5-طرق-نفسية-وعلمية-تُسهل-عليك-تعلم-شيء-جديد

5 طرق نفسية وعلمية تُسهل عليك تعلم شيء جديد

اخبار اليوم الصحيفة, 5 طرق نفسية اخبار اليوم الصحيفة, 5 طرق نفسية

عادة ما يرتبط تعلم شيء جديد بنوع من الشغف والحماس، وبالاخص في البداية، وتُصبح السعادة اكبر عندما يتمكن الفرد من اتقان ما اراد تعلمه، وفي هذا التقرير نستعرض عددًا من الطرق النفسية والعلمية التي قد تُساعدك على تعلم شيء جديد، تتضمن الطريقة المناسبة للتعلم، والوقت المناسب لذلك، والوسيلة التي تُحفزك على مواصلة الطريق الى نهايته بنجاح.
1- اكتب ما تُريد ان تتعلمه امامك
لا تترك الشيء الجديد الذي تريد تُعلمه هدفًا يتجول فقط في ذهنك، بين العديد من الاهداف «المُبعثرة»، وهذا التشتيت في الاهداف بذهنك، قد يؤدي الى التكاسل عن تحقيقها، فالاهداف كثيرة ولكنها غير منظمة، وغير محددة بموعد معين يجب انهاؤها فيه، مما يقلص من الحافز الحقيقي لانهائها، وربما يؤجل الفرد مهامه، ويدخل في دائرة من التسويف دون بدء حقيقي فيها، او حتى يتجاهلها او ينساها مع كثرة انشغالات الحياة اليومية.
لذلك يُفضل وضع اهداف «مكتوبة»، لا تتضمن فقط الهدف الرئيسي، وانما ايضًا الطرق التي ستسلكها لتحقيق هدفك، وهذا ايضًا يُحفزك نفسيًّا لمواصلة التقدم للوصول الى هدفك كلما رايته مكتوبًا امامك، قد يبدو الامر غريبًا ولكنه شديد الفاعلية، وفاعليته مثبتة علميًّا.
ففي هذا الصدد، اكدت دراسة ضرورة وضع الاهداف و«كتابتها» للنجاح في تحقيقها، وجرت الدراسة على عدد من الحاصلين على ماجستير في ادارة الاعمال من جامعة هارفارد «MBA». وفي عام 1979، وجُه للمبحوثين سؤال بسيط، مفاده: «هل وضعت اهدافًا واضحة ومكتوبة لمستقبلك ووضعت خططًا لتحقيقها؟»، وقال 84% من المبحوثين: انهم ليس لديهم اهداف على الاطلاق، في حين قال 13% من المبحوثين: ان لديهم اهدافًا، ولكنها «غير مكتوبة»، في حين قال 3% من المبحوثين: ان لديهم اهدافًا وخططًا «مكتوبة» لتحقيقها.
وبعد 10 سنوات، اي في عام 1989، سال الباحثون المبحوثين انفسهم مرة اخرى عمّا يتقاضونه في اعمالهم، وكانت النتائج مُذهلة؛ اذ كشفت الدراسة ان المبحوثين الذين لديهم اهداف، ولكنها «غير مكتوبة»، والذين تبلغ نسبتهم 13%، يتقاضون في المتوسط ضعف ما يتقاضاه المبحوثون الذين لم يكن لهم اهداف على الاطلاق، والذين بلغت نسبتهم 84%، في حين بلغ متوسط ما يتقاضاه المبحوثون الذين لديهم اهداف وخطط «مكتوبة» لتحقيقها، والتي بلغت نسبتهم 3%، 10 اضعاف ما يتقاضاه البقية البالغ نسبتهم 97%، فالامر حقًّا يستحق التامل.
2- الممارسة «باستكشاف» العناصر الاساسية
ها قد وضعت الشيء الجديد الذي تريد تعلمه هدفًا لك، وتحاول المضي قدمًا في تحقيقه، و«الممارسة» عادةً ما تكون السبيل المناسب للتميز في الشيء الذي تُريد تعلمه، ولكن اي نوع من «الممارسة»؟ فالامر ليس مُرتبطًا بعموم مصطلح الممارسة، ولكن النوع الصحيح من الممارسة هو الاكثر تاثيرًا في عملية التعلم.
ومع ان علماء النفس لايزالون يبحثون النوع الامثل للممارسة الصحيحة، اظهرت دراسات علمية ان الممارسة التي تعتمد على «الاستكشاف» خلال مراحل التعلم المبكرة، تلعب دورًا حاسمًا في عملية التعلم ككل؛ لذلك فاذا كنت مثلًا تتعلم لغة جديدة، فابدا بتعلم الحروف الابجدية وقواعد النحو وبعض الكلمات، وغيرها من العناصر الاساسية الاخرى؛ مما يُساعدك ان تكون اكثر طلاقة لاحقًا، كذلك فاذا كنت على سبيل المثال، تريد ان تتقن لعبة فيديو جديدة، فان قضاء وقت في استكشاف بيئة اللعب، ومعرفة القواعد يمكن ان يساعدك على التفوق، والحصول على تقييم اعلى.
