اخبار اليوم الصحيفة, غزة.. صراف الي اخبار اليوم الصحيفة, غزة.. صراف الي
داخل مقر سلطة النقد الفلسطينية في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، يدير فراس ملحم محافظ سلطة النقد (المؤسسة القائمة باعمال البنك المركزي) وفريقه، سير اعمال البنوك في قطاع غزة تحت حرب اسرائيلية اودت بحياة نحو 27 الف فلسطيني.
عشرة مصارف محلية ووافدة، تملك 56 فرعا تنشط في قطاع غزة وتخضع لرقابة سلطة النقد الفلسطينية، تواجه اليوم احدى اصعب فتراتها منذ بدء عملها في القطاع، وتعيش واقعا لم يسبق ان تعرضت له خلال الحروب السابقة.
يقول ملحم للاناضول: “نعيش تحت حالة طوارئ، وخدماتنا تحت القصف متواصلة ولو في حدودها الدنيا.. وبعد 112 يوما على الحرب نؤكد ان خدماتنا الاساسية لم تتوقف في غزة، الا في حالات انقطاع خدمات الاتصال والانترنت”.
كل ما في قطاع غزة اليوم سواسية تحت الحرب الاسرائيلية، بما فيها فروع البنوك التي اصبح بعضها اثرا بعد عين؛ بينما سلطة النقد تجهد في ادارة عملياتها في واحدة من اكثر المواقف ندرة، التي يمكن ان يعيشها اي بنك مركزي حول العالم.
** خدمات لم تتوقف
وبحسب ملحم: “اليوم هناك فروع لبنوك اضحت تحت الركام، بينما 6 اجهزة صراف الية (ATM) ما زالت تقدم خدماتها في القطاع من اصل 91، كانت تعمل حتى عشية الحرب”.
“باستثناء فترات انقطاع خدمات الاتصالات والانترنت عن القطاع، فان خدماتنا ظلت متواصلة على الاقل في الفروع الواقعة بالمناطق الاكثر هدوءا.. كانت الفروع تفتح ابوابها للمواطنين.. اليوم لا مكان هادئ في كل القطاع”.
ويتحدث محافظ سلطة النقد عن ظروف صعبة يعيشها موظفو البنوك خلال تنفيذ مهام تغذية اجهزة الصراف الالي بالنقد.. “بينما القصف متواصل، كان موظفو القطاع المصرفي يصلحون اعطالاً في اجهزة الصراف الالية وتغذيتها النقد”.
وتظهر بيانات سلطة النقد الفلسطينية، ان اجمالي ودائع العملاء في غزة يبلغ 1.8 مليار دولار، تشكل نسبتها 10.5 بالمئة من اجمالي ودائع القطاع المصرفي الفلسطيني البالغ 17.4 مليار دولار.
بينما تبلغ محفظة القروض والتسهيلات الائتمانية 990 مليون دولار، تشكل نسبتها قرابة 9 بالمئة من اجمالي التسهيلات المصرفية لدى القطاع المصرفي ككل، البالغ قرابة 11.3 مليار دولار.
وتتوزع محفظة التسهيلات بواقع 33 بالمئة للقطاع الخاص (شركات، مؤسسات)، و67 بالمئة للافراد.. “اجرينا اختبارات الضغط على القطاع المصرفي الفلسطيني.. النتائج اثبتت قدرته على تجاوز الحرب القائمة”، وفق ملحم.
واختبارات الضغط او الجهد، هي سيناريوهات تضعها البنوك المركزية وتعكسها على البنوك كل عام على الاقل، لفحص مدى قدرة البنوك على مواجهة اية مخاطر محتملة جيوسياسية او عسكرية او صحية او غيرها.
واحد الاختبارات التي اجرتها سلطة النقد، وفق ملحم، “يتمثل في فرضية تخارج اموال من القطاع المصرفي وقيام مودعين بسحب اموالهم”.
وتابع: “لو قام نصف المودعين في فلسطين بسحب اموالهم من البنوك، فان المصارف ستكون قادرة على الاستمرار.. وهي فرضية نادرة الحدوث وتاتي ضمن السيناريو الاسوا الذي قد يتعرض له اي بنك مركزي”.
** ودائع العملاء
ويكشف ملحم عن ارتفاع قيمة ودائع العملاء في قطاع غزة خلال فترة الحرب، مقارنة مع عشية 7 اكتوبر/تشرين ثاني الماضي، من متوسط 1.7 مليار دولار الى 1.85 ملياراً.
ويبرر ذلك، بسبب لجوء مواطنين لنقل اموالهم الى داخل القطاع المصرفي.. “في حالة الحرب، يصعب على المواطنين النازحين حمل الاموال والانتقال بها من مكان نزوح الى اخر.. البنك هو الملاذ الامن في هكذا ظروف”.
“المسالة الاخرى الهامة والتي نود التاكيد عليها، ان ودائع العملاء كافة في قطاع غزة مضمونة ومؤمنة.. حتى الفروع التي تعرضت للقصف فان ودائع العملاء فيها مضمونة”.
وتاتي ضمانة الودائع من خلال المؤسسة الفلسطينية لضمان الودائع (تتبع سلطة النقد الفلسطينية)، التي تضمن كافة ودائع البنوك الخاضعة لرقابتها.
** تخارج من غزة
ونفى ملحم ان تكون الحرب على قطاع غزة، قد دفعت بنوكا محلية او وافدة، للتخارج من القطاع.. “لم يصلنا اي طلب من اي بنك محلي او وافد يطلب اغلاق فروعه والتخارج من غزة”.
وتتجه الحرب الاسرائيلية على غزة، لمحو معظم الارباح التي حققتها البنوك خلال 2023، اذ سجلت نموا لافتا في اربحها قبيل الحرب، بانتظار صدور بيانات الربع الاخير 2023، بحلول فبراير/شباط المقبل.
يقول ملحم: “البنوك العاملة في فلسطين حققت ايرادات قوية في 2023، لكن معظم هذه الايرادات ستتحول الى مخصصات لمواجهة مخاطر ونتائج الحرب الاسرائيلية على غزة”.
وزاد: “سنشهد في 2023 هبوطا في صافي ارباح القطاع المصرفي.. هذا لا يعني ان كفاءة البنوك ليست جيدة، بل هي مخصصات مالية لمواجهة المخاطر المصرفية الناتجة عن الحرب”.
ويعمل في السوق المصرفية الفلسطينية 13 مصرفا محليا ووافدا، منها 7 بنوك محلية، و6 بنوك وافدة، بواقع 5 بنوك اردنية وبنك مصري واحد.
وفي 2022، بلغ صافي ارباح القطاع المصرفي الفلسطيني 228 مليون دولار، صعودا من 185 مليون دولار في 2021.غزة.. صراف الي يعمل تحت وابل الرصاص