اخبار اليوم الصحيفة, برشلونة يواجه ليفربول: اخبار اليوم الصحيفة, برشلونة يواجه ليفربول:
هي مواجهة الهجوم دون منازع. في برشلونة هناك سواريز وكوتينيو، وخلفهما ميسي، والجميع يعرف ما يمكن ان يفعله هذا اللاعب لوحده على ارض الملعب. وفي ليفربول هناك ثلاثي “فتاك” لا يرحم بقيادة فيرمينيو، ساديو ماني، والمصري محمد صلاح هداف “الريدز”.
ليفربول ليس ضعيفاً امام برشلونة، والاخير ليس فريقاً من “البريميرليغ” بالنسبة “للريدز”. ربما تجمع الفريقين خصائص مشتركة، خصوصاً في خطي الهجوم والدفاع، مع افضلية لبرشلونة في خط الوسط بشكل مؤكد، الا ان هذه الميزة قد لا تنفع امام فريق مثل ليفربول، لعدة عوامل فنية يعتمدها المدرب الالماني يورغن كلوب في خطته التكتيكية.
“سوبرمان” و”كريبتونيت”
يُصنف المحللون الكرويون برشلونة على انه افضل المرشحين لحصد لقب دوري ابطال اوروبا هذا الموسم، نظراً لقوته ولوجود لاعبين مُميزين في الخطوط الثلاثة، وربما وجود النجم الارجنتيني ليونيل ميسي في التشكيلة هو العامل الاساسي في ترجيح كفة النادي “الكتالوني” امام اي فريق اوروبي يلعب ضده وحتى لو كان هذا الفريق بحجم ليفربول.
ووفقاً لهذه المعطيات، فان فريق برشلونة يمكن تشبيهه بشخصية “سوبرمان” (الفيلم الاميركي الشهير)، وهو اقوى رجل في العالم والذي لا يمكن ان يُهزم بسهولة. لكن نقطة الضعف الوحيدة لهذه الشخصية السينمائية الخارقة هي مادة خيالية من عالم الفضاء تُعرف بـ”الكريبتونيت”، المادة الوحيدة القادرة على سلب “سوبرمان” قوته الخارقة وتحويله الى شخص عادي قابل للسقوط.
وفي مواجهة ليفربول وبرشلونة، مادة “الكريبتونيت” تتمثل باسلحة فريق “الريدز” القوية والتي تهزُ عرش اقوى الاندية الاوروبية. وبالتالي فان عدم اظهار برشلونة تحسناً كبيراً في جميع الخطوط وحفاظه على صلابته الهجومية والدفاعية سيجعله ضحية على ارض الملعب.
يمكن لفريق ليفربول اضعاف قوة برشلونة بطريقة لعبه المُعتادة والتي تعتمد اساساً على السرعة والقوة البدنية. وبالتالي فان سلاح “الكريبتونيت” قد يتمثل بالتمريرات السريعة والانتقال من الدفاع الى الهجوم بايقاع سريع وكان اللاعبين يتحركون ككتلة واحدة، هذا عدا عن “الثلاثي” الهجومي الذي لا يرحم والكرات العرضية الثابتة التي تمثل احد اسلحة الفريق الانكليزي.
لكن مهمة اضعاف قوة “سوبرمان” في ملعبه “كامب نو” تبدو شبه مستحيلة، نظراً للارقام التي حققها النادي “الكتالوني” على الصعيد الاوروبي، اذ ان برشلونة خاض 31 مباراة اوروبية متتالية على ارضه دون ان يتعرض لاي خسارة، كما ان ليفربول سيواجه خصماً فاز في 28 مباراة وتعادل في ثلاث خلال اخر ست سنوات من المشاركة في دوري ابطال اوروبا، في وقت سجل الفريق 91 هدفاً وتلقى 15 هدفاً في شباكه فقط.
برشلونة والعروض القوية
يعلم فريق برشلونة الاسباني ان قوته تكمن في عناصره المُميزة التي يملكها في الخطوط الثلاثة، بدايةً من الحارس تير شتيغن وصولاً الى المهاجم لويس سواريز، وجميعهم لا يتميزون فقط بالموهبة بل بالذهنية التي تمنحهم الافضلية، خصوصاً في فن التعامل مع الكرة.
يعرف نجوم فريق برشلونة ان ترك الفراغات بين الخطوط الثلاثة في المباريات العادية يُضعف الفريق كثيراً، لان هذا الامر يحرمه من الكرة وهي العادة التي يُمارسها دائماً على الخصوم. وهذه المرة المباراة لن تكون عادية امام فريق بحجم فريق ليفربول، والذي يعرف جيداً كيفية استغلال المساحات، خصوصاً في الهجمات المرتدة عبر الثلاثي الهجومي الناري.
وعلى برشلونة التعامل مع الضغط المتواصل من الخصم طوال 90 دقيقة بذكاء وبافضل طريقة ممكنة، وذلك لتفادي ارتكاب اخطاء مُكلفة، خصوصاً في الخط الخلفي. في المقابل، فان اللاعب الوحيد القادر على كسر كل الخطط التكتيكية لاي فريق هو باختصار ليونيل ميسي.
ويُمكن اعتبار ليونيل ميسي “سوبرمان” برشلونة، فهو صاحب القوة الخارقة وعملية ايقافه هي الشيء الوحيد الذي كان يُضعف النادي “الكتالوني” باكمله، خصوصاً في ظل الاداء القوي الذي يُقدمه النجم الارجنتيني في الموسم الحالي والجولات الاخيرة في منافسات الدوري والكاس ودوري ابطال اوروبا.
كما ان برشلونة في الموسم الحالي وبقيادة المدرب ارنستو فالفيردي امسى الفريق الذي لا يسقط بسهولة وان كان متاخراً بالاهداف. ففي موسم 2018-2019، قدم النادي “الكتالوني” ربما افضل اداء له في عهد المدرب فالفيردي وحقق الانتصارات المتتالية، وخرج من اصعب المباريات بنتائج ايجابية، ونادراً ما انهى برشلونة مبارياته بنتائج سلبية باستثناء الخسارات الثلاث التي تلقاها في بطولتي الدوري والكاس.
والجميع يتذكر، وخصوصاً جماهير برشلونة الاسباني، ما قاله ليونيل ميسي في الخطاب الشهير في ملعب “كامب نو” عندما وعد الجمهور بان لقب دوري ابطال اوروبا سيكون موجوداً هنا مع نهاية الموسم، وان النادي “الكتالوني” سيبذل كل ما يملك بغية تحقيق “الثلاثية” التاريخية.
وحتى هذه اللحظة وقبل خوض ذهاب نصف نهائي دوري ابطال اوروبا، يبدو ان ميسي يقود برشلونة في الطريق الصحيح للوفاء بوعده الذي قطعه قبل بداية الموسم الكروي الجديد، وامسى النادي “الكتالوني” اليوم اقرب لتحقيق ثلاثية (الدوري، الكاس ودوري ابطال اوروبا) وربما الذهاب نحو السداسية بعد ذلك نظراً للشغف والقتال الكبير الذي يُقدمه ميسي وزملاؤه على ارض الملعب.برشلونة يواجه ليفربول: فليحذر “سوبرمان” من “الكريبتونيت”