9-دول-فقط-تملك-السلاح-النووي.-كيف-تمكنت-من-الحصول-عليه؟

9 دول فقط تملك السلاح النووي.. كيف تمكنت من الحصول عليه؟

اخبار اليوم الصحيفة, 9 دول فقط اخبار اليوم الصحيفة, 9 دول فقط

تشكل الاسلحة النووية مصدر قلق بالغ للبشرية اليوم، الا ان بداية انتاجها كان احد الاسباب الرئيسية وراء وضع النهاية للحرب العالمية الثانية واسعة النطاق، وادى الدمار الكبير الذي سببته هذه الاسلحة الى اجبار دول كبرى على ترك اسلحتها والجلوس الى موائد المفاوضات.
هنا نحن نتحدث تحديدًا عن الولايات المتحدة الامريكية، التي كانت اول دولة في العالم تنتج السلاح النووي وتستخدمه على جارتها – وعدوها في ذلك الوقت؛ اليابان، لتضطر الاخيرة الى اعلان استسلامها.
في السنوات الاولى من العصر الذري، كانت الولايات المتحدة هي التي تقود الطريق. وفي اغسطس (اب) 1945، اظهرت واشنطن قوة الاسلحة النووية المدمرة عندما اسقطت قنبلتين على هيروشيما ونجازاكي اليابانيتين، فارسلت بذلك تحذيرًا الى بلدان خارج الكتلة الغربية. لكن الوضع تغير تمامًا يوم 29 اغسطس (اب) 1949 عندما اختبر الاتحاد السوفيتي سلاحه النووي الاول، ليبدا صراع بين الشرق والغرب وصل الى امكانية قيام حرب نووية خلال حقبة الحرب الباردة.
الاستثمار الامريكي في العقول الالمانية
الفكرة القائلة ان الطاقة الهائلة التي يتم اطلاقها عندما يحدث انشطار في نواة ذرة اليورانيوم يمكن استخدامها للاغراض العسكرية، جرى بحثها لاول مرة من قبل الفيزيائيين في اواخر الثلاثينيات، وكان الالمان هم الرواد في هذا المجال، والذين حققوا تقدمًا اكثر من غيرهم من البلدان في تطوير الاسس النظرية للبرنامج النووي.
وكان المشروع الذري الالماني قد بدا بالفعل في صيف عام 1939. علماء الفيزياء الذين فروا من المانيا بعد صعود هتلر ادركوا بسرعة ما يمكن ان يؤدي اليه نجاح الالمان في اتمام هذا المشروع، لذلك كان يجب على القوى الكبرى الاخرى من وجهة نظرهم استباق الالمان، وكلما كان ذلك في وقت قريب كان افضل.
في اغسطس (اب) 1939، تسلم الرئيس الامريكي تيودور روزفلت رسالة من العالم الشهير الالماني الاصل، البرت اينشتاين. وقد لفت العالم الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء انتباه الرئيس الى ان النازيين كانوا يقومون ببحوث لتطوير سلاح نووي، واقترح ان يبدا تنفيذ مشروع مماثل في الولايات المتحدة، وفي العامين التاليين، بدا العمل على نطاق واسع في الولايات المتحدة، واستثمرت اموال كبيرة وبعض من اعظم العقول في ذلك الوقت، بما في ذلك العالمان نيلز بور وادوارد تيلر، اللذان جرى تجنيدهما من قبل الحكومة لهذا الغرض.
وكان الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت يعرف جيدًا كل شيء عن هذه الخطة. علماء الفيزياء السوفيت كانوا على علم بما يقوم به زملاؤهم الغربيون. لم تجلس المخابرات السوفيتية مكتوفة الايدي. في يونيو (حزيران) 1940، كان عملاء الاستخبارات السوفيتية يراقبون عن كثب الابحاث الامريكية المتعلقة بعنصر اليورانيوم 235.
