منظمة_-الدراسات-لا-تتناول-قضية-اهمال-كبيرات-السن-الاردنيات-وحمايتهن-من-وسوء-المعاملة-

منظمة: الدراسات لا تتناول قضية اهمال كبيرات السن الاردنيات وحمايتهن من وسوء المعاملة

اخبار اليوم الصحيفة, منظمة: الدراسات لا اخبار اليوم الصحيفة, منظمة: الدراسات لا

بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المراة الذي صادف 25 تشرين الثاني ، اصدرت منظمة (HelpAge International) ورقة نقاشية حول العنف ضد النساء كبيرات السن.
وقالت جمعية معهد تضامن النساء الاردني “تضامن” الى ان الورقة اكدت على ان كبيرات السن يعانين وبشكل مستمر من احد اشكال العنف والايذاء والاهمال بسبب اعمارهن وكونهن نساء وبسبب بعض الخصائص الاخرى، مدعماً بالتمييز العمري وعلى اساس الجنس او كنتيجة للتمييز الذي تعاني منه النساء في مختلف مراحل حياتهن.
وتؤكد المنظمة الدولية بان العنف ضد كبيرات السن لا تتناوله معظم الدراسات والابحاث، او السياسات والبرامج لحمايتهن، كما ان الاطر القانونية الدولية والاقليمية والمحلية فشلت في معالجة العنف سؤ المعاملة والاهمال الذي تتعرض له كبيرات السن على نحو كاف.
وتضيف “تضامن” بان تقديرات منظمة الصحة العالمية لعام 2013، تؤكد على ان حوالي 20.6% من كبيرات السن (+50) تعرضن لعنف الازواج او الشركاء الحميميين في مرحلة ما من مراحل حياتهن، وهذه النسبة هي الاقل على الارجح للعنف الحقيقي الذي يتعرضن له وغير المبلغ عنه، فيما اذا تم مقارنتهن بالنساء من الفئة العمرية 15-49 عاماً.
وتكمن المشكلة في عدم توافر ارقام واحصائيات حول العنف ضد كبيرات السن، في تركيز معظم السياسات الاحصائية على مستوى الدول والمنظمات الاممية على حالات العنف ضد النساء في الفئة العمرية 15-49 عاماً.
وتوصي منظمة (HelpAge Internationa) صناع القرار الاعتراف بان كبيرات السن يتعرضن للعنف وسؤ المعاملة والاهمال، وادراجهن بطريقة هادفة في اي دراسات او ارقام او احصائيات تتعلق بالعنف ضد النساء والفتيات، وضمان ان تكون عملية رصد التقدم في مجال المساواة بين الجنسين ضمن اهداف التنمية المستدامة شاملة للجنس والعمر (الفئات العمرية مقسمة الى خمس سنوات)، والاعاقة، ويجب ان تشمل عملية الرصد 900 مليون امراة مسنة واللاتي يشكلن 24% من نساء العالم.
وتوصي المنظمة الدولية بان تتضمن المعلومات والسياسات والبرامج كافة انواع العنف الذي تتعرض له كبيرات السن، وعدم حصر هذه المعلومات في العنف الجنسي او الجسدي او كليهما المرتكب من الازواج او الشركاء الحميميين.وعلى الدول اتخاذ ما تراه مناسباً من اجراءات لحماية كبيرات السن من العنف وسؤ المعاملة والاهمال وعلى كافة المستويات التشريعية والبرامجية والسياساتية، وتطبيقها بطريقة فعالة. كما وينبغي اعتماد اتفاقية دولية لحقوق كبار السن تتضمن وبشكل واضح وصريح حماية كبار وكبيرات السن من مختلف انواع العنف وسؤ المعاملة والاهمال الذي يتعرضون له.
وبحسب نتائج التعداد العام للسكان والمساكن لعام 2015 في الاردن فان عدد كبار وكبيرات السن الاردنيين (+60 عاماً) بلغ 405101 شخصاً، منهم 201172 امراة وبنسبة 49.6%. ويشكل كبار السن الاردنيين ما نسبته 6.1% من مجموع السكان الاردنيين (6578636 شخصاً). علماً بانه كل يوم يحتفل 85 اردنياً منهم 41 امراة بعيد ميلادهم الـ 60 وهو ما يعادل حوالي 31.2 الف نسمة سنوياً.
ومن جهة ثانية فان الامية بين كبيرات السن الاردنيات مرتفعة مقابل الامية بين كبار السن من الاردنيين، فقد اشار التعداد الى ان نسبة الامية بين الذكور (+60 عاماً) بلغت 17.9% بينما نسبة الامية بين الاناث (+60 عاماً) تصل الى 48.9%.
