اخبار اليوم الصحيفة, افلام يجب على اخبار اليوم الصحيفة, افلام يجب على
“نحن لا نذهب الى الصحافة لنكون مشهورين، انه واجبنا ان نسعى الى الحقيقة ونضع ضغطا مستمرا على قادتنا حتى نحصل على اجابات”
(هيلين توماس- صحافية اميركية (1))
في قلب الازمات الانسانية، وبين اروقة السياسيين، واينما وجد السؤال، يبرز الصحفي، لا لجمع المعلومات وحسب، وانما لكشف الحقائق، والبحث فيما وراء الخبر، فحينما تسعى السلطات لاحتكار الحقيقة، يقف الاعلامي واضعا علامات الاستفهام اداة للبحث، فان تكون صحفيا، يعني ان يكون كل شيء محطا للنظر واعادة السؤال، بهدف التاثير في مجريات الاحداث(2)
نستعرض من خلال هذا التقرير الجوانب المختلفة لحياة الصحفيين بتفاصيلها اليومية التي تبين تناقضات ومصاعب هذه المهنة، وما يمكن ان يمر به العاملون بالصحافة لمجرد انهم “صحفيون”.
كل رجال الرئيس.. عندما تغير الصحافة الواقع السياسي
في 17 يونيو/حزيران 1972، لاحظ احد حراس مبنى “ووتر غيت” (Watergate) في العاصمة الاميركية واشنطن وجود اشرطة لاصقة على ابواب بعض مكاتب المبنى، فتسلل الشك الى الحارس مما دفعه الى استدعاء الشرطة للتحقق من الوضع. جاءت الشرطة وكشفت عن المباني والقيت القبض على خمسة اشخاص يضعون اجهزة تصنت على المكالمات الهاتفية في مقر الحزب الديمقراطي.
بدات صحيفة “الواشنطن بوست” (The Washington Post) كبقية الصحف في متابعة الحدث عن كثب للتعرف على ما يحدث كاي قضية اخرى، نظرا لاعتقاد “بن برادلي” (Ben Bradlee)، المحرر التنفيذي لصحيفة الواشنطن بوست في ذلك الوقت بان القضية ليست بالاهمية البالغة. تم تكليف الصحافي الشاب حديث العهد “بوب ودورد” (Bob Woodward) بمتابعة ابعاد القضية وتغطيتها صحفيا. ([3])
بمرور الوقت بدات تتكشف الحقائق؛ حيث اكتشف ودورد ان هناك علاقة قوية بين المتهمين الخمسة وبعض اعضاء مكتب الاستخبارات المركزية “السي اي ايه” (CIA) الذين يحاولون التغطية على القضية، في ذلك الوقت راى برادلي ان القضية ليست قضية اقتحام او تصنت عادية، لذا قام بتكليف الصحافي “كارل برنستين” (Carl Bernstein) بمشاركة ودورد في تحقيقه الصحفي.
بعد فترة ليست بالقصيرة من البحث وتتبع الخيوط، توصل الصحافيان ودورد وبرنستين الى معلومات في غاية الخطورة تفيد بوجود علاقة بين عملية الاقتحام والتصنت ومحاولات التغطية عليها وبين جهات رفيعة المستوى تمتد من وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي “اف بي اي” (FBI) الى وكالة الاستخبارات المركزية وصولا الى البيت الابيض. ادى نشر التحقيقات الصحفية التي قام بها صحافيا الواشنطن بوست الى اثارة الراي العام الاميركي حول هذه الازمة السياسية التي عُرفت بفضيحة “ووتر غيت”Watergate scandal)([4)
ادت هذه الازمة الى توالي التغييرات السياسية التي بدات باقالة الرئيس الاميركي “ريتشارد نيكسون” (Richard Nixon) لاثنين من كبار مستشاريه، وليس انتهاء بادانة الرئيس نيكسون نفسه بالتصنت على مكاتب الحزب الديمقراطي المنافس واخفاء الحقائق عن مكتب التحقيقات الفيدرالي، وهو ما ادى في نهاية المطاف الى استقالة نيكسون في اغسطس/اب 1974.
