queenarwauni

شباب ضل وضلل..!

اخبار اليوم الصحيفة, شباب ضل وضلل..! اخبار اليوم الصحيفة, شباب ضل وضلل..!

الاربعاء, 23-سبتمبر – 2009
د. وهيبة فارع .
بكثير من الاحساس بالصدمة المجتمعية لما يحدث في صعده من تخريب لعقول شبابنا وتوجيههم نحو العنف، وجدنا بعضنا يطلق عليها اسم كارثة او فتنة او ارهاب ، لكن اقل ما يقال بان ما يحدث في صعدة ما هو الا انتهازية متطلعة الى المال الحرام تحت شعار دنيء ورخيص في توقيته ومضمونه واهدافه استغل شبابنا دون رحمة ، ففي التوقيت تتوافق مع سياسة استعمارية امكن بثها في العالم الاسلامي تحت شعارات انسانية وحضارية ودينية مدفوعة الثمن ، وفي المضمون تخدم اطماعا فردية وتلبي رغبات عنصرية مكبوتة في قهر وتركيع شعب باكمله بمفاهيم انتفض عليها في ثورة قدمت الالاف من الشهداء، وفي الاهداف تخدم فكرا منحرفا وغريبا عن الامة ومعتقدها ،
فهل كان المخطط يمنيا بعد هذا وهل كان له ما يبرره من احساس بظلم او طلب لحق او قضية ؟.
احداث صعده افتعال لم يكن لها ما يبرره ولم تكن ذات طابع يمني او هدف وطني يتطلع اليه مواطن سليم العقل والحواس خصوصا وانه ياتي ضد رغبات اليمنيين على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم ، وانه لا يحمل مبررات ولا يستند الى معطيات او حجج او انتماء لحرية فكر او اطلاق عقل او اجتهاد او مصلحة عامة ولا يحتمل السكوت عليه
ما حدث فعلا كان عملا غير مسبوق ومحاولة حركية سطحية لبست عباءة اجنبية لايجاد بعد شعبي واقليمي لتوجهها العقائدي الذي لا ينجح معتنقوه الا في ضرب الاهل بالاهل ، ومحاولة لتجريب واختبار الساحة اليمنية لانجاح معتقدها الهدام وتصديره اليها، من خلال الاتجار بالسياسة التي انتهت بالمقايضة بالارض والعرض خصوصا عندما تخفت في اوساط الشباب حديثي التجربة والخبرة ، ونفذت من قبل مجموعة تعرضت لغسل ادمغة افرادها للاتجاه بمحيطها نحو اعتناق فكر خاطئ بدعم مالي وتعبوي وتدريب عسكري للاطاحة بالسلام والامن الاجتماعي.
هذا العمل ادى بمرتكبيه الى اقتراف اخطاء غير محسوبة النتائج كلفت المجتمع الكثير من الخسائر الارواح والاموال ، تحت اغراء خارجي لفئة من الشباب ووعدهم بالغنى والحياة المريحة او الموت المريح بعد تنفيذ اهداف غير محدودة والتسلل بين الفقراء وصغار السن وقليلي المعرفة والخبرة وسوقهم نحو طريق ظاهرها الرحمة وباطنها الكفر بكل ما هو انساني او وطني او ديني لتختلط النوايا الشريرة بالاكثر شرا، وليصبح ضحاياها هم اصحاب النوايا الحسنة وكل الوطن.
والحدث رغم جسامته بالنسبة لنا هو قضية تنشئة لم يختلف احدا على انها قد لقيت من التساهل المجتمعي اول الامر ما جعلها تنحى ابعادا خطيرة ، وتتجاوز ما يفوق تصور الفرد العادي بتحويرها معاني التسامح وحرية الفكر والمعتقد لتذهب بحسن النية الى محاولة بث الفرقة وتمزيق النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية بغلو وتطرف من افراد يِدَعون سلفا انهم انما يعدون انفسهم للجنة بعمى بصر وبصيرة ، ولكن بعيدا عن اداب العقل والنقل المتاح للاجتهاد .
