اخبار اليوم الصحيفة, 4 منصات رقمية اخبار اليوم الصحيفة, 4 منصات رقمية
الان، اصبح التلفاز التقليدي ارضا عامرة بالرتابة والملل ومليئة بالاعلانات رديئة الجودة عديمة النفع التي تستمر لدقائق طوال وتعاد مرارا وتكرارا. لذا كانت المنصات المدفوعة لبث الفيديو عبر الانترنت هي الملاذ الافضل والاكثر اريحية لملايين المستخدمين حول العالم، اذ توفر لهم تجربة استخدام مميزة تمكّنهم من مشاهدة مئات الالاف من الافلام السينمائية والوثائقية والمسلسلات التلفزيونية باختلاف انواعها وتباين محتواها بجودة عالية دون مشاهدة الاعلانات المملة الرتيبة. في هذا التقرير سنستعرض معا افضل المنصات التي تقدِّم الخدمات الترفيهية المتمثلة في بث الفيديو عبر الانترنت.
نتفليكس.. الشبكة الاولى عالميا
شبكة “نتفليكس” (Netflix) لم تُعد كما كانت في سابق عهدها مجرد شركة بسيطة تقوم بتقديم خدمات بيع وتاجير الاقراص المدمجة، ففي عام 2007 بدات نتفليكس في اطلاق خدمة البث الحي (streaming) التي تشتهر بها الان، والتي كان من المقدر لها ان تُطلق منذ اعوام سابقة لولا سرعات الانترنت البطيئة في ذلك الوقت. ومنذ عام 2013 بدات الشركة في السعي جاهدة لانتاج الافلام والبرامج والمسلسلات التلفزيونية الاصلية الخاصة بها والتي افتتحتها بمسلسل الدراما السياسي الشهير “بيت من ورق” (House of Cards)، حتى غدت سمة مميزة للشبكة قادرة على جذب مئات المستخدمين الجدد شهريا. ([1] )
في عام 2010، بدات نتفليكس بالتوسع في تقديم خدماتها حول العالم. الان، نتفليكس هي الشبكة الاولى عالميا في خدمات بث الفيديو عبر الانترنت بعدما اصبحت خدماتها متاحة في اكثر من 190 بلدا حول العالم، فخدمات البث التي تقدمها الشبكة لا تقتصر على المسلسلات التلفزيونية ولا الافلام السينمائية فقط كالعديد من منافسيها، بل تشمل كافة المحتوى الترفيهي المرئي الذي قد يرغب المستخدمون في مشاهدته يوما، بداية من الافلام والسلاسل الوثائقية وبرامج الكوميديا والمسلسلات التلفزيونية الشهيرة وليس انتهاء بالمحتوى الاصلي الذي تنتجه الشبكة. ([2] )
حاليا، اصبحت نتفليكس امبراطورية عملاقة رائدة في صناعة المحتوى الترفيهي وخدمات البث الحي بما يقرب من 700 عمل اصلي يشمل المسلسلات التلفزيونية والافلام السينمائية والوثائقية وغيرها، واجمالي ايرادات يقرب من 12 مليار دولار اميركي وعدد مشتركين يربو على 125 مليون مشترك حول العالم يشاهدون اكثر من 140 مليون ساعة يوميا، اضافة الى عدد موظفين يبلغ نحو 5500 موظف يعملون بدوام كامل. ([3] ، [4] )
اذًا، يمكننا القول ان نتفليكس تتميز بالمحتوى الاصلي الذي تنتجه، مثلما تتميز بالتنوع الكبير في المحتوى غير الاصلي (المنتج من قِبَل شركات اخرى)، وواجهة الاستخدام المحسّنة مع النظام المميز لتزكية المحتوى، اضافة الى امكانية استخدام خدمات الشبكة على اي جهاز يتصل بالانترنت بداية من الشاشات الذكية والحواسيب الشخصية والاجهزة اللوحية وليس انتهاء باجهزة العاب الفيديو والهواتف الذكية.
