اخبار اليوم الصحيفة, “تشات جي بي اخبار اليوم الصحيفة, “تشات جي بي
مما لا شك فيه انّ تطبيقات الذكاء الاصطناعي شكّلت اضافة ووسيلة للاستفادة منها في مختلف المجالات، ولكن من الواضح انّ مشكلات الخصوصية وتسرّب المعلومات، لا سيّما الحساسة منها، بدات في الظهور بعد ان قالت شركة “اوبن ايه اي”، انّ نسبة صغيرة من مستخدمي “تشات جي بي تي” ربما تكون قد تسربت معلومات الدفع الخاصة بهم اثناء انقطاع “تشات جي بي تي” يوم الاثنين الماضي الموافق 20 مارس/اذار. ففي الساعات التي سبقت تشغيل التطبيق في وضع عدم الاتصال يوم الاثنين، كان من الممكن لبعض المستخدمين رؤية الاسم الاول والاخير لمستخدم اخر، وايضا عنوان البريد الالكتروني وعنوان الدفع والارقام الاربعة الاخيرة (فقط) من رقم بطاقة الائتمان ونوع بطاقة الائتمان وتاريخ انتهاء الصلاحية، وبعدها، اعلنت شركة “اوبن ايه اي”، يوم الجمعة 24 مارس/اذار، انّ الارقام الكاملة لبطاقات الائتمان لم يُكشف عنها في ايّ وقت.
وفي تعليق على الحادثة التي اثارت بلبلة وضجّة واسعة، وصف الرئيس التنفيذي للشركة، سام التمان، الخطا بانّه “مشكلة مهمة”، في تغريدة نشرها عقب الخلل، وذكر في تغريدته انّ نسبة صغيرة من المستخدمين تمكّنت من رؤية عناوين المحادثات للمستخدمين الاخرين.
ونتيجة لذلك، قرّرت الشركة ايقاف خدمة الروبوت عن العمل ذلك اليوم، ليتسنّى لها التحقيق في الامر ومحاولة اصلاحه، ثم كان الاكتشاف بعدها انّ هناك بيانات خاصة اكثر خطورة قد تسرّبت، ومنها الارقام الاربعة الاخيرة فقط من رقم بطاقة الائتمان، بجانب تاريخ انتهاء صلاحيتها. لكن الشركة تؤكد انّ ارقام البطاقات الكاملة لم تُكشف او تُسرّب لحُسن الحظ، وانّ نسبة المستخدمين الذين تسرّبت بياناتهم المالية، من المشتركين في خدمتها المدفوعة، كانت 1.2% فقط. واعلنت الشركة انها تواصلت مع المستخدمين المتضرّرين لاخطارهم باحتمال تعرّض بيانات بطاقات الدفع الخاصة بهم للتسريب.
يجب الا نغفل عن حساسية المعلومات التي نشاركها مع منصات الذكاء الاصطناعي، تحديداً فيما يخصّ الحياة الشخصية والعملية
وفقا لما ذكرته شركة “اوبن ايه اي”، حدثت عملية تسرّب بيانات الدفع غير المقصودة عندما انتقل احد المستخدمين الى صفحة حسابه، ومنها الى اختيار ادارة الاشتراك في الخدمة، خلال الاطار الزمني للخطا، الذي قدَّرته الشركة بنحو 9 ساعات. وهنا بدلا من ان يرى تفاصيل اشتراكه الشخصي، يمكنه ان يرى معلومات لمستخدم اخر مشترك في خدمة “تشات جي بي تي بلس”، بشرط ان يكون هذا المستخدم نشطا ويستخدم الخدمة في الوقت نفسه. كما ذكرت ايضا احتمالية حدوث هذا الامر سابقا، قبل يوم 20 مارس/اذار، لكنها لا تملك تاكيد هذا. اما بالنسبة لكيفية حدوث هذا الامر، فانها تذكر انّ المشكلة حدثت بسبب خطا في عملية التخزين المؤقت للمعلومات.
تُعتبر هذه الحادثة واحدة من مجموعة حوادث مرتبطة بتسريب معلومات المُستخدمين، قد تكون ملفتة للنظر اكثر من كونها ترتبط بارقام البطاقات الائتمانية، الامر الذي قد يُعرّض المستخدمين الذين سُرّبت معلوماتهم الى عمليات قرصنة مالية، وفي هذا الاطار، لا بد من الالتفات الى مسالة مهمة للغاية، بالرغم من اهمية تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتاثيرها الايجابي في عملية تسهيل حياتنا والحصول على حلول ابداعية من خلالها، ولكن هذا لا يعني ان نغفل عن حساسية المعلومات التي نشاركها مع منصات الذكاء الاصطناعي، تحديداً في ما يخصّ الحياة الشخصية والعملية، منعاً لاي تسريب قد يتسبّب فيه عطل تقني او هجوم الكتروني.“تشات جي بي تي”… هل يحمي بياناتنا الخاصة؟