اخبار اليوم الصحيفة, الشموع المعطرة وملطفات اخبار اليوم الصحيفة, الشموع المعطرة وملطفات
حذرت دراسةٌ اعدتها “الكلية الملكية للاطباء”، و”الكلية الملكية لطب الاطفال” من ان التلوث البيئي الناجم عن ادخنة المراجل وملطفات الجو والشموع المعطرة يعرّض حياة الكثيرين للخطر، فيما قالت ان المواد العازلة في المنازل تزيد من خطورة تلك المواد.
الخطر الناجم عن دخان السيارات في الشارع امرٌ مفهوم، لكن الكثير من الناس يجهلون مخاطرَ تلوث الهواء داخل المنازل. اذ يلعب الحرص على تخفيض فواتير الطاقة عبر تركيب المواد العازلة دوراً مهماً في حجز الهواء السام داخل البيوت، بحسب تقرير نشرته صحيفة دايلي ميل البريطانية، الاحد 21 فبراير/شباط 2016.
التقرير الذي يحمل عنوان “الهواء الذي نتنفسه”، والذي سيتم نشره الاسبوع القادم، حذر من انه يمكن ربطُ 40 الف حالة وفاة في بريطانيا بتاثيرات تلوث الهواء داخل وخارج المنزل.
وحسب التقرير، “يمكن ان يكون التلوث داخل المنازل قد ادى او ساهم في 99 الف حالة وفاة سنوياً في عموم اوروبا”.
كما يفيد التقرير بان الغازات المنبعثة من المراجل التي لا تعمل بشكل جيد، والمواقد المفتوحة، والمستحضرات المضادة للحشرات، ومعطرات الجو، وملطفات الرائحة والمنظفات، كلها تسهم في تلويث الهواء داخل المنزل.
فالمستحضرات المضادة للحشرات مثلاً تحتوي على مواد كيميائية تُعرف باسم “المركَّبات العضوية المتبخرة” والتي هي موادٌ صلبةٌ او سائلةٌ بالاساس لكنها تتبخر في الهواء بسهولة.
وقد اكتشف بحثٌ في جامعة يورك ان مستويات الليمونين – وهي احدى المواد التي تدخل في تركيب هذه المركّبات العضوية المتبخرة – عاليةٌ بشكل ملحوظ في معطرات الجو والشموع المعطرة.
واضاف البحث انه من الخطر استنشاق هذه المادة (الليمونين) فهي مادة مسرطنةٌ تحرق العين، وتهيّج الجلد، وتسبب السعال والغثيان، كما تسبب سرطان الانف والحنجرة، وذلك حين تمتزج مع المواد الاخرى الموجودة في الهواء. كما ان بعض انواع الاثاث والانسجة والمواد العازلة يمكن ان تفرز ابخرةً معينة مهيِّجة للرئة.
كما حذر التقرير من انه على الرغم من ان الاطفال والكبار في السن هم الاكثر حساسية تجاه تلوث الهواء، الا ان تاثيره يطال كل الفئات العمرية.
وقال: “يؤثر تلوث الهواء في تطور الجنين، خاصة تطور الرئتين والكليتين، كما يؤدي الى الاجهاض، ويزيد من احتمال التعرض لسكتة قلبية، وكذلك البدانة والسرطان”.
وطالب التقرير بالقيام بالمزيد للقضاء على ملوثات الهواء، وحماية الناس من انبعاثات الغازات الضارة، خاصة في المدن والاماكن القريبة من المدارس. بينما طالبت “الكلية الملكية للاطباء” بمنح السلطات المحلية السلطة التي تمكنها من تحويل الطرق لتقليص حجم المرور في المناطق القريبة من المدارس حين تكون مستويات التلوث اعلى من المعدل المقبول.
وقال البروفيسور ستيفن هولغيت، رئيس اللجنة التي اعدت التقرير: “نعرف الان ان تلوث الهواء له اثر هائل على العديد من الامراض المزمنة، كما يزيد من احتمال الاصابة بنوبات قلبية لدى الاشخاص الذين يعانون من حساسية معينة. نعرف ايضاً ان تلوث الهواء يؤثر على تطور الجنين، بما في ذلك تطور رئتيه. والان لدينا دليلٌ قاطع على ان تلوث الهواء يرتبط بانتشار الربو مجدداً بين الاطفال والبالغين. حين يتعرض مرضانا لهذا العامل الذي من الواضح انه يسبب الموت، والمرض والاعاقة، فمن واجبنا ان نكشف ذلك”.
يذكر ان تقارير اخرى تشير الى انه بالاضافة الى التسبب في عشرات الالاف من حالات الاصابة بنوبة قلبية مبكرة، يضر التلوث بقدرة الاطفال على التعلم، فقد وجد البروفيسور جوردي سونير، من مركز ابحاث الامراض المتعلقة بالبيئة، ان الاطفال الذين يذهبون الى مدارس في مناطق ذات تلوث عالٍ يحصلون على علامات ادنى في اختبارات الذاكرة والتفكير.
وخلُصت الدراسة التي اجراها فريقه على 3000 طفل تتراوح اعمارهم بين السابعة والتاسعة وموزعون على 40 مدرسة، ان الاطفال في المناطق التي ترتفع فيها نسبة التلوث كانوا ياخذون وقتاً اطول في حل المسائل كما كانوا يرتكبون اخطاءً اكثر. كما لاحظ الباحثون ايضاً ان اداء الاطفال كان اسوا في الايام التي كان مستوى التلوث فيها عالياً.الشموع المعطرة وملطفات الجو تتسبب بالسرطان والسكتات القلبية والبدانة