قمع-وتهديدات.-فاتورة-باهظة-يدفعها-فنانون-في-اوروبا-اثر-تضامنهم-مع-غزة

قمع وتهديدات.. فاتورة باهظة يدفعها فنانون في اوروبا اثر تضامنهم مع غزة

اخبار اليوم الصحيفة, قمع وتهديدات.. فاتورة اخبار اليوم الصحيفة, قمع وتهديدات.. فاتورة

يواصل قطاع الثقافة والسينما والفنون في اوروبا صمته ازاء الابادة الاسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة، في وقت تحاكم فيه تل ابيب دوليا جراء ذلك، حيث تعرض مناصرو فلسطين لمضايقات عديدة وصلت الى مستوى التهديد بالقتل.
ورصدت الاناضول ضمن سلسلة تقارير “الداعمون الصامتون للابادة الجماعية الاسرائيلية في اوروبا”، جهود صُناع الثقافة في اوروبا لاضفاء الشرعية على جرائم اسرائيل، والضغوط على الفنانين الذين يدلون بتصريحات مؤيدة للفلسطينيين، بدءا من فرض الرقابة عليهم، وصولا الى فصلهم من وظائفهم.
وبدعم امريكي، تشن اسرائيل منذ 7 اكتوبر/ تشرين الاول 2023، حرب ابادة جماعية على غزة، خلفت اكثر من 144 الف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم اطفال ونساء، وما يزيد على 10 الاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الاطفال والمسنين.
وتواصل تل ابيب مجازرها متجاهلة قرار مجلس الامن الدولي بانهائها فورا، واوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع اعمال الابادة الجماعية وتحسين الوضع الانساني الكارثي بغزة.
**تزوير الحقائق
المخرج الياباني الامريكي نيو سورا، الذي اظهر التضامن مع الفلسطينيين في مهرجان البندقية السينمائي الدولي الـ81 في ايطاليا (بين 27 اغسطس/ اب الماضي و7 سبتمبر/ ايلول)، ادلى بتقييمه للاناضول عن الموقف المؤيد لاسرائيل في عالم الفن.
واضاف سورا، انه في 7 اكتوبر 2023 كان في مرحلة ما بعد الانتاج لفيلم طويل.
وواصل: “تساءلت عن معنى الاستمرار في صناعة الافلام في مواجهة الابادة الجماعية (الاسرائيلية) التي تم بثها على الهواء مباشرة”.
واضاف متسائلا: “ما الفائدة من سرد القصص عندما تكون الكرامة الانسانية والحقوق الانسانية في مواجهة العنف الرهيب الذي يحرم فيه الناس من صفاتهم الانسانية”.
وفيما يتعلق بانحياز ادارة المهرجان لاسرائيل المتورطة في الابادة الجماعية بغزة، قال سورا: “تم محاولة خلق مساواة زائفة من خلال وضع الافلام الاسرائيلية والفلسطينية في نفس القسم في برنامج المهرجان، لذلك شعرت بخيبة امل كبيرة بسبب هذا الوضع، ووقعت رسالة مفتوحة ضد ادراج افلام تابعة لشركات اسرائيلية في البرنامج”.
واشار سورا، الى تفاعل الجمهور بشكل ايجابي مع الكوفية والعلم الفلسطيني الذي تم رفعه في المهرجان.
واضاف: “سمعت اصوات (فلسطين حرة) في القاعة، وقام العديد من الاشخاص من اليابان والعالم العربي بارسال رسائل تضامن على مواقع التواصل الاجتماعي”.
وتطرق المخرج الياباني الامريكي الى المشاكل الهيكلية في صناعة السينما بالقول ان “صناعة السينما في امريكا تعتمد اما على المستثمرين الافراد او الشركات، واذا كان لدى المستثمرين علاقات اسرائيلية، فانهم يميلون الى دعم المشاريع الاسرائيلية ورفض المشاريع الفلسطينية”.
واشار الى جهل المجتمع الياباني بفلسطين، قائلا انه “في اليابان الناس لا يعرفون حتى اين تقع فلسطين، ويكاد المجتمع يكون صفحة بيضاء حول هذه القضية، ولهذا السبب من المهم للغاية رفع الوعي من خلال الثقافة”.
واكد سورا، ان الابادة الاسرائيلية لا تستهدف حياة الانسان فحسب، بل تستهدف ايضا الهوية الثقافية لفلسطين، قائلا “يتم تدمير الارشيف والمؤسسات والمتاحف والذاكرة، وحماية الثقافة الفلسطينية جزء مهم من المقاومة”.
كما اشار الى مخاطر استخدام اسرائيل لتقنيات الذكاء الاصطناعي لاغراض عسكرية، محذرا من “استخدام الابداع لاغراض القتل بدلا من الفن، وهذا الوضع يشكل تهديدا كبيرا لمستقبل البشرية”.
وفي 12 سبتمبر الماضي، قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، ان الجيش الاسرائيلي يستخدم تقنيات المراقبة والذكاء الاصطناعي وادوات رقمية اخرى للمساعدة في تحديد اهداف هجماته في غزة، وهذه التقنيات “تفتك بالمدنيين”.
واضافت المنظمة، في تقرير، ان “هناك اداة تعتمد على تتبع الهواتف الخلوية لمراقبة اجلاء الفلسطينيين من اجزاء من شمال غزة، واداة تُعرف بـ(غوسبل) التي تُعِدّ قوائم بالمباني او الاهداف الهيكلية الاخرى التي سيتم مهاجمتها”.
