اخبار اليوم الصحيفة, تدفئة الانف تساعد اخبار اليوم الصحيفة, تدفئة الانف تساعد
مع وصول فصل الشتاء، يبدا انتشار فيروسات تطاول الجهاز التنفسي فيما تبرز عوامل تعزز من الاصابة بالعدوى، بينها مثلاً كثرة التجمعات داخل اماكن مغلقة تعيش فيها الفيروسات بصورة افضل كون الجو في الداخل يكون جافاً، غير انه لم يكن مؤكداً اذا ما كانت درجات الحرارة المنخفضة تضعف جهاز المناعة لدى البشر وان كانت هذه هي الحال فكيف يتم ذلك.
وتطرقت دراسة نشرت، الثلاثاء السادس من ديسمبر (كانون الاول)، في مجلة “جورنال اوف اليرجي اند كلينيكل ايمونولوجي”، الى طريقة جديدة يهاجم من خلالها الجسم الفيروسات وتعمل بصورة افضل عندما يكون الجو دافئاً.
واكد الاستاذ في جامعة “نورث ايسترن” منصور اميجي، المشارك في اعداد الدراسة، لوكالة الصحافة الفرنسية، ان هذه الاكتشافات قد تساعد في تطوير علاجات جديدة للزكام وفيروسات اخرى.
وانطلقت الاعمال البحثية من دراسة سابقة اجراها اميجي عام 2018 وتوصلت الى ان خلايا الانف تطلق حويصلات خارج الخلية وهي مجموعة من الجزيئات الصغيرة تهاجم البكتيريا عند استنشاق الهواء.
“عش الدبابير”
ويشير اميجي الى ان “افضل تشبيه لهذه العملية هو عش الدبابير”، فعلى غرار الدبابير التي تدافع عن عشها في حال تعرضها لهجوم، تطير الحويصلات خارج الخلية ضمن مجموعات ثم تلتصق بالبكتيريا وتقتلها.
وطرح الباحثون على انفسهم سؤالين، هل يسجل افراز للحويصلات خارج الخلية ايضاً في حال وجود فيروس؟ وان كان الامر كذلك، فهل تتاثر استجابتها بدرجة الحرارة؟
واستخدم العلماء في اختباراتهم الغشاء المخاطي لانوف متطوعين كانوا يخضعون لعملية جراحية بهدف ازالة الزوائد اللحمية ومادة تتكاثر فيها عدوى فيروسية. واتت النتيجة في افراز عدد جيد من الحويصلات خارج الخلية لمهاجمة الفيروسات.
وللاجابة عن التساؤل الثاني، قسمت الاغشية المخاطية للانوف الى مجموعتين اُخضعتا للتطوير في مختبر، الاولى على حرارة 37 درجة مئوية بينما الثانية على 32 درجة مئوية.
واختيرت درجتا الحرارة استناداً الى اختبارات اظهرت ان درجة الحرارة داخل الانف تنخفض بنحو خمس درجات مئوية عندما تتدنى درجة حرارة الهواء الخارجي من 23 درجة مئوية الى اربع درجات مئوية.
تفسير اول من نوعه
وفي ظل ظروف تكون فيها درجة حرارة الجسم عادية، تمكنت الحويصلات خارج الخلية من محاربة الفيروسات بشكل جيد من خلال تزويدها بـ”افخاخ” تشبثت بها الفيروسات، بدل مستقبلات الخلايا التي كانت تستهدفها في العادة.
لكن مع درجات حرارة منخفضة، افرزت كميات اقل من الحويصلات خارج الخلية وكانت اقل فاعلية ضد الفيروسات التي اخضعت للاختبار، وهي نوعان من الفيروسات الانفية وفيروس كورونا (غير “كوفيد-19”)، شائع انتشارها خلال فصل الشتاء.
ويقول المشارك في اعداد الدراسة والجراح في كلية الطب التابعة لجامعة هارفارد بنجامين بلير، “لم يسجل سبب مقنع جداً يفسر الزيادة الواضحة للعدوى الفيروسية خلال الاشهر الاكثر صقيعاً”، مشيراً الى ان نتائج الدراسة تمثل “التفسير الاول المقنع من الناحيتين الكمية والبيولوجية الذي يجري التوصل اليه”.
ويوضح منصور اميجي ان نتائج الدراسة ربما تؤدي الى تطوير علاجات لتحفيز الانتاج الطبيعي للحويصلات خارج الخلية بهدف محاربة الزكام وحتى الانفلونزا و”كوفيد-19″ بصورة افضل، مضيفاً “هذا المجال البحثي يثير اهتمامنا جداً وسنواصل بالتاكيد العمل عليه”.
(فرانس برس)تدفئة الانف تساعد على محاربة الزكام خلال فصل الشتاء