الطوارق-في-الصحراء-الكبرى.-لماذا-يتلثمون-حتى-وهم-نيام؟

الطوارق في الصحراء الكبرى.. لماذا يتلثمون حتى وهم نيام؟

اخبار اليوم الصحيفة, الطوارق في الصحراء اخبار اليوم الصحيفة, الطوارق في الصحراء

تعلموا من الصحراء الكبرى، الاعظم من نوعها على الارض، فنون العيش، فاتقنوها. روضوا الرياح والجفاف القاتل، وتعايشوا مع السراب، وبقوا الاف السنين اوفياء لتقاليدهم.
انهم الطوارق الذين يسمون “اصحاب اللثام”، بجلابيبهم الزرقاء ومظهرهم المميز، وتاريخهم الطويل مع الصحراء بظروفها القاسية وامتداداتها التي لا تحد. يرتادونها ويجوبون اطرافها، من الشمال الافريقي حتى الادغال، منذ ان كانت افريقيا، قارة غامضة لا يعرفها احد.
لا يمكن ان تخطئ العين الطوارق بازيائهم التقليدية، وبرجالهم الملثمين المهيبين. انهم علامة فارقة للصحراء. عرق استوطن الصحراء الكبرى، وامتداداته توجد في المغرب والجزائر وليبيا، وفي دول جنوب الصحراء، وخاصة في مالي والنيجر وبوركينا فاسو.
وعلى الرغم من ان الطوارق ليسوا الشعب الوحيد في منطقة الصحراء الكبرى الذي يرتدي افراده اللثام، وذلك لان قبائل التبو المجاورة ترتديه هي الاخرى، لكنه غير ملزم لديها، فيما يعتبر بالنسبة للطوارق ثقافة راسخة، واسلوب حياة. اللثام على الارجح انتقل الى عرق التبو من الطوارق.
الطوارق لا يتمسكون باللثام فقط لاتقاء غبار الصحراء وحماية وجوههم من لسعات ذراتها الحامية، بل هم يرتادونه حتى في الشمال حيث لا توجد مثل هذه العواصف الرملية القاسية.
لماذا يتلثمون منذ الاف السنين حتى وهم نيام؟
اللافت ان نساء الطوارق فيما يتلفع رجالهن باللثام طيلة الوقت، يسرن بوجوه سافرة من دونه، ولا يغطين الا شعورهن في الغالب.
نساء الطوارق يتمتعن بمكانة مرموقة وباحترام كبير، فحين يبلغ الفتى لديهم سن الرشد، يتلقى تقليديا هديتين – سيفا ولثاما يلف به راسه ويغطي وجهه. ويكون فتى الطوارق ملزما منذ تلك اللحظة بان لا يظهر منه الا عيناه، حتى وهو في خيمته، وبين مضارب اهله.
يوجد العديد من الاساطير التي تفسر تمسك رجال الطوارق باللثام، على العكس من النساء.
تقول احدى اساطيرهم، وهي تتحدث عن ظروف الحياة القاسية، والحرب والغزوات المتواصلة
في العصور القديمة ، ان رجال الطوارق هزموا في احدى المعارك، وحين عادوا الى بيوتهم، قابلتهم النسوة قائلات: نحن نخجل من رؤيتكم، استروا وجوهكم عنا!
رواية اخرى لهذه الاسطورة تقول، ان الطوارق تعرضوا لغارة من الاعداء، وفشلوا في ردهم، وحينها هبت النساء وقاتلن الغزاة وتمكنّ من ردهم، فخجل رجال الطوارق وواروا وجوههم خلف اللثام، والى الابد.
لماذا يتلثمون منذ الاف السنين حتى وهم نيام؟
اسطورة اخرى، تتحدث عن الطوارق قبل اعتناقهم الاسلام. حينها كانوا يؤمنون بوجود ارواح مختلفة بعضها شرير. وبعد الزواج كان من العادة ان يمضي الرجل بعروسه للعيش مع اسرتها، لا العكس.
كان يعتقد ان الارواح مختلفة، وان تلك التي تعيش في مضارب اسرة الزوجة غريبة عن العريس، وهي قادرة على ايذائه بالتسلل الى راسه من الانف او الاذن.
ولاتقاء مثل هذه الشرور، قرر الرجال تغطية وجوههم بالكامل حتى حين يضطجعون للنوم، وبذلك قطعوا الطريق امام الارواح الشريرة للوصول اليهم.
البعد السحري لعادات وتقاليد الطوارق، مرده الى اعتقادهم بان الثقوب الموجودة على الوجه، في الانف والاذنين، هي ابواب محتملة لدخول السحر والارواح. واذا تركتَ هذه “المنافذ” من دون غطاء، فقد تخرج قوتك ويكتسبها شخص اخر، او تتسلل روح شريرة اليك وتتملكك.
علاوة على كل ذلك، يعطي اللثام للطوارق الوقورين دائما والمعتزين بشخصيتهم فرصة لعدم اظهار مشاعرهم، وايضا لعدم فتح افواههم والثرثرة، وقول ما لا يلزم.
المصدر: RTالطوارق في الصحراء الكبرى.. لماذا يتلثمون حتى وهم نيام؟

Scroll to Top