ويذكرنا ما يحدث بحالات مرضية كثيرة تعرض لها بعض الشباب الذين غرر بهم فكريا في بعض المجتمعات الاوربية والاسيوية فدفعتهم نحو الانتحار الجماعي بافرادهم ومجموعاتهم بل واسرهم في جهل لاداب عقائدهم وتحريفها ومواجهة مجتمعاتهم بالرصاص، فقد تعرض هولا الى توجيه مبرمج خاطئ لم يخضع لرقابة مجتمعية فاتجهوا بطاعة عمياء ينفذون مخططات ارهابية ظنا منهم انهم انما ينفذون العدل الالهي عن ايمان وقناعات مطلقة ولم يشعروا بانهم اصبحوا ادوات للدمار النفسي والاجتماعي تحت مفهوم الحرية الذي انتهى بكوارث انسانية مفجعة
وقد تكون مثل هذه الظواهر متوقعة او محتملة الحدوث في مجتمعات تعيش الفراغ الديني والعاطفي والاجتماعي والنفسي ، لكن المخجل ان تحدث في مجتمع عربي ومسلم لا يقبل بانتحار فرد فكيف بانتحار جماعي يحرق نفسه ومن حوله من اجل اوهام مزعومة ، ويرهن نفسه ومستقبله وبلاده لحركة مهووسة همها ان تجند ماتطاله يدها واموالها في اكثر من مكان لتؤكد انها على حق وان كانت على باطل ،وتوحي للناس بانها تحمل مشروعا حضاريا بينما هي تعمل على هدم كل ما هو حضاري وانساني
ومثل هذه الجماعات لا تعمل الا في الظلام من استقطاب وتدريب للشباب لان من يؤسسها يحرص على الا تلقى توجيها او تصحيحا من احد ، وبالتالي يصعب التعرف على افكار محركيها ومنظميها ، وهذا التخفي وهذه السرية ناهيك عن الدعم الخارجي الذي لا يعرف احد مصادره او حجمه مؤشرات على ان ما تمارسه مثل هذه المجموعات غير صحي وانه يحمل افكارا شيطانية وغير مقبولة في مجتمع منفتح متعدد الرؤى والاتجاهات السياسية يؤمن بالله وكتبه وملائكته ورسله واليوم الاخر، وانه يضر بالتعددية السياسية والمعارضة التي التقطت بعضها تداعياتها للتشهير باليمن تماما كما يضر بالوطن!
واذا كان للحركات السياسية ما يبرر وجودها واحقيتها في معارضتها السلمية ، اذ ا طرحت برامجها بشفافية ولم تسيء للاخرين من احزاب وافراد ومجموعات وقبلت بالحوار السلمي وبفرص النجاح القائمة على المساواة والعدالة الاجتماعية لتعارض وتدافع عن افكارها دون اضرار بالسلم والامن المجتمعي، فانها بذلك تتحرك ضمن اصول وقواعد التعددية والمعارضة بالراي ووفق مبادئ لا يختلف عليها احد وان لم يتفقوا حول كل اطروحاتها فالاصل في التعددية الاختلاف الذي لا يفسد الوطن
لكن ما لا يتفق عليه احد ان تستغل مجموعة ما، افرادها للعمل ضد المجتمع ودستوره ومواثيقه وان تنتهز فرص الاستقرار والتسامح لتقفز على رقاب الجميع لتوهمهم بانهم جهلة وانها قد احيطت بالعلم والفهم والتوجيه الالهي فاصبحت تملك حق الوصاية والولاية والعصمة التي لا يستحق المجتمع سوى مباركتها ولو بالقوة، فتلك كارثة على نظامنا التربوي والاجتماعي والسياسي الذي تساهل مع هذه الظاهرة في بداية الامر ولم يقدر طبيعة ارتهانها الغامضة للخارج ،فاتاح بذلك الفرصة لمجموعة جاهلة تفتقر الى الخبرة والتعليم الاتجاه نحو التطرف والغلو تحت سمع وبصر التعدد والحرية للمساس بكل المقدسات والنظم الاجتماعية المرتبطة بسلسلة من المصالح المشتركة التي لم يكن يجوز المساس بها
ان مثل هذه الظاهرة تضعنا في محك الاختبار للتساؤل عن اسباب تاخرنا في تدريس اصول المواطنة واصول الانضباط الاجتماعي والولاء الوطني لمختلف الشرائح حتى لا تفهم الحرية بانها مطلقة ولا تتحول يوما الى سلاح بيد كل من هب ودب لفعل ما يحلوا له دون رقيب وحسيب، وحتى لا تتوغل بين البسطاء باسم الدين مستغلة محدودية ثقافة المجتمع الريفي والقبلي وتدَينه لتغرس فيها من الافكار الضارة وتستورد له ما يجب ان يعتنقوه ويمارسوه وكيف يؤدوه خروجا على الجماعة بمنهجية منظمة تم تصنيعها على مستوى عال من الخبث والحقد في الخارج لتصبح اكثر خطرا من الالحاد
نعم اخطا هولا الشباب باتباعهم دجالا تم اعداده في الخارج فلم يفرقوا بين الاصنام والاشخاص ، و كان من الممكن ان ننتبه اليهم مبكرا والى تطلعاتهم واحتياجاتهم العقلية والنفسية والاجتماعية لنغرس فيهم من الولاء ما يحصنهم وحتى لا يقعوا فريسة لانتهازيين لا يحسنون شيئا سوى نبش القبور واكل لحم الموتى حتى لم يبق شيئا لم ينهشوه من اعراض الوطن وعقيدته ومذاهبه ومدارسه الفكرية التي اعطت للعالم العربي والاسلامي صورة نموذجية عن التسامح والتاخي والتكامل الفكري الانساني ، فلا نجد مدرسة في كل انحاء اليمن لا تدرس كامل المناهج الفقهية باعتبارها ارثا لكل الشعب اليمني يوحد رؤاه ويسَير مقاصد ويوحد اهدافه .
