اخبار اليوم الصحيفة, الروبوتات تجرد 60 اخبار اليوم الصحيفة, الروبوتات تجرد 60
مع نهاية العام الجاري، ستصبح الصين اكثر بلد في العالم تعيش “روبوتات” على ارضه، بل انها بدات منذ الان في تجريد سكان البلاد من وظائفهم، والاستحواذ على سوق العمل في ثاني اكبر اقتصاد في العالم.
شركة Foxconn الصينية العملاقة التي تصنع منتجات “ابل” و”سامسونغ”، غدت تفضل الاذرع الميكانيكية الضخمة على الايدي الصغيرة لعمالها، وتحولت الى اكبر “رب عمل” لها. فالشركة ذات 1.2 مليون عامل وموظف في الصين، سرحت في الفترة الاخيرة 60 الفاً من ضمن 110 الاف، يعملون في احد مصانعها في البلاد لـ “تعين” محلهم روبوتات يعكفون على تجميع اجهزة “ايفون” و”غالاكسي”، ما جعل “الرجال الاليين” يشكلون اكثر من نصف القوة العاملة في المصنع، اي غالبية يعتد بها!
وبحسب حكومة مدينة Kunshan غرب شنغهاي التي تعد مركزاً لاهم الشركات الصناعية في البلاد، قامت اخيراً 600 شركة منها بالدخول في برنامج اتمتة robotisation، وقال مسؤول في حكومة المدينة لصحيفة South China Morning Post ان شركة Foxconn حققت “تقليصاً في نفقات الانتاج من خلال توظيف الروبوتات”. ويفسر هذا الدعم الحكومي بان “الروبوت” تحول الى سياسة دولة منذ ان دعا الرئيس الصيني في 2014 الى احلال “ثورة روبوتات” تغير الصين ومن بعدها العالم، قائلاً: “سوف يصبح بلدنا اول سوق للروبوتات”.
ورداً على الانتقادات الكثيرة التي سبق ووجهت للشركة حول ظروف العمل الشاقة داخل مصانعها، الامر الذي نجم عنه العديد من حالات الانتحار، اوضحت Foxconn في تصريحات لـ BBC انها لجات الى تكنولوجيا الروبوتات لتوكل اليها المهام ذات “الطابع المتكرر” التي كانت تعهد للعمال والموظفين في السابق.
ومع تضاعف متوسط الرواتب والاجور ثلاث مرات في الصين خلال السنوات العشر الماضية، باتت البلد اقل تنافسية، حيث بدات بعض الصناعات ذات الدخل الضعيف كالنسيج بالانتقال الى دول اقل تقدما في جنوب شرقي اسيا وافريقيا، اما شركات قطاع التكنولوجيا فاتجهت نحو الاعتماد على الروبوتات.
لكن مع ذلك، هناك من سبق الصين باشواط في هذا الاطار، فان كان المعدل الحالي في سائر الصين هو 36 روبوتاً مقابل كل 10000 عامل في القطاع الصناعي، يوجد في المانيا 292 وفي اليابان 314، اما في كوريا الجنوبية فالمعدل يصل الى 478 روبوتا مقابل كل 10000 موظف.
غير ان بيانات رسمية، تشير الى ان الصين بدات منذ 2013 باستيراد اعداد متزايدة من الروبوتات على اساس سنوي، بما يفوق الدول الصناعية الكبرى كالمانيا واليابان. وبحلول نهاية العام ستصبح البلاد اكثر من يضم روبوتات في العالم، بحسب الاتحاد الدولي لتكنولوجيا الروبوتات.
وحتى الان، انفقت 35 شركة تايوانية تتخذ منKunshan الصينية مقراً لها، ما يفوق 4 مليارات يوان اي ما يعادل 557 مليون دولار، في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
وبحسب دراسة اجراها معهد ADP للابحاث في 13 دولة، يعيش 80% من العمال الصينيين تحت تهديد الروبوتات، وهاجس فقدان وظائفهم، مقابل 46% في فرنسا و39% في المانيا.
وياتي تهديد “الذكاء الاصطناعي” ليضاف الى مخاوف خلقها ركود ضرب ثاني اقتصاد في عالم، حيث عرف الاقتصاد الصيني العام الماضي اضعف نمو له منذ 25 عاماً عند 6.9%، فيما دخلت عدة قطاعات اقتصادية في ازمة حقيقية.
وبعد الغاء سياسة “الطفل الواحد” التي انتهجتها الصين على مدى 35 عاما، والتي ساهمت في تقليص عدد السكان في سن العمل، باتت البلاد الان في الطريق نحو زيادة تلك الفئة، ما سيعمق اكثر ازمة اليد العاملة في الصين انطلاقاً من عام 2020.الروبوتات تجرد 60 الف عامل في صانعة “ايفون” من وظائفهم