في-ظل-انقطاع-الكهرباء-والانترنت.-_الراديو_-نافذة-سكان-غزة-على-الاحداث

في ظل انقطاع الكهرباء والانترنت.. “الراديو” نافذة سكان غزة على الاحداث

اخبار اليوم الصحيفة, في ظل انقطاع اخبار اليوم الصحيفة, في ظل انقطاع

حولت الحرب الاسرائيلية المستمرة على قطاع غزة للشهر الرابع على التوالي، جهاز “الراديو” الذي غيبته التكنولوجيا الحديثة، الى اهم الوسائل التي يعتمد عليها سكان غزة لمعرفة ما يدور حولهم من احداث وتطورات ميدانية وسياسية.
وبات هذا الجهاز، الذي يعد نافذة الغزيين الرئيسة لمتابعة الاخبار، سلعة نادرة الوجود داخل القطاع في ظل مواصلة اغلاق اسرائيل للمعابر.
ويشكو مواطنون من الارتفاع الكبير في اسعار ما تبقى من هذا الجهاز القديم في الاسواق، مقارنة مع سعره ما قبل الحرب.
وترجع اهمية هذا الجهاز في وقت الحرب، الى انه يعمل بطرق بديلة عن التيار الكهربائي، كـ”البطاريات” ذات العمر الطويل، والواح صغيرة من خلايا الطاقة الشمسية.
وهذه الميزة لا توفرها وسائل الاتصال والتواصل الاخرى كالهاتف المحمول والانترنت والتلفاز، والتي هي دائما بحاجة الى تيار كهربائي.
ومنذ اندلاع الحرب المدمرة على القطاع في 7 اكتوبر/ تشرين الاول الماضي، قطعت اسرائيل امدادات الكهرباء والوقود، الى جانب الماء والغذاء والادوية، عن سكان غزة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون بالاساس من اوضاع متدهورة للغاية؛ جراء حصار متواصل منذ 17 عاما.
ومنذ 7 اكتوبر 2023، يشن الجيش الاسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الثلاثاء 23 الفا و210 قتلى و59 الفا و167 مصابا معظمهم اطفال ونساء، و”دمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة انسانية غير مسبوقة”، وفقا لسلطات القطاع والامم المتحدة.
مصدر وحيد للاخبار
المار بشوارع وطرقات جنوبي قطاع غزة، يلاحظ وجود تجمعات متعددة للمواطنين، وعادة يكون بحوزة احدهم جهاز راديو.
ورصدت عدسة الاناضول، توجه العديد من المواطنين في الاماكن العامة لاستخدام جهاز الراديو، سواء من اصحاب البسطات او المحال التجارية.
وقرب احدى خيام النزوح بمدينة رفح، يجلس المواطن عز عبيد (71 عاما) والى جانبه عدد من افراد اسرته، يسمعون سويا لاخر الانباء حول مجريات الحرب.
ويقول للاناضول: “الراديو اصبح الوسيلة الوحيدة لسماع الاخبار، في ظل عدم وجود شبكة انترنت، او كهرباء”.
واضاف: “في ظل رغبتنا لمتابعة كل ما يدور حولنا، لم نجد ضالتنا الا بهذا الراديو”.
واوضح ان جهاز الراديو خاصته يعمل “على الواح الطاقة الشمسية البديلة عن التيار الكهربائي”، بما يوفر عليه بعض الجهد والمال للحصول على بطاريات مشغلة له.
النافذة الاخيرة
وفي ساحة عامة بمدينة رفح، يقلب المواطن لطفي عابد النازح من حي التفاح شرقي مدينة غزة، مؤشر جهاز الراديو الذي بدت عليه معالم القِدم، للتنقل بين الاذاعات المتاحة.
يقول للاناضول انه لجا الى هذه الوسيلة في ظل “انعدام الطرق الاخرى لتزويده بالاخبار سواء عبر التلفاز او الهاتف المحمول او شبكة الانترنت”.
