اخبار اليوم الصحيفة, 10 كتب مهمة اخبار اليوم الصحيفة, 10 كتب مهمة
مع اندلاع الحرب التي يشنها الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من اكتوبر/ تشرين الاول الفائت، وجد صغار السن من الاجيال الاحدث انفسهم امام قضية لم يعاصروا ايًّا من احداثها العظام، بعضهم لم يعرف بعد كيف هُجِّر الفلسطينيون قسرا من اراضيهم قبل اكثر من 75 عاما، والبعض الاخر ربما كان غافلا عن المجازر التي ارتُكبت في الماضي والجذور التاريخية التي ادت الى الوضع الحالي.
الى قائمة بعشرة كتب مهمة ناقشت القضية الفلسطينية، وهي قائمة تغطي الفترة التاريخية الممتدة من اواخر القرن التاسع عشر وحتى الحقبة المعاصرة، وذلك من اجل رؤية شاملة تتناول تاريخ الصراع وتقرا تطوراته المعقدة التي انعكست على الواقع الذي نطالعه اليوم.
حرب المئة عام على فلسطين – رشيد الخالدي
في كتاب “حرب المئة عام على فلسطين” (1) الصادر عن “الدار العربية للعلوم ناشرون” عام 2021، يصطحبنا المؤرخ الفلسطيني الاميركي رشيد الخالدي في رحلة داخل مكتبة عائلة الخالدي العتيقة بحي القدس، التي احتوت على عشرات الكتب والمؤلفات والمخطوطات القديمة التي يصل تاريخ بعضها الى القرن الحادي عشر الميلادي، وابان ذلك يحكي الخالدي جزءا من تاريخ العائلة مقترنا بتطور الصراع الفلسطيني مع دولة الاسرائيلي.
يلخص الكتاب على مدار ستة فصول نقاط التحول الرئيسية في تاريخ الحرب على فلسطين، فنجده يسلط الضوء على الحقب التاريخية المختلفة ابتداء من صدور كتاب ثيودور هرتزل “دولة اليهود” (2) عام 1896، وحتى الانتفاضة الفلسطينية الاولى والثانية وتاريخ الفترة المعاصرة، بما في ذلك الحروب المتكررة على قطاع غزة مطلع القرن الحادي والعشرين. لنصبح بنهاية الكتاب مُلمين بمختلف نواحي القضية الفلسطينية من وجهة نظر مؤرخ فلسطيني الاصل عايش بنفسه اغلب تحولاتها.
التطهير العرقي في فلسطين – ايلان بابيه
تُعَدُّ “نكبة 1948” مرحلة مفصلية في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي، ليس فقط لانها شهدت حملات الطرد الجماعي للشعب الفلسطيني من ارضه، ولكن لان التاريخ كما كتبه الصهاينة حول تلك الفرة لا يشبه ايًّا مما نعرفه نحن عن ظهر قلب، بدءا من انكارهم وجود شعب على ارض فلسطين، ووصولا الى ادعائهم ان الفلسطينيين هربوا طوعا ابان حرب 1948.
في الحقيقة، احد الاسباب الرئيسية التي تميز كتاب “التطهير العرقي في فلسطين” (3) للمؤرخ الاسرائيلي -المناهض للصهيونية- ايلان بابيه انه يسلط الضوء على الروايات الاسرائيلية الزائفة للتاريخ، فيشير الى ان مسؤولي الاحتلال قادوا حملات تشويه ممنهجة لطمس تاريخ النكبة، قائلا: “لو حدث هذا في القرن الحادي والعشرين، لكان سُمِّي تطهيرا عِرقيا”. ليصبح بذلك المؤرخ الاول الذي يطبق مصطلح “التطهير العِرقي” على المجازر التي ارتُكبت في حق الفلسطينيين خلال فترة النكبة بين عامي 1948 و1949، اذ يُعَدُّ هذا المصطلح حديثا نسبيا، ويعود تاريخه الى حقبة التسعينيات عندما اطلق على المجازر التي ارتُكبت بين الصرب والكروات والبوسنيين خلال الحرب التي اسفرت عن تقسيم يوغوسلافيا.
قسَّم الاكاديمي ايلان بابيه كتابه الصادر عن “مؤسسة الدراسات الفلسطينية” عام 2007 الى 12 فصلا، تناول فيها تعريفات التطهير العرقي والايديولوجية الصهيونية التي تهدف الى صنع وطن حصري لليهود، هذا الى جانب سرد خطة التطهير العِرقي للفلسطينيين، اذ ازاح الستار عن حقيقة “الخطة دالت” التي وُضِعت خصوصا من قِبَل دافيد بن غوريون، اول رئيس وزراء اسرائيلي، ومنحت المليشيات الصهيونية الضوء الاخضر لاستخدام شتى الوسائل المتاحة لاجل اخلاء القرى من سكانها، وهي المعلومات التي حصل عليها الكاتب من واقع الوثائق التاريخية ودفاتر الارشيف الاسرائيلي ذاته.
