اخبار اليوم الصحيفة, د. وهيبة فارع:بلادنا اخبار اليوم الصحيفة, د. وهيبة فارع:بلادنا
الاثنين, 11-اكتوبر-2010
الميثاق نت – لقاء: يحيى علي نوري
اعتبرت ان سحب مشروع قانون الانتخابات من جدول اعمال البرلمان خلال هذه الفترة وفقاً لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية يمثل واحدة من الاشراقات العديدة التي تعكس عظمة وحرص القيادة السياسية على انجاح الحوار الوطني الشامل.. وطالبت في الوقت ذاته المتحاورين الى التعاطي مع هذه الخطوة الحكيمة بروح عالية من المسؤولية.. مشددة على ان التوجه باتجاه الاستحقاق الانتخابي القادم في اطار مساري الاصلاحات والانتخابات يمثل فرصة ثمينة للجميع تعبر عن تطلعات الشعب وتحترم في الوقت ذاته حقه الانتخابي. هذا ما اكدت عليه الدكتورة وهيبة فارع عميدة المعهد الوطني للعلوم الادارية التي تحدثت لـ«الميثاق» حول عدد من الموضوعات المرتبطة بعملية الحوار الوطني وغيرها من القضايا المهمة.. فالى نص اللقاء: الاصلاحات السياسية.. ماذا تعني لليمن ولماذا تواجه بالعديد من الصعوبات؟
الاصلاحات واحدة من اسلحة اليمن الجديد وهي القوة التي تتعامل بها القيادة السياسية مع مختلف التحديات والصعوبات الراهنة، استشعاراً منها باهمية السير باتجاه بلورتها الى الواقع.. وبما ان هذه الاصلاحات تمثل الضمانة الحقيقية التي تمكن اليمن من تجاوز مختلف التحديات.. فان على مختلف اطياف العمل السياسي في البلاد ان يتعاملوا معها بدرجة عالية من المسؤولية الوطنية باعتبارها تعبيراً واضحاً وجلياً عن ارادة امة وعمَّا سبق ان اشرت له من ضمانة حقيقية لليمن الجديد ضمانة تجعله بمناى عن كافة الصعوبات والتحديات التي يحاول ان يفتعلها البعض للعودة باليمن الى اتون الصراع والتطاحن، وهي دوائر ملها شعبنا ويبحث بمسؤولية عالية عن كل ما من شانه ان يخدم اليمن ويعزز من تجربتها الديمقراطية ويهيئ لابنائها كافة مناخات الانطلاق باتجاه المستقبل الافضل الذي كان لبرنامج فخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام ان جعله الهدف الاستراتيجي الاكبر لتوجهاته المنتصرة. لكن هذه الاصلاحات مرتبطة بالحوار الوطني الشامل وانتِ تعلمين مدى الصعوبات التي تواجه هذا الحوار وتاثير ذلك على حاضر ومستقبل اليمن؟
اولاً.. انا وغيري من المهتمين والمختصين ندرك تماماً ان هذه الصعوبات والتحديات تعد اموراً عادية اذا ما اخذنا الموضوع برمته على قاعدة ان الاهداف العظيمة والتاريخية لابد ان تواجه بمثل هذه الصعوبات، وهذه الرؤية تنبع اساساً من ادراك عميق ان اليمن في ظل قيادة زعيم تاريخي حكيم ممثلاً بفخامة الاخ علي عبدالله صالح الذي اكتسب وخلال فترة حكمه لليمن الكثير من التجارب واستطاع ان يقود الوطن نحو بر الامان في ظروف لا تختلف في تعقيداتها عما نشهدها خلال المرحلة الراهنة من ازمة تبدو للعديدين متفاقمة ويعتقدون بان فرص الخروج منها ضئيلة، لكنني هنا اؤكد ان اليمن سيتجاوز هذه الازمة بقوة واقتدار كما تجاوز ازمات عدة منذ قيام الجمهورية اليمنية في الـ22 من مايو 1990م وكان اخطرها حرب 1994م، ومع ذلك تمكن اليمن من الخروج من تلك الازمات بثقة.. بفضل قيادته الحكيمة والرشيدة وفي اطار تفاعلها اليومي مع مختلف القضايا استطاعت ان تسير بالوطن الى مرافئ السلامة وان تهيئ اجواءً جديدة للشعب يمكن له من خلالها التعاطي المقتدر مع كل التحديات وبصورة فاعلة. تصوركِ هذا قد ينظر له البعض بغير الموضوعي او بالاحرى كموقف متعاطف مع النظام؟
سؤال مهم.. واعلم وانت تحاورني بانك تحاور اكاديمية واعتز بادواري في خدمة الوطن والانتصار لاماله وتطلعاته في اطار الالتزام بالمهنية والموضوعية والمنطقية، اما ان يقال بانني احاول من خلال هذا الكلام دغدغة عواطف النظام، فذلك اسفاف لا ينبغي ان يقال خاصةً واني اتعامل مع الامور على اسس منطقية 1+1=2 وليس هناك نتيجة اكبر او اقل من ذلك وهذا يعني ان متابعتي للحدث وللشان الوطني تقوم على هذا الاساس بل وتعطي كل ذي حق حقه ذلك انني احترم فكري واحترم واقع وطني ومتطلبات النهوض والتقدم التي ينشدها. لكن لم تبدِ لنا حيثيات تجعل القارئ يثق بما ذهبت له؟