هذه القصة السابقة لم تكن من نسج الخيال، فهي قصة حقيقية تم التاريخ لها في كتاب “كل رجال الرئيس” (All the President’s Men) الذي صدر عام 1974 لمؤلفيه بوب ودورد وكارل برنستين، وهو الكتاب الذي بنيت عليه قصة الفيلم الذي يحمل نفس الاسم وتم اصداره بعد نشر كتاب ودورد وبرنستين بعامين، وبالتحديد في ابريل/نيسان 1976. ([5])
فيلم كل رجال الرئيس من اخراج الان جاي باكولا، وبطولة كل من روبرت ريدفورد في دور بوب ودورد، وداستين هوفمان في دور كارل برنستين، وجيسون روباردس في دور بن برادلي. بلغت تكلفة انتاج الفيلم حوالي 8.5 ملايين دولار اميركي، في حين حقق ارباحا تُقدّر بحوالي 70 مليونا و600 الف دولار اميركي في الولايات المتحدة الاميركية وحدها. ([6])
ارساءحاز الفيلم على استقبال نقدي وجماهيري مميز للغاية، فرشّح الى 21 جائزة، وفاز بحوالي 17 جائزة اخرى من بينها 4 جوائز اوسكار لافضل سيناريو مقتبس، وافضل ممثل مساعد لجيسون روباردس، فضلا عن جائزة افضل تصميم انتاج، وافضل خلط اصوات. الجدير بالذكر ايضا ان الفيلم حصل على متوسط تقييم 8 على ارساءموقع قاعدة بيانات الافلام على الانترنت “IMDb” وتقييم 93% على موقع الطماطم الفاسدة”Rotten Tomatoes) ([7).
بقعة ضوء.. الصحافة الاستقصائية في ابهى حلة
بقعة ضوء “سبوت لايت” (Spotlight) هي وحدة صحافة استقصائية تابعة لصحيفة “بوسطن غلوب” (Boston Globe)، وتُعد واحدة من اقدم وحدات الصحافة الاستقصائية في الولايات المتحدة الاميركية. تتكون سبوت لايت من فريق من الصحافيين الاستقصائيين الاكفاء الذين يعملون سرا على القضايا الكبيرة التي قد يستغرق حل الغازها والكشف عن اغوارها وحقائقها شهورا طويلة، وربما سنوات طوال.
في عام 2001، يلتقط فريق سبوت لايت بتوجيه من مارتي بارون -مدير التحرير الجديد لصحيفة بوسطن غلوب- خيطا يقودهم الى قضية شائكة غاية في الخطورة قد تهز الراي العام الاميركي والعالمي ايضا. ذلك الخيط كان خبرا عابرا في احدى الصحف عن تحرش قس من احدى الكنائس الكاثوليكية في مدينة بوسطن جنسيا باحد الاطفال. بدا فريق سبوت لايت في البحث عن خيوط القضية واذا بهم يجدون عشرات الوقائع المشابهة التي قام فيها العديد من القساوسة الكاثوليك بالتحرش الجنسي بالاطفال الصغار في اماكن متفرقة من مدينة بوسطن. ([8])
توصل فريق سبوت لايت بقيادة الصحافي روبي روبنسون الى ان حالات التحرش الجنسي بالاطفال تحدث تحت علم الكنيسة الكاثوليكية التي لا تتخذ عقابا رادعا لهؤلاء القساوسة، بل تكتفي بنقلهم الى كنائس اخرى. يواصل فريق سبوت لايت جهوده الحثيثة التي كشفت تورط الكنيسة الكاثوليكية وقساوستها حتى وصلت القضية الى المحكمة التي اشارت الى تورط ابرشية بوسطن في حوالي 450 قضية استغلال جنسي للاطفال، وهو ما ادى الى استقالة الكاردينال برنارد لُوْ، اسقف الكنيسة الكاثوليكية في بوسطن، نظرا لاتهامه بالتغطية على القساوسة الذين قاموا باستغلال الاطفال جنسيا في ابرشيته. ([9])
القصة السابقة هي قصة حقيقية، بني عليها فيلم سبوت لايت الذي صدر في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 من تاليف جوش سينغر واخراج توم مكارثي، وبطولة كل من مايكل كيتون في دور والتر روبي روبنسون، ومارك رافالو في دور مايك ريزندس، ورايتشل ماكادمز في دور ساشا فايفر. بلغت تكلفة انتاج الفيلم حوالي 20 مليون دولار اميركي، بينما حقق ايرادات تخطت حاجز 45 مليون دولار اميركي في الولايات المتحدة الاميركية وحدها، واجمالي ايرادات عالمي تخطى حاجز 91 مليون دولار اميركي. ([10])
