اخبار اليوم الصحيفة, الى رؤوفة.. للكلمة اخبار اليوم الصحيفة, الى رؤوفة.. للكلمة
صعبة هي الكلمة حين تتحول الى عزاء و اصعب منها ان ترثي عزيزا, فكيف وهي الاخت والزميلة العزيزة الاعلامية والاستاذة امة الرؤف حسن الشرقي رحمة الله عليها في حياتها وفي مماتها.
فقد كانت في حياتها العصامية صاحبة قضية ومشروع وفي مماتها مزا لكفاح المراة اليمنية,وكانت صبورة الى الحد الذي يقتل, متسامحة الى الحد الذي يخجل, تحملت الامها بصبر وشقت طريقها دون انتظار او مساعد ة من احد, وكانت ككل مكافح ان تعثرت وقفت لكن وقوفها كان شموخا واباء , تحملت الامها ومرضها وحدها رافضة ان يشاركها فيها احد وتحملت قسوة الالم وقسوة فراق اخت وشقيقة وهي بين الحياة والموت , لكنها ابت الا ان تكون في الالم وحدها تسخر منه كما كانت تسخر من بقية المنغصات حتى يصير الصعب سهلا
رافقتها في بعض المحطات وشاركتها بعض الاعمال وهي كثيرة , لكنها كانت السباقة الى التجديد والابداع , فلسفتها دوما الاستغراق في العمل الى حد نسيان ما حولها والخطو الحثيث نحو النجاح والانجاز والابتكار الى حد التذوق والاندماج, كانت تطوف بافكارها وابداعاتها منتقلة من فكرة الى اخرى ومن ابتكار الى اخر, تتناسى فيها مواعيد الاكل والشرب والراحة والنوم, كانها كانت كمن يسابق الزمن قبل ان يدركه الموت وكانها كانت تسابق القدر الذي كانت معه في تحد دائم وان عاكسها ,ولانني لم اتوقع رحيلها بهذه السرعة فقد هالني مقالها الاخير حتى احست انه الوداع ومع ذلك لم اتمكن من الاتصال بها ,لم اتمكن, لم اتمكن..
ساقول لها الان تبقي الكلمة بعدك متجمدة الاطراف فقد خسرناك وافتقدناك , وافتقدك كل من عرفك بابتسامتك الدائمة حتى وانت في عز التعب وفي اسوا حالاتك, وافتقدنا احاديثك الشيقة عن الامل والمجتمع والمستقبل وعن الاماني المتجددة التي لم تتوقف, حتى انني كنت كلما جددت زيارتي اليك وجدتك ترسمين للمستقبل في اليمن صورة جديدة فكانت لنا رفقة مختلفة في اصرارها امام فكر سقيم , وكان لك حرف محارب مشرعة احلامه دائما على غد اجمل.
رؤوفة , ارهقها مرضها فاخفته حتى عن اقرب الناس اليها, فلم يكن احدا يعلم بانها تعاني الكثير من الالم الذي لا يحتمل وانها على موعد لاجراء عملية كبيرة وخطيرة ولولا انني في زيارتي الاخيرة لها بعد ان افتقدت غيابها فاتصلت الى حيث كانت لما عرفت بمرضها كبعض الاعزاء عليها وهم لا يتعدون الاصابع ومنهم اخوتها الذين لم يتركوها منذ علموا بمرضها رغم عنادها ولم يكفوا عن السؤال عنها وجميعهم التزموا بكتمان الامر عن بقية معارفها بناء على رغبتها.
اسمح الان لنفسي ان اعزي نفسي واعزي من حولي بها , وان افشي لهم ما حلفتني ان احتفظ به لنفسي حينها, وهو انها كنت تواقة الى معرفة اخبار كل الناس فترة مرضها وانها كانت في شوق للجميع و لكل الاماكن ولكل شبر في اليمن وتخص مسقط راسها بكل الذكريات العزيزة, وهو وعد التزمت به لها في تلك الحالة التي طالت لكنها كانت كلما اتصلت بها تكرر لي نفس الطلب حتى لا يقلق عليها احد , سبحان الله لقد جعلتني وقلة ممن كانوا يعرفون حالها في غاية الجزع عليها يوم تاخرت عنها العملية وهي وسط احداث التغيير في قلب القاهرة حتى كادت تنخلع قلوبنا خوفا من القادم عليها الا هي فكانت في غاية الاطمئنان
وقد حبست دموعي قهرا وحزنا عليها في اخر مكالمة لي معها وهي تسال الى متى هذا الالم ولا تطلب مني غير كلمة الدعاء وتستعجل العملية واثقة من نجاحها كل الثقة , لكنها تاخرت بسبب الظروف ..وكان ..وكان بعد فوات الاوان .. الان اعرف لماذا كانت لم ترغب بزيارة احد ولا باقلاق احد, فقد انهكها المرض وفرقها القدر عن شقيقتها في اصعب مرحلة من حياتها التي كانت بين الحياة والموت وقتلها الالم الذي يفوق تصور البشر.. لقد كانت وهي في براثين الموت تخشى ان نرثيها حية وان نحزن عليها, يا لها من انسانة قوية !!كلمتها مشعل يبدد عتمة جمود واقع غ الى في ظلامه,وحتى الهزيع الاخير من هذه الظلمة ظل قلمها يئن من وطاة الاحداث التي تقتلنا احياء كل يوم
فلترقد الان بسلام رحمة الله عليها ولتسمح لي لي ان ارثيها فلم يعد لي غير رثائها , فقد كانت من خيرة النساء اليمنيات, وكانت فوق هذا وذاك اختا عزيزة لكثير من الناس واهمهم طلبتها, امتدت دائرتها الثقافية الى كل شبر في اليمن بدا من الجامعة والمؤسسة الثقافية الى المنتديات في الداخل والخارج وكانت صاحبة مشروع الدولة المدنية , تغمدها الله بواسع رحمته والهم اهلها وذويها ومن عرفها الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون
والي روحها الطاهرة و قلمها الذي لم يجف بعد كلمات رثاء اقتبسها من قصيدة للمبدعة سعاد العلس
ععصي هذا الحرف حين يتحقن الدمع حبرا
قاسية هي اللحظة حين تتسربل الحزن رداء
دامٍٍ هذا القلب وهو ينعيك رفيقة درب تناصفنا
ازاحة الصخور الجاثمة في دروب رحلة طال امدها
اانعيك انسانا امتصته اهتراءات الاشياء من حوله
ولفظته على قارعة الحياة اوجاعا واهات ؟
ام انعي حلما انكسر في دواخلنا برحيلك ؟الى رؤوفة.. للكلمة كما للروح اجل لكن الاحبار لا تجف