دليل-الكاتب-المبتدئ.-7-تمارين-يومية-تساعدك-لتصبح-اديبًا

دليل الكاتب المبتدئ… 7 تمارين يومية تساعدك لتصبح اديبًا

اخبار اليوم الصحيفة, دليل الكاتب المبتدئ… اخبار اليوم الصحيفة, دليل الكاتب المبتدئ…

تحيط بنا الكلمات من كل جانب، ولكن من الصعب اكتشاف كلماتنا الخاصة؛ وفي طريق بحثنا الحثيث في عالم الكتابة الابداعية، نعتقد باننا سنجد الوصفة السحرية في الورش التدريبية، وستفتح مغارة «علي بابا» امامنا، ونستمر في المداومة على هذه الورشات مدفوعين بالامل في تلقي هذه الوصفة السحرية، ونتعلم فيها ربما كل ما لا علاقة له بالمعضلة الاساسية، ونصطدم بالجملة التقليدية التي تردد دائمًا «العبقرية لا يمكن تعلمها»، ولكن هناك فعلًا وصفة سحرية في هذا الصدد يمكن تعلمها، احضرتها لك معي.
في هذا التقرير احضرنا سبعة تمارين، لهؤلاء الذين يشقون طريقهم لعالم الكتابة الابداعية؛ واذا كنت كاتبًا شابًا او هاويًا فعلى الارجح ستتذكر هذا التقرير والتمارين المذكورة فيه باعتبارها علامة فارقة في مسيرتك الكتابية ولن تكون ذات الشخص بعد تطبيقها. هذه التمارين السبعة بالضبط مثل التمارين الرياضية، في البدء ستشعر بمدى ثقلها وصعوبتها، حتى تصبح روتينًا يوميًّا لا يحتاج لجهد، السبعة تمارين من كتاب «لياقات الكاتب» لدوروثي براندي، والتي وعدت في بدايته انه سيكون كتابًا مختلفًا تمامًا عن كتب فن الكتابة وسير الادباء الكبار التي نتهافت عليها املًا في معرفة السر؛ سر الكتابة والابداع.
نصيحة قبل البدء: لكي تقوم بالتمرينات التالية يجب ان تضع عقلك في اطار من الاسترخاء والمتعة، قم بذلك ووجه نفسك لحيث تريد بشكل سلس ولطيف. ضع الماء في الغلاية من اليوم السابق اذا كنت من هواة القهوة كي لا تتعطل، جهز التين للكتابة، واحدة ثابتة والاخرى متنقلة لتكتب اينما شئت، انظر لنفسك لبضع دقائق وانت تقوم بالتجارب، وبعد ان تنال بعض النجاحات بهذه الطريقة، سوف تجد انها قابلة للتمدد بشكل ابدي، حاول ان تتجاهل الصعوبات وارفض وجود احتمالية للفشل خلال فترة التدريب، ولكن بالتاكيد هناك السهل والصعب.
التمرين الاول.. راقب نفسك
مهمة هذا التمرين هي ان تريك كيف انه من السهل ان تراقب نفسك بشكل موضوعي. انت بالقرب من باب، انهض ومر من خلال الباب، في اللحظة التي تقف فيها على عتبة الباب انظر الى نفسك بشكل موضوعي، كيف تبدو وانت تقف هناك؟ كيف مشيت الى هناك؟ تخيل اذا لم تعرف شيئًا عن نفسك، ولم تعرف ان تجمع اي معلومة عن شخصيتك، او عن خلفيتك، او عن هدفك في تلك اللحظة. اذا كان هناك اناس في الغرفة عليك ان تحييهم، كيف ستفعل ذلك؟ كيف سيختلف سلوكك تجاههم؟ هل ستبدي انك معجب بشخص ما او تعرف شخصًا منهم؟
لا يوجد هدف عميق، مظلم، او باطني وراء هذا التمرين، انه فقط مقدمة لكي ترى نفسك بشكل موضوعي، ويجب عليك ان تتركه بعد ان تجني ما تريد منه. في المرة القادمة حاول ان تجلس بهدوء -وبدون القيام باي حركة- تخيل كيف ستقوم بتمشيط شعرك خطوة بخطوة؛ ستجد ان الامر اصعب مما تتصور، وهكذا استمر في ملاحقة نفسك في اي مهمة تقوم بها. بعد ذلك تناول حلقة كاملة ليومك السابق، راجع اليوم من اوله الى اخره، وكيف سيبدو يومك لشخص غريب، وفي مرة اخرى فكر كيف ستبدو اذا تمكنت من مشاهدة نفسك طوال اليوم بعيدًا من مسافة عالية بعض الشيء لكي ترى كيف تبدو وانت تدخل وتخرج من البيوت، وفي الشوارع، وفي المحال التجارية، ومن ثم العودة للمنزل في نهاية اليوم.