المتابع لكل التطورات التي تشهدها الساحة اليمنية قد لا يجد صعوبة تذكر في رصد مختلف الحيثيات الايجابية التي اجدها تعزز من قناعته بوجهة نظري التي اطرحها هنا، ولي ان استشهد هنا بواحدة من هذه الحيثيات التي قد ينظر اليها من قبل البعض بالعادية والمتمثلة في توجهات فخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والذي تضمن طلباً لمجلس النواب سحب مشروع قانون الانتخابات من جدول اعمال المجلس، وهنا اتساءل: اليس مثل هذه الخطوة تدل بكل ابعادها ومدلولاتها على رقي نظرة النظام الذي يقف على راسه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح والذي ينم من خلاله عن ايمان وادراك كاملين باهمية الاستجابة لمتطلبات الواقع اليمني بما في ذلك متطلبات الحوار الوطني الشامل. لقد كان بامكان فخامة الرئيس ان لا يسحب هذا القانون وهو يملك الاغلبية النيابية والحيثيات الكاملة التي تدحض مواقف احزاب المشترك من مشروع القانون المذكور، وهنا نذكر بان هذا المشروع لم يكن نتيجة لرغبة نظام سياسي يحاول فرض ارادته على الاخرين وانما كان ذلك المشروع نتيجة لمشاركة فاعلة لاحزاب المشترك فيما استطيع ان اسميه هنا المشاركة الفاعلة في عملية التشريع.. الم تكن ملاحظات احزاب المشترك ازاء هذا القانون قد عُمل بها؟ الم يتم العمل ايضاً على الاستفادة من ملاحظات الاتحاد الاوروبي ازاء مشروع القانون المذكور، ثم الم يتم مناقشة مشروع القانون من جميع الكتل البرلمانية؟ الم تكن احزاب المشترك مدعوة للتوقيع عليه، ثم، ثم، ثم.. الخ، من التساؤلات التي تؤكد ان القيادة السياسية وبالرغم من تفهمها لكل ذلك فضلت السير باتجاه الانتصار للحوار الوطني الشامل باعتباره يمثل قيمة ديمقراطية وبعداً استراتيجياً ويتجرد عن كافة اشكالات التعصبات الضيقة التي لن تفضي الا الى المزيد من تفاقم المشكلات. لكن هذه القيم هل تعتقدين ان مختلف الوان الطيف السياسي قد التزمت بها ومنذ اللحظة الاولى لدعوة الرئيس لاجراء حوار وطني مسؤول؟
من الطبيعي جداً ان تجد الاحداث العظيمة تشهد تباينات واختلافات وذلك امر معهود في كل بلد يؤمن بالحوار المسؤول في مناقشة مختلف القضايا والمشكلات التي يعاني منها.. وبالرغم ان ذلك طبيعي الا ان ما يؤخذ عليه في بلادنا هو ان البعض قد استمرا المزيد من التمترس وراء افكاره ومقترحاته والاعتقاد بانه الوحيد الذي يمتلك الحقيقة.. ومع ذلك نجد ان القيادة السياسية تعاملت مع ذلك بقدر من المسؤولية والمرونة باعتبار ان التجربة الديمقراطية اليمنية مازالت بحاجة الى الرعاية والاهتمام والتفهم الموضوعي لها وعدم السير باتجاه ما هو اكبر من امكاناتها. لكن الواقع شهد تحديات كبيرة منها الخارجون على النظام والقانون عن الثوابت ..اليس يمثل ذلك خللاً ينبغي التعاطي معه بدرجة عالية من الجدية والصرامة من قبل الجميع سلطة ومعارضة؟
مهما تكن هذه التحديات فان هناك شعباً يتابع باهتمام بالغ كافة المتغيرات والتحولات ويدرك ايضاً طبيعة الاهداف التي يحاول البعض السير باتجاه تحقيقها وبما ان ذلك معروف لدى الراي العام فان القيادة التاريخية تدرك ماذا تريد شعوبها وهي في الوقت ذاته تمتلك الارادة الشعبية الخالصة التي تجنب الوطن من الوقوع في اتون الصراع والتطاحن. وانا هنا على يقين بان القيادة السياسية ومن منطلق ايمانها بالحوار سوف يمكنها التوصل الى اهداف عظيمة تخدم الوطن والمواطن وتعزز من التجربة الديمقراطية بل وترسخها وتجعل من الحوار كقيمة وطنية اداة مهمة لصنع الحاضر وافاق المستقبل ودون شطط ولا مبالاة بالقضايا الحقيقية التي يحتاج اليها المواطن اليمني وكذا وطنه، كما اننا نجد الخارجين على النظام والقانون قد تلاشوا تماماً كون الساحة اليمنية تنبذهم. مع اشارتك لتوجيهات فخامة الرئيس بسحب مشروع قانون الانتخابات من جدول اعمال البرلمان لهذه الفترة..ماذا تتوقعين من المعنيين بالحوار وبالذات احزاب المشترك؟