ولقد استفاد الغوغاء وحدهم من هذه الزلة واحسنوا استغلال النوايا البريئة لعموم البسطاء ليجعلوا منها ظاهرة،واستغلوا التسامح والمراجعة التي ابداها النظام السياسي لهولا المغرر بهم بالنصح والمواجهة الفكرية والعقائدية لعلمه بانها نزوة وزلة كان يمكن تلافيها ، لكنهم خيبوا ظن الجميع واستبشر الحاقدون اننا على ابواب التنكيل بالنظام الجمهوري وبالتوجه السياسي الذي ارتضيناه ودفعنا من اجله الارواح، واستبشر الاعداء باننا مقبلون على ما في اذهانهم من كوارث تنال من الوطن، لكنهم لم يقدَروا مرة اخرى ان المجتمع لم يكن اولئك الجهلة ولا الشاطحون المغفلون وان الانسان اليمني الذي لم يعد يقبل العودة الى الوراء لن يفرط في العقيدة او الوطن او النظام الجمهوري تحت اي ذريعة ومهما كانت درجة التسامح .
من هنا، لم يعد مجديا تكرار الحديث عن مخاطر المخطط الاقليمي علينا الذي لم يكل من العزف على الوتر العاطفي والديني، فقد اصبح واضحا للعيان بانه لن يستثني احدا في المنطقة ، ولكن اصبح من الضرورة بمكان التوجه الى اعداد ابنائنا اعدادا تربويا مناسبا خصوصا وقد فهمنا خطورة المخطط ، ولم نعد نجهل اهدافه في التمدد بكل اتجاه ونيته في نقل المغامرة للعالم العربي كله ، ليس حبا فيه ولا في ال البيت ولا في رسالة الاسلام وانما برسالته التي حرفها طمعا بان يكون له دعما جماهيريا ودورا قياديا في عموم المنطقة العربية.
وحسنا فعلت الحكومة في توحيد التعليم وتوحيد مناهجه لان العبرة في هذا التوحيد كان قطع الطريق على المزايدين باسم العقائد وتذرعهم بانهم اكثر حرصا منا جميعا على انفسنا وعلى ابنائنا، لكننا لم نجدهم الا اكثر افسادا لكل ما هو اصيل وخَير بافكار تتصادم مع تطلعات شعب مسلم يتوق لتعليم ابنائه اصول العلوم الدينية دون وسطاء مهنتهم تجارة الدين السياسي بلا وسطية ولا اعتدال.
وقد ان الاوان لمراجعة الكثير من الاطروحات الثقافية والسياسية على الساحة والتي يمكن ان تشكل خطرا على اعداد الشباب الاعداد الصحيح، مع ضرورة الدعوة الى توحيد الحركات الشبابية ودعمها لتشجيعها على مراجعة تجربتها في ظل الدستور والقانون والتوجيهات والمواقف الوطنية المسئولة للاخ الرئيس القائد على عبدا لله صالح الذي كثيرا ما وجه بتطوير ادوار الشباب واعدادهم الاعداد السليم للمستقبل الواعد بالخير لليمن، و لم يالوا جهدا او يتردد في دعمهم وتبني انشطتهم لتعمل فئاتهم في اطار الحركة السياسية والاجتماعية الصحيحة والمخلصة في اهدافها وولائها الوطني .. فهل نحن فاعلون .؟
اوليس من الاجدى ان لا ننسى مسؤولياتنا كمؤسسات واسر وافراد ضرورة تقديم الدعم والتوجيه للمنظمات الشبابية والثقافية لتنشط وتشارك وتعمل امام اعيننا حتى نحميها من مغبة الاخطار المحدقة بها في مثل هذه الزمن الرديء الذي يباع فيه الولاء ويشترى فيه الاخلاص والايمان وتستباح العقائد من اجل المصالح فيتحول الشباب المؤمن الى شباب ضال لاننا اهملنا واجباتنا تجاههم وتركنا غيرنا يقوم بمهمة التوجيه والارشاد انها مسؤولية الجميع اولا واخيرا……؟
المصدر:
https://www.almethaq.net/news/news-11783.htm​​​​​​​شباب ضل وضلل..!

Scroll to Top