التمرين الثاني.. قوة الخيال
ارسم دائرة على ورقة، استخدم كوبًا او شيئًا من هذا القبيل لكي يساعدك، وارسم اشارة (+) داخل الدائرة. اربط خاتمًا ثقيلًا او مفتاحًا في نهاية خيط بطول عشرة سنتيمتر، وامسك نهاية الخيط والخاتم يتدلى في اخره كما البندول فوق التقاطع الموجود داخل الدائرة بحوالي 2.5 سنتيمتر فوقه. الان فكر في الدائرة وتتبع محيطها بعينيك متجاهلًا في ذات الوقت الخاتم والخيط بشكل كلي.
بعد عدة دقائق سيبدا البندول المتدلي بالتارجح حول الاتجاه الذي اخترته، في البداية سيبدا بصناعة دوائر صغيرة، ولكن ستتوسع بشكل ثابت كلما استمررت، ومن ثم قم بعكس الاتجاه -عقليًا فقط- داخل مخيلتك، وتابع الدائرة بعينيك في الاتجاه المعاكس، الان فكر من الاعلى للاسفل بشكل عمودي؛ عندما تنجح بهذا تحول للافقي، في كل حالة سيتوقف الخاتم امامك لدقيقة من ثم سيتحرك في الاتجاه الذي تفكر فيه.
ان لم تجرب هذا من قبل ستشعر بان هناك شيئًا غريبًا في الناتج، ولكن ببساطة انها اسهل طريقة للتعرف على اهمية المخيلة في مجال الحركة؛ عضلات لا ارادية ضئيلة تولت المهمة عنك، ويقول بعض علماء النفس الفرنسيين عن هذا بانه ليس من الضروري شد كل الاعصاب والعضلات لكي تقوم بتغيير حياتك اليومية، الايمان وحده سيساعدك، وهو ما يغني الكاتب عن صفحات من التحفيز والتفسير لوضع فكرة يكتبها.
التمرين الثالث.. الكتابة الصباحية
انهض مبكرًا قبل موعد استيقاظك المعتاد بنصف ساعة او ساعة، وقبل ان تقرا صحف الصباح، او تُحدث اي احد، او حتى تتناول كتابًا وضعته ليلة امس بجانبك، ابدا مباشرة بالكتابة. اكتب اي شيء تستحضره: حلم ليلة البارحة ان كنت قادرًا على تذكره، او نشاطات اليوم السابق، او محادثة ما متخيلة او حقيقية. اجرِ فحصًا للوعي، اكتب اي نوع من احلام اليقظة الصباحية بشكل سريع ومن دون تمحيص، قيمة ما تكتب لا يحمل اي اهمية، ومن الممكن ان تجد ما تكتبه افضل مما تتوقع، هدفك الاساسي هو ليس اخراج كلمات خالدة، ولكن كتابة كلمات بشكل عام بشرط الا تكون هراءً محضًا.
ما تقوم به هو تدريب نفسك على الكتابة في حالة ما بين النوم والاستيقاظ، نجاح التمرين غير مرتبط بكون الكلمات منتظمة، اذا كانت الفكرة غامضة، ومبالغًا فيها، او ضبابية، انس ان لديك اي حس نقدي، وتذكر الا تقرا على احد ما تكتب، ولا حتى انت، اختر درجًا بمفتاح وضع فيه نص كل يوم.