اما عن مساوئ الخدمة فيمكن اجمالها في عدم استضافة وبث المواسم الحالية من العروض والمسلسلات التلفزيونية، فضلا عن محدودية المحتوى الجديد غير الاصلي، اضافة الى كثرة الخيارات ونظام عرض العناوين الذي قد يكون مشتتا بعض الشيء. ([5] ) تقدِّم نتفليكس 3 انواع من الاشتراكات المدفوعة بمزايا وخصائص متعددة تتراوح بين 8 و12 دولارا اميركيا شهريا، مع تقديم فترة تجريبية تستمر لمدة شهر واحد عند بداية الاشتراك. للتعرّف على الباقات المختلفة والاشتراك من هنا.
هولو.. المنصة الافضل لمشاهدة العروض التلفزيونية الحالية
تاسست شبكة “هولو” (Hulu) في عام 2006، لتبدا بعدها بعامين في تقديم خدماتها لبث البرامج التلفزيونية والافلام السينمائية عبر الانترنت. شبكة “هولو” تُعتبر بمنزلة مشروع مشترك بين شركة “فوكس للقرن الحادي والعشرين” (21st Century Fox)، وشركة “والت ديزني” (The Walt Disney Company)، وهيئة الاذاعة الوطنية “ان بي سي” (NBC Universal)، وشركة “تايم وارنر” (Time Warner). اذ تمتلك الشركات الثلاث الاولى اجمالي 90% من اسهم الشبكة توزّع بالتساوي بينهم، في حين تمتلك الاخيرة 10% من اسهم الشبكة. ([6] )
الان، تعتبر “هولو” واحدة من ابرز المنافسين الشرسين لشبكة نتفليكس. فبالرغم من امتلاك الشبكة مجموعة متواضعة من الافلام السينمائية مقارنة بشبكة نتفليكس مثلا، فانها تنفرد عن منافسيها بمزية غاية في الاهمية بدا تطبيقها خلال العام الماضي 2017، وتكمن في استضافتها للاخبار الحية والعروض الرياضية فضلا عن العروض التلفزيونية الحالية التي تُعرض على القنوات الاميركية الرائدة مثل: هيئة الاذاعة الاميركية “ايه بي سي” (ABC)، وشبكة “سي بي اس” (CBS Corporation)، وشبكة “ذا سي دبليو” (The CW) وغيرها الكثير.
وبذلك تكون “هولو” هي الشبكة الوحيدة التي يتمكن مستخدموها، الذين يزيد عددهم على 20 مليون مستخدم في الولايات المتحدة الاميركية وحدها، من مشاهدة العروض التلفزيونية بعد عرضها المباشر بيوم واحد فقط واحيانا بعد ساعات معدودة. ([7] ) الى جانب العروض التلفزيونية الحالية، تحتوي الشبكة على مجموعة كبيرة من المسلسلات المنتهية، فضلا عن المحتوى الاصلي الذي بدات الشبكة في انتاجه منذ عام 2011.
اخر المحتوى الاصلي الذي انتجته الشبكة هو مسلسل الدراما الشهير “حكاية اَمَة” (The handmaid’s tale) الذي تم عرضه في ابريل/نيسان 2017 وحصل على جائزة افضل دراما في حفل توزيع جوائز الايمي (Emmy Awards) لعام 2017، الى جانب جائزتي “غولدن غلوب” (Golden Globes) واكثر من 38 جائزة اخرى وما يزيد على 30 ترشيحا. ([8] )
بالمقارنة مع نتفليكس، فتتميز شبكة “هولو” باستضافة العروض الحالية من المسلسلات التلفزيونية الى جانب التكلفة المادية الشهرية المعقولة، فضلا عن توافر الباقة الشهرية التي تتيح امكانية مشاهدة البث التلفزيوني المباشر. بينما تكمن مساوئ الخدمة في الاعلانات التجارية المتكررة -التي يمكن الغاؤها عبر دفع بضع دولارات اخرى-، والاختيارات غير المتناسقة من المواسم التلفزيونية المنتهية، فضلا عن واجهة الاستخدام المرهقة، ووجود عدد محدود من الرقابة الابوية على المحتوى غير المناسب للاطفال. ([9] )
يستطيع المستخدمون مشاهدة المحتوى المفضّل لديهم على اي جهاز متصل بالانترنت بداية من الشاشات الذكية والحواسيب الشخصية والاجهزة اللوحية وليس انتهاء باجهزة العاب الفيديو والهواتف الذكية. توفر الشبكة نوعين من الاشتراكات الشهرية، احدهما يوفر مشاهدة البث المباشر للقنوات التلفزيونية بينما لا يفعل الاخر، فتبلغ قيمة الاشتراك الذي لا يضمن خدمات البث المباشر نحو 8 دولارات اميركية شهريا مع الاعلانات التجارية، ونحو 12 دولارا اميركيا شهريا بدون الاعلانات مع شهر تجريبي مجانا.
