيث يزور المؤلف المزارع ليعيش طقوس الطناء.
وهكذا وبعيدا عن لغة الارقام والتقارير، يغوص مؤلف الكتاب في تاريخ عمان، ليبرز الماضي بكل ابعاده السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، مقدما فصول كتابه في لغة انسانية مفعمة بالعاطفة، والشوق لصور الماضي الجميل التي رسمها بقلمه فاجاد في وصفها، وابدع في صياغتها لتكون بمثابة لوحات نسجت بالكلمات بدلا من الريشة والالوان، عائدا بالقراء الى عوالم الطفولة والزمن الجميل الذي بقيت ملامحه محفورة في الذاكرة.
واما المؤلف سعود بن علي الحارثي، فقد راى من خلال مقدمة كتابه، ان الذاكرة هي الحافظة لابداعات الامم، وانجازاتها وتحولاتها ومكتسباتها المتراكمة والمحتشدة تفاصيلها عبر التاريخ، لتقدم اضاءات تنير للاجيال طريق المستقبل وتحفز على المزيد من الابداع، والعمل، والانتاج، والابتكار.
ويلفت الحارثي عبر فصول وصفحات كتابه الى اهمية الماضي بالنسبة “لامة صنعت لها امجادا راسخة، كما هو حال العمانيين، وتفوقت على غيرها في ازمنة متواصلة وكان لها حضورها العالمي الطاغي، واسهاماتها المتعددة في الكثير من المجالات الانسانية، لتخلق عالماً خصباً بالابعاد الجمالية للفن المعماري، والثراء الثقافي الهائل بما يختزنه من ابداع متعدد الاشكال متنوع الاغراض، شكّل حياة متكاملة البناء تتوفر فيها كل احتياجات الانسان ومقومات رفاهيته، ورخائه، ومتطلبات امنه، واستقراره.
يُذكر ان سعود بن على الحارثي، مؤلف كتاب “اضاءات على اسهامات العُمانيين الاجتماعية والعلمية والفكرية”، هو كاتب وباحث عماني، له قرابة تسعة مؤلفات، ويكتب زاوية دائمة بصحيفتي الوطن العمانية، ولسيل القطرية، وقد اسهم في تاسيس مجلة الشورى بسلطنة عمان، ابان عمله كنائب للامين العام المساعد للجلسات والدعم البرلماني في مجلس الشورى العماني.كتاب عُماني يستحضر مظاهر الثقافة والحضارة والتراث في بلاده عبر التاريخ