اخبار اليوم الصحيفة, هل يغــيّر الشعــر اخبار اليوم الصحيفة, هل يغــيّر الشعــر
ما اهمية ان يحظى الشعر بيوم عالمي خاص به، في زمن يزيد فيه عدد الشعراء ويقل عدد القراء، ويتراجع الشعر لتتقدم الرواية؟. الشعر تلك «النار المجمدة»، كما يصفه كوكتو، هل مازال قادرا على اشعال حريق الاسئلة و«تغيير الحياة» بحسب قول رامبو؟. اليونيسكو، وهي تحتفي بالشعر كل عام، ترى اننا نحتاج الى قوة الشعر في الاوقات التي يكتنفها الغموض والاضطراب اكثر من اي وقت مضى، وتتحدث عن اهميته لاقامة اشكال حوار جديدة بغية تنمية القدرات الابداعية التي تحتاج اليها كل المجتمعات في الوقت الراهن، كما قالت ايرينا بوكوفا المديرة العامة لليونيسكو في كلمتها في يوم الشعر العام الماضي. ولكن الشعراء وهم يكتبون كلماتهم لهذا اليوم، هل يحتفون بالشعر ام يرثونه؟!
وديع سعادة (شاعر لبناني):
بالتاكيد لن يغيّر الشعر شيئاً في هذا العالم الذاهب الى حتفه والذي يحفر قبره بيده. لكن، مع ذلك، على الشعر ان يبقى يقارع هذا العالم وان يدينه، ليس وهماً بتغيير، بل على الاقل كي يحافظ الشعر على براءته مما يجري في العالم من قتل، جسديّ وروحيّ، للبشرية وللانسانية. بات الشعر في اخر اهتمامات الناس، وهذا لا يعني فقط ان الادب بات في اخر الاهتمامات، بل يعني في الدرجة الاولى ان الروح الانسانية، والجمال والحق والخير والقيم، باتت اخر اهتمامات البشر. يوم عالمي في السنة للشعر، و 365 يوماً قتلٌ عالميّ للانسان! حلمُ الشعراء بات وهما. لكن رغم ذلك على الشعراء ان يحافظوا على هذا الوهم كي يحافظوا على الجمال ولو وهميّاً. صحيحٌ ان هذا العالم لم يعد الشعر يجدي فيه، لكن وهْمَ الشعراء يبقى فيه هو الجمال الوحيد.
حسين ال دهيم (شاعر سعودي):
منذ نشاة الحياة على هذه الارض وتطور الالسن البشرية وابتكارها لطرق واليات للتواصل فيما بينها، بات العنصر البشري اكثر التصاقاً بالجماليات التعبيرية بدءاً من السيميائيات البصرية وصولاً للسيميائيات اللغوية، الانسان بفضل هذه المقدرة على انجاز صيغ تعبيرية بامتلاكه لكائن لغوي يتطور بمحاذاته، وربما بوتيرة اسرع لما تمتلكه اللغة من قابلية مرنة ومطواعة للتحول الوظيفي.
هذا ما يجعل اللغة شاعرية في عمقها والانسان، حامل هذه اللغة ومنتجها، شاعراً في كل حالاته مهما اختلف لسانه وموقعه وتعاطيه مع الكائنات والاشياء من حوله، بسبب طرق التفكير في العلاقة بينه وبين الموجودات، على اعتبار ان هذه الموجودات مسببات ايحائية له، والشعر بطبعه كائن ايحائي يعمل على هندسة ابنية من لغة متجاوزة ومتفلتة من قيود الوظائف المعتادة للغة، الشعر بلغته التي تقف موقف الدم في العروق سيالاً متدفقاً ويصنع المعجزات. اليس حرياً بنا ان نفخر بهذا المنجز الانساني؟
في ظني ان الشعر هو المنجز الذي يجب ان تتباهى الانسانية الحقة به، لا شيء يشبه الانسانية في عظمتها وقدرتها على خلق الجمال اكثر من الشعر، الشعر في كل تناقضاته المذهلة وقدرته على فضح القبح في كل ركن من اركان الحياة، الشعر الذي بقي منذ ولادته على اول لسان فذاً متجدداً عابراً للزمان، عصياً على التعريف والتاطير، تكمن عظمته في توالده وانحيازه للنبع واغفاله المجرى، هو الينبوع وما عداه يظل سبخات تبعث على العطش. المجد للشعر والمجد لكل شاعر استشعر عظمة هذا الكائن في نفسه.
