اخبار اليوم الصحيفة, رصد كوكب شبيه اخبار اليوم الصحيفة, رصد كوكب شبيه
اكتشف العلماء كوكبا يشبه الارض على بعد 4 الاف سنة ضوئية في مجرة درب التبانة، يقدم نظرة ثاقبة لمستقبل نظامنا الشمسي، بعد مليارات السنين.
ويبلغ حجم هذا الكوكب نحو 1.9 مرة كتلة الارض، ويدور حول نجمه على مسافة ضعف المسافة بين الارض والشمس. ولكن هذا النجم عبارة عن قزم ابيض، وهذا يعني ان اي حياة ربما كانت موجودة على الكوكب الخارجي قد تم القضاء عليها قبل او اثناء مرحلة العملاق الاحمر المدمرة للنجم.
ويعد هذا الاكتشاف مثيرا للاهتمام، كونه يشبه القاء نظرة خاطفة على مستقبل النظام الشمسي ومصير الارض، بمجرد موت الشمس واستكمال تطورها الى قزم ابيض.
ويشار الى ان النجوم التي ينضب منها الوقود الهيدروجيني اللازم للاندماج في نواتها تصبح اقل استقرارا، وتنتفخ الى حجم هائل. وهذه هي مرحلة العملاق الاحمر.
وفي النهاية، سيقذف النجم مادته الخارجية بالكامل، وسينهار اللب تحت الجاذبية ليشكل جسما كثيفا، ولا يتولد ضوءه الساطع عن طريق الاندماج، بل الحرارة المتبقية من عملية انهياره. وهذا اللب الساخن هو القزم الابيض، وسيستغرق الامر تريليونات السنين حتى يبرد الى الظلام الكامل.
وخلال مرحلة العملاق الاحمر يمكن للغلاف الجوي الخارجي للنجم ان يتمدد الى مئات المرات من حجمه الاولي، وتتنبا بعض التوقعات لمستقبل الشمس، التي من المقرر ان تبدا في التحول الى عملاق احمر في غضون نحو 5 مليارات سنة او نحو ذلك، ان ينمو الى حجم يصل الى مدار المريخ، بحيث يبتلع عطارد والزهرة والارض في هذه العملية.
ولا نعرف ماذا يعني هذا لكوكبنا، ولكن الامر الاكثر ترجيحا يشير الى الدمار. ومع ذلك، يشير الاكتشاف الجديد للعالم الشببه بالارض والذي يدور حول قزم ابيض، الى ان النجاة هي ايضا احدى الفرضيات الممكنة.
وباستخدام تلسكوب KMT الكوري الجنوبي، الذي يرصد ظاهرة العدسة الدقيقة (تشويه الضوء من المجرات البعيدة والنجوم الزائفة)، لاحظ العلماء النظام الغير العادي المسمى KMT-2020-BLG-0414، والذي يتكون من قزم ابيض وكوكب اضخم من الارض بمقدار 1.9 مرة، ويفصل بينهما مسافة حوالي وحدتين فلكيتين.
وبالاضافة الى ذلك، على اطراف هذا النظام، تم اكتشاف جسم اخر، وهو قزم بني اضخم من كوكب المشتري بمقدار 17 مرة، يدور حول القزم الابيض.
والقزم البني هو نوع غريب من الاجسام بحيث يعد كبيرا جدا ليكون كوكبا، ولكنه صغير جدا ليعتبر نجما. وهو ضخم بما يكفي لدمج الديوتيريوم في قلبه، ولكنه ليس ضخما بما يكفي لاندماج الهيدروجين الذي يحدد النجم.
ويقول العلماء ان هذا النظام هو مثال لكيفية نجاة الكواكب من مرحلة تحول النجم الى عملاق احمر والبقاء داخل “المنطقة الصالحة للسكن”.
وتبلغ كتلة القزم الابيض نحو نصف كتلة الشمس، ما يشير الى انه كان في الاصل قريبا جدا من كتلة الشمس قبل ان ينفجر. وتشير المسافة المدارية الحالية بين الكوكب الخارجي الشبيه بالارض والقزم الابيض الى انه كان ذات يوم على نفس المسافة تقريبا بين الارض والشمس، اي وحدة فلكية واحدة، قبل ان يتم دفعه بعيدا مع موت النجم.
وقال تشانغ لموقع “ساينس الرت”: “ان مدار الكوكب الحالي الذي يبلغ 2.1 وحدة فلكية هو بالضبط المكان الذي تتوقع ان تجد فيه كوكب الارض بعد ان تصبح الشمس قزما ابيض. وتختلف النماذج حاليا حول ما اذا كانت الارض يمكن ان تتجنب الالتهام ام لا لاننا لا نعرف معدل فقدان كتلة الشمس العملاقة الحمراء بدقة كافية. وبالتالي فان اكتشافنا يشير الى ان بعض النماذج التي تتنبا ببقاء الارض قد تكون متشائمة للغاية. في نهاية المطاف، قد تنجو الارض بصعوبة من الالتهام على غرار نظامنا المكتشف”.
وستكون الحياة على الارض اما قد ولت منذ فترة طويلة، او مختلفة بشكل كبير، بحلول الوقت الذي ستصل فيه الشمس الى مرحلة العملاق الاحمر. ان الشمس تزداد سخونة واشراقا بمرور الوقت، ليس بالقدر الكافي الذي قد نلاحظه في هذه اللحظة، ولكن في غضون مليار عام تقريبا، ستكون ساخنة للغاية لدرجة ان كل الماء على الارض سيتبخر. وسيكون العالم المتبقي غير مضياف للحياة كما نعرفها.
ولكن ربما بحلول ذلك الوقت، نكون قد وجدنا طريقة لانشاء حياة في مكان اخر.
وقال تشانغ: “مع تحول الشمس الى عملاق احمر، ستنتقل المنطقة الصالحة للحياة الى مدار كوكبي المشتري وزحل، وستصبح العديد من هذه الاقمار كواكب محيطية. اعتقد انه في هذه الحالة، يمكن للبشرية ان تهاجر الى هناك”.رصد كوكب شبيه بالارض يتنبا بمستقبل نظامنا الشمسي!