ويضيف ان هذا الراديو، يعمل على الطاقة الكهربائية في ظل عدم توفر البطاريات البديلة، ما يضطره للتوجه الى مراكز الايواء (المدارس) او محال تعمل على الطاقة الشمسية، لشحنه.
واشار الى ان الراديو انقذ الغزيين من “انقطاعهم عن العالم الخارجي، وعن المناطق الاخرى التي يصعب التواصل مع سكانها، مثل مدينة غزة”، وذلك لتدمير اجزاء واسعة من شبكات الاتصالات هناك.
اذاعات اسرائيلية
بعض المواطنين ممن تعلموا اللغة العبرية خلال عملهم داخل اسرائيل، يفضلون هذا الجهاز القديم كونه يتيح لهم الحصول على الاخبار من مصدرها الاسرائيلي.
ويقول المواطن محمد المغير (25 عاما)، للاناضول، انه ومن خلال “متابعة الاذاعات العبرية، تتوفر لديه اطلالة على ما يجول داخل اسرائيل من نقاشات وقرارات حول الحرب بغزة”.
واوضح ان “الاطلاع على هذه الاذاعات يتيح له توسيع دائرة فهمه لسير الاحداث بغزة، وذلك من خلال ما يطرحه ضباط اسرائيليون متقاعدون وكتاب وخبراء وغيرهم من الشخصيات”.
سلعة نادرة
بدورها، تشكو المواطنة سما الخطيب (45 عاما) من خلو رفوف المحال التجارية من اجهزة الراديو.
وتقول للاناضول، انها حاولت “اقتناء جهاز راديو ليبقيها على اطلاع حول مجريات الاحداث بغزة، لكن كافة محاولاتها باءت بالفشل”.
وتضيف: “لا يتوفر لدينا انترنت لمتابعة الاخبار على الهاتف المحمول، وان توفرت هذه الشبكة عبر حزم يومية نشتريها من المحال التجارية في مناطق سكننا، فقد يصادف وان يكون الهاتف المحمول بلا شحن؛ وتتعذر علينا المتابعة”.
واوضحت ان الحاجة الملحة لهذا الجهاز تظهر في الوقت الذي تعزل فيه اسرائيل قطاع غزة عن العالم الخارجي، من خلال قطع شبكات الاتصال والانترنت.
وتستكمل قائلة: “عند انقطاع هذه الشبكات، نطمئن على عائلاتنا من خلال معرفة ان كان يوجد استهداف في مناطق سكنهم ام لا عبر الاخبار الواردة من جهاز الراديو، وهذا احيانا يعطينا بعض الامل انهم بخير”.
وفي ظل عدم وجود جهاز راديو لديها، تشير الى انها تحصل على الاخبار من خلال الاستماع لما يبثه جهاز الراديو لدى جيرانها والذي يعمل بصوت مرتفع.
وتقول عن ذلك: “مع ساعات الغروب، يتجمع الجيران قرب باب منزلهم للاستماع للاخبار التي يبثها الراديو، فيما اقف في هذا الموعد قرب نافذة المنزل للاستماع والمتابعة”.
ومن جانب اخر، قال شهود عيان، نقلا عن تجار اجهزة الكترونية، انهم يعجزون عن توفير هذه الاجهزة في الوقت الحالي بسبب اغلاق المعابر.
ومنذ بدء الحرب الاسرائيلية، تغلق اسرائيل معبر كرم ابو سالم التجاري، جنوبي قطاع غزة، ما يحول دون ادخال البضائع والسلع الاساسية في القطاع.
وبعد ضغوط اممية ودولية سمحت تل ابيب في 21 اكتوبر/ تشرين الاول الماضي، بدخول مساعدات انسانية محدودة جدا الى غزة عبر معبر رفح المصري، والمخصص للمسافرين في المقام الاول.
وكان القطاع يستقبل يوميا نحو 600 شاحنة من الاحتياجات الصحية والانسانية، قبل الحرب التي يشنها الجيش الاسرائيلي منذ 7 اكتوبر، الا ان العدد تدنى الى نحو 100 شاحنة يوميا في افضل الظروف.
الاناضولفي ظل انقطاع الكهرباء والانترنت.. “الراديو” نافذة سكان غزة على الاحداث

Scroll to Top