هذا التدخل الايجابي لفخامة الرئيس وطلبه بسحب مشروع القانون قد ساعد في العمل على التئام لجان الحوار ومنها لجنة الـ30 وكذلك المعنيين بالتواصل مع الاطراف الاخرى المعنية بالحوار، واقول: ان المنطق السياسي الذي نجده اليوم ينتصر للمسؤولية الوطنية المستوعبة تماماً لطبيعة التحديات التي شهدها اليمن يتطلب من الجميع والاخص منها احزاب المشترك التفاعل الايجابي مع كل التنازلات التي يقدمها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح من وقت لاخر وهي تنازلات لا ينبغي ان تتم دون تفاعل ايجابي من قبل احزاب المشترك باعتبار ان مواجهة التنازلات بالمزيد من التازم والتعسف لا يخدم المصالح العليا للوطن. المؤتمر وعبر قياداته اعلن استعداده للسير باتجاه حوار شامل في اطار مساري التعديلات الدستورية والاصلاحات السياسية والانتخابات في وقت واحد؟
انا ادرك تماماً الاهداف التي يحرص على تحقيقها، فهو من جهة يعطي للحوار افقاً اكبر وفي الوقت ذاته للاستحقاق الانتخابي قيمته واهميته واحترامه كحق شعبي ليس بمقدور احد ان يتجاهله، ولذا فانه وفي اطار التفهم الموضوعي لمختلف القضايا التي يحاول الحوار ايجاد المعالجات الناجعة بالامكان التغلب عليها اذا ما توافرت النوايا الحسنة والصادقة، فمختلف القضايا المختلف حولها بشان التعديلات الدستورية بامكان الجميع ان يقدم رؤيته ازاءها من خلال حوار مسؤول من خلال مشاريع قانونية او دستورية تعبر عن ارادة مختلف اطراف الطيف السياسي اليمني.. وان تطرح للاستفتاء عليها بحسب الدستور. واكد هنا اذا توافرت النوايا الصادقة يمكن معها اختصار الوقت والجهد والوصول الى تصور كامل يقدم الى الشعب ويلبي تطلعاته. لكن يبدو ان المعارضة وبالاخص احزاب المشترك غير راغبة في السير في هذين المسارين؟
قد يكون ذلك موقفاً يعبر عن حالة متشنجة وفاعلاً في الوقت ذاته من خلال استمرار الحوار في ظل الحوار المسؤول والمتجرد عن المزايدة السياسية النظر فيه من جديد حيث يمكن للجميع التوصل الى رؤية شاملة تعبر عن الحاضر والمستقبل اليمني، وفي اطار من المشاركة الفاعلة لمختلف الاحزاب والتنظيمات السياسية. ايضاً المؤتمر حريص على اجراء الانتخابات النيابية في موعدها ويبدو انه غير مستعد للتنازل عن هذا السير في المسارين؟ كيف ترين هذا الموضوع في حالة اذا اصرت احزاب المشترك على مواقفها؟
المؤتمر الشعبي العام له حيثياته المنطقية والموضوعية التي تدفع به باتجاه السير نحو الاستحقاق الانتخابي في موعده المحدد وهو بذلك ينتصر للشرعية الدستورية.. التي تضمن عدم انجرار الوطن الى الفوضى والعبثية، ولذا فان المؤتمر عندما يؤكد على السير في اطار الحوار والانتخابات في وقت واحد فانه يعبر عن رؤية وطنية صائبة لليمن وحرص على عدم جر البلاد الى ما لا قد يحمد عقباه. المؤتمر جدد بما لا يدع مجالاً للشك التزامه بالكوتا.. ماذا يعني هذا الموقف؟
ذلك يعبر عن موقف ايجابي نامل ان يجد الحوار خلال الايام القادمة كل ما يساعد الاحزاب والتنظيمات السياسية المتحاورة على الوصول الى رؤية خاصة حول مسالة مشاركة المراة في الحياة السياسية بل وفي جميع القضايا المتصلة بالحياة اليمنية ويكفي المؤتمر انه التنظيم الذي اعلن مبكراً عن رؤيته هذه، وهي رؤية تعبر عن نضج سياسي يجب على الجميع التفاعل معه بمنطق وبعيداً عن المزايدة والمناكفة.
المصدر:
https://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=4417د. وهيبة فارع:بلادنا تجاوزت تحديات كبيرة باقتدار.. ولا خوف على مستقبلها