ومن حيث التامينات الاجتماعية فقد بين التقرير الاحصائي السنوي لعام 2014 بان عدد العاملات الاردنيات المؤمن عليهن اجتماعياً (الضمان الاجتماعي) واعمارهن +61 عاماً لا يتجاوز 68 عاملة مقابل 2284 مؤمن عليه من الذكور لنفس الفئة العمرية.
وتشير الدراسات الى ان 42.5% من كبار السن يقطنون في مدينة عمان ، والى ان العنف والاضطهاد والفقر اكثر انتشاراً بين كبار السن في المدن منه في الريف ، وان 45% منهم لا يملكون اي نوع من انواع التامين الصحي ، وان 65% منهم لا يغطي دخلهم المادي الاحتياجات اليومية ، والعديد منهم يتعرضون للعنف الجسدي واللفظي والنفسي خاصة من المقربين منهم. ان ذلك كله يدعونا الى الوقوف وقفة تامل جادة تفضي الى عمل مسئول يؤدي الى انصافهم وانهاء معاناتهم ، وحماية انسانيتهم وكرامتهم وحقوقهم التي كفلتها الشرائع السماوية والتشريعات والمواثيق الدولية.
وتشدد “تضامن” على ان النساء كبيرات السن يتعرضن اكثر من الرجال الى العنف والتهميش والاساءة نظراً للتمييز السائد ضد النساء ولقلة مواردهن المالية وضعف مكانتهن في الاسرة والمجتمع كما ان كبار السن رجالاً ونساءاً يستحقون التمتع بشيخوخة امنة مستقرة من خلال تقديم المزيد من الخدمات الصحية والتقاعدية والايوائية ، وانه لا بد من مجابهة كافة اشكال العنف الذي يتعرضون له. فاذا كان عالمنا يتجه نحو اطالة عمر الانسان ، فلا بد وان يترافق ذلك مع احترام كامل لكرامة وحقوق كبار السن الانسانية ، كما لا بد من التعامل معهم كمصدر للخبرة والمعرفة التي تتناقلها الاجيال . وان المستقبل الذي نريد لما بعد عام 2015 هو المستقبل الذي تراعى فيه اولويات كبار السن بشكل عام وكبيرات السن بشكل خاص.
ويعاني العديد من كبار السن في الاردن من مشكلات وانتهاكات متعددة وعلى راسها العنف الاسري والفقر بما فيه التخلي عن الرعاية والايواء وعدم تمتع نصفهم باي مظلة للتامين الصحي ، مما يؤثر على صحتهم وحالتهم النفسية وعلى امكانيات المساهمة في صياغة مستقبل افضل لهم ولابنائهم.
اذ على الرغم من التقدم الكبير الذي احرزه الاردن في مجال رعاية كبار السن (65 سنة فاكثر) الا ان ذلك لم يمنع استمرار معاناة الكثيرين منهم خاصة في المناطق الحضرية.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه “تضامن” على ان المجتمع الاردني هو مجتمع شاب بالنظر الى تدني نسبة المسنين من عدد السكان الاجمالي ، الا ان ذلك يجب ان يكون حافزاً لجعل كبار السن الفئة الاكثر رعاية واهتماماً ، وتوفير فرص الاستفادة من خبراتهم وتجاربهم ومعارفهم لرسم صورة المستقبل بطريقة مثلى لا تنغصها معاناة يمكن تفاديها بتضافر جهود المؤسسات والجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني.
هذا وقد اطلق صندوق الامم المتحدة للسكان تقريراً عام (2012) بعنوان “الشيخوخة في القرن الحادي والعشرين: فرصة للاحتفال ومواجهة التحدي” ، حيث ذكر بان عدد كبار السن في العالم يتزايد بوتيرة اسرع من اية فئة عمرية اخرى ، فخلال عشر سنوات سيتجاوز عدد كبار السن حاجز المليار نسمة وسيصل العدد الى ملياري نسمة بحلول عام 2050 ، علماً بان عددهم في عام 2012 وصل الى 810 ملايين نسمة.
كل ثانية يحتفل اثنين من كبار السن بعيد ميلادهما الـ 60 وهو ما يعادل حوالي 58 مليون نسمة سنوياً ، وخلال العقد الماضي ازداد عدد كبار السن حوالي 178 مليون نسمة وهو رقم يعادل عدد سكان دولة باكستان ، وفي حين العمر المتوقع للحياة في الفترة بين ما بين 2010-2015 هو 78 عاماً بالدول المتقدمة و 68 عاماً بالدول النامية ، فان العمر المتوقع للمواليد بين 2045-2050 سيرتفع الى 83 عاماً بالدول المتقدمة و 74 عاماً بالدول النامية. وستاوي الدول النامية حوالي 80% من كبار السن بحلول عام 2050.منظمة: الدراسات لا تتناول قضية اهمال كبيرات السن الاردنيات وحمايتهن من وسوء المعاملة

Scroll to Top