حاز الفيلم على مراجعات نقدية مميزة للغاية واستقبال جماهيري حافل، فرشّح الى 138 جائزة، وفاز بحوالي 119 جائزة اخرى من بينها جائزتي اوسكار لافضل فيلم وافضل سيناريو اصلي عام 2015. من الجدير بالذكر ايضا ان الفيلم يُعد واحدا من ضمن اكثر 250 فيلما تقييما على موقع قاعدة بيانات الافلام على الانترنت “IMDb” وذلك بمتوسط تقييم 8، كما حصل على متوسط تقييم 97% على موقع الطماطم الفاسدة”Rotten Tomatoes) ([12]) ([11)
المتسلل ليلا.. الصحافة بلا اخلاق
المتسلل ليلا (Nightcrawler) هو فيلم جريمة واثارة اميركي تدور احداثه حول لص يدعى “لويس بلوم” يئس من كثرة البحث عن عمل حتى تقطعت به السبل ولم يجد وظيفة ليعمل بها، واثناء عودته الى منزله يُصادف وقوع حادث سيارة، ويعثر بالصدفة على مجموعة من صحافيي الفيديو واطقم الكاميرات الذين يعملون لحسابهم الخاص في تغطية احداث العنف والجرائم والحوادث بشكل عام.
بدا “لو” في الاستفسار عن طبيعة عمل هؤلاء الصحافيين حتى اجابه احدهم بانهم يبيعون لقطاتهم الحصرية الى محطات الاخبار المحلية. لاقت الفكرة وقعا محببا في نفس لو، وبدا في الاستعداد للولوج الى هذا المجال، وبعد عدة تجارب فاشلة، تتداخل الحدود الفاصلة عند لويس بين دوره كموثق او صحافي يسجل اللقطات ودوره كمشارك في الاحداث. ومع توغل لو في هذا العالم، تتلاشي الاخلاق المهنية حتى يغدو هو من يُحرك الاحداث ليحصل على السبق الصحافي، وبالتبعية الحصول على ملايين الدولارات في مقابل ذلك. ([13])
صدر فيلم المتسلل ليلا في اكتوبر/تشرين الاول 2014، بتكلفة انتاج بلغت حوالي 8.5 ملايين دولار، واجمالي ايرادات تخطت حاجز 50 مليون دولار اميركي، منها 32 مليون دولار اميركي في الولايات المتحدة الاميركية وحدها. الفيلم من تاليف واخراج دان جيلروي، وبطولة كل من جيك جيلنهال في دور لويس بلوم، ورينيه روسو في دور نينا رومينا، وبيل باكستون في دور جو لودر. ([14])
تلقى الفيلم اشادة نقدية مميزة واستقبالا جماهيريا جيدا، فرشّح الى 120 جائزة، ذهب معظمها لاداء جيك جيلنهال، كما رُشّح الى جائزة الاوسكار لافضل سيناريو اصلي لكنه لم يفز بها، بينما فاز بحوالي 43 جائزة اخرى. حصل الفيلم على متوسط تقييم 7.9 على موقع قاعدة بيانات الافلام على الانترنت “IMDb”، وحصل على تقييم 95% على موقع “الطماطم الفاسدة” (Rotten Tomatoes) بناء على 214 مراجعة نقدية، اضافة الى تقييم 76% على موقع ميتاكريتيك بناء على 45 مراجعة نقدية. ([15]) ([16])
الشبكة.. فن التحكم في عقول المشاهدين
الشبكة (Network) هو فيلم اميركي ساخر من اهم ما انتجت السينما الاميركية، تناقش احداث الفيلم سيطرة شبكات الاخبار ووسائل الاعلام على عقول المشاهدين والتلاعب بها عبر ما تقدمه من اخبار ومواد اعلامية، تتمحور الاحداث حول شبكة تلفزيونية خيالية تُسمى “يو بي اس” (UBS) وحول الصحافيين والاعلاميين العاملين بها وتركيزهم على المشاهدات في المقام الاول، فكل شيء مباح مهما كان غير اخلاقي او مهني طالما يصب في تعزيز شعبية القناة وزيادة عدد مشاهديها.