مقدمة لدراسة الصراع العربي الاسرائيلي – عبد الوهاب المسيري
عبد الوهاب المسيري واحد من اهم الاكاديميين المتخصصين في تاريخ الحركة الصهيونية، وفي كتابه “مقدمة لدراسة الصراع العربي الاسرائيلي” (4) يقدم لنا رؤية شاملة لجذور الصراع العربي الاسرائيلي وكيف ساهم العالم الغربي الاستعماري في اختلاق الازمة التي صنعت “القضية الفلسطينية” اواخر القرن التاسع عشر، وذلك من خلال رصد السياسات والافكار الامبريالية التي استقى منها مؤسس الحركة الصهيونية ثيودور هرتزل افكاره الداعية للاستعمار الاستيطاني.
يستعرض المسيري في كتابه تاريخ الجماعات اليهودية وارهاصات الحركات الصهيونية الاولى وكيف تطورت، ومن ثم ياخذنا الى اقتراح هرتزل باقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. كما يجيب المسيري عن تساؤل مهم، وهو كيف تحولت الصهيونية من مجرد فكرة الى مشروع استعماري احلالي تحت لواء “الامبريالية الاوروبية”. وعلى مدار فصول الكتاب، يكشف المسيري عن الطريقة التي راى بها الصهاينة وجود الفلسطينيين في ارضهم، التي تلخصت في كونهم مجرد وضع مؤقت زائل يمكن التخلص منه عبر المجازر والتهجير القسري، وهو ما حدث بالضبط.
فكرة اسرائيل – ايلان بابيه
كتاب اخر للمؤرخ الاسرائيلي ايلان بابيه يضعنا خلاله امام “تاريخ اسرائيل” بوجهيه المتناقضين، الاول هو “فكرة اسرائيل” (5) عن نفسها بوصفها صورة من الخلاص والبطولة والعدالة التاريخية، والثاني صورة النكبة من الاضطهاد والتهجير والتطهير العِرقي. وبين هذا وذاك نرى جليا ازمة الهوية التي يعاني منها المجتمع الاسرائيلي نتيجة التناقضات والادعاءات والاكاذيب.
يقدم هذا الكتاب تصورا جديدا لدولة الاحتلال من الداخل، نرى فيه الوجه الحقيقي للمجتمع الاسرائيلي بعيدا عن التزييف والتجميل، ويكشف بابيه الخلل الاستراتيجي الذي قامت عليه دولة اسرائيل من التصورات الرومانسية عن ارض صحراوية بلا شعب، يصل اليها المهاجرون اليهود الاوائل ويعمّروها على اسس الحضارة الغربية الحديثة، وهي الصورة التي كانت منافية للواقع. وباكتشاف المستوطنين انهم وسط شعب جذوره ضاربة في تاريخ هذه الارض، جاءت الصدمة التي جعلت دولة الاحتلال مضطرة لان تغير التاريخ بالقوة، وفي سبيل ذلك استغلت الادب والثقافة والحياة الاكاديمية بوصفها ادوات في يد الصهيونية، هدفها قلب الحقائق واقناع شعبها اولا ومن ثم العالم ثانيا باحقية الصهاينة في ارض فلسطين، وهو ما استدعى تصوير اهلها الاصليين في هيئة الدخلاء.
دولة الارهاب – توماس سواريز
يمكن وصف هذا الكتاب بانه احد اهم المراجع التي تدحض بالوثائق والادلة التاريخية كل ما يشاع عن “دولة اسرائيل الديمقراطية”، لنتعرف من خلاله على “الاسس العنصرية” التي قامت عليها الدولة الصهيونية الساعية لانشاء وطن يهودي نقي العِرق، ولن ترضى بغير السطو على ارض فلسطين كاملة حلا لهذا النزاع الذي استمر اكثر من 75 عاما.
الكتاب يحتوي على كثير من المحاور المهمة التي تكشف حقيقة “الارهاب الصهيوني” الذي مورس في حق الفلسطينيين، بداية من صبغ المشروع الصهيوني بصبغة توراتية لتشريع احقيتهم في ارض فلسطين، مرورا بتجريم “المقاومة الفلسطينية” ووضعها داخل اطار “معاداة السامية”، ووصولا الى تجريد الفلسطينيين من قوميتهم بان اطلقوا عليهم لفظة “العرب” على عمومها، وكان العرب كتلة هلامية واحدة او مجموعة من البدو الرحل بامكانهم العيش في اي مكان.