بينما تبلغ تكلفة الاشتراك الذي يتضمن البث التلفزيوني المباشر نحو 40 دولارا اميركيا شهريا مع 7 ايام تجريبية مجانا. حتى الان، لا تزال خدمات شبكة “هولو” مقتصرة على الولايات المتحدة الاميركية واليابان فقط، لذا ان كنت تُقيم في بلد اخر لا بد من استخدام “في بي ان” (VPN) لتتمّكن من الولوج الى خدمات الشبكة. للتعرف على كيفية الاشتراك في الشبكة من هنا، كما يمكن التعرف على ابرز خدمات الـ “في بي ان” المجانية التي يمكنك استخدامها من خلال هذا التقرير: تطبيقات مهمةلتخطي المواقع المحجوبة.
امازون فيديو برايم.. افضل خدمة بث للعائلات
لا يخفى على احد البداية المتواضعة لعملاق التجارة الالكترونية “امازون” التي بدات ببيع الكتب عبر الانترنت وبدات تتطور تدريجيا حتى شملت خدمات التسوق عبر الانترنت والانتاج والتوزيع الرقمي والحوسبة السحابية. في عام 2006 اطلقت شركة امازون خدمة “امازون فيديو برايم” (Amazon Video Prime) لبث الفيديو حسب الطلب، وبدات في تطويرها تدريجيا بتوفير مكتبة كبيرة من الافلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية زادت على 5 الاف فيلم وبرنامج تلفزيوني لمشتركي الخدمة خلال عام 2011.
استغلت امازون نفوذها في مجال الصناعة والتجارة الالكترونية للتوقيع على شراكات كبيرة مع الكثير من الشركات الرائدة في مجال الترفيه فضلا عن قنوات التلفزيون مثل: قناة “ايبيكس” (EPIX) ومحطة “نيكلوديون” (Nickelodeon) وشركة “وارنر برذرز” (Warner Bros) وشبكة “اتش بي او” (HBO)، وشبكة “شو تايم” (Show Time) و”سي بي اس” (CBS Corporation) وغيرها. كما سارت على خطى منافسيها في شراء حقوق العرض الحصرية للمحتوى الترفيهي حتى تفوقت على اغلب منافسيها في الاستحواذ على الحقوق الحصرية لبث للعديد من المسلسلات والبرامج التلفزيونية بما في ذلك بعض برامج شبكة “اتش بي او”. ([10] )
اضافة الى المحتوى المميز الذي تحصل عليه الشبكة من شركائها وفضلا عن المحتوى الحصري الذي تمتلك حقوق بثه، تقوم الشبكة بانتاج عشرات العروض الحصرية والمحتوى الاصلي الخاص بها مثل: مسلسل “بوش” (Bosch)، و”يد الاله” (Hand of God)، و”موزارت في الادغال” (Mozart in the Jungle)، ومسلسل “الرائعة السيدة مايزل” (The Marvelous Mrs. Maisel) و”الرجل في القلعة العالية” (The Man in the High Castle) وغيرها الكثير. ([11] )
مقارنة بشبكتي “نتفليكس” و”هولو”، تتميز خدمة امازون فيديو برايم باحتوائها على الحقوق الحصرية لبث عدد كبير من العروض التلفزيونية مع امكانية شراء الحلقات الحالية للعروض التلفزيونية الاخرى من القنوات المنتجة لها والحصول على شحن مجاني لمدة يومين على منتجات امازون الاخرى. بينما تكمن مساوئ الخدمة في قلة المحتوى الجديد نسبيا والتكلفة الاضافية للمحتوى الانتقائي غير المتاح في حزمة البرايم والذي يشمل اغلبية حلقات العروض التلفزيونية التى يتم عرضها فى الوقت الراهن. ([12] )
يبلغ عدد المشتركين في خدمة “امازون فيديو برايم” نحو 40 مليون مشترك حول العالم يمكنهم استخدام الخدمة على نطاق واسع من الاجهزة بما في ذلك اجهزة التلفزيون الذكية والهواتف الذكية واجهزة العاب الفيديو. تتوافر الخدمة في العديد من البلدان مثل: الولايات المتحدة الاميركية والمملكة المتحدة، واليابان والمانيا والنمسا، والنرويج والدنمارك والسويد. لذا ان كنت تُقيم في بلد اخر لا بد من استخدام “في بي ان” (VPN) لتتمّكن من الولوج الى الخدمة.