حسين حبش (شاعر كردي):
يهمني كشاعر وجود الشعر في كل شيء، في جسد النبات الاخضر، في رزانة الحجر وهدوئه، في قلب عصفور يشاكس الافق، في قطعة غمام على وشك ان تتحول الى ذئبة، في مخالب سنجاب يشاغب اغصان الاشجار، في اناقة اوزة تقود صغارها على سطح البحيرة، في لون قوس قزح وهو ينبثق من خلف التلال، في طنين نحلة تطير من زهرة الى اخرى، في جناح فراشة على وشك الانتحار، في قطرة الندى الغافية على خد وردة، في انبثاق برعم صغير من شق صخرة، في قش يهتز في منقار عصفور، في رشاقة غزالة تسابق الريح.
الشعر، هذا الكائن الباهر يلبس ـ في الوقت نفسه ـ الاف الالوان، وكلها تناسبه وتاتي على مقاسه تماما. يجسد في نفسه الحلم ونقيضه. وهو ذئب وخروف، واسد وغزال، وعصفور وافعى في الوقت نفسه. يبارز الريح ويشد ازر الغيوم. يفك القيد عن معصم الخيال ويدير دفة الغرابة كقبطان متمرس. تغويه المناطق النائية، ويناى بنفسه عن البلادة والسكون. يحيا باعصاب مشدودة دائما. يتحدث مع الصخور والاحجار كما لو انه يتحدث مع البشر والاشجار والاعشاب والنباتات. يركض في البراري والدساكر، ويغوص في قلب المدن وعالمها السفلي. صامت مجهول غريب الاطوار، يضع يديه في جيبه ويسير في كل الاتجاهات في الوقت نفسه.
ومع ذلك يُسال ايضاً ما هو الشعر؟
الشعر هو ان تقنع الاخرين ان الجبال قبعات نائمة وان الوديان فراسخ الماء!
سياتي الرد فوراً: هذا مستحيل.
بالضبط، الشعر هو هذا المستحيل.
اذن، العالم قبل الشعر يكون بشكل وبعده يكون بشكل اخر، اي انه اذا تلبَّس بلبوس الشعر، ينبعث من الرماد الى النور ومن البلادة الى الرهافة.
الشعر، هذا الكائن الذي لا يضاهيه اي شيء في الوجود، جعلني شخصياً اضحي من اجله بكل شيء، المقدس منه والمدنس على طريقة جان كوكتو. وبين الحين والحين اناديني: فيا ايها الشاعر الذي فيَّ هل اخلصت لدرس الشعر وضحيتَ لاجله بما يكفي من التضحية والعشق؟ اجيبني: احاولُ ذلك بكل طاقتي وخلاياي والدم الذي يجري في عروقي!
لا يسعني في الاخير الا ان اقول لزملائي الشعراء، اعزائي اكتبوا القصائد على سواعدكم، على سيقانكم، على ظهوركم، على اعناقكم، على خدودكم، على بطونكم، على سرركم، على اصابعكم، على صدوركم… فالقصيدة يجب ان تكون ملتصقة باللحم، قريبة من نبضات القلوب، جزءاً من الانفاس، لصيقة بالروح، دماً يجري في العروق.