يتتبع سواريز في كتابه “دولة الارهاب” (6) نهم الاسرائيليين لاختلاق جذور تاريخية لوجودهم الغريب عن الارض، الذي تحول فيما بعد الى محاولات يائسة لخلق تاريخ وتراث واثار من العدم، وهو الهدف الذي من اجله اعادوا استخدام اللغة العبرية من جديد باعتبارها لغتهم الام، بعدما كانت احدى اللغات الميتة لسبعة عشر قرنا.
الصراع العربي الاسرائيلي – بيدرو برييجر
بيدرو برييجر هو صحفي ارجنتيني واستاذ علم اجتماع متخصص في القضية الفلسطينية، ويُعَدُّ كتابه “الصراع العربي الاسرائيلي مئة سؤال وجواب” (7) الصادر عن مركز دراسات الوحدة العربية عام 2012 احد المراجع الرئيسية التي تناولت مختلف جوانب الصراع العربي الاسرائيلي منذ بدايته في القرن التاسع عشر وحتى العقد الاول من الالفية الجديدة.
ما يميز كتاب برييجر انه يناقش عدة محاور مهمة، منها الفرق بين معاداة السامية ومعاداة الصهيونية، والطرق الملتوية التي استخدمها الصهاينة حتى يحولوا الاقلية اليهودية في ارض فلسطين الى اغلبية، كما يرصد برييجر عملية “التهويد” التي تعرضت لها اكثر من 500 مدينة فلسطينية بعد تدميرها، وذلك للحيلولة دون عودة سكانها، ومن ثم يتعرض للقوانين التي سنَّتها الدولة الصهيونية لمنع الفلسطينيين الذين نزحوا خلال الحرب من العودة، وهي القوانين التي طُبِّقت حتى على الغائبين الذين غادروا منازلهم في فترة المواجهات العسكرية لايجاد ملاذ في بيت احد الاقارب حتى ولو كان على بُعد عدة كيلومترات.
فلسطين تاريخ شخصي – كارل صباغ
تجادل الحركات الصهيونية الاولى دائما ان فلسطين كانت ارضا بلا شعب، ويزيدون على ذلك بادعاء ان الهوية الفلسطينية لم تتشكل الا رد فعل على الهجرة الصهيونية الى ارض فلسطين، فنجد رئيسة وزراء اسرائيل السابقة غولدا مائير تقول في حوارٍ (8) لها عام 1970: “لا حقيقة لوجود ما يسمى بالشعب الفلسطيني”، رغم ذلك وفي الحوار نفسه تشير الى انها قبل قيام دولة اسرائيل حملت جوازَ سفرٍ فلسطينيا في حقيبتها. تلك الادعاءات والافتراءات هي ما حاول كارل صباغ دحضه في كتابه “فلسطين تاريخ شخصي” (9).
صدر الكتاب مترجما عام 2015 عن “المركز القومي للترجمة”، ويروي فيه صباغ قصة 400 سنة من تاريخ فلسطين، التي تكشف بما لا يدع مجالا للشك عن وجود مستمر ومتواصل للشعب الفلسطيني على ارض فلسطين، وبينهم كانت تعيش عائلة الصباغ نفسها. ومن فلسطين القديمة ياخذنا الكاتب الى فلسطين القرن التاسع عشر ويتوقف عند تاريخ النكبة عام 1948، معنونا هذا الفصل الاخير تحت اسم “ضياع فلسطين”، ويبرر ذلك قائلا ان كل التطورات التاريخية التي تلت هذا التاريخ وجعلت الفلسطينيين محرومين من وطن يعودون اليه كانت نتاجا للظلم الذي وقع عليهم في النصف الاول من القرن العشرين.
نهب الممتلكات العربية في حرب 1948 – ادم راز
يروي هذا الكتاب قصة غريبة وغير متداولة، وهي عمليات النهب والسلب الممنهجة التي تعرضت لها ممتلكات الفلسطينيين خلال فترة النكبة بين عامي 1948 و1949، اذ يكشف المؤرخ الاسرائيلي ادم راز كيف تورطت مختلف شرائح المجتمع الاسرائيلي في عمليات السطو هذه بمباركة السلطة وعلى راسهم دافيد بن غوريون الذي اصبح فيما بعد رئيس الوزراء الاسرائيلي.