**مضايقات اخرى
واثار التضامن الفلسطيني في الحفل الختامي لمهرجان برلين السينمائي (بين 15 فبراير/ شباط الماضي و25 من الشهر نفسه) ردود فعل السياسيين الالمان، حيث وصفت وزيرة الثقافة كلوديا روث الكلمات التي القيت في حفل توزيع الجوائز بانها “منحازة بشكل رهيب ضد اسرائيل”.
وواجهت ادارة المهرجان تهديدا بالتحقيق، حيث افاد السيناتور الثقافي في برلين جو تشيللو، بـ”تميز حفل توزيع جوائز برليناله، هذا العام بدعاية مناهضة لاسرائيل لا مكان لها على مسارح برلين”.
اما تصريحات المخرج الاسرائيلي يوفال ابراهام، في مهرجان برلين السينمائي وصفت بانها “معادية للسامية” من قبل المسؤولين الالمان.
حيث ذكر ابراهام، ان هذه الاتهامات تقلل من قيمة مصطلح “معاداة السامية”، وتشكل خطرا على حياة اليهود.
ويعود ذلك الى تصريحات ابراهام، في المهرجان، والتي قال فيها انه اسرائيلي الجنسية وزميله باسل عدرا، المشارك في الاخراج فلسطيني، وانهما سيعودان بعد يومين فقط الى بلد لا يتمتعان فيه بالمساواة.
وتابع: “انا اعيش في ظل نظام مدني، وباسل في نظام عسكري. نقيم على بعد 30 دقيقة فقط من بعضنا البعض. اتمتع بحق التصويت، اما هو فلا، ويُسمح لي بالتحرك بحرية في هذا البلد، في حين ان باسل، مثل ملايين الفلسطينيين، مقيد في الضفة الغربية المحتلة. يجب ان تنتهي عدم المساواة هذه بيننا”.
تلك التصريحات كانت سببا في تلقيه تهديدات بالقتل، حيث كشف في منشور عبر منصة “اكس” انه تلقى تهديدات بالقتل عقب فيلم وثائقي شارك في اخراجه مع مخرجين فلسطينيين، ويتناول العنف الذي يمارسه المستوطنون الاسرائيليون في الاراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي هولندا، انسحب 12 مخرجا للافلام الوثائقية من مهرجان امستردام السينمائي بعد ادانة ادارة المهرجان للاحتجاج على الابادة الاسرائيلية في غزة.
فيما حذف فيلم “فرحة” للمخرجة الاردنية من اصل فلسطيني دارين سلام، من البرنامج في مهرجان بريستول فلسطين السينمائي.
وفي هذا الصدد، قالت سلام، في بيان عبر منصة “اكس”، ان “الصمت تواطؤ، هذه الافعال الجبانة لا تخفي الحقيقة وحسب، بل تجعلها ايضا جزء من الابادة الجماعية الجارية”.
كما ادى الاعلان عن حظر الاعلام الفلسطينية في مسابقة الاغنية الاوروبية “يوروفيجن” التي اقيمت في مالمو بالسويد في الفترة من 7 الى 11 مايو/ايار الماضي ومشاركة اسرائيل الى حدوث احتجاجات على تلك الخطوة التي وصفت بانها انحياز مطلق لاسرائيل.
واعلنت مديرة الاتصالات في اتحاد الاذاعات الاوروبية ميشيل روفيلي، ان جميع الاعلام والرموز محظورة، باستثناء اعلام الدول المشاركة في المسابقة وعلم قوس قزح (راية المثليين).
وبحسب وكالة الانباء السويدية، صادر حراس الامن عند المدخل اللافتات التي تحتوي على العلم الفلسطيني او رسائل سياسية بهذا الصدد.
وفي سياق الاستمرار بمضايقات مناصري فلسطين في تلك المسابقة، جرى الضغط على الايرلندية بامبي ثوغ، اول متاهلة للنهائيات، لتغيير طلاء الجسم الذي كتب عليه “وقف اطلاق النار” و”الحرية”، في حين دافع اتحاد الاذاعات الاوروبية عن مشاركة اسرائيل بالمسابقة على الرغم من استبعاد روسيا من المسابقة بسبب حربها مع اوكرانيا.
وتصف منظمات حقوق الانسان ادعاء ادارة المسابقة بان مواقفها “غير سياسية” بانها “ازدواجية معايير”.
وعلى الرغم من تعرضهم لعقوبات خطيرة، الا ان عددا من الفنانين في اوروبا يواصلون دعم فلسطين وانتقادهم لحرب الابادة الاسرائيلية في غزة.
وفي معرض اعلانه الغاء حفلاته في المانيا بسبب دعمه لفلسطين، قال الموسيقار البريطاني روجر ووترز، ان “دعم فلسطين في عالم الفن يعتبر بمثابة الانتحار المهني”.
وتشهد كبرى العواصم والمدن الاوروبية مظاهرات شعبية حاشدة تضامنا مع قطاع غزة، يطالب فيها المشاركون بوقف الابادة الاسرائيلية ومساءلة تل ابيب في المحاكم الدولية، فيما تعرضت اغلب تلك المظاهرات للقمع من قبل افراد الشرطة، ما اعتبره مراقبون “انحيازا لاسرائيل”.
وتميزت تلك المظاهرات بعامل الاستمرارية، ومشاركة طيف واسع من البرلمانيين والاعلاميين والفنانين الذين قالوا ان حراكهم سيتواصل حتى وقف الابادة الاسرائيلية في غزة.قمع وتهديدات.. فاتورة باهظة يدفعها فنانون في اوروبا اثر تضامنهم مع غزة

Scroll to Top