تبلغ تكلفة الاشتراك في خدمة “امازون فيديو برايم” نحو 9 دولارات اميركية شهريا ونحو 99 دولارا اميركيا سنويا مع فترة تجريبية مجانية تستمر شهرا واحدا، بينما تتراوح تكلفة استئجار او شراء حلقات المحتوى الذي لا يندرج تحت حزمة البرايم بين 2 و3 دولارات اميركية للاستئجار ونحو 20 دولارا اميركيا للشراء. للتعرف على الخدمة والمحتوى المتاح وكيفية الاشتراك من هنا.
اتش بي او ناو.. المنصة الافضل لمحتوى الشبكة الحصرى
“صراع العروش” (Game of Thrones)، “العالم الغربي” (Westworld)، “محقق فذ” (True Detective)، “ال سوبرانو” (The Sopranos) كل هذه الروائع وغيرها العشرات تُعد من المحتوى الاصلي لشبكة “اتش بي او” الذي يمكن مشاهدته من خلال خدمة “اتش بي او ناو” (HBO NOW) للبث تحت الطلب التي تقدمها الشبكة. بالرغم من وجود بعض القيود على هذه الخدمة مقارنة بمنافسيها فانها من الخدمات المميزة التي تنافس بقوة في مجال الترفيه والبث عبر الانترنت.
في حين تضم اغلب منصات البث عبر الانترنت مجموعات ضخمة من المحتوى الترفيهي والافلام والعروض التلفزيونية غير الاصلية التابعة لشبكات اخرى مختلفة، تقتصر خدمة “اتش بي او ناو” على بث المحتوى الاصلي للشبكة وحسب. وبالرغم من ذلك فان “اتش بي او” لا تزال بمنزلة عالم ترفيهي متكامل يضم عددا كبيرا من الافلام السينمائية المميزة والافلام الرياضية والوثائقية وعروض الاطفال الى جانب عشرات العروض التلفزيونية الاصلية وبرامج الكوميديا. ([13] )
من ابرز المزايا التي تتمتع بها هذه الخدمة هي احتواؤها على عدد كبير من العروض التلفزيونية الاصلية الحائزة على الجوائز المختلفة وافلام الدرجة الاولى وبرامج الاخبار الاصلية، وبالتالي فهي الخيار الامثل لجمهور المسلسلات الاصلية للشبكة. تكمن مساوئ الخدمة في السعر المرتفع قليلا مقارنة بالخدمات الاخرى، وعدم توافرها الا في الولايات المتحدة الاميركية، وبالتالي ان كنت تُقيم في بلد اخر لا بد من استخدام “في بي ان” (VPN) لتتمّكن من الولوج الى الخدمة. ([14] )
توفر الشبكة نوعين من الباقات، احداهما تشمل البث التلفزيوني المباشر لمجموعة قنوات “اتش بي او” من خلال القمر الصناعي، بينما تتيح الباقة الاخرى خدمة البث عبر الانترنت فقط وتبلغ تكلفتها نحو 15 دولارا اميركيا شهريا مع فترة تجريبية مجانية تستمر لمدة شهر واحد. يتمكّن المشتركون من استخدام الخدمة ومشاهدة المحتوى المفضل لديهم عبر الشاشات الذكية والهواتف المحمولة ومن خلال خدمة “امازون فيديو” والعديد من المنصات الاخرى. للتعرف على الخدمة والمحتوى المتاح وكيفية الاشتراك من هنا.4 منصات رقمية ترفيهية تهدد بانهاء عصر التلفاز للابد