بعد عام ونصف العام، عندما بدات الحرب العالمية تصبح واسعة النطاق بعد غزو المانيا لروسيا، وصلت اخبار اكثر اثارة للقلق: يمكن ان تطور بريطانيا سلاحًا نوويًا في وقت مبكر من عام 1943، وهذا يعني ان الالمان، الذين كانت قواتهم بالفعل تقترب من العاصمة موسكو، يمكن هي الاخرى ان تكون قريبة من امتلاك سلاح نووي. في ذلك الوقت كان الاتحاد السوفيتي متخلفًا بشكل كبير في السباق النووي.
العلماء والجواسيس
بدات تتدفق للكرملين معلومات عن التقدم الناجح الذي حققته البلدان الغربية في تطوير سلاح نووي. وسرعان ما ادرك الرئيس الروسي جوزيف ستالين، ان امتلاك سلاح نووي وخوض السباق هي مسالة حيوية للغاية بالنسبة لروسيا، وكان رايه لا لبس فيه: «ليس لدينا القنبلة: نحن نعمل بشكل سيئ!».
في ذلك الوقت توقف الالمان خارج موسكو ولم يتمكنوا من التقدم اكثر تجاه العاصمة، وسرعان ما حدثت انفراجة في الحرب نتيجة عدم قدرة الالمان على تحقيق مزيد من الانتصارات على الجبهة السوفيتية، لكن لا احد يستطيع ان يضمن ان الوضع لن يتغير اذا ما حصل الالمان على السلاح النووي، كذلك نظر السوفيت الى انجازات الامريكيين والبريطانيين بقلق، فاذا ما تمكنا من الحصول على القنبلة النووية، فهذا يعني انهم سيتمكنون من هزيمة هتلر، ثم تهديد الاتحاد السوفيتي بشكل تلقائي.
في سبتمبر (ايلول) 1942، اذنت قيادة اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية بتاسيس مختبر متخصص للعمل في المشروع النووي. كان ذلك بالفعل هو بداية تاريخ البرنامج الذري السوفيتي، وكان يعمل به مجموعة صغيرة من العلماء والفيزيائيين، لكنهم كانوا مجموعة مجدة ومنجزة في عملها تحت القيادة العامة لـايغور فاسيليفيتش كورشاتوف، الذي يعتبر الان والد القنبلة الذرية السوفيتية.
وتعاونت اجهزة الاستخبارات بشكل وثيق مع العلماء. كانت شبكة التجسس السوفيتية في الولايات المتحدة لديها صورة كاملة عن التقدم المحرز في المشروع الذري الامريكي، حتى انها كانت تعرف مواقع مركز البحوث الرئيسي، وقدمت مساعدة كبيرة ايضًا من قبل الفيزيائيين النوويين الامريكيين المتعاطفين مع اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية. وبفضلها، كانت مخططات القنبلة الامريكية موجودة بالفعل على مكتب كورشاتوف بعد اسبوعين فقط من انتاج الولايات المتحدة اول قنبلة نووية عام 1945.
في الحرب العالمية، سحقت المانيا دون استخدام الاسلحة النووية، وكانت القنابل النووية التي اسقطها الامريكيون على هيروشيما وناجازاكي في اغسطس (اب) 1945 رمزية، فقد كانت طريقة واشنطن لاعلام العالم كله ان لديها القنبلة الفائقة، وكانت الرسالة موجهة قبل كل شيء الى موسكو.
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وجد الحلفاء السابقون في التحالف المناهض لهتلر انفسهم على جانبي صراع جديد بين الفائزين، اما الغرب او الاتحاد السوفيتي. وضع الجيش الامريكي والبريطاني خططًا لحرب محتملة ضد الاتحاد السوفيتي، واقترحوا تفجير المدن السوفيتية الرئيسية باستخدام الاسلحة النووية.
لا يمكن للسوفيت تجنب وقوع ذلك الا من خلال القضاء على الاحتكار النووي الامريكي، وبعد اسبوعين من تدمير هيروشيما، انشئت لجنة خاصة باوامر من ستالين لتنسيق جميع الاعمال المتعلقة بمشروع القنبلة النووية، وهذا يعني بشكل فعال انشاء وزارة فائقة مع موارد هائلة وسلطات الطوارئ، وكان يراسها احد اقرباء ستالين، لافرنتي بافلوفيتش بيريا.
