اخبار اليوم الصحيفة, وداعا مها صلاح… اخبار اليوم الصحيفة, وداعا مها صلاح…
فقد اليمن امس الاثنين، الكاتبة والقاصة مها صلاح (1978-2024)، التي توفيت في مقتبل العمر؛ لتترك تجربة متميزة في كتابة القصة القصيرة وادب الطفل وادارة الانشطة المتعلقة بثقافة وابداع الاطفال، من خلال مؤسستها «ابحار للطفولة». تتجلى الخسارة هنا في الرحيل المبكر لكاتبة كانت على قدر من الاختلاف السردي في الاشتغال على القصة القصيرة، والتي كانت تتكا على خيال خصب وقاموس لغوي ثري على علاقة وثيقة بالشعرية العالية، التي كانت ترصع كتاباتها السردية بحلي وجواهر تعبيرية ذات جمال تحمله وتعبر عنه بادهاش المعاني والصور والدلالات، وهي بذلك كانت تعزز من خصوصيتها كحكاءة ماهرة.
تلك الخصوصية عبّرت عن نفسها بوضوح في كتاباتها في ادب الطفل، الذي برزت فيه ضمن رائدات هذا المجال يمنيا، خاصة مسرح الطفل، كما برزت في جيلها كاحد اهم رموزه في الكتابة للاطفال ان لم تكن الابرز، كما ان تجربتها الادارية للانشطة الثقافية من خلال مؤسستها «ابحار للطفولة والابداع»، قدمتها كفاعلة ورقم مهم في مجال الابداع للاطفال.
صدر لها عدد من الكتب السردية، وقصص الاطفال منها: «منار وامنية في معرض الكتاب» نص مشترك صادر عن جمعية معرض صفاقس الدولية لكتاب الطفل تونس 2008، «كانت تاخذني التفاصيل» مجموعة قصصية صادرة عن دار ازمنة في الاردن 2010، «كيف انام دون حكاية؟» نص للاطفال صادر عند دار الحدائق بيروت 2014، «الشجرة تثمر بسكويتا – مسرحية للاطفال» صادرة عن مؤسسة ابحار للطفولة والابداع صنعاء 2015، «خطوط شذى» نص للاطفال صادر عن دار البنان في بيروت 2022، «الزهرة تعبر جدارها الاخير» مجموعة قصصية صادرة عن دار طوقان للنشر والحلول الرقمية 2023.
وفق سيرتها الذاتية، فقد بدات كتابة ونشر القصص القصيرة منذ عام 1996. فازت بعدد من الجوائز منها المركز الاول في كتابة القصة القصيرة، ضمن مسابقة جامعة صنعاء لعام 1998، جائزة سيلسد من المركز الدولي للطفولة – الاردن عام 2015 لافضل عشرة نصوص للاطفال في سن الروضة 4-6 عن نص «خطوط شذى». برزت في ادارة النشاط الثقافي من خلال تاسيس وادارة مؤسسة ابحار للطفولة والابداع منذ عام 2004، حصلت على الماجستير في التسويق من الاكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية في عام 2016، كما كانت تشغل موقعا وظيفيا في بنك التسليف التعاوني الزراعي في صنعاء.
نعاها اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين، واعتبر رحيلها خسارة مبكرة للمشهد الثقافي اليمني. واكد البيان ان مها صلاح قدّمت، خلال تجربتها الادبية، اصدارات على قدر كبير من الاختلاف النوعي، سواء ما يتعلق بالقصة القصيرة، التي برزت ضمن اهم اصواتها وعلاماتها النسوية ذات الحضور الكبير، او على صعيد كتاباتها وانشطتها المختلفة في خدمة ادب الطفل، سواء من خلال اصداراتها النوعية، او من خلال برامج مؤسسة ابحار للطفولة. كما نعتها ادارة جائزة حزاوي لادب الطفل، وعزت احباءها «الذين تركت لهم رصيدا من الابتسامات والامل عبر مؤسستها للطفولة «ابحار» ومشروعها القصصي في ادب الطفل».
مدونون يمنيّون كُثر على منصات التواصل الاجتماعي اعربوا عن الفقد الكبير، الذي خلفه رحيلها، لاسيما وهي في مقتبل العمر وفي اوج عمرها الابداعي. قال الصحافي علي سالم:» كانت تاخذها التفاصيل في الكتابة والحياة، وها هو الموت يخطفها بشكل صدم محبيها وقراءها. مها ناجي صلاح التي كتبت للكبار والصغار برقة ودفء، ها هي ترحل بصمت تاركة لدغة حزن تعض قلوبنا».
فيما كتب السارد منير طلال: «رحلت مها صلاح غادرت دنيانا، مرت بحياتنا كطيف لطيف وجميل. كانت مفعمة بالحيوية والطيبة، غادرت هذه الحياة تاركة فراغا كبيرا عند كل من عرفها. بعد ان قدمت الكثير من الاعمال القصصية، اخلصت في حياتها لادب الطفل، فاسست مؤسسة «ابحار للطفولة»، واصدرت عددا من الاصدارات الموجهة للاطفال. وكانت تسعى للنشاط عبر اصدار مؤلفاتها الكترونيا على اليوتيوب، مزودة بالرسوم والتعليق الصوتي».
اما الكاتب هائل المذابي؛ فاثنى على تجربتها في مسرح الطفل، معتبرها رائدة يمنية في هذا المجال، قائلا: «تحدثت كثيرا عن انشطة مؤسسة ابحار التي تراسها الاستاذة مها صلاح رحمها الله واسكنها فسيح جناته، وهي رائدة وتكاد ان تكون الوحيدة في اليمن المتخصصة في مجال ادب ومسرح الطفل، وبالتحديد في مجال فنون الدمى والعرائس في اكثر من محتوى انتجته».
موقع «يمن فيوتشر» المحلي نقل عن مصدر في اسرة مها صلاح لم يسمه، قوله ان الاسرة طالبت بتشريح الجثة لمعرفة سبب الوفاة.وداعا مها صلاح… حكاءة اليمن ورائدة ادب الاطفال