اخبار اليوم الصحيفة, الحكومة اليمنية الشرعية اخبار اليوم الصحيفة, الحكومة اليمنية الشرعية
تواصل قوات من الجيش الوطني الموالي للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، السعي لاستعادة السيطرة على موانئ خاضعة لسيطرة مليشيات المخلوع علي عبد الله صالح والحوثيين وتنظيم القاعدة، وتهدف من ذلك لوقف فوضى تهريب النفط والسلاح وتنشيط الحركة الملاحية والتجارية.
ورغم استعادة الحكومة الشرعية لعدد من الموانئ الا ان نحو 10 موانئ مهمة لا تزال تخضع لسيطرة المسلحين، وعلى سبيل المثال تسيطر مليشيات الحوثيين على ميناء الحديدة (غرب) الاستراتيجي على البحر الاحمر، ويسيطر تنظيم القاعدة على ميناء المكلا (جنوب شرق) المهم على البحر العربي.
واستعادت قوات الشرعية، الثلاثاء الماضي، ميناء عدن، والذي ظل تحت سيطرة مسلحين بالمقاومة الشعبية رغم مرور اكثر من 5 اشهر على تحرير المدينة من الحوثيين في منتصف يوليو/تموز الماضي.
واكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة موانئ خليج عدن، محمد امزربة، لـ”العربي الجديد”، ان تسلم الجيش الوطني لمهام حماية ميناء عدن للحاويات جاء بعد اتفاق مع افراد المقاومة التي تولت حماية الميناء خلال الاشهر الماضية، وبتوجيهات من الرئيس هادي وبالتنسيق مع قيادة قوات التحالف.
وقال، ان تسلم قوات حكومية نظامية من الجيش الوطني مهام حماية ميناء المعلا خطوة في الطريق الصحيح، ومن شانها ان تعزز من نشاط الميناء التجاري. واوضح امزربة، ان ميناءي المعلا ومحطة عدن للحاويات اصبحوا بيد قوات امنية حكومية؛ الامر الذي سيدفع بالكثير من الخطوط الملاحية الدولية بالعودة للعمل مرة اخرى. واشار الى ان الوضع الجديد سيخفض من معدل مخاطر التامينات التي تفرضها خطوط النقل العالمية.
واعتبر الخبير الاقتصادي سعيد بكران، في حديثه لـ”العربي الجديد”، ان السيطرة الحكومية على ميناء عدن تبعث رسائل اطمئنان للقطاع الاقتصادي، وستؤدي الى ازدهار النشاط التجاري والاستثماري في المدينة بشكل عام وفي الميناء بوجه الخصوص.
وقال بكران، ان عدم وجود قوة حماية حكومية لحماية الميناء في وقت سابق تسبب في عزوف عدد من خطوط الملاحة الدولية عن ميناء عدن خلال الاشهر الماضية، وبدون شك فان استعادة الميناء ستؤدي الى انتعاش الحركة التجارية.
واكد وزير النقل اليمني مراد الحالمي، الثلاثاء الماضي، ان النشاط التجاري للميناء سيشهد خلال الفترة القادمة تطورا ملحوظاً وسيساهم في الارتقاء بمستوى النشاط.
وقال الحالمي، خلال زيارة لميناء الحاويات، ان الوزارة ومؤسسة موانئ خليج عدن المالكة لشركة عدن لتطوير الموانئ ستعمل كخلية نحل لتفعيل دور الميناء المحوري في المنطقة.
واستانف ميناء عدن نشاطه التجاري عقب تحرر المدينة من سيطرة المتمردين الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في منتصف يوليو/ تموز الماضي، حيث اشرفت عليه قوات المقاومة الشعبية، قبل ان تسلمه للجيش، واستقبلت ارصفة الميناء عشرات السفن والبواخر المحملة بالمساعدات الاغاثية والبضائع التجارية.
ويعتبر ميناء عدن احد الموانئ البحرية الرئيسية والهامة بمنطقة خليج عدن، وهو من اكبر الموانئ الطبيعية في العالم، حسب تقارير دولية.
ويوجد على الساحل الغربي اليمني الطويل، المطل على البحر الاحمر، 5 موانئ تجارية ونفطية ومحلية، ابرزها ميناء الحديدة وهو ثاني اكبر موانئ اليمن بعد عدن ويستقبل 70% من واردات البلاد.