تحت قيادته المباشرة، ولد قطاع صناعي جديد في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية في غضون بضع سنوات – الصناعة الذرية. وقد انشئت محطات لتخصيب اليورانيوم والمفاعلات واجهزة الطرد المركزي والمصانع اللازمة لصنع القنابل في فترة قصيرة من الزمن.
في سيبيريا والاورال، تم بناء المجمعات الصناعية الجديدة في عمق الجبال، والتي جرى استخراج مئات الاطنان من الصخور الصلبة منها، والمدن الناشئة التي كانت موجودة حول هذه المواقع جرى اخفاؤها من الخرائط. فقط الاشخاص المتصلون بالبرنامج الذري هم من يعرفون وجودها.
وكانت القيادة الامريكية مقتنعة بان الاتحاد السوفيتي سيحصل على اسلحة نووية في موعد اقصاه عام 1954، وقد كان اختبار الاسلحة النووية في مجموعة سيميبالاتينسك الروسي في عام 1949 مفاجاة غير سارة للولايات المتحدة. فقد تمكن الاتحاد السوفيتي من تدمير الاحتكار النووي الامريكي، ووضع الاسس للامن الدولي الذي يعتمد عليه النظام العالمي حتى يومنا هذا.
بريطانيا على الطريق
كانت بريطانيا اول دولة تحاول استكشاف تطوير الاسلحة النووية، واظهر العمل الذي قام به اوتو فريش ورودولف بيرلز في فبراير (شباط) 1940، ولجنة MAUD (الاسم الرمزي المختار من الاسم الاول لاحدى امهات الاعضاء) جدوى وفعالية الاسلحة الانشطارية. وقدم العلماء البريطانيون، المعروفون باسم «البعثة البريطانية»، مساهمات كبيرة في وقت لاحق لمشروع مانهاتن الامريكي.
ومع ذلك، ومع تمرير قانون الطاقة الذرية عام 1946، المعروف ايضًا باسم «قانون مكماهون»، تم قطع العلاقات بين البرنامجين النوويين الامريكي والبريطاني. ومع بداية الحرب الباردة، شعرت بريطانيا العظمى بانه يجب ان يكون لها قوة نووية مستقلة، وفي يناير (كانون الثاني) 1947، جرى تشكيل خطط لتطوير سلاح نووي بريطاني.
بقيادة جون جون كروكروفت، وصل اول مفاعل نووي في بريطانيا الى الحال الحرجة في الثالث من يوليو (تموز) 1948، وهو ما يعني تخصيب اليورانيوم بنجاح وامكانية انتاج سلاح نووي، كما جرى انشاء مواقع لانتاج البلوتونيوم واليورانيوم عالي التخصيب، ونظرًا لصغر مساحتها، لم تكن هناك مواقع مناسبة لاختبارات الاسلحة النووية، وبالتالي سعت بريطانيا للحصول على مواقع في بلدان اخرى لاختبار اسلحتها، واستقر اخيرًا على جزر مونتي بيلو، قبالة الساحل الغربي لاستراليا. وفي الثالث من اكتوبر (تشرين الاول) 1952، فجرت بريطانيا اول جهاز ذري لها، اطلق عليه اسم «اعصار». وكانت قوته تبلغ نحو 25 كيلوطنًا.
فرنسا.. شيوعي وقف وراء البرنامج!
اصبحت فرنسا الدولة الرابعة التي تمتلك اسلحة نووية بعد اول اختبار لها في عام 1960. في حين تباطات التنمية بسبب تاثير الحرب العالمية الثانية، كانت انجازات البحوث الفرنسية في وقت مبكر حاسمة من اجل التنمية النووية، ومع سريان مبدا السرية النووية من قبل الولايات المتحدة بشكل صارم خلال الحرب الباردة، وضعت فرنسا بشكل مستقل برنامجها النووي واصبح جزءًا من الهوية الوطنية الفرنسية.