رائد وحش (شاعر فلسطيني):
هل مات الشعر؟ ربما! موته نوع اخر من مواصلة الحياة، اعني انه يتحوّل الى فن عصي يصعب قياده بالطلاقة الغنائية القديمة، او بالاكتفاء به كبوح نفسيّ. موته هو تحوله الى نوع من البحث والتثقف والدراسة، بحيث لا يكتفي بالقصيدة عماداً له، بل بذهابه الى فضاء الكتاب الشعري بما فيه من شغل ورؤيا وجودية وفكرية. هناك فقط يمكن ان يتحوّل الموت، موت الشعر، الى اخ شقيق للحياة، ومكمل لها ولمعناها.
يصبح تعاملنا مع الشِّعر اكثر جديةً كلما ابتعدنا عن فضاء الفيسبوك. كائنٌ ميّال الى الاحتجاب مثله لا يريد الا الاختباء في مناطق الهَمْس والاسى النائية، ولا يناسبه على الاطلاق ان يكون منصة للخطابة، ذلك ان صفحات التواصل الاجتماعي تتحوّل مع الوقت الى منابر للخطابة المكتوبة، بما لا يختلف عن الخطابة القديمة الاّ في الوسيط.
تحويل الشعر الى كائن اجتماعي قتلٌ متعمّد له، فحيث ان طبيعة الفيسبوك بالذات هي التلصص، سيتحول الشعر الذي ينشره مستخدمو هذا الموقع الى نوع من قراءات نفسية الشخص الذي ينشره لدى من يتلقونه، اكثر من ذهابهم الى خيار القراءة الجمالية، فمثلاً؛ لو نشر احد المستخدمين قصيدة للوركا، سيكون همّ غالبية اصدقائه او متابعيه هو البحث عن سبب نشره لهذه القصيدة بالذات، وعن الدافع والشعور الذي يعيشه، اي انهم سيبحثون بكل ما حول النص، دون ان يكون النص نفسه محلَّ اهتمام.
لا شكّ ان فيسبوك لعب دوراً في تسهيل نشر الشعر، وسهولة تواصل الشعراء، والعمل على تشكيل مكتبات شعرية الكترونية متاحة وسهلة لمن يرغب في القراءة الجادة، لكنه بين كل ذلك غيّب الشعر. كثرته الضّارية قلّةٌ، ان لم نقل انعداماً. الانفجار الشعري الجنوني الذي يبدو كارثة في المعاينة الاولى، وقد يثير الغضب والسّخط لدى الغيورين على هذا الفن، يقول شيئاً مهماً للغاية، وهو ان علاقة الانسان باللغة لا تزال تصلح لتعبّر عن وجوده، وهذا فقط ما يعوّل عليه.
عبدالزهرة زكي (شاعر عراقي):
حسناً اذاً؛ قبل سنوات قرر «العالم» ان يحتفل بالشعر، فكرس لذلك يوماً يجري فيه الاحتفال بالشعر، وها نحن، من المحيط الى الخليج، نحتفل منذ سنوات باليوم ولا نتذكر الشعر.
طبعاً نحن امة شعر، لكن تاريخنا كان ظالماً لنا، كامةٍ، لم يقدم هذا التاريخ مثالاً واحداً جرى فيه الاحتفاء بشاعر واحد ما لم يكن هذا الواحد خادماً ويؤلّف شعر خدمات.
ونحن امة اعتادت على تقديس الموت والموتى، وبهذا اعتدنا اعادة الاعتبار للشعراء وغير الشعراء بعد وفاتهم. انه شيء من تانيب الضمير، غير ان هذا الضمير لم يالف طريقةً للاحتفاء. تاريخنا لم يقدم مثالا واحداً عن الاحتفاء وتقاليد الاحتفاء.
ولعل من مساوئ هذا العصر الحديث انه فتّح اعيننا ووجداننا فوجدنا ان الامم الاخرى لها شعرها وشعراؤها، وان لهذه الامم اساليبها وطرائقها التي تتفنن بها حين تكون بصدد الاحتفاء بالشعر، حتى ان بلداً مثل الولايات المتحدة خصت الشعراء باختيار احدهم سنوياً ليحظى بتسمية «شاعر اميركا» وليشارك بقصيدة في حفل تنصيب اي رئيس جديد، وطبعاً هذا الشاعر وقصيدته لا يفرض عليهما ولا هما يسعيان الى تملق الرئيس وتعداد مناقبه، انه يحضر بامتياز الشاعر على الرئيس.