في الصباح التالي ابدا التدريب دون اعادة قراءة ما كتبت البارحة، وتذكر بانك مطالب بالكتابة حاليًا، ومن ثم قراءة كل ما كتبت بعد ان تنتهي من التمرين، ستعرف الهدف من وراء هذه النصيحة لاحقًا، الان كل ما هو مطلوب منك هو اداء التمرين، وبعد يوم او يومين ستجد بان هناك عددًا محددًا من الكلمات تستطيع كتابتها بسهولة وانسياب، عندما تصل الى هذا الحد ابدا بزيادة حجمه ببعض الجمل ثم بعض الفقرات، وبعدها بفترة حاول مضاعفة ما تكتب، وبعد فترة وجيزة لن تبدو عملية الكتابة متعبة ومملة.
التمرين الرابع.. الكتابة باعتبارها طقسًا يوميًّا
ستقوم بهذا التمرين كل يوم، وفي كل مرة ستنفذه في توقيت مختلف؛ في الصباح، اجلس للحظة وتذكر اليوم السابق، غالبًا ستكون قادرًا على تذكر كل متطلباته واوقات فراغه، اصنع جدولًا لكي تعرف متى سيسنح لك بعض الوقت لنفسك، المطلوب هو 15 دقيقة فقط، حدد بنفسك اي وقت يناسبك اكثر للكتابة، واعتبره مخصصًا لك وحدك، واختلِ بنفسك حتى لو في غرفة التنظيف او الحمام، وابدا بالكتابة في الموعد مهما حدث، اكتب رايك في مديرك، او اكتب موجزًا لقصة او جزءًا من حوار، او وصفًا لشخص قابلته مؤخرًا، مهما بدت الكتابة متعثرة وسطحية اكتب، حتى لو كتبت (هذا التمرين صعب جدًا)، لا يهم، اشرح اسباب الصعوبة، وسوف تستمر بالكتابة حتى ينتهي الوقت، بعدها اكمل يومك بشكل طبيعي.
التمرين الخامس.. اقرا الكتاب مرتين
في البداية ستجد ان الطريقة الجيدة لكي تقرا بوصفك كاتبًا هي ان تقرا كل كتاب مرتين، اقرا القصة، او المقال، او الرواية بشكل سريع وغير نقدي مثلما كنت تفعل في السابق عندما كان واجبك الوحيد تجاه اي كتاب هو الاستمتاع فقط، وعندما تنتهي منه ضعه جانبًا لبعض الوقت، وامسك قلمًا ومذكرة صغيرة.
اكتب ملخصًا بسيطًا لما قرات، ومن ثم قم بالحكم عليه: اعجبك ام لم يعجبك؟، هل صدقته ام تملكك الشك؟، هل اعجبك جزء منه ولم يعجبك الباقي؟ (بامكانك لاحقًا ان تحكم عليه من ناحية اخلاقية، وما تعتقد انه كان فعلًا هدف الكاتب على قدر ما امكنك تبيانه مما قرات)، قم بتوسيع هذه العبارات المسطحة؛ فاذا اعجبك فلماذا؟ ولا تياس اذا ما كان ردك على هذا السؤال غامض في البداية، ستحظى بفرصة ثانية لقراءة الكتاب وتتعرف على اجابة هذا السؤال، اذا كان هناك جزء معين اعجبك والباقي ضعيف، ابحث عن الفقرة التي فقد فيها المؤلف انتباهك، هل كانت الشخصيات مرسومة بشكل محترف، او سيء، او غير منسجمة، وابحث عن السبب الذي جعلك تشعر هكذا.
اذا كان الكتاب جيدًا؛ فيفترض ان تكون قائمة اسئلتك طويلة ومفصلة باكبر قدر ممكن، وان لم يكن كذلك؛ فعليك في البداية تحديد نقاط الضعف ووضعها جانبًا، بعد ان كتبت الملخص واجبت عن اسئلتك الخاصة، قم بفحص الاسئلة التي لم تجب عنها بشكل كامل، او تلك الاسئلة التي تعد بتسليط مزيد من الضوء على الكتاب اذا تبعتها الى اخرها.