كان البرنامج النووي الفرنسي، شانه في ذلك شان مشروع مانهاتن، انطلق بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية عندما غزت المانيا النازية بولندا في الاول من سبتمبر (ايلول) 1939. لكن الجهد الفرنسي لم يركز في ذلك الوقت على بناء قنبلة بل على حاجة فرنسا الماسة الى الطاقة لتغذية جهودها الحربية، وفي حين انهم على الارجح كانوا على بينة من امكانية القنبلة الذرية، اعتقد علماء فرنسيون بارزون ان الطاقة النووية يمكن ان توفر الاستجابة لاحتياجات فرنسا من الطاقة.
قاد البحث النووي في المقام الاول الفيزيائي والكيميائي فريدريك جوليوت-كوري، صهر العالمة الفرنسية الشهيرة ماري كوري. في عام 1937، قبل فريدريك جوليوت-كوري التدريس في «كوليج دو فرانس» في باريس، حيث اقام ايضًا اول مختبر سيكلوترون في اوروبا الغربية. جنبًا الى جنب مع الفيزيائي ليو كوارسكي، حقق جوليوت-كوري رد فعل الانشطار في 26 يناير (كانون الاول) 1939. لاحظوا وجود شظايا مشعة، كمؤشر على ان رد فعل تفاعليًا متسلسلًا يمكن ان يكون امرًا ممكنًا.
وبفضل هذه الابحاث، قرر جوليوت-كوري السعي للحصول على مزيد من الاستثمارات الحكومية من خلال بناء نموذج لسلسلة من ردود الفعل الذاتية، وتكمن المشكلة في شراء المواد؛ فهو يتطلب كلّا من اليورانيوم والماء الثقيل، وجرى الحصول على اليورانيوم من شركة بلجيكية لتعدين اليورانيوم في الكونغو، ولكن ثبت ان المياه الثقيلة اكثر صعوبة. وكان العرض الوحيد للمياه الثقيلة في ذلك الوقت قد تم انتاجه في مصنع نورسك هيدرو في النرويج، كما سيكتشف الفرنسيون قريبًا، كان الالمان مهتمين ايضًا بشرائه، مما يشير الى انهم من المرجح يعملون بالفعل على مشروع الطاقة الذرية الخاصة بهم.
وعلى الرغم من النجاحات التي حققتها فرنسا في الحصول على مواد تجريبية، الا ان الغزو الالماني لفرنسا في مايو (ايار) 1940 اوقف اجراء المزيد من البحوث، واجبر الفرنسيون على اخفاء امداداتهم من المياه الثقيلة واليورانيوم. وقد تم شحن اليورانيوم البلجيكي من البلاد الى المغرب، حيث ظلت بسلام طوال فترة الحرب، ونقلت المياه الثقيلة الى السجن المركزي ثم الى انجلترا.
مع تحرير فرنسا وعودة علمائها البارزين من الخارج، عاد جوليوت-كوري لتشغيل البحوث الذرية، ورغم بعض التخوفات من ميوله الشيوعية وامكانية نقله للتكنولوجيا الى السوفيت، استمرت الابحاث، وعلى الرغم من القصف النووي الامريكي على اليابان، ظل جوليوت-كوري ثابتًا على ان البرنامج الفرنسي ينبغي ان يسعى الى الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية.
كانت فرنسا مرة اخرى في حاجة ماسة الى الطاقة مع استنزاف احتياطيات الفحم والنفط بشكل كبير. في 18 اكتوبر (تشرين الاول) 1945، انشئت رسميًا لجنة الطاقة الذرية، وكانت مهمتها المعلنة هي «متابعة البحث العلمي والتقني من وجهة نظر استخدام الطاقة الذرية في مختلف مجالات العلوم والصناعة والدفاع الوطني».