وفي اميركا وسواها من دول العالم، نجد في كل بلد عشرات الجوائز التي تمنح للشعر والشعراء، بما يجعل حياة الواحد منهم في غنى عن ان يسفح ماء وجهه امام الاخرين وبضمنهم سلطات دولته.
مبدا التفرغ للكتابة هو ايضاً شكل من التقدير المشرع اما بقوانين او باعراف.
لكن الاحتفاء بالشعراء الموتى هناك لا صلة له بالبكاء والندم، انه كرنفالات تقام على فراديس ارضية هي قبور الشعراء.. لننظر الى قبر عمر الخيام، ما دام قريباً منا، والى المباهج اليومية التي يعيشها الاف الزائرين هناك في حضرة الخيّام الذي كان قد عاش حياته برفعة ملك وبهيبة شاعر.
هناك كل ايام الله ايام للشعر.
بينما فرض علينا العالم يوماً واحداً للشعر، وها نحن نحتفل باليوم وما زلنا حتى في هذا اليوم نحتقر الشعر ونزدري الشعراء.
زكي الصدير (شاعر سعودي):
لدي قناعة تكبر يوماً بعد يوم، بوهم اولئك الذين يعتقدون ان الشعر قادر على تغيير العالم على امتداد حضوره الانساني الذي يقتحم مكامن الخوف والفزع والتشظّي في نفوسنا. الا ان غربة كبيرة تسكن هذه القناعة. وكانها ترفض التسليم لي بذلك.
وعلى مدى سنوات في اشتغالي الصحافي، كنت دائماً ابحث في ضمير اصدقائي الشعراء عن اجاباتهم الخاصة حول مدى قدرة الشعر على منع او ترميم الدمار، لا سيما بعد الخراب الكبير الذي حلّ بالوطن العربي في ربيعه، وهو جزء من خراب انساني اكبر -كان وما يزال- يطوّق البشرية في حروبها الابدية التي لم تتوقف منذ الاخوين هابيل وقابيل.
ومع تفاوت رؤى الشعراء حول سؤال الشعر نفسه، الا انهم متفقون على هذه الحالة السوداوية التي ال اليها. ولم يعد ممكناً بالنسبة للكثيرين منهم الا ان يرفعوا شاهد قبره عليه.
رغم ذلك، سيبقى الشعر مثل ذئب يعوي في الصحراء معترضاً على كل مفردات الفوضى، يرصد مستعيناً بثياب اللغة خوفنا ووحدتنا وانعزالنا الكوني ليؤنس الاخرين، وليخبرهم بان فماً استطاع ان يقول ما يرغب العالم كله في قوله.
وفي ظل هذه القناعة، يجب ان يكون الشاعر مخلصاً للانسان فقط دون الوقوع في منحدرات السياسة والعنصرية والطائفية والايديولوجية التي -مع الاسف- اصبحت قوتاً للشعراء في زمن الخراب الكبير.
ياسر عبداللطيف (شاعر مصري):
يوم عالمي للشعر، بتوجيه من اليونيسكو او الامم المتحدة، كاليوم العالمي للمراة، ولضحايا التعذيب، وللايتام. هكذا يُجمع الشعر، عن جدارة مع الفئات الاكثر تضرراً. لم نسمع عن يوم عالمي للسرد، او لادب الرحلة، او لصحافة الجريمة. هكذا، يبدو الشعر فنّاً يتيماً، وكذلك من ضحايا الحروب.