الكتاب (10) صادر عن “المركز الفلسطيني للدراسات الاسرائيلية” عام 2023، ويحلل فيه راز تاثير سياسة النهب هذه على المجتمع الاسرائيلي وكيف تداخلت مع السياسة العامة للدولة سواء داخليا او خارجيا. لكن الاهمية الحقيقية لهذا الكتاب تنبع من التسلسل الزمني الذي سرد به ادم راز قصة كل مدينة فلسطينية وكيف نُهبت، وذلك وفقا للوثائق التاريخية التي عثر عليها الكاتب في الارشيف الاسرائيلي، وهو بذلك يُعَدُّ الكتاب الاول الذي يرصد حالة السلب والنهب التي تعرضت لها الممتلكات العربية.
لكن قبل القراءة وجب التنبيه انه رغم المادة الارشيفية الهائلة التي تجمعت بين يدي المؤرخ، ينوه “المركز الفلسطيني للدراسات الاسرائيلية” خلال تقديمه للكتاب ان لغة الكاتب جاءت مؤدلجة صهيونيا، والكاتب نفسه يقر في المقدمة انه هنا ليكشف وقائع من الارشيف الصهيوني لكن دون تحليل طابع الحركة الصهيونية او مناهضة معلنة لها.
المسالة الفلسطينية – ادوارد سعيد
ليس من الممكن ان نتحدث عن القضية الفلسطينية من دون ان نذكر المفكر الفلسطيني – الاميركي ادوارد سعيد، الرجل الذي عاش في المنفى، ورغم ذلك لم تزده الغربة الا تعلقا بالقضية حتى صار احد رموز النضال الفلسطيني. وقد صدر كتابه “مسالة فلسطين” (11) في نيويورك عام 1980، وفيه تناول سعيد الارتباط الوثيق ما بين ولادة “الحركة الصهيونية” والسياسة الاستعمارية الغربية، كما تتبع تاريخ الشعب الفلسطيني حتى قرون خلت، وندد بعدها بازدواجية المعايير في العالم الغربي عند تناول “القضية الفلسطينية”، مُشيرا الى ان التعاطف الغربي الداعم لاسرائيل الذي وقف خلف حل “مسالة اليهود” من خلال الاستعمار والاستيطان هو الذي افرز “المسالة الفلسطينية” بديلا عنها، عندما تسبب في لجوء اكثر من 700 الف فلسطيني هُجِّروا قسرا من مدنهم وقراهم بابشع الطرق.
انتفاضة 1987 تحول شعب – روجر هيكوك وعلاء جرادات
رغم ان اغلب الكتب التي تناولت “القضية الفلسطينية” ركزت على تاريخ النكبة وما تلاها من حروب، فان فهم التطورات الاحدث للصراع وما الت اليه الامور هو ما نجده بين ضفتي كتاب “انتفاضة 1987 تحول شعب” (12) الصادر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية عام 2020، وشارك في كتابته مجموعة من الباحثين والمؤرخين على راسهم الاميركي روجر هيكوك.
يُشبِّه الباحثون الانتفاضة الفلسطينية الاولى بمرحلة الصعود في الثورة الفرنسية، ويشرحون اسباب ذلك من خلال سرد الارهاصات التي قادت الى قيام هذه الانتفاضة وكانت اشبه بتراكمات متواصلة على مدار عشرين عاما بدات في حرب عام 1967. ومن خلال هذا الكتاب، نتعرف على تاريخ حركات المقاومة الفلسطينية التي لم تنقطع يوما، بل اتخذت في كل حقبة زمنية شكلا مغايرا، وفي كل مرة سعى الكيان الصهيوني الى كبح جماح المقاومة والتضييق عليها بشتى الطرق.
اكبر مثال على ذلك كان استخدام اسرائيل لسياسة “القبضة الحديدية” منذ اواخر السبعينيات في القرن الماضي، اذ حظرت عقد المؤتمرات السياسية، وفرضت الاقامة الجبرية على رؤساء المجالس البلدية، واستهدفت النقابات العمالية، واغلقت الجامعات لفترات طويلة، وكلها طرق كانت تهدف الى قمع المقاومة الشعبية، وفي الوقت الذي ظنت فيه اسرائيل انها اضعفت الجبهة الوطنية الفلسطينية وايقنت باستحالة تهديد الفلسطينيين لها، جاءت “انتفاضة الحجارة” لتعلن عن فشل الانظمة الاسرائيلية في توقعها وتؤكد صلابة حركات المقاومة مرة اخرى.
المصدر: الجزيرة10 كتب مهمة تعرفك بالقضية الفلسطينية