سرعان ما انشات الهيئة ثلاثة اهداف طويلة الاجل: انشاء مفاعل يعمل باليورانيوم والمياه الثقيلة يمكن ان يخلق نظائر مشعة، ثم تستخدم تلك النظائر لبناء مركز نووي، ثم اخيرًا بناء محطة للطاقة النووية. جرى تحقيق اول الاهداف في 15 ديسمبر (كانون الاول) 1948، عبر مفاعل يقوم بانتاج خمسة كيلوواط فقط من الطاقة.
وفي عام 1949، تم انشاء مصنع لاستخراج البلوتونيوم باستخدام الوقود المشع من المفاعل السابق، ثم افتتح مفاعل ثان لانتاج البلوتونيوم عام 1952. وفي حين لم تكن هناك حتى الان اية خطط رسمية لبناء قنبلة ذرية، الا ان القلق سرعان ما انتشر بين العلماء الفرنسيين بان عملهم يمكن ان يتحول للامور العسكرية قريبًا.
وفي عام 1952، اعلن عن خطة مدتها خمس سنوات لثلاثة مصانع لانتاج البلوتونيوم على نطاق واسع جنوب فرنسا، حيث ستكون الكهرباء هي المنتج الثانوي. المفاعلان اللذان تم بناؤهما في عامي 1958 و1959 على التوالي، كانا قادرين على انتاج 200 ميغاواط من الكهرباء، بالاضافة الى كميات كبيرة من البلوتونيوم، وهو عامل مهم في انتاج قنبلة ذرية في نهاية المطاف.
ارتباط الهوية الوطنية بالقدرات النووية سيصبح قريبًا قوة دافعة في تطوير القنبلة الذرية الفرنسية. ومنذ تاسيس الناتو في عام 1949، شعرت فرنسا منذ فترة طويلة بالتهميش بسبب العلاقة الخاصة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وحتى المانيا الغربية التي دخلت الناتو في عام 1955 رغم اعتراضات فرنسا.
وكانت فرنسا قد اهينت اكثر عام 1956 مع ازمة قناة السويس عندما اضطرت القوات البريطانية والفرنسية الى الانسحاب من مصر. كانت فرنسا تملك بعض المقتطفات من معلومات السلاح النووي وقت تعاونها مع بريطانيا والولايات المتحدة، ومع استمرار الخوف من الشيوعية كانت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة مترددتيْن في تبادل المزيد من المعلومات، فالسلطة النووية لم تصبح مسالة امن وطني فحسب، بل اصبحت مسالة عالمية، لا سيما بوصفها دولة ذات حيازات استعمارية.
وقعت اللجنة النووية الوطنية في فرنسا ووزارة الدفاع مذكرة تلتزم باجراء تجربة نووية. واشارت المخابرات الامريكية عام 1957 الى ان «هناك ضغوطًا وطنية متزايدة لبناء قنبلة». وفي نفس العام، وافقت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على عدم مشاركة اي معلومات من برامجهما النووية مع فرنسا او المانيا الغربية.
في عام 1957، انشات فرنسا موقعًا اختباريًا بالقرب من بلدة ريجان الجزائرية، حيث جرت اول تجربة نووية فرنسية يوم 13 فبراير (شباط) 1960.
الصين.. رغم خذلان الاتحاد السوفيتي
قرر الزعيم الصيني ماو تسى تونغ بدء برنامج صيني للاسلحة النووية خلال ازمة مضيق تايوان الاولى في الفترة 1954-1955 فوق جزر كيموي وجزر ماتسو. وبينما لم يكن يتوقع ان يكون قادرًا على مواكبة الترسانة النووية الامريكية الكبيرة، اعتقد ماو ان عددًا قليلًا من القنابل سيزيد من مصداقية الصين الدبلوماسية.
وبدا بناء محطات لتخصيب اليورانيوم في عام 1958، ومرفق للبلوتونيوم وموقع للتجارب النووية بحلول عام 1960، وقدم الاتحاد السوفيتي المساعدة في البرنامج الصيني المبكر عن طريق ارسال مستشارين للمساعدة في المرافق المخصصة وانتاج المواد الانشطارية.
