اخبار اليوم الصحيفة, “تاج”.. محاولة متواضعة اخبار اليوم الصحيفة, “تاج”.. محاولة متواضعة
لا تزال تجارب تقديم “البطل الخارق” في السينما والدراما المصرية في بداياتها وشهدت محاولات كوميدية سابقة كما في فيلم “اونكل زيزو حبيبي” للفنان محمد صبحي او مسلسل “الرجل العناب” للثلاثي شيكو وهشام ماجد واحمد فهمي، والذي اعلن صنّاعه عن تقديم فيلم سينمائي عنه قريبا.
وفي موسم عيد الاضحى الماضي قدم الفنان تامر حسني ما وصفه باول فيلم “بطل خارق” في السينما العربية، وقالت شركة “سينرجي” المنتجة للفيلم انها تقدم “اول بطل عربي خارق في السينما العربية بالمواصفات العالمية، وباحدث طرق التصوير والغرافيكس”، مما رفع توقعات الجمهور بشان تجربة حقيقية وجادة ومختلفة بعيدا عن المحاولات السابقة التي ركزت على الكوميديا بعيدا عن مواصفات البطل الخارق كما قدمتها السينما العالمية.
نجاحات متتالية
بداية من بطولته المشتركة الاولى مع هاني سلامة في “حالة حب” (2004) حقق تامر حسني نجاحا تلو الاخر، ثم قدم مع عبلة كامل فيلمه “سيد العاطفي” (2005) الذي اسس لشخصية الفتى الساخر خفيف الدم، والتي عشق تامر تقديمها في ثلاثية افلام “عمر وسلمى”.
صار تامر من ابرز نجوم شباك التذاكر، حيث حققت افلامه “البدلة” و”الفلوس” و”بحبك” ايرادات عالية في السنوات الاخيرة، ليستمر في منافسة كبار نجوم السينما المصرية ويفرض نفسه ممثلا له جمهوره كما فرض نفسه مطربا له جمهوره العريض في العالم العربي.
كتب تامر حسني سيناريو فيلمه “تاج” والّف الموسيقى التصويرية، وطبعا يقوم ببطولته متخليا عن الاخراج الذي خاضه في فيلمه السابق “بحبك”، تاركا المهمة للمخرجة سارة وفيق، فيما تشاركه الفنانة دينا الشربيني البطولة مع هالة فاخر وعمرو عبد الجليل والمطربة ساندي.
الطيب والشرير
يقدم تامر شخصية “تاج” المشرف الاجتماعي الذي يعمل في مدرسة ابتدائية، يحاول ان يثري النظام التعليمي بافكاره واقتراحاته، ويخفي سرا ما عن نشاته في ملجا للايتام حتى يكتشف فجاة بدون مقدمات امتلاكه قدرات خارقة متنوعة يحاول ان يستخدمها في خدمة الناس احيانا بجدية، وغالبا بطريقة كوميدية مبتذلة.
في البداية لا بد ان يرتبك البطل ذو القدرة الخارقة، لا يعرف كيف يتحكم في قوته الخارقة، يستكشفها شيئا فشيئا، لكنه سرعان ما يقابل شقيقه التوام هارون الذي يستغل قدراته في الشر، وهنا يبدا الصراع بين الخير والشر بين الاخ الطيب والاخ الشرير، وكلاهما تامر حسني.
قدرات متنوعة
في افلام البطل الخارق الغربية غالبا ما يتميز البطل الخارق بصفة مميزة، لكن البطل الخارق في “تاج” يتمتع بعدد غير نهائي من القدرات الخارقة، تاركا المشاهد في حيرة عن هذا البطل الذي يمكنه ان يفعل اي شيء.
يختفي ويظهر، يقفز قفزات خارقة، قدرات عضلية هائلة، طاقة كهربائية تشحن الهواتف المحمولة، الانتقال من مكان الى اخر، ترويض الحيوانات المفترسة، هو خليط من كل الابطال الخارقين، فقط ينقصه ان يطير، بل يحاول الطيران بالفعل حتى يثبت لحبيبته انه قادر على كل شيء.
ذكاء خاص
في حديثه للجزيرة نت يقول الناقد محمود قاسم ان لكل فنان ذكاءه الخاص الذي يساعده على الاستمرار، مؤكدا على نجاح تامر حسني في تقديم دور الفتى الصعلوك خفيف الدم، وهو دائم التلون والتشكل، مما يخلق حالة من الانتظار والتشويق لدى جمهور.
ويقارن قاسم بين مشوار تامر حسني وغيره من المطربين مثل مصطفى قمر الذي لم يستطع الاستمرار رغم نجاحه الكبير في فيلم “حريم كريم” (2005)، وهو العام الذي قدم فيه حسني ثاني بطولاته في فيلم “سيد العاطفي”، فيما استطاع تامر ان يحافظ بذكائه على نجاحه مع تقديم ادوار مختلفة.
جدل بين الجمهور
اختلفت الاراء في صفوف الجمهور بين من يرى الفيلم ضعيفا، ولا سيما في مستوى الحوار المنقول من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، فيما يرى اخرون ان الهجوم على تامر متعمد من لحظة الاعلان التشويقي للفيلم وحتى قبل عرضه في صالات السينما.
ومع استمرار انتقادات الجمهور لتولي تامر حسني مهام الكتابة الى جانب التمثيل والتاليف الموسيقى اعلن الشاعر والكاتب ايمن بهجت قمر عن اتفاقه مع حسني على كتابه فيلمه القادم، دون ان يكشف ان كان الامر يتعلق بجزء ثانٍ من “تاج”.
تراجع
ورغم تحقيق الفيلم ايرادات تجاوزت 40 مليون جنيه مصري في دور العرض المصرية (الدولار يعادل 30.95 جنيها) وملايين الدولارات في الاسواق العربية فان ايرادات تامر حسني تتراجع في السوق المصري في مقابل منافسيه كريم عبد العزيز وامير كرارة، مما يمثل جرس انذار للفنان الذي يسعى للاحتفاظ بمشروعه كممثل بنفس التالق كمطرب.
يحسب لتامر حسني اصراره على النجاح والبحث الدائم عن تقديم الجديد وتعدد مواهبه بين الغناء والتمثيل والتاليف وعدم اعتماده فقط على صوته فقط كمطرب او جمهوره الذي يستمع لاغانيه، ولكنه مطالب بان يعيد حساباته ويستعين بفريق من افضل المواهب من حوله يستمع اليهم ويشاركونه النجاح، فلا احد ينجح وحده او على الاقل يستمر في النجاح وحده.“تاج”.. محاولة متواضعة لفيلم بطل عربي خارق