الان ابدا بالقراءة الثانية بشكل متان وعميق، ولاحظ اجابتك وهي تتكشف امامك، قم بتحديد الفقرات المكتوبة بادوات يصعب عليك التحكم بها. في القراءة الثانية، انت تعرف كيف ستنتهي القصة لذلك عليك الانتباه لعلامات تلك النهاية، التي غالبًا ما تاتي مبكرًا: اين برز سلوك الشخصية والذي اوصلنا للعقدة الاولى؟ هل اتت بشكل سلس وبمهارة؟ هل وجدت في قراءتك الثانية اي فقرات حشو او عناصر ليس لها فائدة في القصة؟ كيف تمكن المؤلف من نقل الشخصية من مشهد لاخر، او كيف يشير الى مرور الوقت؟ وكيف يخلق التباين بين الشخصيات؟
اذا كنت تريد فعلًا ان تستفيد من اعمال الاخرين اقراها مرتين، ستجد انك قادر على القراءة من اجل المتعة ومن اجل النقد.
التمرين السادس.. انظر للعالم بعيون بكر
لمدة 15دقيقة، انتبه لكل شيء عندما تمر من شارعك، او تسير على الرصيف، انتبه لكل ما تسقط عيناك عليه، لكل شيء، العربة التي عبرت الشارع: ما لونها؟ (ليس اخضر او احمر فحسب، بل احمر زيتوني، او احمر قاني) اين كراج العربة؟ ما نوع محركها؟ ما لون الكراسي داخلها، وارضيتها، وما هي الاشياء المكتوبة داخلها، كيف يجلس من بداخلها؟ ماذا يرتدي؟ هل تعرفه؟ كيف هي جلسته؟ هل هو مستريح ام منزعج؟ بمفرده؟ من هي التي معه؟ ما علاقتهما؟
المشاهد اليومية قد تصبح غريبة وخيالية اذا ما رفضت ان تتقبلها باعتبارها امورًا عادية، مثل غرفتك، وعائلتك، واصدقائك، ومدرستك او مكتبك حاول ان تراهم بنفس العيون البريئة البكر، صديقك المقرب الذي يميل لاستخدام نفس الكلمات بشكل متكرر؛ اذا جربت وكتبتها لن يكون من الصعب حينها ان يتعرف اي شخص عليه من هذه الكلمات، وهي التقنية التي ستستخدمها لكتابة شخصياتك فيما بعد.
التمرين السابع.. حدد موقفك من العالم
عليك ان تعرف جيدًا ما رايك حول القضايا الكبرى التي تشغل الانسان، بالاضافة لتلك القضايا الصغيرة التي ستستخدمها في كتاباتك. هنا بعض الاسئلة الرئيسة والتي ستحيلك لاسئلة اخرى، وهذا الاستبيان لا يتوسل الشمول في الاجابة عنه، ولكن الوصول لفكرة قوية حول فلسفة عملك:
-هل تؤمن بالله؟ وتحت اي مسمى؟
-هل تؤمن بان الانسان مسير ام مخير؟
-هل تحب الاطفال؟ او النساء؟ او الرجال؟
-هل تعتبر الحب الرومانسي وهم وخدعة؟
-ما رايك في عبارة: ان الاشياء ستبقى كما هي بعد مئة سنة، هل هي عبارة عميقة، ام سطحية، ام صحيحة ام خاطئة؟
-ما هي اعلى مراحل السعادة بالنسبة لك؟ وما هي اكبر كارثة؟
وهكذا، اذا ما وجدت انك تمتنع عن قول اجابة حاسمة للاسئلة الكبيرة؛ فانت لست جاهزًا بعد لكي تكتب ادبًا يتناول قضايا كبرى، عليك بايجاد مواضيع محددة وتمتلك رؤية كافية حولها لكي تكون قادرًا على الكتابة عنها. افضل الاعمال الادبية هي تلك التي تنبع من القناعات العظيمة.
بعد ان تعتني بنفسك بهذه الطريقة، ستجد ان كتاباتك الصباحية اصبحت افضل بكثير، فانت لا تقوم فقط باحضار مواد جديدة كل يوم، ولكنك ايضًا تقوم باثارة الذكريات الكامنة في ذاكرتك. كل معلومة جديدة تقوم باستدعاء سلسلة من العوالق التي تتحرك باتجاه اعماق نفسك، وتطلق سراح مشاعرك، وخبراتك، وتمكنك من استخدامها: مسرات، او احزان، او ايام قديمة منسية في ذاكرتك، وحوادث قد طواها النسيان.دليل الكاتب المبتدئ… 7 تمارين يومية تساعدك لتصبح اديبًا

Scroll to Top