وفي اكتوبر (تشرين الثاني) 1957، وافق الاتحاد السوفيتي على تقديم نموذج قنبلة وصواريخ والتكنولوجيا ذات الصلة. الصينيون الذين فضلوا استيراد التكنولوجيا والمكونات لتطويرها داخل الصين، قاموا بتصدير اليورانيوم الى الاتحاد السوفيتي، وارسل السوفيت صواريخ في عام 1958.
غير ان الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف اخبر في ذلك العام ماو انه يعتزم مناقشة مسالة الحد من التسلح مع الولايات المتحدة وبريطانيا. وكانت الصين تعارض بالفعل سياسة خروتشوف بعد ستالين «للتعايش السلمى». وعلى الرغم من ان المسؤولين السوفيت اكدوا للصين انها كانت تحت المظلة النووية السوفيتية، فان الخلافات اتسعت بين الطرفين. وفي يونيو (حزيران) 1959، انهت الدولتان رسميًا اتفاقهما على التعاون العسكري والتكنولوجي، وفي يوليو (تموز) 1960، تم انهاء كل المساعدات السوفيتية مع البرنامج النووي الصيني بشكل مفاجئ وسحب جميع الفنيين السوفيت من البرنامج.
الحكومة الامريكية تحت جون كينيدي وليندون ب. جونسون كانت قلقة بشان البرنامج، ودرست طرقًا لتخريبه او مهاجمته، ربما بمساعدة تايوان او الاتحاد السوفيتي، ولكن لم يكن خروتشوف مهتمًا. اجرى الصينيون اول تجاربهم النووية، التي اطلق عليها اسم 596، في 16 اكتوبر (تشرين الاول) 1964، وقالوا ان برنامجهم كان من المستحيل اكماله بدون المساعدة السوفيتية.
وكانت اخر تجربة نووية للصين في 29 يوليو (تموز) عام 1996. ووفقًا لمنظمة المسح الجيولوجي الاسترالية في كانبيرا فان عائد اختبار عام 1996 كان يتراوح بين 1 و5 كيلوطن. وكان هذا الاختبار تحت الارض.
اختبرت الصين اول جهاز نووي لها في عام 1964. وقد تم تطوير السلاح كرادع ضد كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي. وبعد عامين، كان لدى الصين قنبلة انشطارية يمكن وضعها على صاروخ نووي. كما اختبرت اول قنبلة هيدروجينية في عام 1967، بعد 32 شهرًا فقط من اختبار اول سلاح نووي لها (هذه اقصر فترة بين تطوير الانشطار النووي الى الانصهار النووي الذي تقوم به اي دولة في العالم).
ويعتقد حاليًا ان البلاد لديها مخزون من حوالي 240 راسًا حربيًا، على الرغم من محدودية المعلومات المتاحة، تقول التقديرات ان عددهم يتراوح من 100 الى 400.
اسرائيل.. منذ عام 1967
يعتقد على نطاق واسع ان اسرائيل كانت هي الدولة السادسة في العالم التي طورت وامتلكت اسلحة نووية، لكنها لم تعترف بقوتها النووية. كان لديها اسلحة نووية بدائية، وبات يمكن تفجيرها في وقت مبكر من عام 1967. اسرائيل ليست طرفًا في معاهدة عدم الانتشار. وتشتهر اسرائيل بغموضها الاستراتيجي، قائلة انها لن تكون اول دولة تقوم بتقديم الاسلحة النووية في المنطقة، ولكنها ترفض تاكيد او نفي اي برنامج او ترسانة نووية.
اقرا ايضًا: الهولوكست المنسي.. حين حولت فرنسا الجزائر الى حقل للتجارب النووية الاسرائيلية!