لكن اي شعر تحتفل به الامم المتحدة؟ هل هو الشعر المرفوض من دور النشر على مستوى العالم (لانه لا يبيع)، ام هل هو الشعر الذي يذهب بكاتبه الى المقاصل وحدود السيوف، ام فقط من يذهب بهم الى السجون؟ اهو الشعر مباشراً ودعائيا وفجاً اوقات الحراك السياسي، ام الشعر حالماً وهامساً ومنكفئا على نفسه اوقات الاستقرار؟ هي على العموم مناسبة مختلقة، لاقامة امسية هنا، ومهرجان هناك. فيسافر الشعراء لتنفس بعض الهواء، فيما يبدو الشعر حقيقةً، وان كان قد وجد اصلاً، في مكان اخر، مختبئاً تحت ركام اللغة ووقائع الحياة، جوهرياً، وغامضاً، ومراوغاً.
عبدالله العريمي (شاعر عماني):
اول هدية حب في تاريخ الانسان، وهو العروة الوثقى بين الحاضر والقديم والسلطة التي شدّت الانسان لماضيه وجعلته ياخذ مما هو كائن لما كان في فترة ما قبل الاسلام وفجره، ولذلك جاءت السلطة الالهية لغةً مُعجزةً له مؤيدةً للنبي الكريم ازاء قوم لا يؤمنون سوى باللغة والشعر بشكل خاص، فهو مشعل المعرفة وما يوقظ رائحة الجمال الخفيِّ في السلوك الانساني.
في غياب الايمان بالشعر وجمالياته تَغيَّر عالمنا كله ولا يمكن ان يعتدل امره، ولكن بامكاننا ان نستعيض بعوالمنا الجمالية الخاصة، وهذا ما ينبغي ان يقوم به الشِّعر المنحاز لصوت الموسيقى لا صوت البنادق، والذي نقيس به المسافة الفاصلة بين انهيار العالم المخيف واراجيح الاطفال.
مع كل جرح يصبح الشعر لازماً علينا، ربما كي نبرهن لانفسنا شيوع صحة العالم واعتدال ضغط دمه، او نزوِّر هذا القول كي ننجو من منطق الالم وحقيقته ونلجا الى صناعة عالم جماليّ مضاد له، ولا يزال الشعراء حتى اخر الدهر يواجهون خراب المدن بقصائدهم ويُطلّون على العالم فيبصرونه غابةً تساقطت اوراقها وهاجرت طيورها، غابة ضاق فيها الهواء، وعليهم ان يزيدوا من احتمالات الحياة بالكلمات والانتماء الى حزب الشمس والمطر، لا ان يتلذذوا بالعتمة والاشباح.
لقد استطاعت الايديولوجيات ان تَشطر الشاعر وتلفه بالالتباس بالكبير وتُسقط القيمة الحقيقية التي تسكن الشعر والانسان فتكسَّر بذلك جوهر الحياة والجمال، ولكن البقاء للشعر على ان ندرك ابعاد الجنون والحماقة التي اُصيب بها العالم، ونُبعد الشِّعر عن الوظيفية التي يحاول العالم جرّه اليها ليعود الى وظيفته الاساسية وهي صناعة الجمال والفرح.
الشعر باقٍ طالما هنالك طفلة تلعب وزهرة تنبت من شقوق صخرة وسماء مفتوحة للعصافير.
الشعر باقٍ طالما هناك ضحكةُ حبيبةٍ لم تُرسم على الورق، وخيطانُ ثوبٍ لم تُكتشف.
الشعر باقٍ ما دام هنالك مساءٌ يلفنا ونهارٌ يُضيئنا، بقاؤه موصول ومتصل بالحياة على الارض.
انه الغناء العام والشخصي بصوت مفرد في سماء مفتوحة لجميع العصافير، هذا الكائن اللامرئي الظاهر، والسماوي الارضي، والجامع لكل الثنائيات، وفوق التعريف، لا يحده زمان او مكان انه وسيلتنا لنزيد به سعة الحياة.هل يغــيّر الشعــر شيــــــــئاً فـي هــذا العــالم؟