3- التعلم بالتوازي
قد يجد البعض صعوبة في تعلم شيء جديد، عندما يربط ذلك الشيء الجديد بضرورة ان ينقطع عن اعماله الاساسية، ويبدا بمجهود مُكثف في تعلم الشيء الجديد، وهذه الطريقة في التفكير يمكنها ليس فقط وضع حاجز نفسي لتعلم شيء جديد؛ وانما ايضًا طريقة اقل فاعلية في التعلم، ويُنصح بتخصيص مدة معينة لتعلم شيء جديد في اسبوع العمل، والمداومة عليه بالتوازي مع العمل دون تعطيله، حتى ولو كانت مددًا زمنية قليلة، وهذه الطريقة اكثر فاعلية في التعلم، وافضل من تكثيف تعلم شيء جديد مرة او مرتين اسبوعيًّا بمدة زمنية اطول.
اذ تفيد دراسة علمية بان الذاكرة قصيرة الامد لديها سعة قليلة لتخزين المعلومات، تتجدد كل يوم بعد النوم، ومع تكثيف كمّ كبير من التعلم في وقت قصير خلال اليوم الواحد، فان ذلك قد يتعدى سعة التخزين في ذاكرة الانسان، ولذلك، فان تعلم الشيء الجديد لفترات قصيرة يوميًّا، المصحوب بالتكرار على فترات زمنية متباعدة، يمثل افضل استغلال لسعة التخزين في الذاكرة قصيرة الامد لدى الانسان.
رسم يوضح تاثير المراجعة في اطالة مدة تخزين المعلومات (المصدر: لايف هاك)
4- الوقت المناسب للتعلم قبل القيلولة
بعدما وضعت الهدف وعرفت طريقة التعلم المناسبة، ناتي لتوقيت التعلم المناسب، الذي يعد احد اهم العوامل في تعلم شيء جديد، وفي هذا الصدد تنصح دراسة علمية بالتعلم قبل اخذ القيلولة؛ اذ تعزز القيلولة قدرة الذهن على التعلم، بنقل المعلومات التي تم تعلمها قبل القيلولة من الذاكرة قصيرة الامد الى الذاكرة طويلة الامد.
وبمجرد وصول المعلومات الى الذاكرة طويلة الامد، فانها تخزن بامان لفترات اطول، ومع مراجعة المعلومات مراجعة متكررة على فترات زمنية متباعدة، تتحسن العلاقة بين الذاكرة قصيرة الامد، والذاكرة طويلة الامد؛ مما يطور القدرة على تذكر المعلومات بشكل اسرع، واكثر دقة.
اللون الاخضر يعبر عن قوة الذاكرة للاشخاص الذين اخذوا قيلولة (المصدر: جامعة كاليفرونيا)
ومن خلال الدراسة التي اجرتها جامعة كاليفرونيا، فقد اتى الباحثون بـ39 شابًا انقسموا الى مجموعتين، مجموعة اخذت قيلولة مدتها 90 دقيقة، بعد التعلم في الساعة الثانية مساءً، والاخرى ظلت مستيقظة، وبحلول الساعة السادسة مساءً، اجرى الباحثون تدريبات واختبارات لكلا المجموعتين على ما تعلموه قبل الثانية مساءً، وتبين من خلال نتائج الاختبارات ان المجموعة التي ظلت مستيقظة كانت اسوا في التعلم، في الوقت الذي ظهر فيه ان المجموعة التي اخذت قيلولة كانت اقوى في التعلم والتذكر بنسبة تصل الى 40%.
5- اختبر نفسك
وبعد اختيار الطريقة المناسبة والوقت المناسب لتعلم الشيء الجديد، يجب الاشارة الى نقطة مهمة، تتمثل في ضرورة اختبار النفس على ما تعلمته في نهاية حصتك التعليمية، فخّذ قسطًا من حصتك التعليمة في اختبار ما سبق ان تعلمته، ليس فقط لتقييم مدى تعلمك وتذكرك للمعلومات، وانما ايضًا لان الاختبار يُمثل وسيلة تعليمية فعالة.
وفي هذا الصدد، افادت العديد من الدراسات والابحاث العلمية ان الاختبارات المتكررة يُمكنها تحسين قدرتك على التعلم، وقد اظهرت ايضًا ان الاشخاص الذين يدرسون ثم يتعرضون لاختبارات، لديهم استرجاع افضل للمعلومات على المستوى طويل الامد، من اولئك الذين يدرسون دون اجراء اية اختبارات، اللافت ايضًا انه حتى وان اخذت المجموعة الاخيرة مدة اطول في الدراسة والتعلم، فانهم يظلون لديهم ضعف في استدعاء المحتوى واسترجاعه، من اولئك الذين تعرضوا لاختبارات، وبذلك فان الاختبارات توفر الوقت والجهد، وتعطي نتيجة تعليمية اكثر فاعلية.5 طرق نفسية وعلمية تُسهل عليك تعلم شيء جديد

Scroll to Top