وقد تم تفسير سياسة «التعتيم النووي» هذه بانها محاولة للحصول على فوائد الردع باقل تكلفة سياسية، ووفقًا لمجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية واتحاد العلماء الامريكيين، فان اسرائيل تمتلك على الارجح بين 75- 200 سلاح نووي. ويقدر معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام ان اسرائيل لديها نحو 80 سلاحًا نوويًا سليمًا، منها 50 يمكن اطلاقها عبر صواريخ باليستية متوسطة المدى من طراز اريحا 2، و30 قنبلة يمكن اطلاقها بالطائرات، ويذكر ايضًا ان هناك تجديدات في عام 2012 بان اسرائيل قد تكون قد وضعت ايضًا صواريخ كروز مضادة للغواصات ذات قدرة نووية.
الهند.. كيف تتحول التكنولوجيا النووية السلمية الى اسلحة
الهند ليست طرفًا في معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية. اختبرت الهند ما اسمته «المتفجرات النووية السلمية» عام 1974. وكان الاختبار اول اختبار تم تطويره بعد انشاء معاهدة عدم الانتشار، واثار اسئلة جديدة حول كيفية تحويل التكنولوجيا النووية السلمية سرًا الى الاسلحة. وقد اثار التطور السري للهند قلقًا واسعًا من الدول، مثل كندا، التي زودت مفاعلاتها النووية بالاحتياجات السلمية لتوليد الطاقة،
ورفض المسؤولون الهنود معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية في الستينيات على اساس انه خلق عالمًا ممن يملكون ومن لا يملكون، قائلين انه يقيد دون داع «النشاط السلمي»، وقالت انها لن تقبل بالمراقبة الدولية لمنشاتها النووية ما لم تقبل جميع البلدان الاخرى بنزع سلاحها النووي من جانب واحد.
وقد اكد الموقف الهندي ايضًا ان معاهدة عدم الانتشار هي بطرق عديدة نظام استعماري جديد يهدف الى منع الامن لقوى ما بعد الاستعمار من ان تمتلك قوة الردع خاصتها. وحتى بعد اختبارها عام 1974، حافظت الهند على قدرتها النووية «سلمية» في المقام الاول، ولكن بين عامي 1988 و1990، قامت على ما يبدو بتسليح نحو 20 سلاحًا نوويًا يمكن اطلاقها؛ ففي عام 1998 اختبرت الهند الرؤوس الحربية النووية المسلحة، بما في ذلك جهاز نووي حراري.
باكستان.. الدوافع كافية
بعد تقسيم الهند في عام 1947، كانت الهند وباكستان في نزاع حول عدة قضايا، بما في ذلك اقليم جامو وكشمير المتنازع عليه. وتفسر العلاقات غير المستقرة مع الهند وافغانستان والاتحاد السوفيتي السابق، ونقص الطاقة دوافع باكستان لتصبح قوة نووية كجزء من استراتيجياتها الدفاعية والطاقة.
قبل عام 1971، كان التطور النووي الباكستاني سلميًا ولكنه كان رادعًا فعالًا ايضًا ضد الهند. وعلى الرغم من ان العديد من المسؤولين وكبار العلماء قاموا في الستينيات بتقديم مقترحات لتطوير الاسلحة النووية، فقد اتبعت باكستان سياسة صارمة في مجال الاسلحة النووية من عام 1956 حتى عام 1971، ولم يبذل اي جهد للحصول على دورة الوقود النووي لاغراض برنامج فعال للاسلحة النووية.
انشئ برنامج باكستان للاسلحة النووية في عام 1972 من قبل ذي الفقار علي بوتو، الذي اسس البرنامج بينما كان وزيرًا للطاقة والموارد الطبيعية، واصبح فيما بعد رئيسًا ورئيسًا للوزراء. بعد فترة قصيرة من فقدان باكستان الشرقية في حرب 1971 مع الهند، بدا بوتو البرنامج بعد اجتماعه مع الفيزيائيين والمهندسين في يناير (كانون الثاني) 1972.