واستانف ميناء الحديدة نشاطه في اكتوبر/تشرين الاول الماضي، بعد توقفه خلال شهري اغسطس/اب وسبتمبر/ايلول، واستقبل الميناء خلال شهر اكتوبر/ تشرين الاول، حوالي 127.694 الف طن من المواد الغذائية وحوالي 33.819 الف طن المشتقات النفطية بحسب تصريح مدير عام التخطيط بالميناء احمد عطا، لـ”العربي الجديد”.
ومن جانب ثان، اعلنت قوات الجيش الوطني، الخميس الماضي، عن استعادة السيطرة على ميناء ميدي، المحلي في الساحل الشمالي الغربي لليمن وكان يمثل محطة مهمة لتهريب النفط والسلاح الى الحوثيين.
واعتبر محللون ان السيطرة على ميناء ميدي تاتي ضمن معركة طويلة لاستعادة جميع موانئ الساحل الغربي والتي تقع تحت سيطرة الحوثيين. وقال المحلل في شؤون النقل البحري، عبد الله، دوبلة لـ”العربي الجديد”، اعتقد ان السيطرة على ميناء ميدي ياتي في سياق خطة تشمل كل موانئ البحر الاحمر.
واشار دوبلة، الى ان طيران التحالف مهّد لسيطرة الشرعية على الموانئ الغربية لليمن من خلال غارات مكثفة استهدفت سفن التهريب وحتى سفن الصيادين التي تهرب النفط والسلاح للحوثيين”. ويعتبر ميناء المخا، ثاني اكبر الموانئ على البحر الاحمر وهو ميناء تاريخي وتجاري معروف بالقرب من باب المندب ويخضع لسيطرة الحوثيين.
ويليه ميناء الصليف التجاري ويعتبر من اهم الموانئ الاستراتيجية في اليمن، ويقع في الشمال الغربي لمدينة الحديدة، ويبعد عنها بمسافة تصل الى 60 كيلومترا، ويستخدمه الحوثيون مصدرا لامدادهم بالسلاح، والوقود مستفيدين من مزايا الميناء الطبيعية، المتمثلة في العمق الكبير للبحر في محيطه، ما يسهل من عملية استقبال السفن العملاقة، والتي يمكن ان تصل حمولتها الى 55 الف طن.
وفي شمال الساحل الغربي، يوجد ميناء راس عيسى النفطي والخاضع لسيطرة التحالف وهو عبارة عن ناقلة نفط ضخمة وزنها الساكن (409) الف طن متري. ويستخدم هذا الميناء لتصدير نفط مارب الخفيف، وتبلغ قدرته 200 الف برميل يومياً.
ولم تمنع سيطرة التحالف على الميناء من حدوث عمليات تهريب للوقود، وكشفت وثيقة لبلاغ صادر من عمليات وزارة النفط الى وحدات امنية بان سفينة غير معروفة تقع في بالقرب من الميناء العائم “راس عيسى صافر” تدعى “النجم الاحمر” تحمل على متنها مادة ديزل، وطلب طاقم السفينة من الميناء العائم بتفريغ حمولتها اليه حيث ان الكمية مخصصة لميناء عائم اخر.
وكشف مصدر ملاحي ان السفينة تتبع مليشيا الحوثي، وانها حاولت تفريغ الحمولة باقرب نقطة للسفينة بالبحر وهو الميناء العائم.
وفي محافظة حضرموت، الخاضعة لسيطرة تنظيم القاعدة، يوجد اربعة موانئ ابرزها ميناء المكلا وهو ميناء اليمن الرئيسي على البحر العربي، ثم ميناء الضبة النفطي لتصدير النفط من حقول المسيلة وحقول في محافظة شبوة، وميناء الشحر السمكي، وميناء محلي صغير هو قصيعر.
ويعتبر ميناء المكلا المنفذ البحري الوحيد في محافظة حضرموت المطلة على بحر العرب، ويستقبل الميناء بواخر تصل حمولتها الى 20 الف طن يومياً.
وتخضع الموانئ الثلاثة، المكلا والضبة والشحر، لسيطرة تنظيم القاعدة وبالرغم من ذلك كان ميناء الشحر محطة لتهريب المشتقات النفطية الى الحوثيين.الحكومة اليمنية الشرعية تسعى لضبط الموانئ وتنشيط التجارة