رغم ان عدم بث اخبار كاذبة او عقد صفقات مشبوهة من الف باء الصحافة الا ان عالم “يو بي اس” لا يوجد فيه شيء يُسمي ميثاق الشرف الصحفي، ولا توجد اخلاقيات صحافية من الاساس، فكل حدث مهما
كان ماساويا يمكن تحويله الى مادة ترفيهية خصبة في سبيل الحصول على عدد اكبر من المشاهدات. ظهر ذلك جليا في العديد من المشاهد التي ركز عليها الفيلم كاستغلال الشبكة لاضطراب احد مذيعيها المحنكين وتحويل موقف اعلانه عن الانتحار الى مشهد ترفيهي في سبيل تحسين التقييمات ونسب المشاهدة. ([17])
صدر فيلم الشبكة في نوفمبر/تشرين الثاني 1976، من تاليف بادي شايفسكي واخراج سيدني لوميت، وبطولة كل من بيتر فينش في دور المذيع هوارد بيل، وويليام هولدن في دور ماكس شوماخر رئيس قسم الاخبار في شبكة يو بي اس، وفاي دوناوي في دور ديانا كريستنسن المسؤولة عن برامج الشبكة، وروبرت دوفال في دور فرانك هاكيت مدير شبكة يو بي اس التلفزيونية. ([18])
حاز فيلم الشبكة منذ عرضه على اشادة نقدية مميزة، فرشّح الى 25 جائزة، وفاز بحوالي 19 جائزة اخرى من بينها 4 جوائز اوسكار عام 1977 هي؛ جائزة الاوسكار لافضل ممثل في دور رئيسي وفاز بها بيتر فينش، وجائزة الاوسكار لافضل ممثلة في دور رئيسي فازت بها فاي دوناوي، وجائزة الاوسكار لافضل ممثلة في دور مساعد فازت بها بيتريس سترايت، اضافة الى جائزة الاوسكار لافضل سيناريو عن نص اصلي لبادي شايفسكي. ([19])
حصل الفيلم كذلك على تقييم جماهيري جيد، اذ يُعد واحدا من ضمن اكثر 250 فيلما تقييما على موقع قاعدة بيانات الافلام على الانترنت “IMDb” وذلك بمتوسط تقييم 8.1، كما حصل على تقييم 91% على موقع “الطماطم الفاسدة” (Rotten Tomatoes) بناء على 58 مراجعة نقدية. وفي عام 2002، تم اختيار الفيلم لحفظه في سجل الولايات المتحدة للسينما الوطنية من قبل مكتبة الكونغرس باعتباره من التراث السينمائي الاميركي. ([20])
اخبار الاذاعة.. الموهبة في مقابل الكاريزما
اخبار الاذاعة (Broadcast News) هو فيلم اميركي كوميدي رومانسي تتمحور احداثه حول 3 شخصيات رئيسية تعمل في انتاج الاخبار التلفزيونية في مكتب شبكة تلفزيونية وطنية في العاصمة الاميركية واشنطن. اولهم: جين كريغ، منتجة موهوبة تتمحور حياتها حول عملها وحسب، وثانيهم: ارون التمان، كاتب موهوب ومراسل طموح وصديق جين المقرب، وثالثهم: ارساءتوم غرونيك، مذيع الاخبار الترفيهية حديث العهد بالصحافة الذي يتميز بالكاريزما والحضور الرائعين رغم قلة الخبرة ونقص الموهبة.
