اخبار اليوم الصحيفة, بحث علمي جديد اخبار اليوم الصحيفة, بحث علمي جديد
نشرت صحيفة “هيرالد” الاسكتلندية تقريرا لمراسلتها هيلين ماكارديل عن تطور جديد فيما يتعلق بحساب العمر المتوقع لكل شخص.
وقال التقرير “ان الاحجية بدات تتكشف بعد ان توصل العلماء في معهد اشر بجامعة ادنبرة، الى نظام درجات يربط بين الاختلافات الجينية واحتمال ان يعيش الشخص اطول او اقصر من المتوسط”.
وتقوم النتائج التي توصل اليها الباحثون على تحليل 500 الف عينة حمض نووي لاشخاص من اصول اوروبية في المملكة المتحدة وامريكا، مع سجلات لمدة حياة الابوين.
ومع ان معظم الناس يشاركون تقريبا نفس متوسط العمر المتوقع بناء على طبيعة الحمض النووي الخاص بالشخص، الا ان هناك حالات شاذة على طرفي الطيف بحيث تشكل “منحنى ناقوسي” الشكل.
وهذا يعني ان اعلى 10% قد يتوقعون العيش اكثر بخمس سنوات، ممن هم في ادنى 10% بحسب الحمض النووي فقط.
هذه النتائج هي جزء من بحث قيد التنفيذ يقوم به الدكتور بيتر جوشي، المختص بالرياضيات الاكتوارية والزميل لمؤسسة AXA للابحاث في معهد اشر، الذي قاد سابقا دراسات تتضمن عينات من 150 الفا الى 300 الف شخص.
وقال الدكتور جوشي: “الطريقة التي تعمل بها الاحصائيات تعني ان نتائجك تكون ادق كلما زاد عدد الاشخاص في العينة. وهذه المرة ظهر لدينا بان الجين الذي يحدد فصيلة الدم يؤثر على المدة التي تعيشها. وهناك جين اخر، عبارة عن عامل نمو شبيه بالانسولين، يبدو انه يؤثر على الطريقة التي تشيخ بها”.
واضاف: “يمكن ان يكون هناك شخصان بنسختين مختلفتين من الجين نفسه، احدهما قد يكون لديه النسخة التي تعني، اذا تساوى كل شيء اخر، انه قد يعيش اكثر بقليل. ولكن تشير النتائج بالمجمل الى ان الطريقة الرئيسية التي تؤثر فيها الجينات على العمر، تفعل ذلك من خلال قابلية الاصابة بامراض القلب. فان كنت تحمل نسخ جينات تحمي من الاصابة بها، فيبدو انها هي التي تنتج فرقا كبيرا”.
ولم يكتشف الفريق نماذج جينية تشير الى احتمال اكبر للوفاة بالسرطان. وقال الدكتور جوشي ان الامر ربما يعود لكون هذه الامراض ناتجة عن اختلافات جينية اقل شيوعا، او لانها غالبا ما تنتج عن طريقة الحياة او العوامل البيئية.
وقال الدكتور جوشي، ان البحث قد يمكن استخدامه في المحصلة كاداة من ادوات الصحة العامة، حيث يمكن اكتشاف الاشخاص الذين يقعون في خانة الخطورة الجينية العالية في وقت مبكر، وتشجيعهم على ان يعيشوا حياة اكثر صحية للتخفيف من الخطر.
وقال: “لا شك ان هناك احتمالات كثيرة مهما كانت الجينات التي تحملها ومهما كانت طريقة حياتك، ولذلك فان اعضاء تلك المجموعة بامكانها موازنة الخطر باتباع حمية افضل مع تمارين رياضية بحيث يوازنون الاثار السلبية.
وما من شك اننا نرى امورا مثيرة للعجب في المتطوعين للابحاث، حيث كان بعضهم لديه خطر جيني للاصابة بامراض القلب، ولكن بحفاظه على
مؤشر كتلة الجسم طبيعيا، يخفف من الخطر، ولكن ان كان مؤشر كتلة الجسم لديه عاليا، فهذا سيدخله في مجال الخطر بشكل كبير”.
واضاف قائلا: “ولذلك ان كنت تعلم انك عرضة للاصابة بسبب الجينات، فان ذلك سيخبرك بان تخفيض مؤشر كتلة الجسم الى المستوى الطبيعي سيكون له اثر كبير”.
وقال الدكتور جوشي انه في الظروف التشريعية الحالية، فنحن بعيدون جدا عن استخدام الفحوص الجينية لتحديد التامين الصحي، مضيفا ان دقة تنبؤات الحمض النووي ليست بعد “بالقوة التي تثير اهتمام شركات التامين”.
وقال انه اشترى طقمي فحص جيني كهدية عيد ميلاد له ولزوجته، وذلك للبحث عن جذورهم العرقية، ولكنه سيستخدم الطقم نفسه لفحص حمضهما النووي.
وعندما سئل فيما اذا كان يشعر بالقلق بسبب ما قد تظهره الفحوص؛ قال الدكتور جوشي: “اعتقد ان المعرفة قوة. واحد الاشياء التي قد يكشفها الفحص هو ان يخبرك عن قابلية الاصابة بالزهايمر، وهو مرض ليس له علاج حاليا، ولذلك قد تحصل على معلومة، ولكن المعلومة قد تقلقك ولا يتوقع ان يكون ذلك القلق ايجابيا، حيث لا يمكنك فعل شيء حياله”.
المصدر: عربي 21بحث علمي جديد يكشف امكانية حساب العُمر من خلال فحص “الحمض النووي”