اختبرت الهند عام 1974 اول جهاز، مما اعطى البرنامج النووي الباكستاني زخمًا جديدًا. وبحلول اواخر السبعينيات، اكتسب برنامج باكستان تقنية حساسة لتخصيب اليورانيوم والتعامل معه. وقد ادى وصول عبد القدير خان عام 1975 ومشاركته في هذه الجهود الى التقدم بشكل واضح.
خان هو عالم المعادن المدرب في المانيا، والذي جلب معه معرفة تقنيات الطرد المركزي التي حصل عليها من خلال منصبه في مصنع اورينكو لتخصيب اليورانيوم في هولندا، كما ذكر ان خان جلب معه تقنيات تخصيب اليورانيوم المسروقة من اوروبا. وكان مسؤولًا عن بناء وتجهيز وتشغيل منشاة كاهوتا الباكستانية، التي انشئت في عام 1976.
تحت اشراف خان، استخدمت باكستان شبكة سرية واسعة من اجل الحصول على المواد والتكنولوجيا اللازمة لتطوير قدراتها لتخصيب اليورانيوم. وفي عام 1985، عبرت باكستان عتبة انتاج اليورانيوم على مستوى الاسلحة، وبحلول عام 1986، كان يعتقد انها انتجت ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي. واصلت باكستان تقدم برنامجها لتخصيب اليورانيوم، ووفقًا لما ذكرته مصادر باكستانية، فان الدولة اكتسبت القدرة على القيام بتفجير نووي في عام 1987.
ويعتقد ان باكستان تمتلك اسلحة نووية منذ منتصف الثمانينيات. وواصلت الولايات المتحدة التصديق على ان باكستان لم تمتلك هذه الاسلحة حتى عام 1990، عندما فرضت جزاءات بموجب تعديل بريسلر، الامر الذي يتطلب قطع المساعدة الاقتصادية والعسكرية الامريكية لباكستان.
كوريا الشمالية.. الاخطر الان
كانت كوريا الشمالية طرفًا في معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية، لكنها اعلنت انسحابها في العاشر من يناير (كانون الثاني) 2003، بعد ان اتهمتها الولايات المتحدة بانها تملك برنامجًا سريًا لتخصيب اليورانيوم، مما جعلها توقف مساعدات الطاقة بموجب الاطار المتفق عليه عام 1994.
في فبراير (شباط) 2005، اعلنت كوريا الشمالية عن امتلاكها اسلحة نووية، على الرغم من عدم وجود اختبار في ذلك الوقت، وهو ما دفع العديد من الخبراء للشك في الادعاء. بيد انه في اكتوبر (تشرين الاول) 2006، ذكرت كوريا الشمالية انه نظرًا لتزايد التخويف من جانب الولايات المتحدة، فانها ستجري تجربة نووية لتاكيد وضعها النووي.
واعلنت كوريا الشمالية عن تجربة نووية ناجحة في التاسع من اكتوبر (تشرين الاول) 2006. ويعتقد معظم مسؤولي المخابرات الامريكية ان كوريا الشمالية قامت بالفعل باختبار جهاز نووي بسبب نظائر مشعة اكتشفتها الطائرات الامريكية. ومع ذلك، فان معظمهم يتفقون على ان الاختبار ربما كان ناجحًا جزئيًا فقط، وقد يكون الانفجار الناجم بقوة اقل من كيلوطن، وهو اصغر بكثير من الاختبارات الناجحة الاولى للسلطات الاخرى.
اجرت كوريا الشمالية اختبارًا ثانيًا اكبر في 25 مايو (ايار) 2009، ثم اختبارًا ثالثًا هو الاكبر في 12 فبراير (شباط) 2013. وقالت كوريا الشمالية انها اجرت اول اختبار للقنبلة الهيدروجينية في الخامس من يناير (كانون الثاني) 2016، على الرغم من ان قياسات الاضطرابات الزلزالية تشير الى ان التفجير لم يكن متسقًا مع قنبلة هيدروجينية.9 دول فقط تملك السلاح النووي.. كيف تمكنت من الحصول عليه؟

Scroll to Top