تدور احداث الفيلم في اطار كوميدي رومانسي خفيف حول علاقة كل منهم بالاخر، بداية من وقوع ارون سرا في حب جين التي وقعت -في الوقت نفسه- في حب توم، وليس انتهاء بتخوف جين وارون من افتقاد توم للخبرة والمعرفة الكافية لتقديم النشرة الاخبارية في الشبكة التلفزيونية التي يعملان بها. تتطوّر العلاقة التي تربط كلا منهم بالاخر وتتطوّر معها الاحداث في هذه الخطوط الرئيسية لتكشف خرق توم للاخلاقيات الصحفية والمهنية. ([21])
فيلم اخبار الاذاعة من تاليف واخراج جيمس بروكس، وبطولة كل من ويليام هورت في دور توم غرونيك، وهولي هنتر في دور جين كريغ، والبرت بروكس في دور ارون التمان. صدر الفيلم في ديسمبر/كانون الاول 1987، وبلغت تكلفة انتاجه حوالي 20 مليون دولار اميركي، بينما بلغ اجمالي الايرادات التي حققها الفيلم على المستوى العالمي ما يزيد عن 67 مليون دولار اميركي، منها 51 مليون دولار اميركي في الولايات المتحدة الاميركية وحدها. ([22])
رشّح فيلم اخبار الاذاعة الى حوالي 23 جائزة من بينها 7 جوائز اوسكار، لكنه لم يفز بايِ منها، بينما فاز بحوالي 13 جائزة اخرى. حاز الفيلم على استقبال نقدي متميز؛ اذ حصل على متوسط تقييم 7.2 على موقع قاعدة بيانات الافلام على الانترنت “IMDb” بناء على 57 مراجعة نقدية، وحصل على تقييم 98% على موقع الطماطم الفاسدة (Rotten Tomatoes) بناء على 44 مراجعة نقدية، كما حصل الفيلم على الدرجة النهائية في تقييم الناقد السينمائي الراحل روجر ايبرت، حيث اشاد بالفيلم لالمامه بالسبل الصحيحة لعملية جمع الاخبار التلفزيونية اكثر من اي فيلم خلال تلك الفترة. ([23])
زجاج محطم.. التزييف الصحفي اسرع طرق الصعود واسرعها الى الهاوية ايضا
زجاج محطم (Shattered Glass) هو فيلم دراما اميركي كندي يستند الى مقالة نُشرت في سبتمبر/ايلول 1998 في مجلة “فانيتي فير” (Vanity Fair) الاميركية بواسطة الصحافي والمؤلف الاميركي هاري جيرارد. تدور احداث الفيلم حول ستيفن غلاس الصحافي الذي ذيع صيته واشتهر نجمه على مدار 3 سنوات متتالية، من عام 1995 حتى عام 1998، في مجلة “ذا نيو ريببلك” (The New Republic) حتى اثارت تقاريره ريبة رئيس تحرير المجلة وشكوك قرائها مما ادى الى تاكل مصداقيته الصحفية.
