الحناء-بالدول-العربية.-موروث-ثقافي-وتقاليد-عابرة-للحدود

الحناء بالدول العربية.. موروث ثقافي وتقاليد عابرة للحدود

اخبار اليوم الصحيفة, الحناء بالدول العربية.. اخبار اليوم الصحيفة, الحناء بالدول العربية..

في ديسمبر/ كانون الاول الجاري، ادرجت منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” الحناء والتقاليد المرتبطة بها في 16 بلدا عربيا ضمن قائمة اليونسكو للتراث غير المادي.
الشعب المغربي يرتبط بشكل كبير بهذا التراث خلال المناسبات والاعياد، مع اختلاف عادات المناطق من حيث الاعداد والتقاليد.
وتؤدي طقوس الحناء الى رواج تجاري واقتصادي كما تصنع اجواء من الفرحة والزينة، سواء في المغرب او دول عربية اخرى.
والحناء نبتة يتم تجفيف اوراقها وطحنها ثم تحويلها الى عجينة تستخدم في دق الوشوم على الجسم، وتستعمل ايضا لصبغ الشعر.
وبحسب باحث مغربي، فان الحناء ارتبطت بشكل كبير بالاعراس والعقيقة فيما يمتنع عن استخدامها بالجنائز، اي انها مرتبطة بالمناسبات التي يعم فيها الفرح والبهجة.
واضاف ان الكثير من الطقوس المرتبطة بالحناء بدات تتغير خلال السنوات القليلة الماضية، وخرجت من اطارها التقليدي، وتحولت الى ما هو اقتصادي وسياحي وزينة وتعبيرات اخرى.
قائمة التراث غير المادي
وبحسب ملف ادراج الحناء في قائمة التراث غير المادي، فانها “ترمز الى دورة حياة الفرد منذ ولادته وحتى وفاته، وهي حاضرة خلال المراحل الرئيسية من حياته”.
واوضح الملف ان استخدام الحناء، الذي غالبا ما يصاحبه اشكال تعبير شفهية كالاغنيات والحكايات، يرتبط بالطقوس والتقاليد الاجتماعية التي يعود تاريخها الى عدة قرون.
ويمكن ان تختلف زخارف وتصاميم الحناء من منطقة الى اخرى، حيث يختلف الوشم المؤقت المستوحى من الثقافة الامازيغية في شمال افريقيا، عن تصاميم الزهور الاكثر جراة في شبه الجزيرة العربية.
وقد حظي ترشيح الحناء بدعم ست عشرة دولة عربية، وهي: المغرب والجزائر والسعودية والبحرين ومصر والامارات والعراق والاردن والكويت وموريتانيا وعمان وفلسطين وقطر والسودان وتونس واليمن.
حناء الشارع
بحي يعقوب المنصور بالعاصمة الرباط (اكبر حي شعبي) تتجمع النساء في مجموعات متفرقة لنقش الحناء.
كل نقش بثمن معين، وينخفض او يرتفع بحسب نوعيته على يد واحدة او اثنين او انه يشمل القدمين.
وتبدا طقوس الحناء بعد صلاة العصر حتى ساعة متاخرة من الليل يوميا، الا ان الاقبال يكون بكثرة خلال الاعياد والمناسبات.
الباحث المغربي بعلم الاجتماع علي الشعباني قال ان الحناء ارتبطت بشكل كبير بالاعراس والعقيقة والمناسبات، فيما يمتنع عنها بالجنائز، اي انها مرتبطة بالمناسبات التي يعم فيها الفرح والبهجة.
وفي حديثه للاناضول، اعتبر الشعباني ان الكثير من الطقوس المرتبطة بالحناء بدات تتغير خلال السنوات القليلة الماضية.
واشار الى ان الطقوس التقليدية المرتبط بالحناء بدات تتراجع، خاصة بالاعياد الدينية والمناسبات، في مقابل زيادة الاقبال على طقوس النقش اليومية التي بدات تعرض بالشوارع.
واوضح ان الحناء تحولت الى زخرفة ونقوش اكثر منها موروث تقليدي.
وتابع: “الحناء كانت حاضرة بقوة بالمناسبات والاعياد والعقيقة بمختلف المدن والقرى، ولكن خرجت الطقوس المرتبطة بها من اطارها التقليدي الى امور اخرى. وبات الامر يتحول الى ما هو اقتصادي وسياحي وزينة وتعبيرات اخرى اكثر منها موروث تقليدي.
واشار الى ان زخرفات ونقوش الحناء عوضت الوشوم القديمة.
من جهة ثانية، قال الشعباني ان العديد من المجتمعات بدات تتسابق نحو تحديد الهوية والتشبث بالعراقة والاصالة وجذور التاريخ.
واضاف: “رغم اهمية التعلق بالموروث الثقافي والتقاليد والعادات، الا ان الدول العربية مطالبة بمجاراة التقدم ومحاولة الوصول الى مصاف الدول المتطورة.
وبحسب الشعباني، فان العديد من الدول تحاول التعلق بالموروث الثقافي من ماكل وملبس ومسكن وكرم ضيافة، واصفا ذلك بـ”الجيد والمطلوب، في ظل الزحف الكبير لكل ما هو غربي”.
ثقافة عابرة للحدود
تعتبر الحناء عابرة للحدود بسبب ارتباط الكثير من الشعوب العربية بتقاليدها، واعجاب شعوب اخرى بها.
وقالت نهلة امام، مستشارة وزير الثقافة المصري للتراث الثقافي غير المادي، ان الملف التراثي، ياتي نتيجة جهد مشترك بين 16 دولة عربية.
واضافت وفق بيان لوزارة الثقافة المصرية ان “الحناء ليست مجرد عنصر جمالي، بل تمثل طقسا اجتماعيا عريقًا في المجتمعات العربية، حيث تُستخدم في الحياة اليومية والمناسبات المختلفة.”
كما اشارت الى ارتباط استخدام الحناء بتقاليد شفوية، مثل الاهازيج والامثال الشعبية، وممارسات اجتماعية تشمل زراعتها واستخدامها في الحرف اليدوية والعلاجية.
بدوره قال وزير الثقافة الاماراتي سالم بن خالد القاسمي: “نفتخر بالجهود التي تتحقق في سبيل ادراج هذه الملفات التي تشكّل ركيزة في تراثنا وهويتنا الوطنية الاماراتية والعربية ضمن هذه القائمة المهمّة”، وفق وكالة انباء الامارات.
واضاف: “فهذه خطوة تسهم في تعريف العالم بما تمتلكه حضارتنا العربية من عراقة واصالة، وتسهم في توضيح ما يجمعنا – بوصفنا دولا عربية – من روابط قوية، تستند الى كنوز من الموروث الثقافي الاصيل”.
وبحسب وزارة الثقافة القطرية، فان الحناء هي احد ابرز الرموز الثقافية والتراثية في العالم العربي، وتعد من الموروث الشعبي لما لها من مكانة متميزة لدى غالبية النساء كونها احد عناصر التميز في المناسبات والحفلات والافراح.
واضافت الوزارة القطرية في بيان ان الحناء تعتبر علاجا لبعض الامراض الجلدية في ازمنة سابقة، ويستخدمها الرجال والنساء على حد سواء وكذلك الاطفال.الحناء بالدول العربية.. موروث ثقافي وتقاليد عابرة للحدود

Scroll to Top