بعد فترة وجيزة، تم التحقيق في صحة تقارير غلاس حتى تبين تزييفه لما يقرب من 27 تقريرا وقصة صحفية من اجمالي 47 تقريرا صحافيا قام به، حيث اعتمد في معظم تلك التقارير على وقائع غير حقيقية فضلا عن احداث اخرى من نسج خياله. ادى اكتشاف تزييف غلاس الى سقوطه سقوطا مدويا بالسرعة ذاتها التي اشتهر بها وذاع صيته. صدر فيلم زجاج محطم في نوفمبر/تشرين الثاني 2003، من كتابة واخراج بيلي راي، وبطولة هايدن كرستنسين في دور ستيفن غلاس. ([24])
رُشّح فيلم زجاج محطم الى 28 جائزة منها جائزة غولدن غلوب، وفاز بحوالي 11 جائزة اخرى. استقبل الفيلم استقبالا نقديا مميزا؛ اذ حصل على تقييم 7.2 على موقع قاعدة بيانات الافلام على الانترنت “IMDb” بناء على 133 مراجعة نقدية، وحصل على تقييم 91% على موقع الطماطم الفاسدة (Rotten Tomatoes) بناء على 169 مراجعة نقدية، كما حصل الفيلم على متوسط تقييم 3.5 من 4 في تقييم الناقد السينمائي الراحل روجر ايبرت. ([25]) ([26])
متلازمة الصين.. هل ترضخ الصحافة للتهديدات؟
متلازمة الصين (The China Syndrome) هو فيلم اثارة اميركي خيالي يوضح مدى الدمار الذي يمكن ان يُصيب العالم عندما يحاول البشر تسخير مصادر الطاقة التي لا يفهمونها كل الفهم. تدور احداث الفيلم حول مراسلة تلفزيونية تُدعى “كيمبرلي ويلز” تذهب مع مصورها الصحفي “ريتشارد ادامز” في زيارة الى محطة خيالية للطاقة النووية خارج لوس انجلوس، تُسمى محطة فنتانا من اجل تغطية مخاطر السلامة والصحة المهنية داخل المحطة. ([27])
لاحظت كيمبرلي اثناء تغطيتها التلفزيونية للمحطة وجود اهتزاز غير عادي وفقدان طاقم العمل التحكم في المفاعل النووي. ورغم تحذير العاملين في المفاعل النووي ريتشارد من تصوير غرفة التحكم لاغراض امنية، بدا ريتشار في تسجيل لقطات خفية للحادث الذي كشف الخبراء عن مدى خطورته لاحتمالية الولوج الى المياه الجوفية وتلويث المنطقة المحيطة بالبخار المشع.
بعد ذلك، تتطور الاحداث وتنكشف المؤامرات التي يُرتب لها من اجل اخفاء الحقائق لتحقيق اكبر قدر من المكاسب المادية. صدر فيلم متلازمة الصين في مارس/اذار 1979، من تاليف مايك جراي واخراج جيمس بريدجس، وبطولة كل من جين فوندا في دور كيمبرلي ويلز، ومايكل دوغلاس في دور ريتشارد ادامز. رشّح الفيلم الى 15 جائزة من بينها 4 جوائز اوسكار، لكنه لم يفز باي منها، في حين فاز بحوالي 7 جوائز اخرى.
حاز فيلم متلازمة الصين كذلك على استقبال نقدي جيد؛ اذ حصل على متوسط تقييم 7.4 على موقع قاعدة بيانات الافلام على الانترنت “IMDb” بناء على 64 مراجعة نقدية، كما حصل على تقييم 83% على موقع الطماطم الفاسدة (Rotten Tomatoes) بناء على 29 مراجعة نقدية، كما حصل الفيلم على الدرجة النهائية في تقييم الناقد السينمائي الراحل روجر ايبرت. ([28])
في النهاية، نحن لن نستطيع التطرق الى جميع الافلام التي اتخذت من الصحافة او الصحافيين موضوعا رئيسيا لها، وتتمحور حولها احداثها، لكن الافلام السابقة رغم اهميتها وقيمتها الفنية والسينمائية الا ان معظمها غير معروف بالنسبة للكثيرين نظرا لانها صدرت منذ سنوات طوال.افلام يجب على الصحفيين مشاهدتها